الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
يعد زيت السمك من أشهر مصادر أحماض أوميغا-3 الدهنية التي تُستخدم لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن أظهرت دراسة جديدة أنه في الواقع قد يزيد احتمالية التعرض إلى النوبة القلبية والسكتة الدماغية لدى الأشخاص السليمين صحيًا.
يقول باحثون من الصين إنهم اكتشفوا رابطًا بين استخدام مكملات زيت السمك وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص ذوي الصحة القلبية السليمة، رغم أن دراستهم أظهرت أيضًا أنه مفيد لدى الذين يعانون مشكلات في صحة القلب والأوعية الدموية.
يقول اختصاصي طب القلب الوقائي أديدابو أديينكا يويوميد من فلوريدا والذي لم يشارك في الدراسة: «تشير نتائج الدراسة إلى أن وصف زيت السمك ينبغي أن يكون مخصصًا حسب الحالة الصحية لكل مريض».
«قد يكون زيت السمك أكثر إفادة في الوقاية الثانوية لدى الأشخاص المصابين مسبقًا بمشكلات في القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالوقاية الأولية لدى عامة الناس».
تفاصيل الدراسة:
بُنيت الدراسة على بيانات مجمعة من 415737 شخص في بنك المملكة المتحدة الحيوي، وتناول قرابة ثلثهم مكملات زيت السمك.
أبلغ الباحثون أن معدل خطر الإصابة بالارتعاش الأذيني ارتفع إلى 13% لدى الأشخاص الذين تناولوا مكملات زيت السمك بانتظام ولم يتعرضوا مسبقًا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، في حين ارتفعت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية إلى 5% مقارنةً بالأشخاص السليمين الذين لم يتناولوا زيت السمك.
مع ذلك أشار الباحثون إلى أن نسبة خطر الإصابة بالارتعاش الأذيني والنوبة القلبية انخفضت إلى 15% لدى الأشخاص الذين تناولوا زيت السمك وتعرضوا مسبقًا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفضت أيضًا احتمالية تفاقم قصورهم القلبي إلى الوفاة بنسبة 9%.
فضلًا عن ذلك، لوحظ أن خطر إصابة الأشخاص السليمين بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية وقصور القلب ارتفع بنسبة 6% لدى النساء اللاتي تناولن زيت السمك والأشخاص غير المدخنين، في حين أن تأثيره الوقائي من الموت كان أكبر لدى الرجال وكبار السن.
يقول باحثو الدراسة: «قد يؤدي استخدام مكملات زيت السمك بانتظام أدوارًا مختلفةً في تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية».
يقول يويوميد: «يتناول العديد من المرضى مكملات زيت السمك التي تحتوي على أحماض أوميغا-3 للوقاية الأولية أو الثانوية من أمراض القلب، ويرجع ذلك إلى الاعتقاد بأن هذه الأحماض تعود بفوائد صحية على القلب والأوعية الدموية نظرًا إلى أنها قد تحسن مستويات دهون الدم، إضافةً إلى خصائصها المضادة للالتهاب».
يقول اختصاصي طب القلب روهيت فوبولوري من شيكاغو ولم يشارك في هذه الدراسة: «تقلل أحماض أوميغا-3 الدهنية مستويات الدهون الثلاثية وتخفض ضغط الدم وتخفف الالتهاب. بيد أنه في حالة الاستخدام العلاجي، ينبغي تناول زيت السمك الموصوف طبيًا بدلًا من منتجات زيت السمك التي تُباع دون وصفة طبية، لضمان جودته طبيًا، لكن مع ذلك يعد تناول سمك السلمون بانتظام أيضًا مصدرًا ممتازًا لأحماض أوميغا-3 الدهنية».
تضارب نتائج البحوث حول مكملات زيت السمك:
توصلت البحوث السابقة إلى نتائج متباينة حول فوائد زيت السمك على غرار الدراسة الحالية.
يقول يويوميد: «رغم أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود فوائد لمكملات زيت السمك مثل تقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية والموت القلبي المفاجئ، فإن هناك دراسات أخرى أظهرت أن تأثيره العام في الوفاة نتيجة مشكلات القلب والأوعية الدموية يكاد لا يُذكَر».
تقول اختصاصية التغذية إلانا ناتكر التي لم تشارك في الدراسة: «تبدو هذه الدراسة مثيرة للاهتمام حقًا وتستحق نتائجها المزيد من التقصي، ولكنني ما أزال أنصح المرضى بتناول 500 مليغرام على الأقل من أحماض أوميغا-3 يوميًا، سواء بتناول الأسماك الدهنية أو المكملات الغذائية أو كلتيهما».
«في حين أن هذه الدراسة تضمنت عددًا كبيرًا من الأشخاص، فإنها كانت دراسةً وصفية قد لا تخلو من عوامل الالتباس، إلى جانب أنها لم تأخذ حجم الجرعات في عين الاعتبار».
«وجدت التحليلات التحويلية على التجارب السريرية في المقابل انخفاضات واضحة في نسبة الإصابة بالنوبات القلبية والتعرض إلى الوفاة نتيجة مرض القلب التاجي والنوبة القلبية».
يقول باحثو الدراسة: «ثمة حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد الآليات الدقيقة لنشأة أمراض القلب والأوعية الدموية وتفاقمها بعد تناول مكملات زيت السمك بانتظام».
تقول ناتكر: «ينبغي إجراء دراسات سريرية لتأكيد وجود علاقة سببية بين أحماض أوميغا-3 والارتعاش الأذيني، وفي حين وجود مخاوف حول دور أحماض أوميغا-3 في زيادة خطر الإصابة بالارتعاش الأذيني، فإننا لم نكتشف ارتفاعًا في خطر الإصابة عند تناول جرعات يومية تقل عن غرام واحد».
نُشرت الدراسة في BMJ Medicine.
اقرأ أيضًا:
حبوب زيت السمك لا تفيد كما نظن وقد تزيد مخاطر عدم انتظام ضربات القلب
زيت السمك: ثمانية آثار جانبية للإفراط في تناوله
ترجمة: رحاب القاضي
تدقيق: جعفر الجزيري
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-07-05 00:47:28
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي