منوعات

الجبهة الثانية| العلاقة الخفيّة بين حرب غزة والإنتخابات الأوروبية وقرار ماكرون حلّ البرلمان

الجبهة الثانية| العلاقة الخفيّة بين حرب غزة والإنتخابات الأوروبية وقرار ماكرون حلّ البرلمان

أظهرت نتائج الإنتخابات الأوروبية  ارتفاعا في الأصوات المؤيدة لحزب اليمين المتطرف ( التجمع الوطني) Le Rassemblement national و جعلته يحوز المرتبة العليا في فرنسا مع اكثر من 30% من الأصوات.

هل هناك علاقة بين الحرب على غزة و هذا الإرتفاع في اليمين المتطرف؟

ليس فقط في فرنسا بل في اغلبية الدول ال 27 من الاتحاد الأوروبي. اليمين القومي او ما يعرف باليمين المتطرف حاز في الإنتخابات الاوروربية على ربع المقاعد ال 720 من البرلمان الاوروبي.

رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي:

<

p style=”text-align: center”>

الحرب على غزة اطلقت العنان لحركة تضامن مع الشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية لا سابق لها في اوروبا. راينا ذلك في الشوارع عبر المظاهرات، الأمر سيان على مواقع التواصل الإجتماعي و هي كما اسميها الشوارع الإفتراضية.

هل هذا التحرك اخاف الاوروبيين والفرنسيين الأصليين لأن جزءا كبيرا من وقوده من المسلمين او ذوي الاصول العربية؟

معركة اليمين المتطرف في اوروبا تتركز دائما على موضوع الهجرة خاصة الهجرة من العالم الاسلامي.

هل المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف الكثير منهم من المسلمين دعما لغزة و فلسطين اخافت هؤلاء من هذا التواجد اكثر مما هو خائف؟ الارقام تشير الى صعود اليمين المتطرف في اوروبا منذ العام 2000.

لم يتناول الاعلام الغربي والفرنسي على وجه الخصوص هذا الربط.

السؤال نفسه طرحته عندما قرر الرئيس الفرنسي ان يحل الجمعية الوطنية، وهي احدى مؤسستي البرلمان الفرنسي مع مجلس الشيوخ. بعد صدور نتائج الانتخابات الاوروبية.  التأييد للقضية الفلسطينية اتخذ في الحالة الفرنسية منحى اكثر قوة ، لأن هذا التضامن دخل الى الجمعية الوطنية عبر حزب فرنسا الأبية.

كما رأينا عبر رفع العلم الفلسطيني و حملة الإنتقادات التي شنها هذا الحزب للحكومة الفرنسية متهمها بأنها تخون مبادئها ويطالبها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية و بفرض عقوبات على اسرائيل.

خاصة و ان كل الوسائل للجمه فشلت: استدعاء رئيسة كتلته البرلمانية (ماتيلد بانو) من قبل الشرطة على خلفية دعوى ضدها بتمجيد الإرهاب لم تنفع،  العقوبات الأشد التي فرضت على النواب الذين رفعوا الإعلام الفلسطينية لم تنفع.

هل هناك علاقة ما بين ما حصل مؤخرا في الجمعية الوطنية و بين هذا القرار بحل الجمعية والدعوة لاتخابات تشريعة مبكرة؟ هل يعمل ماكرون على اخراج (فرنسا الأبية) من المنصة البرلمانية؟؟

في الإعلام الفرنسي، لا احد البتة يتساءل هذا السؤال.

ولكنه استغرب بشدة قرار ماكرون حل الجمعية علما انه يعتبر الخاسر الأكبر من الإنتخابات الاوروبية، هو خسر 10 مقاعد حل في المرتبة الثانية و لكن مع فارق شاسع: 15% في مقابل 30%.

اكثر ما قيل ان قراره هو مخاطرة كبيرة بالنسبة الى حزبه، خاصة وان الارقام حول الانتخابات القادمة تتوقع فوز التجمع الوطني اليميني المتطرف. لا يزال حتى الان الاعلام الفرنسي يحاول ان يفهم الاسباب الحقيقية لقراره.

ولكن منذ ذلك القرار لم نعد نرى مشهد دعم فلسطين في الجمعية الوطنية،  لم نعد نرى مظاهرات تؤيدها في الشوارع والمدن. اصبح الهم الأساس لكل الاحزاب ان تتحالف فيما بينها من اجل تقويض اليمين المتطرف .

حزب فرنسا الأبية تحالف مع الحزب الإشتراكي و حزب البيئة و الحزب الشيوعي و الحزب الجديد المعادي للراسمالية ضمن الجبهة الشعبية الجديدة . من الامور التي تم الاتفاق عليها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية: اتفقت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفرض عقوبات على اسرائيل عبر منع بيع السلاح اليها كما ادانة هجوم السابع من اوكتوبر و المطالبة باطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين الرهائن ولكن ايضا باطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين السياسيين.

و قطع العلاقة مع الحكومة التفوق اليمينة المتطرفة لنتنياهو من اجل فرض وقف اطلاق نار في غزة و العمل على تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية الذي اشار بشكل لا لبس فيه الى خطر الإبادة الجماعية
رئيس الوزراء الفرنسي غابريال استقال من حزب ماكرون،  انتقد هذا التحالف ووصفه “باتفاق العار” بسبب اشتماله على حزب (فرنسا الابية) . هذا التحالف كان قد تفكك غداة عملية طوفان الأقصى، في 7 اوكتوبر، لان ميلانشون و نوابه رفضوا توصيف حماس بالحركة الارهابية و لانهم ربطوا هجوم السابع من اوكتوبر بالتوسع الاستيطاني الإسرائيلي و رد عليه.

منذ حل الجمعية ، في الخطاب السياسي لماكرون و وزراءه ومسؤولي حزبه Renaissance و اعضاء تحالفه من احزاب الوسط ، هناك ترويج بأن فرنسا في مواجهة ” المتطرفين الأثنين” بالإشارة الى (التجمع الوطني) الذي يمثل التطرف اليميني و تحالف اليسار المتهم بأننه يمثل التطرف اليساري.

تلاحظ النشرة الفرنسية للموقع huffington post في عددها 19 حزيران ان هناك حملة من قبل الماكرونية على التحالف اليساري عبر توصيفه بأنه “تحالف اليسار المتطرف” وتعتبره “توصيف مخادع”، استنادا الى ان وزارة الداخلية الفرنسية لم تصنف حزب فرنسا الأبية ضمن الأحزاب اليسارية المتطرفة في الانتخابات السابقة.

يعتبر هذا الموقع الأميركي ذي الاتجاه التقدمي والذي تم شراء اغلبية اسهمه من صحيفة لوموند الفرنسية ان هذا التوصيف الجديد متصل بمواقف حزب فرنسا الأبية من القضية الفلسطينية. وتذكر ايضا بأن اتهامه بانه معاد للسامية من قبل ماكرون لا يستند الى شيء خاصة وانه لم تتم قط ادانة احدا من نوابه بذلك.

ويستغرب الموقع انه فيما يتعلق بحزب (التجمع الوطني) المصنف بأنه من اليمين المتطرف من قبل وزراة الداخلية انه لا يتعرض من قبل الماكرونية لهذه الحملة الشرسة التي يتعرض لها اليسار وبالأخص (فرنسا الأبية).

نذكر ان حزب (التجمع الوطني) منذ السابع من اوكتوبر اتخذ موقفا سياسيا مؤيدا للكيان بشكل مطلق، وبانه بينما كانت فرنسا تتابع الحرب على غزة و يتخبط اعلامها التقليدي في كيفية تغطيته لهذه الحرب وقد استنفر جهابذة الصهيونية كل قواهم لدعم الكيان فيها و استعر التهيول الخطابي حول ارتفاع منسوب معاداة للسامية المزعوم، و سمحت المظاهرات بعدما فشلت محاولات منعها، علينا ان نتذكر ان حزب (التجمع الوطني) هو الذي حرف الأنظار عبر تمرير قانون يحد من الهجرة.

