اقتحامات الأقصى تمهد لتقسيمه زمانيا ومكانيا وبناء “الهيكل”+فیدیو
وشهدت الاقتحامات ممارسة طقوس دينية، فيما يعتبر تصعيدا خطيرا نحو تغيير الوضع القائم في المدينة المحتلة منذ عام 1967، وهو الوضع الذي تعترف به الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
البداية:
بدأ الإسرائيليون في الدخول إلى المسجد الأقصى عقب احتلاله مباشرة عام 1967، ولكن كسياح أجانب وليس كإسرائيليين، حيث إن غالبيتهم يحملون أكثر من جواز سفر، وهو الأمر الذي تواصل لمدة 3 عقود تالية.
كانت أولى المحاولات العلنية لاقتحام المسجد عام 1970 حينما اقتحمت مجموعة من أمناء الهيكل المسجد، وقد أتبعت ما تسمى بمحكمة العدل الإسرائيلية ذلك الفعل بقرار يسمح لليهود بالصلاة في باحات الأقصى، حيث بدأت سياسة الاقتحام تتصاعد رويدا رويدا، لكن كانت الأعداد قليلة جدا ولا تذكر.
كان للحكومة الصهيونية بقيادة إيهود باراك في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 مطالبات تتعلق بحرية السماح باقتحام الإسرائيليين للمسجد الأقصى، وعندما انتهت تلك المفاوضات بالفشل أقدم أرييل شارون على اقتحام المسجد الأقصى، مشعلا الانتفاضة الثانية، وفاتحا في الوقت ذاته أبواب الاقتحام العلني للمسجد الأقصى أمام جموع المستوطنين، والذي دخل مرحلة جديدة تصاعدت فيها أعداد المقتحمين، وفي عام 2001 قررت محكمة الاحتلال فتح أبواب “زيارة” المسجد الأقصى أمام جميع اليهود، وفق الباحث سليمان سعد أبو ستة في مقال في موقع “الجزيرة نت”.
في عام 2015 أعلنت حكومة الاحتلال تبني هذه السياسة رسميا، والتي جاءت تعويضا عن عجزها عن فرض التقسيم المكاني، حيث خصصت أوقاتا يكون فيها المسجد للإسرائيليين، وباقي اليوم للفلسطينيين، وهو الأمر الذي فجّر دائما صراعا واسعا.
وقد تصاعدت أعداد المقتحمين الإسرائيليين من بضع عشرات قبل عقود، إلى 30 ألفا منذ بداية العام، ومن حوادث متباعدة إلى سلوك شبه يومي، بل إن صحيفة “إسرائيل هيوم” ذكرت أن أعداد المقتحمين الإسرائيليين زادت بنسبة 1000% خلال عقد واحد فقط.
وتهدف هذه الاقتحامات إلى فرض وجود يهودي في ساحات المسجد الأقصى، تمهيدًا لفصلها عن باقي المسجد المبارك؛ لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
تصاعد مستمر
بدأت اقتحامات متطرفين إسرائيليين للمسجد الأقصى في إبريل/ نيسان 2003 بقرار أحادي من قبل الشرطة الإسرائيلية ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ومنذ ذلك الحين بدأت أعداد المقتحمين بالازدياد بشكل ملحوظ سنويا حيث سجلت أعلى الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قوله: “في الفترة ما بين الأعوام 2004 و2013 كانت أعداد المقتحمين تتراوح ما بين 6 إلى 7 آلاف سنويا”.
وأضاف، المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “الفترة ما بين الأعوام 2014 و2016 كانت أعداد المقتحمين ما بين 11 إلى 14 ألفا، أما في الفترة ما بين 2017 و2020 فإن أعداد المقتحمين تضاعفت بشكل ملحوظ حيث تراوحت ما بين 25 ألفا و29 ألفا”.
وتابع: “مثلا في العام 2018 كانت أعداد المقتحمين أكثر من 29 ألفا وفي العام 2022 كانت أعدادهم أكثر من 42 ألفا وهو ما يشير إلى أن الأعداد تتضاعف كل عام إلى أن وصلنا إلى العام 2022 الذي سجل رقما قياسيا بأعداد المقتحمين”.
الأرقام تتحدث:
عام 2011- بلغت أعداد المقتحمين 3694 متطرفا
عام 2012- أعداد المقتحمين 2915 متطرفا
عام 2013- أعداد المقتحمين 1688 متطرفا
عام 2014- أعداد المقتحمين 11870 متطرفا
عام 2015- أعداد المقتحمين 11589 متطرفا
عام 2016- أعداد المقتحمين 14870 متطرفا
عام 2017- أعداد المقتحمين 25630 متطرفا
عام 2018- أعداد المقتحمين 29801 متطرف
عام 2019- أعداد المقتحمين 29610 متطرفين
عام 2020 وهو عام انتشار فيروس كورونا كانت أعداد المقتحمين 18526 متطرفا
عام 2021- أعداد المقتحمين 34117 متطرفا
عام 2022- أعداد المقتحمين 48238 متطرفا
الأعياد اليهودية
تزداد وتيرة الاقتحامات في الأعياد اليهودية وهذه أبرزها:
بحسب التقويم العبري فقد بدأت الأعياد في 17 أيلول/ سبتمبر بعيد رأس السنة العبرية، يليها عيد الغفران في 25 أيلول/ سبتمبر، ثم عيد العرش 29 أيلول/ سبتمبر ويمتد حتى 5 تشرين الأول/ أكتوبر، وعيد الأنوار (حانوكاه) في 8 تشرين الأول/ أكتوبر.
جماعة أمناء الهيكل
جماعة أمناء الهيكل هي حركة دينية يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة، تأسست إثر حرب حزيران عام 1967م، مؤسسها وزعيمها الحالي هو جرشون سولومون، وهو محاضر في الدراسات الشرق أوسطية، ومختص في تاريخ الحركة القومية الكردية.
المقر الرئيسي لهذه الجماعة في مدينة القدس المحتلة، إلا أن لها فرعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم من خلاله مسيحيون متطرفون من كاليفورنيا بتقديم الدعم المالي لها.
تعتقد جماعة أمناء الهيكل بأن على اليهود إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وذلك؛ للتحضير لمجيء المسيح. وقد حاولت هذه الحركة أكثر من مرّة إرساء حجر الأساس للهيكل المزعوم بعد أن تم تجهيزه وفق مواصفات توراتية، لكن محاولاتها فشلت حتى الآن.
أقسم أعضاء هذه الحركة منذ تأسيسها عام 1967م على شنّ حرب مقدسة حتى تحرير “جبل الهيكل” حسب تعبير الحركة، وبناء الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة والمسجد الأقصى اللذين يجب إعادتهما (حسب ما تطرح هذه الحركة) إلى مكّة. وتدّعي هذه الحركة أن صخرة إبراهيم الخليل وإسحق موجودة تحت قبة الصخرة، وعليها همّ إبراهيم بتقديم ابنه إسحق (حسب اعتقادهم) قرباناً لله كما أُمِر. ويؤمن أعضاء هذه الحركة بأن جنّة عدن تقع في ذلك المكان، الذي يشكّل بؤرة العالم بأسره. ويعتقدون، استناداً لما جاء في العهد القديم، أنه لا بدّ من توفر ثلاثة شروط لمجيء المسيح بن داود ولخلاص شعب إسرائيل، وهذه الشروط هي:
أولا: قدوم كل اليهود إلى الديار المقدسة.
ثانياً: قيام دولة إسرائيل على الأرض التي وعد بها الله لإبراهيم وإسحق ويعقوب.
ثالثاً: إعادة بناء الهيكل الثالث في الحرم القدسي الشريف.
مقابل سياسة تسهيل ورعاية الاقتحامات للمتطرفين اليهود تتخذ سلطات الاحتلال سياسة إبعاد الفلسطينيين عن الأقصى.
بدأت سلطات الاحتلال بفرض أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى يتم تجديدها أحيانًا، لفترات متفاوتة، بحق العاملين وبعض الشخصيات الوطنية والدينية؛ بالإضافة إلى إبعاد العديد من المواطنين معظمهم من الأطفال والنساء من طلبة مصاطب العلم والمرابطين داخل المسجد الأقصى؛ على خلفية تصديهم للسياسات الاحتلالية، ولمجرد قيامهم بالتكبير أثناء الاقتحامات؛ ودأبت سلطات الاحتلال على إصدار أحكام بحبس العديد من المصلين، وإبعادهم عن المسجد الأقصى، وفرض الغرامات الباهظة عليهم، بحسب تقرير لوكالة “وفا”.
وقد صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الأعوام 2013 و2014 من سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى، وبات اتباع سياسة الإبعاد بحق العاملين في الأقصى، وروّاد المسجد سياسة ثابتة تأخذ منحىً تصاعدياً؛ لمعاقبة المرابطين والمرابطات، دون تفريق بين رجل وامرأة؛ وبين كهلٍ طاعن بالسن وقاصر صغير، وبين عاملٍ وحارسٍ ومسؤول.
وفي رمضان عام 2014 بدأت شرطة الاحتلال بفرض قانون “إبعاد جماعي صباحي للنساء” عن المسجد الأقصى، وذلك خلال الساعات التي يتم فيها تنفيذ الاقتحامات للمسجد الأقصى، بحيث بات ما يقارب 500 طالبة من طالبات مصاطب العلم يمنعن يومياً من الدخول إلى المسجد الأقصى.
وتزداد قرارات سلطات الاحتلال بالإبعاد في فترة الأعياد اليهودية؛ والتي أصبحت موسمًا لإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك، أو في أعقاب حدوث مواجهات تسميها سلطات الاحتلال “إخلال بالأمن العام”؛ حيث تتراوح فترة الإبعاد من أسبوعين وحتى عدة أشهر.
وتهدف إسرائيل من هذه الإبعادات الممنهجة إلى إفراغ الأقصى؛ لتهيئة الأجواء للمتطرفين باقتحامه؛ لتكون لهم فرصة لأداء صلواتهم التلمودية بحراسة من الشرطة الإسرائيلية، حيث عملت على اقتطاع أوقاتٍ زمنية لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى تمتد من الساعة 7:30 صباحاً إلى الـ 11:30، وهو ما يُطلق عليه اسم “الفترة الصباحية”؛ ومن الساعة 1:30 حتى الساعة 2:30، وهو ما يُطلق عليه اسم “الفترة المسائية”؛ وذلك بهدف تفريغ المسجد الأقصى من المسلمين.
بحماية قوات الاحتلال .. تجدد اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في رابع أيام ما يسمى “عيد العُرش” pic.twitter.com/rbXqvps05m
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) October 3, 2023
//platform.twitter.com/widgets.js
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-04 03:03:52
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي