الأسلحة الفرط صوتية والبرمجيات الحاسوبية الصينية
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في شهر أكتوبر من العام الحالي 2022 تقريرًا عن إسهامات التكنولوجيا الأمريكية في تعزيز برنامج الصواريخ الفرط صوتية الصينية.
وأشارت الصحيفة إلى بعض الشركات الأمريكية مثل شركة Ansys والتي تقوم بتطوير وتسويق برامج المحاكاة الهندسية.
و تابعت الصحيفة قائلةً إن العلماء الذين يعملون في شبكة واسعة من أكاديميات البحث العسكري الصينية و الشركات التي تساعدهم، قالوا في مقابلات إن التكنولوجيا الأمريكية مثل برامج هندسة الطيران الجوية شديدة التخصص، تملء فجوات هامة في التكنولوجيا المحلية، و التي تعتبر الأساس لإحراز تقدم في صناعة الأسلحة الصينية.
معهد بكين للتكنولوجيا هو أحد الأكاديميات التي تم الإشارة إلى حصوله على البرامج الأمريكية كما أنه على صلة وثيقة بالبرامج العسكرية الصينية و ليس هذا فحسب بل تم إدراجه في قائمة الكيانات الممنوعة من تصدير التكنولوجيا الأمريكية!
كما حصلت الأكاديمية الصينية للديناميكا الهوائية على برامج من شركة Zona Technology و شركة Metacomp Technologies اللتان لهما برامج في محاكاة الديناميكا الهوائية.
ونقلت الصحيفة عن أحد العلماء الصينيين الذي يعمل في مُختبر جامعة يجري اختبارًا على الصواريخ الفرط صوتية، إن التكنولوجيا الأمريكية مُتفوقة في هذا الشأن، و لا يمكننا أن نفعل أشياء مُحددة بدون التكنولوجيا الأجنبية، وأضاف إنها ليست نفس الأساس التقني.
ومما سبق، نلاحظ أن الصين تواجه عجزاً في صناعة برمجيات محلية لأهم المجالات الحيوية – في مجال برامج المحاكاة الهندسية.
ومما يبدو أن الصين لا تمتلك حتى الآن مشاريع برمجية في هذا المجال، ولهذا تقوم بشرائها!
وتمتلك الشركة الأمريكية العملاقة Ansys أشهر البرامج في مجال المحاكاة الهندسية، و تُستخدم على نطاق واسع!
فمثلاً هنا صورة لإحدى الشركات الروسية العريقة Aerosila في مجال صناعة المراوح حيث يظهر اسم البرنامج ANSYS.
إلاَّ أنَّ روسيا قامت من خلال شركة Rosatom بتطوير حزمة من البرامج تدعى LOGOS تهدف إلى إحلال منتجات الشركات الغربية لما لها من أهمية إستراتيجية.
ففي عام 2013 ذكرت روسيا نقاطا مهمة لأسباب الاستقلال التكنولوجى فى هذا المجال. منها أن هناك قيوداً مفروضة على تصدير التكنولوجيات المتقدمة إلى الشركات الروسية تحد من وظائف المعدات المستوردة و استخدامها في مجال التكنولوجيات الحيوية… علاوةً على ذلك، لا يُمكن للبرمجيات الأجنبية أن تُلبي مُتطلبات الصناعات إلا بشكل ضعيف لأنه من الصعب تكييفها مع مهام محددة للمؤسسات و احتياجات التطبيق الفعال للحواسيب العملاقة الحديثة. فعلى سبيل المثال شركات بناء الطائرات الروسية التي يتعين عليها استخدام برامج أجنبية الصنع و التي تتخلف من 5 إلى 10 سنوات عن البرامج الداخلية المتخصص للشركات الغربية من حيث الوظيفة.
في عام 2022 عندما قامت روسيا بعملياتها الخاصة في أوكرانيا علَّقت الشركة الأمريكية Ansys جميع مُعاملات المبيعات و أنشطة استشارات تطوير الأعمال في روسيا وبيلاروسيا.
إلاَّ أنّ هذه البرامج لا تعمل إلاّ من خلال نواة يُطلق عليها نواة النمذجة الهندسية.
تعد أنظمة التصميم بمساعدة الحاسوب (CAD) أكثر منتجات البرامج شهرة والتي تتطلب أدوات مثل C3D Toolkit لتطويرها. تستخدم هذه الأدوات أيضًا في التصنيع بمساعدة الحاسوب (CAM) و الهندسة بمساعدة الحاسوب (CAE)، و لا تقل أهمية عن، نمذجة معلومات البناء (BIM). و تشترك جميع أنظمة CAD و CAM و CAE و BIM في أن لها نفس نواة النمذجة الهندسية.
إلاّ أنّ الشركة الصينية ZWSOFT كانت تعتمد على نواة النمذجة ACIS المملوكة للشركة الفرنسية داسو سيستمز. وفي عام 2010 قامت الشركة الصينية بالاستحواذ على الشركة الأمريكية VX و التي تمتلك حقوق الملكية الفكرية لنواة النمذجة Overdrive لسد الفجوة في هذا المجال.
غير أن المشوار في مجال صناعة برامج المحاكاة الهندسية ربما يكون طويلًا!
فعلى سبيل المثال يُلاحظ أنّ بعض الدراسات الروسية تقوم بعمل مقارنة بين نتائج حزمة البرامج الروسية LOGOS مع نتائج البرنامج الأمريكي Ansys وحساب نسبة الإختلاف بين النتائج.
ويبقى قطاع تقنية المعلومات من القطاعات الإستراتيجية!
المصدر
الكاتب:Nourddine
الموقع : www.defense-arabic.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-11-04 14:59:23
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي