اضطراب الشخصية النرجسية.. أسباب مجهولة وأعراض مقلقة
وقد يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو الاهتمام بها. لكن وراء هذا القناع من الثقة المفرطة، فهم ليسوا متأكدين من تقديرهم لذاتهم، ويمكن أن ينزعجوا بسهولة من أقل انتقاد.
يسبِّب اضطراب الشخصية النرجسية مشكلات في كثيرٍ من نواحي الحياة، مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية، وقد يشعر المرضى المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بالتعاسة وخيبة الأمل بشكل عام عندما لا يتم منحهم الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه، وقد يجدون علاقاتهم مضطربة وغير مُرضية، وقد لا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.
ويتمركز علاج اضطراب الشخصية النرجسية حول العلاج بالحوار، المعروف أيضاً بالعلاج النفسي، بحسب “مايو كلينك“، إذ يؤثر اضطراب الشخصية النرجسية على الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما يظهر في سن المراهقة، أو في بداية البلوغ، وقد تظهر سمات النرجسية على بعض الأطفال، ولكن هذا غالباً ما يكون عادياً بالنسبة لأعمارهم، ولا يعني أنهم سيصابون باضطراب الشخصية النرجسية عند الكبر.
أعراض اضطراب الشخصية النرجسية
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر. يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:
- إحساس عالٍ بشكل غير معقول بأهمية الذات، والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط.
- الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة.
- توقُّع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات.
- تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه.
- الانشغال بتخيلات عن النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الرفيق المثالي.
- الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم، ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.
- الانتقاد والتعامل بتعالٍ مع الأشخاص الذين لا يشكّلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم.
- توقُّع الحصول على خدمات خاصة، وتوقُّع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.
- استغلال الآخرين للحصول على مرادهم.
- عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
- حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم.
- التصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيراً والغرور.
- الإصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء، كأفضل سيارة أو أفضل مكتب على سبيل المثال.
في الوقت نفسه، يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية صعوبة في التعامل مع أي خطاب يعتبرونه نقداً. وقد تلاحظ عليهم ما يلي:
- نفاد الصبر أو الغضب عندما لا يتلقون تقديراً أو معاملة خاصة.
- مواجهة صعوبات كبيرة في التعامل مع الآخرين والشعور بأنهم مُهمَلون بسهولة.
- الغضب من الآخرين وازدراؤهم ومحاولة التقليل من شأن الآخرين لجعل أنفسهم يبدون أعلى شأناً.
- مواجهة صعوبات في التعامل مع عواطفهم وسلوكياتهم.
- مواجهة مشكلات كثيرة في التعامل مع الضغوط والتأقلم مع التغيير.
- الانسحاب من المواقف التي قد يفشلون فيها أو تجنُّبها.
- الشعور بالاكتئاب وتقلّب المزاج؛ لأنهم ليسوا على قدر الكمال الذي كانوا يتخيلونه.
- الشعور الخفي بعدم الأمان والخزي والإهانة والخوف من التعرض للفشل.
أسباب الإصابة بالشخصية النرجسية
ما زالت أسباب اضطراب الشخصية النرجسية مجهولة. ومن المحتمل أن يكون السبب معقداً. ربما يرتبط اضطراب الشخصية النرجسية بما يأتي:
البيئة. وهي العلاقات بين الآباء والأبناء التي تتسم إما بفرط التدليل أو فرط النقد؛ بما لا يتناسب مع تجارب الأبناء وإنجازاتهم الفعلية.
الوراثيات. وهي الخصائص الوراثية، مثل سمات شخصية معينة.
البيولوجيا العصبية. وهي الرابط بين الدماغ والسلوك والتفكير.
عوامل الخطر
رغم عدم معرفة سبب اضطراب الشخصية النرجسية، فإن بعض الباحثين يعتقدون أن فرط الحماية أو فرط الإهمال من الآباء يؤثر في الأطفال الذين يولدون مع ميل للإصابة بهذا الاضطراب. وتؤدي الخصائص الوراثية والعوامل الأخرى أيضاً دوراً في تفاقم اضطراب الشخصية النرجسية.
المضاعفات
تشمل مضاعفات اضطراب الشخصية النرجسية والحالات الأخرى التي قد تكون مصاحبة لها:
- صعوبات تكوين العلاقات.
- مشكلات في العمل أو الدراسة.
- الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات الشخصية الأخرى.
- اضطراب في الأكل يسمى فقدان الشهية.
- مشكلات صحية جسدية.
- إدمان المخدرات أو الكحوليات.
- الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
علاج اضطراب الشخصية النرجسية
يُعالَج اضطراب الشخصية النرجسية بطريقة العلاج بالحوار، المعروف أيضاً بالعلاج النفسي. وقد يشمل العلاج استخدام الأدوية عند الإصابة بحالات صحية نفسية أخرى مثل الاكتئاب.
العلاج النفسي
يحتاج علاج اضطراب الشخصية النرجسية بشكل أساسي إلى المعالجة النفسية، ويمكن للمعالجة النفسية مساعدتك في الآتي:
- اكتساب القدرة على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين؛ بحيث تصبح علاقاتك معهم وثيقة ومُرضية وممتعة بشكل أكبر.
- فهم أسباب المشاعر التي تنتابك، وتحديد ما يدفعك إلى منافسة الآخرين وفقدان الثقة بهم وربما ازدرائهم وازدراء نفسك.
ويكون التركيز الأكبر على مساعدتك في تقبل المسؤولية واكتساب القدرات التالية:
- تقبّل العلاقاتٍ الشخصيّةٍ الحقيقية والحفاظ عليها والتعاون مع الزملاء.
- معرفة قدراتك ومهاراتك الحقيقيّة وتقبلها، حتى يتسنّى لك تحمّل النقد والإخفاقات.
- زيادة قدرتك على فهم مشاعرك والتحكم فيها.
- فهم تأثير المشكلات المتعلقة بتقدير الذات وتعلّم كيفية التعامل معها.
- تحديد الأهداف التي يمكن تحقيقها وتقبلها بدلاً من التطلّع إلى الأهداف غير الواقعية.
قد تخضع للعلاج لفترة قصيرة لمساعدتك على ضبط النفس خلال أوقات التوتر أو الأزمات، وقد تطول فترته لمساعدتك على تحقيق أهدافك والحفاظ عليها. وفي أغلب الأحيان، يمكن أن يساعدك إشراك أفراد من العائلة أو غيرهم من الأشخاص المهمين بالنسبة إليك إلى حد كبير.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com بتاريخ:2024-09-30 15:05:51
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي