اصلاح المجتمع الإسرائيلي يجب ان يبدأ بمعالجة العنصرية
يديعوت احرونوت 31/12/2024، امنون ليفي: اصلاح المجتمع الإسرائيلي يجب ان يبدأ بمعالجة العنصرية
هذه لحظة تفجر عنصرية بشعة في المجتمع الإسرائيلي. فالاستقطاب السياسي يرفع الكراهية الطائفية بين الاشكناز والشرقيين الى نقطة عنيفة تنتج سُما طائفيا لا أذكر له مثيل. إسرائيل الأولى مقابل الثانية، بيبيون مقابل ليبراليين، وفي السطر الأخير شرقيون مقابل اشكناز. ثمة من يعمل على نشر هذه العنصرية – دودي إمسلم او افيشاي بن حاييم مثلا. فهم يحاولون تثبيت الصلة بين الرأي والطائفة. على حد نهجهم، الشرقي ملزم بان يكون يمينيا والا فهو خائن مثلما هو الاشكنازي ملزم بان يكون يساريا.
لقد اختبرت العنصرية، أعرف عن كثب كل اشكالها. فهي ترافقني كل حياتي، تارة من اليسار وتارة من اليمين. تعلمت على جلدتي الفرق الدراماتيكي بين عنصرية يسارية ويمينية. عندما نشرت مسلسلي عن الجيني الطائفي، قبل 11 سنة، كنت محل نقد شديد حتى العنصرية الحقيقية من الجانب اليساري. اما الان فاني اعاني من عنصرية فظة وعنيفة من الجانب اليميني. ما الفرق بين نوعي العنصرية؟
تلك من اليسار خفية وذكية. فهي تشبه شخصا لطيفا وبشوشا، مغطى بطبقات عديدة من الملابس، يدخل في يوم بارد الى الغرفة، ينزع اللفحة، المعطف، الجاكيت، وكلما تعرى من ملابسه تتبين طبيعته الحقيقة – والعنصرية التي في داخله تتسرب الى الخارج. عندها أيضا لا تكون واضحة وعلنية، ما يشوش الشرقي، ويدفعه لان يتساءل اذا كانت هنا حقا على الاطلاق عنصرية. انعدام اليقين هذا لا يخفف – بل فقط يمنعه من أن يرد. غضبه امام الظلم الذي احيق به مخصي. أما العنصرية الشرقية من اليمين، بالمقابل فهي فظة وصريحة. الشرقيون المتماثلون مع اليسار يعانون من التهديدات، الشتائم، الاهانات. “المومس الفاحشة لإسرائيل الأولى”، مثلا. واضح لكل مئات المعقبين في الشبكات بان الشرقي ملزم بان يكون بيبي، وان لم يكن هكذا – فهو عبد، خائن، العم توم، شرقي أليف وماذا لا. العنصرية الشرقية اليمينية يصعب عليها التصديق بان الشرقي يمكنه أن ينجح بفضل نفسه. بن حاييم، مثلا، يدعي بان الهيمنة طورت شرقيين منضبطين مثلي، واعطتهم برامج في التلفزيون كي يرووا القصة الشرقي بشكل تقمع الرأس السياسي. في عالم بن حاييم، لا يمكن للشرقي ان يحصل على برنامج تلفزيوني بفضل كفاءاته – بل قدموا له معروفا كي يصبح خادمهم. العنصرية الشرقية فظة وعنيفة لكنها ليست واعية لعنصريتها.
نوعا العنصرية يلعبان دورا مركزا في إسرائيل اليوم. نتنياهو وعصبته يعملون بكد لخلق تماثل مطلق بينه وبين المصلحة الشرقية، ومذكورة اقوال نتان ايشل عن الطريق الذي يستغل به معسكر اليمين الغضب الشرقي.
اما في اليسار بالمقابل، فينفون مجرد وجود المشكلة: هناك يعلنون عن عمى ألوان وبزعمهم هم لا يميزون بين الشرقي والاشكنازي. لكن من يعلن هكذا هو الاعمى: اليسار الاشكنازي يرفض أن يرى كم هي القصة الطائفية حية، قائمة وأليمة في إسرائيل 2024 كم هي تحرك سياقات، كم ينبغي مراعاتها والرد عليها. هكذا نشأ وضع بينما يستخدم فيه اليمين الألم الطائفي كسلاح تهكمي في حربه ضد اليسار، فان المعسكر الليبرالي لا يكافح على الاطلاق، ويبقي الملعب فارغا. خذوا مثلا التأييد للانقلاب النظامي: فهو يستمد القوة من الشرقيين الذين يؤمنون بانهم اقصوهم عن النادي القضائي وانهم في المحكمة ليسوا سوى متهمين، وليسوا قضاة ابدا. بغضبهم يريدون أن يحرقوا النادي الذي لا يقبلهم. اليسار ملزم بان يبلور أجوبة لهذه الادعاءات.
كل محاولة لاحداث اصلاح للمجتمع الإسرائيلي النازف ملزمة بان تبدأ بمعالجة جذرية للعنصرية. دون هذا فان البيبية السامة والعنصرية ستواصل لعب دور النجم.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-31 14:15:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>