اي اثارت هذا الموضوع الشائك الذي يقلق العديد من الفرنسين الاصلين كما يقلق الفرنسيين من اصول مهاجرة والذي يخافون دوما من اضطهادهم و من طردهم و نزع الجنسية عنهم.

علينا دوما ان نتذكر ان آلة البروباغندا الصهيونية في الغرب تلعب دوما على وتر هذه المسألة على خلفية الصراع في الشرق الاوسط في غرب آسيا.

هل يريد ماكرون ومن وراءه علما ان انه معروف منذ انتخابه اول مرة انه رجل روتشيلد ، مؤسس الكيان الصهيوني ، هل يريد بالفعل ان يسعر هذه البؤرة خدمة لاسرائيل عبر توصيل اليمين المتطرف الى الحكم ؟

هل يريد ذلك اللوبي الصهيوني؟

اشارة الى موقف هذا اللوبي في فرنسا عبر احد جهابذته (الان فنكيلكرات) Alain Finkielkraut الذي يعتبر فيلسوفا. وهو من اليهود الصهاينة المستميتن في الدفاع عن الكيان.

في مقالة لصحيفة (لو بوان) في 11 حزيران يونيو الماضي، تحت عنوان ” الان فنكيلكروات: الوضع الحالي هو حسرة بالنسبة الى اليهود الفرنسيين” يثقب قلوبهم، اذا ترجمنا حرفيا،  يعتبر ان قرار الرئيس الفرنسي حل الجمعية الوطنية لا مفر منه لان البلاد كادت ان يصعب حكمها. ورأى ان استبعاد التجمع الوطني من المشهد الجمهوري مسالة غبية و دافع عن سايساتها حول الهجرة عبر القول ” انه لا يمكن الى ما لا نهاية نضع ختم العار الكاره للأجانب على الهاجس الوجودي لدى غالبية الشعب الفرنسي أمام ضغط الهجرة”.

و في كلامه حول (فرنسا الأبية) يعتبر انه اسسا كل حملته الاوروبية على كراهية اسرائيل و معاداة السامية، اشار الى نتائجه في الانتخابات الاوروبية بأنه حاز على 10% من الأصوات، و حذر بأن لديه مخزون مهم من الأصوات في الأحياء الشعبية، و هي الأحياء التي يقطنها المسلمون الفرنسيون.

و يختم قائلا:”لم اتخيل يوما انني قد انتخب يوما لصالح التجمع الوطني من اجل اقامة سد امام معاداة السامية،  ولكنني قد اكون مجبرا على ذلك على المدى الطويل إلى حد ما، إذا لم يكن هناك بديل،  سيكون ذلك كابوسا،  الوضع الحالي هو حسرة لليهود الفرنسيين”.

لا شك انه يلخص نفسية يهود فرنسا الصهاينة الموالين لاسرائيل او انه يوجههم للإنتخابات النيابية القادمة.

احصاء اجري مؤخرا في بداية هذا الشهر نشرته صحيفة (لوفيغارو) نقل ان 92 من يهود فرنسا يعتبرون ان حزب (فرنسا الأبية) يساهم في تسعير معاداة السامية.

اللافت انه خلال الإنتخابات الاوروبية الأخيرة صوت اغلبية الفرنسيين الإسرائيليين المقيمين في الكيان ضمن الدائرة الثامنة لصالح حزبي اليمين المتطرف: حزب (اعادة الإستيلاء) او (الاستعادة) الذي اسسه يهودي صهيوني شرس معاد للمسلمين هو (ايريك زمور) لا ينفك عن التخويف من المسلمين الفرنسيين و لصالح حزب مارين لوبن في الدرجة الثانية.

و من اللافت ايضا ان اغلبية الفرنسيين اللبنانيين الذين يعيشون في لبنان صوتوا لصالح فرنسا الأبية.

جزء من المعركة الإنتخابية الفرنسية التشريعية القادمة تجري هنا في المنطقة بين لبنان و الكيان.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-06-22 12:12:29
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading