اسرائيل ستبقى بحاجة الى تركيا، التي ثمل القوة لها في سوريا سيكون سيئا لها

هآرتس 14/4/2025، عومر بارليف: اسرائيل ستبقى بحاجة الى تركيا، التي ثمل القوة لها في سوريا سيكون سيئا لها
عندما اقتحم الجيش الاسرائيلي قبل بضعة اشهر المنطقة الفاصلة السورية واحتل قمة جبل الشيخ، أنا استغربت. المنطقة الفاصلة السورية التي لا يوجد فيها أي موقع مشغول، اعرفها جيدا من عشرات المرات التي تسللت فيها الى الاراضي السورية عندما توليت قيادة عملية سرية. قمة جبل الشيخ عرفتها بشكل جيد كأحد قادة دورية هيئة الاركان ووحدة المتسلقين عندما تم احتلالها في 1974، قبل التوقيع على اتفاق فصل القوات بين اسرائيل وسوريا. المشهد من قمة جبل الشيخ ورؤية العاصمة دمشق كان في حينه يحبس الانفاس. الآن أنا أتساءل ما هو السبب العملياتي لاحتلال هذه المناطق بالذات الآن؟.
لا حاجة الى أن يكون المرء استراتيجي كي يعرف بأن سوريا، أو ما بقي منها بعد سقوط الاسد، هي اكثر ضعفا مما كانت قبل سقوطه (في حينه ايضا كانت ضعيفة). منذ ثماني سنوات اسرائيل تستخدم اسلوب “المعركة بين حربين” في سوريا، وكانت لها ثلاثة اهداف رئيسية هي تقليل نقل السلاح المتقدم من ايران الى حزب الله في لبنان عبر سوريا، تقليص تمركز ايران في سوريا والاضرار بتمركز حزب الله في جنوب دمشق. في هذه السنوات لم يتم طرح أي طلب، سواء من المستوى الامني أو المستوى السياسي، لخرق اتفاق فصل القوات بين الدولتين الذي تم التوقيع عليه في 1974 بعد حرب يوم الغفران، والسيطرة على المنطقة منزوعة السلاح، بشكل جزئي أو كامل.
هل ظهر لهذا الاحتلال أي دافع استراتيجي بالذات الآن؟ بعد أن طرد الحاكم السوري الجديد، احمد الشرع، الايرانيين من سوريا، وبعد أن تعرض حزب الله لضربة شديدة في حرب “السيوف الحديدية”، ومنذ ذلك الحين يختبيء في لبنان؟. الآن بالذات يجب خرق الاتفاق الذي حرص الطرفين على الالتزام به بشكل كامل تقريبا خلال خمسين سنة؟. البعض سيقولون بأنه سنحت الفرصة بعد سقوط نظام الاسد. ولكن هذا سيكون مثل الادعاء بأنه بعد سقوط نظام حسني مبارك في مصر وتولي الاخوان المسلمين للحكم برئاسة محمد مرسي، كانت هناك ذريعة لاعادة احتلال شبه جزيرة سيناء.
آخرون سيقولون بأن الحديث الآن لا يدور عن الخوف من جيش سيفاجيء ويقتحم هضبة الجولان، كما حدث في حرب يوم الغفران، بل الخوف من المليشيات الاسلامية المتطرفة التي ستحاول تقليد هجوم حماس الوحشي في 7 اكتوبر. صحيح أنه يوجد مثل هذا التهديد، لكن مشكوك فيه اذا كان ترياقه هو الغاء المنطقة الفاصلة في سوريا (مساحة تبلغ بضع كيلومترات شرق الخط الاخضر الذي يعتبر الحدود بين اسرائيل وسوريا)، وذلك من خلال احتلال اراضي في دولة مجاورة، وخرق اتفاق ثابت وقعت عليه اسرائيل.
هذه منطقة فاصلة، ومن اجل غرض الانذار هي اوسع بكثير من الممر المطلوب على طول حدود القطاع (منطقة على طول خط الحدود مع القطاع التي يخطط لها بأن تكون بعرض بضع مئات الامتار). أنا غير ضليع بحجم القوات الدقيق الذي يحتفظ به الجيش الاسرائيلي الآن في الاراضي السورية. أنا لا أشك بأنه لو كانت هذه القوات تم وضعها على طول الخط الازرق من الغرب، حيث في الشرق توجد منطقة فاصلة بدون قوات سورية من أي نوع، فان هذا كان سيعطي رد جيد ضد هجوم مفاجيء لمنظمات ارهابية.
إن طموح اسرائيل الى أن تبقى سوريا ضعيفة بدون تواجد قوات اجنبية، هو طموح واضح جدا. مع ذلك، لن يبقى أي فضاء فارغ من تدخل اجنبي في المناطق التي فيها الحكم المحلي ضعيف، بالتأكيد في الشرق الاوسط. قبل سنوات لاحظت روسيا، وايران ايضا، ضعف سوريا في اعقاب الحرب الاهلية، وتمركزت فيها. في اعقاب الحرب بين روسيا واوكرانيا خفت نفوذ روسيا في سوريا، وايران بعد سقوط الاسد تم ابعادها من سوريا. هكذا نشأ فيها فراغ، تركيا تحاول الدخول اليه بقوة كبيرة.
تدمير اسرائيل لا يعتبر حجر الزاوية في استراتيجية تركيا. ايضا لا يوجد لديها برنامج نووي، الذي بينه وبين القنبلة النووية يقف فقط قرار الحاكم. لذلك فانه واضح للجميع بأن سوريا في ظل النفوذ التركي ستكون اقل خطرا على أمن اسرائيل من سوريا في ظل النفوذ الايراني. من هنا، غير مفهوم لماذا تصمم اسرائيل على مواجهة تركيا، بالذات في هذه الاثناء.
من خلال رؤية عميقة للمستقبل ربما سيكون هناك قرار اسرائيلي وامريكي لمهاجمة المنشآت النووية في ايران. في هذا الوضع سيكون من المهم ربط تركيا بهذه العملية، حتى لو فقط من اجل السماح للطائرات القتالية بالطيران في سمائها. من اجل فهم ذلك فانه لم تكن حاجة الى كلمات “المحبة” التي اغدقها الرئيس ترامب على الرئيس التركي اردوغان بحضور نتنياهو.
لماذا اسرائيل مع ذلك تفعل ما تفعله؟ هناك ثلاثة اسباب محتملة وربما يوجد دمج بينها. السبب الاول هو غياب تفكير سياسي استراتيجي. السبب الثاني هو رغبة رئيس الحكومة حرف الانتباه عن المخطوفين الذين يحتضرون في الانفاق في غزة، في الوقت الذي يعرف فيه بأنه لا توجد أي عملية عسكرية ستؤدي الى تحريرهم. والسبب الثالث هو ثمل القوة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-14 17:18:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>