الاتحاد الأوروبي يستعد للحرب: المفوضية الأوروبية تحدد سياسة الدفاع لعام 2030

وفي حين أن مشروع “إعادة تسليح أوروبا / الجاهزية 2030” يعزز القدرة الدفاعية الأوروبية الشاملة من خلال موارد مالية جديدة، فإن “الكتاب الأبيض” يحدد نهجًا جديدًا للدفاع واحتياجات الاستثمار.

تهدف هذه الإجراءات إلى تطوير حلول لدعم أوكرانيا العاجل على المدى القصير، وكذلك تلبية الاحتياجات طويلة الأجل لتعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا.

الخطة الاستراتيجية للكتاب الأبيض

يقدم “الكتاب الأبيض” حلولًا لسد الفجوات الحرجة في القدرات الدفاعية وبناء قاعدة صناعية دفاعية قوية. كما يقترح طرقًا لدول الاتحاد الأوروبي للاستثمار بشكل مكثف في الدفاع، وشراء أنظمة دفاعية، وتعزيز جاهزية الصناعة الدفاعية الأوروبية على المدى الطويل.

حددت الوثيقة سبع أولويات دفاعية لدول الاتحاد الأوروبي، حيث توجد حاليًا فجوات يجب معالجتها لضمان دفاع أوروبي موثوق في المستقبل:

• الدفاع الجوي والصاروخي: يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى نظام دفاع جوي وصاروخي موحد ومتعدد الطبقات لحماية نفسه من جميع التهديدات الجوية (صواريخ كروز، الصواريخ الباليستية، الصواريخ الفرط صوتية، الطائرات، والطائرات المسيّرة).
• أنظمة المدفعية: أنظمة متطورة، بما في ذلك المدفعية الحديثة والصواريخ بعيدة المدى، لتوجيه ضربات دقيقة على الأهداف الأرضية.
• الذخيرة والصواريخ: استنادًا إلى “خطة الذخيرة 2.0” التابعة لدائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، يجب إنشاء احتياطي استراتيجي من الذخائر والصواريخ والمكونات، مع تعزيز القدرات الصناعية لضمان إعادة التوريد في الوقت المناسب.
• الطائرات المسيّرة وأنظمة مكافحة المسيّرات: أنظمة غير مأهولة تشمل المركبات الجوية، الأرضية، السطحية وتحت الماء، يمكن تشغيلها بواسطة مشغل بشري أو بشكل ذاتي.
• الحركية العسكرية: تطوير شبكة أوروبية شاملة من الممرات البرية والمطارات والموانئ والبنية التحتية الداعمة، لتسهيل النقل السريع والسلس للقوات والمعدات داخل الاتحاد الأوروبي ومع الدول الشريكة.
• الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والحرب الإلكترونية: تعزيز الأمن في البيئة الرقمية، واستخدام أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية.
• الأنظمة الاستراتيجية وحماية البنية التحتية الحيوية: تطوير قدرات النقل الجوي الاستراتيجي والطائرات المخصصة للتزود بالوقود، والاستخبارات والمراقبة، والوعي بالمجال البحري، والعمليات الفضائية، ووسائل الاتصالات الآمنة، والبنية التحتية للوقود.

التركيز على الدعم العسكري لأوكرانيا

يعرّف “الكتاب الأبيض” روسيا على أنها تهديد أساسي لأمن أوروبا في المستقبل المنظور، ويعتبر الحرب في أوكرانيا حاسمة لمستقبل أوروبا على المدى القصير. بناءً على ذلك، يجب التركيز بشكل كبير على زيادة الدعم العسكري وأشكال المساعدة الأخرى لأوكرانيا.

تشمل هذه النوايا توفير ذخائر مدفعية ذات عيار كبير، بحد أدنى 2 مليون قذيفة سنويًا. هناك حاجة ملحّة لتمويل كامل لإمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا طوال عام 2025، خاصةً من خلال التبرعات المحفزة من المخزونات وعمليات الشراء.

كما يتم إيلاء اهتمام خاص لتوفير أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الخاصة بها والطائرات المسيّرة. ويجب إطلاق مبادرة دفاع جوي ثنائية مع أوكرانيا، تشمل عمليات شراء جماعية ودعمًا ماليًا لأوكرانيا لتسريع إنتاج الصواريخ الاعتراضية ومنظومات الدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى.

كما يشير التقرير إلى أن الطائرات المسيّرة (UAVs) تشكل عاملًا رئيسيًا في تعويض عدم تكافؤ الموارد العسكرية في ساحة المعركة. لذا، يجب على الاتحاد الأوروبي مواصلة دعم أوكرانيا في شراء الطائرات المسيّرة، وتعزيز قدراتها التصنيعية الخاصة، لا سيما من خلال إنشاء مشاريع مشتركة بين الصناعات الأوروبية والأوكرانية.

يجب تعزيز جهود الاتحاد الأوروبي في تدريب وتجهيز الألوية الأوكرانية، ودعم إعادة تشكيل الكتائب بشكل نشط، وتحويل هذه الجهود إلى عنصر أساسي في تطوير القدرات العسكرية الأوكرانية بعد أي وقف لإطلاق النار.

يُعتبر الدعم المباشر للصناعة الدفاعية الأوكرانية الطريقة الأكثر فاعلية وكفاءة من حيث التكلفة لدعم القدرات العسكرية الأوكرانية، خصوصًا من خلال مشتريات مباشرة من قبل الدول الأعضاء من الصناعات الدفاعية الأوكرانية. ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لصناعة الدفاع الأوكرانية إلى حوالي 35 مليار يورو في عام 2025، والتي يمكن أن تعززها أوكرانيا أيضًا من خلال قروض من الاتحاد الأوروبي.

بالإضافة إلى ذلك، سيوفر الآلية الجديدة “الإجراء الأمني لأوروبا” (SAFE) للصناعة الدفاعية الأوكرانية فرصة المشاركة في المشتريات الأوروبية المشتركة على قدم المساواة مع الصناعة الدفاعية في الاتحاد الأوروبي.

إعادة تسليح أوروبا / الجاهزية 2030

كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فإن خطة “إعادة تسليح أوروبا / الجاهزية 2030” تشمل استثمارات تتجاوز 800 مليار يورو.

ستقوم المفوضية بجمع ما يصل إلى 150 مليار يورو من أسواق رأس المال لمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على زيادة استثماراتها في القدرات الدفاعية بشكل سريع وكبير. سيتم تخصيص هذه الأموال للدول الأعضاء المهتمة من أجل الاستثمار في مشاريع تطوير الدفاع الوطني.

ستكون المدفوعات على شكل قروض طويلة الأجل مضمونة من احتياطي ميزانية الاتحاد الأوروبي. وسيتيح برنامج SAFE للدول الأعضاء زيادة استثماراتها الدفاعية فورًا وبشكل كبير من خلال المشتريات المشتركة من الصناعة الدفاعية الأوروبية، مع التركيز على القدرات ذات الأولوية.

كما ستتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى المشتريات المشتركة، وسيسمح المشروع بفتح باب شراء المنتجات الدفاعية من الشركات المصنعة الأوكرانية.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top