عين على العدو

الإسرائيليون المنافقون يشجعون الاحتجاج في غزة، لكنهم يدمرون احتمالية نجاحه

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هآرتس 27/3/2025، جاكي خوري: الإسرائيليون المنافقون يشجعون الاحتجاج في غزة، لكنهم يدمرون احتمالية نجاحه

النشوة التي سيطرت على وسائل الاعلام وجزء من الجمهور في إسرائيل في اعقاب الاحتجاج ضد حماس في قطاع غزة، هي فقط تؤكد على نفاق إسرائيل. فجأة يتبين أنه ليس جميع سكان القطاع يؤيدون حماس، وأنه ليس جميعهم يستحقون الموت. في إسرائيل الديمقراطية والحرة اكتشفوا أنه أيضا في غزة هناك من يتجرأ على التحدث والاحتجاج. بعد ذلك رئيس الحكومة ووزير الدفاع توجها للجمهور في غزة وطلبا طرد حماس. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية شارك أفلام عن الاحتجاج، أيضا قنوات ومواقع معروفة ابرزت ما يحدث. “هل حكم حماس سيصل الى نهايته؟”، “هل الضغط العسكري المتزايد وتعزيز الحصار اصبح لهما تأثير؟”، “هل الثورة في الطريق؟”، هكذا رددوا في الاستوديوهات.

مهم التأكيد على أن احتجاج وغضب السكان في قطاع غزة مبررة. لا يوجد أي عاقل يمكنه الصمود امام هذا الوابل من القصف والتدمير والموت بدون تمييز منذ 17 شهر وأن يبقى غير مبالي. لا يوجد أب أو أم مستعد لتجربة هذه الكارثة على جلودهم والحفاظ على الهدوء. الخروج الى الشوارع والمطالبة بانهاء الحرب والقتل هو أمر مشروع وانساني. أيضا الصرخة ضد حماس، بصفتها القوة الحاكمة في قطاع غزة منذ 2007، مفهومة ومطلوبة. تنظيم اختار شن الهجوم الاجرامي في 7 أكتوبر يجب عليه قبل أي شيء آخر أن يقدم الحساب لجمهوره، قبل القانون الدولي وقبل التداعيات النابعة من رد إسرائيل.

غريزة الانتقام لدى إسرائيل لم تتوقف في غزة. ما حدث في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية على يد آلة التدمير الإسرائيلية، بذريعة مكافحة الإرهاب وضمن ذلك ضد حماس، لا يختلف كثيرا عما يحدث في قطاع غزة. كل شيء مصنف بأنه رد على 7 أكتوبر، بما في ذلك الهجمات المتكررة على السكان المدنيين، وأيضا هجمات المستوطنين. أيضا المجتمع العربي في إسرائيل اصبح يدرك بأن فضاء الديمقراطية آخذ في التقلص – من حرية التعبير وحتى حرية التصويت. كل شيء مسموح بذريعة الامن الوطني الإسرائيلي.

حماس تعتبر بالتأكيد الاحتجاج الموجه ضدها، وكل انتقاد لها، جزء من المؤامرة التي يقوم بحياكتها كثيرون في الساحة الفلسطينية، وفي المنطقة العربية أيضا، بهدف اسقاط هذه المنظمة ومحور المقاومة. وهذا سيكون أيضا ذريعة للقمع المتوقع لهذا الاحتجاج اذا توسع، بما في ذلك استخدام السلاح الناري ضد المدنيين.

بدون صلة بالقمع واستخدام القوة، فانه في نهاية المطاف أي احتجاج، حتى في قطاع غزة، يحتاج الى أفق للنجاح. إسرائيل، بتشكيلة الحكومة الحالية، هي آخر من يمكنه أن يعطي الفلسطينيين في غزة أي أفق. بدون الأمل فان كل شيء سيبقى يراوح في المكان ويتلاشى. في إسرائيل، وربما حتى في السلطة الفلسطينية وفي بعض عواصم الدول العربية، يتوقعون خروج رؤساء الحمائل في غزة الى الشوارع كل يوم، وتسريع الاحتجاج واسقاط حماس. ولكن اذا سقط وبحق نظام حماس الوحشي، ما الذي ينتظرونه في إسرائيل؟ ماذا ينتظر نتنياهو وسموتريتش وبن غفير؟ أن يفتح الفلسطينيون الباب لاحتلال جديد. إسرائيل لا تقوم بعرض أي شيء عدا عن السيطرة على حياة الغزيين مع إدارة إدارية وتنسيق أمني، بالضبط حسب نموذج الضفة. واذا لم يرغب الغزيون في ذلك، اذا ليهاجروا طوعا الى السودان أو الصومال.

في هذا السياق يجب الإشارة الى أنه ليس فقط نتنياهو وسموتريتش وبن غفير هم الذين يتبنون هذه المقاربة، أيضا البديل كما يبدو، من بينيت وحتى غانتس ولبيد، لا يقترح على الفلسطينيين أي أفق اذا قرروا الانتفاض واسقاط حماس، وحتى اسقاط محمود عباس (أبو مازن). على الأكثر هم يعرضون عليهم انتداب عربي أو مصري، وحكم ذاتي متعثر. أي موقف آخر ينحرف عن الاجماع في إسرائيل يعتبر وصمة عار على جبين اليسار.

في إسرائيل يمكنهم مساعدة الاحتجاج وبحق اذا اعلنوا بأنه بعد عهد حماس سيكون أمل وقدرة على تغيير وجه المستقبل. ولكن المطالبة باسقاط حماس من اجل شرعنة إعادة الاحتلال، فقط تضعف من يجدون الشجاعة ويخرجون الى الشوارع المدمرة في القطاع. كل واحد يريد الخروج، يرغب في العيش بكرامة، ليس تحت نبوت حماس أو تحت حذاء إسرائيل.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-27 17:17:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى