الثورة الإسلامية والدور القيادي للإمام الخميني (قدس)
كان يأسر القلوب ويجذبها نحو ما يدعو اليه.. قائد اعاد الحياة الى الإسلام بثورة اعادت الثقة به.. قائد طرح إسلام لا يقع اسير التحجر ولا اسير الانتقائية.. قضيته الاساس سيادة البلاد بيد الشعب، الشعب هو الذي ينتخب والشعب هو الذي يريد، لذا كان محط آمال المستضعفين، جميع المستضعفين على هذه البسيطة، من مسلمين وغير المسلمين.
هو الامام روح الله الموسوي الخميني (قدس) الذي رأى فيه البعض انه هبة سماوية لأهل الأرض كأنه أحد أنبياء العهد القديم.
وتحدث في هذا اللقاء الاكاديمي والباحث طلال عتريسي حيث قال إن انتصار الثورة الإسلامية في ايران في مطلع الثمانينيات، وربما من دون اي مبالغة، غير العالم ولم يغير ايران فقط، لأن ايران كانت جزءا من محور غربي لديه مشروع للهيمنة والسيطرة على المنطقة لمواجهة الاتحاد السوفييتي، كانت ايران في قلب هذا المحور الغربي وكانت من اجل ذلك قاعدة لنشاط الموساد ولدعم الكيان الصهيوني.
واضاف عتريسي: ايران لم تخرج فقط من هذا المحور وحصل خلل كبير عندما خرجت منه، بل تحولت الى طرف يقاتل هذا المحور، وهذا خرب كل المعادلات.
وتابع: ومن الاشارات الى ان العالم تغير من لحظة انتصار الثورة عام 1979، عام 80 بدأت الحرب العراقية على ايران وفي هذا العام دخل الاتحاد السوفييتي واحتل افغانستان، وفي عام 1982 دخل الجيش الصهيوني الى لبنان واحتلها، هناك تغير كبير حصل في المنطقة.
واردف عتريسي: نقطة التحول الاساسية في الخروج من هذا المحور الغربي وتفكيك مرتكزاته ان ايران ذهبت الى المواجهة المباشرة مع المشروع الصهيوني في المنطقة وكان هذا ابرز التحولات وابرز التحديات التي واجهتها ايران، فكل الصعوبات والحظر والحصار كان بسبب ان ايران دعت الى ازالة الكيان الاسرائيلي من الوجود وليس فقط على مستوى شعار بل ذهبت الى دعم حركات المقاومة في المنطقة التي تقاتل هذا الكيان.
من جهته قال الاكاديمي والمحلل السياسي امين الساحلي إن من الملاحظ ان الثورة الإسلامية في ايران هي من اكثر الثورات التي ارتبطت بقائدها، هناك بعض الثورات التي ارتكزت على ما يسمى بروح العصر وارتبطت بأكثر من شخصية فكرية وسياسية وغيرها، ولعل هذا يعود الى ما حوته شخصية الإمام الخميني من الابعاد.
واضاف: أولا الثائر على الظلم والطغيان وعلى اعتقال واحتجاز حريات الناس وكراماتهم والدوس على اعراضهم وهذا كان متمثلا بعدد من الانظمة والتي تتشابه فيما بينها في المنطقة وكان شاه ايران احد ابرز هذه الانظمة واكثرها ظلما وفتكا، فمن الطبيعي ان يثور هذا العقل وهذه الروح على هذا الحكم والطغيان الذي سلم كل ثروة ايران المترامية الاطراف والكبيرة جدا، البلد النفطي، الى حوالي 100 عائلة فقط، وكان يقيم الحفلات الباذخة في الصحراء وينفق عليها ملايين الدولارات ويأتي بالطهاة من باريس، فيما كان بعض الايرانيين يقتاتون على ما تيسر ليبقوا على قيد الحياة.
وتابع: ولذلك فطبيعي جدا ان يثور الامام وان يسانده من معه من الشعب، ولكن لا يمكن لثورة تقوم فقط على دفع الظالم وهدم حكمه ان تأخذ كل هذه الابعاد، البعد الثاني غير الثورة على الظالم المحلي هو الثورة على الغرب، الامام الخميني كان من القلائل الذين لم يعتبروا ان الغرب هو عبارة عن لائحتين؛ لائحة مزايا ولائحة عيوب كما كان هو الحال في كل الفكر التنويري الاسلامي…
للمزيد شاهد الحلقة كاملة في الفيديو المرفق..
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-04 22:02:21
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي