صحافة

الاتفاق الايراني السعودي… وسقوط الرهان على الكيان

وادركت السعودية ان امريكا لا تحمي الدول المحيطة بايران كما كانت تتوقع الا بالقدر الذي تحمي فيه كيان الاحتلال عبر اتفاقية ابراهام والتي خصصت لحمايته فقط، خصوصاً بعد خروج امريكا من افغانستان تاركة حلفائها ورائها ما سبب حالة من الصدمة تجاه الذين يراهنون عليها، ثم جاء الاتفاق الايراني السعودي بواسطة الدور الصيني ليشكل الضربة الكبرى للامريكي والاسرائيلي، ما جعل الكيان في حالة تخبط وتراجع وبالتالي يجعل الدول المطبعة في الاطار ذاته.

ويرى مسؤولون مراقبون ان التطبيع الذي سعى اليه كيان الاحتلال الصهيوني مع بعض الدول العربية لم يكن له مستقبل، والسبب وراء هذا الاعتقاد هو الرفض الشعبي لهذا التطبيع لان هناك مشكلة اسمها الكيان الصهيوني نفسه وعجزه عن تحسين صورة المطبعين امام جمهوره وامام الواقع الدولي، والامر الثاني ان الشعب الفلسطيني منذ صفقة القرن، وهو يصعّد نضاله ومقاومته مع العدو وبالتالي بات يحرج اي حاكم عربي يحاول ان يطبّع مع الاحتلال.

واوضح هؤلاء المراقبون، ان هذا المسار يجب قراءته في اطار ما يجري على المستوى الاقليمي والدولي من خلال صعود قوى وتراجع اخرى، واتت بميزان قوى جديد معاكس لميزان قوى الذي فرضه التطبيع على بعض الدول التي بدأت تشعر ان رهانها على التطبيع من اجل ضمان امنها واستقرار لم يكن في محله، بالاضافة الى ما يمارسه الصهاينة من فوقية وتعنت في التعامل مع الدول المطبعة، ومن هنا جاء الاتفاق السعودي الايراني ليعلن عن بدء مرحلة جديدة تعتبر ايران شقيقاً حليفاً في وقت الذي كان يريدون ان يعتبروا ان الكيان الصهيوني هو الشقيق الحليف.

وشددوا على ان الاتفاق السعودي الايراني ليس فقط موقفاً لمسار التطبيع، بل هو تعبير عن واقع موازين قوى جديدة ترفض الخضوع للاملاءات الامريكية في مسألة التطبيع.

بدورهم لفت محللون بان ايران لعشر سنوات ماضية كانت تعتبر هي العدو الاكبر في الشرق الاوسط، لكنها لم تعد كذلك بعد الاتفاقات والحرب التي تدور بين روسيا وامريكا في اوكرانيا، بل عاد كيان الاحتلال الى واجهة العدو الاكبر.

واوضحوا، ان هناك مشكلة سعودية مع ادارة بايدن الحالية وليست مع امريكا كشكل عام، لانها عندما وقعت اتفاقاً مع الصين وايران في محاولة لازالة الخلافات، ذهبت لتشتري صفقة كبيرة من الطائرات الامريكية بعشرات المليارات من الدولارات.

واكدوا ان هناك شيئاً واضحاً صحيحاً بأن ايران اخذت على عاتقها عندما استلم الرئيس ابراهيم رئيسي السلطة، بان تستدير نحو المنطقة وآسيا وتبتعد كلياً عن الغرب وامريكاً بالتوازي مع حل المشاكل مع دول الشرق الاوسط، كما ان السعودية عندما رأت ازمات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي جراء الحرب الاوكرانية والانهيار الداخلي الذي يعانيه كيان الاحتلال، ادارت ظهرها لمسار التطبيع الاسرائيلي خاصة بعدما اعلنت امريكا انها غير مهتمة بالاتفاق النووي، وجاء الاتفاق السعودي الايراني حتى ينهي التطبيع مع الكيان.

ما رأيكم..

هل تراجعت دول التطبيع عن علاقاتها بالكيان منذ لحظة اعلان الإتفاق الايراني السعودي؟

كيف يبدو التراجع عمليا مع رفض الدول المطبعة تطوير الخطوة الى أمنية؟

ما أهمية فشل الرهان الاسرائيلي على دور الرياض التي اختارت التفهم مع طهران؟

ماذا عن خشية المطبعين لعلاقتهم بالكيان نتيجة الرفض الشعبي الضاغط عليهم؟

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-02 15:04:45
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading