الأردن يكشف امتلاكه لنظام الصواريخ الصيني المتطور متعدد الفوهات WM-120، الذي يصل مداه إلى 120 كم

موقع الدفاع العربي 6 أغسطس 2024: على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية سابقًا بشأن تسليم أنظمة إطلاق الصواريخ متعددة الماسورة (MLRS) من الصين إلى الأردن، فقد أصدر سلاح المدفعية الملكي الأردني مقطع فيديو على موقع يوتيوب يستعرض امتلاكه لنظام WM-120.

تم تطوير هذا النظام الصاروخي المدفعي المتقدم من قبل شركة الدفاع الصينية العملاقة شركة شمال الصين للصناعات الحربية (نورينكو NORINCO).

وسبق أن قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) إن الأردن حصل على 24 نظاما من طراز WM-80 مصنوعة في الصين عام 2010.

وفي الفيديو الأخير، يبدو أن الجيش الأردني حصل أيضًا على النسخة الأكثر تقدمًا من طراز WM-120، لكن من غير المعروف متى تم شراؤها.

قامت نورينكو بتطوير WM-120 بناءً على WM-80 ولكن مع العديد من التحسينات.

تم تجهيز WM-120 بصاروخ يعمل بالوقود الصلب عيار 273 ملم. أقصى مدى لإطلاق النار هو 120 كم، والحد الأدنى 34 كم.

يحتوي النظام على احتمال خطأ دائري (CEP) يبلغ حوالي 20 مترًا وهو مزود بجهاز توجيه بالقصور الذاتي مع نظام تحديد المواقع العالمي.

تم تزويد النظام بحاويتين لإطلاق الصواريخ تحتوي كل منهما على 20 صاروخًا على الجزء الخلفي من شاحنة ثقيلة من طراز TA5310 بمحرك 8 × 8 تم تطويرها بواسطة مصنع تايان للمركبات الخاصة. وتتسع المركبة لخمسة جنود.

الأردن يحصل على الراجمة الصينية SR-5

كما أظهر الفيديو راجمة الصواريخ الصينية SR-5 التي كشف الأردن امتلاكها عام 2023.

تعد راجمة الصواريخ SR5 منصة مدفعية متقدمة للغاية ومتعددة الاستخدامات ومعروفة بقدرتها مزدوجة العيار. ويمكنها إطلاق صواريخ 122 ملم و220 ملم، مما يوفر المرونة والقدرة على التكيف في ساحة المعركة. وتسمح هذه الميزة بتخصيص النظام ليناسب سيناريوهات قتالية مختلفة، مما يجعله رصيدًا قيمًا للجيش الأردني.

يتم تركيب SR5 على هيكل ذو عجلات 6 × 6، ويوفر قدرة تنقل ممتازة، مما يسمح بالنشر وإعادة التموضع السريع – وهي سمة أساسية في الحرب الحديثة حيث تعد السرعة والمرونة أمرًا بالغ الأهمية.

تعمل تقنية التحكم في الحرائق المتقدمة للنظام على تعزيز دقة الاستهداف وتمكين إطلاق الصواريخ في وقت واحد، وبالتالي تعزيز فعالية العمليات الهجومية والدفاعية بشكل كبير. مع مدى يصل إلى 70 كيلومترًا، يعمل نظام SR5 على تعزيز قدرات المدفعية الأردنية بشكل كبير، مما يوفر ميزة استراتيجية في سياق الدفاع الإقليمي.

ويؤكد هذا الاستحواذ على العلاقة الدفاعية القوية بين الأردن والصين، مما يمثل تحولا كبيرا في سياسات الدفاع الاستراتيجية الأردنية. تقليدياً، اعتمد الأردن بشكل كبير على الموردين العسكريين الغربيين، وخاصة من الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، قام الأردن بتنويع مشترياته الدفاعية بشكل استراتيجي، وتطلع بشكل متزايد نحو الشركاء غير الغربيين مثل الصين. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات العسكرية وسط عدم الاستقرار الإقليمي والتحديات الأمنية المتطورة.

اتسمت العلاقات الدفاعية بين الأردن والصين بزيادة التعاون، بما في ذلك التدريبات المشتركة، ونقل التكنولوجيا، والتبادلات العسكرية رفيعة المستوى. وتهدف هذه التفاعلات إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز القدرات العملياتية للقوات المسلحة لكلا البلدين. إن موقع الأردن الاستراتيجي في الشرق الأوسط يضعه كلاعب حاسم في ديناميكيات الأمن الإقليمي. ومن خلال الحصول على أنظمة متقدمة مثل SR5 MLRS، يهدف الأردن إلى تعزيز قدرات الردع ضد التهديدات المحتملة، والمساهمة في الاستقرار في منطقة مضطربة.

علاوة على ذلك، فإن الدور الذي تلعبه الصين كمورد دفاعي رئيسي للأردن يسلط الضوء على نفوذها المتنامي في الشرق الأوسط. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الصين الأوسع لتوسيع بصمتها الاستراتيجية من خلال التعاون الدفاعي والاستثمارات الاقتصادية. وتسلط العلاقات العسكرية المتعمقة بين الصين والأردن الضوء على طموحات الصين لزيادة وجودها ونفوذها في منطقة تهيمن عليها القوى الغربية تقليديا.

ومع ذلك، فإن تحول الأردن نحو أنظمة الدفاع الصينية يمكن أن يثير مخاوف بين حلفائه الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، التي كانت شريكًا طويل الأمد في التعاون العسكري والمساعدات. وبينما يعمل الأردن على تنويع مصادره الدفاعية، فقد يحتاج إلى إدارة علاقاته مع حلفائه التقليديين بعناية للحفاظ على استراتيجية دفاعية متوازنة وفعالة.