الجزائر تتسلم أولى مقاتلات سوخوي سو-35 من روسيا وسط تأخيرات في إنتاج سو-57

وكانت تقارير قد وردت في 2021 تفيد بأن الجزائر أول زبون أجنبي مؤكد لمقاتلة سو-57 فيلون من الجيل الخامس. كما وردت معلومات عن تدريب طيارين جزائريين في روسيا، لكن لم تصدر أي تفاصيل رسمية بشأن الجدول الزمني لتسليم الطائرات. ونظرًا للقيود المفروضة على الإنتاج وأولوية التوريد للقوات الجوية الروسية، يظل موعد التسليم للجزائر غير مؤكد. وقال بعض المحللين أن سو-57 ستعوض الطائرات الاعتراضية ميغ-25 المتقاعدة، رغم عدم صدور بيان رسمي يحدد دورها في القوات الجوية الجزائرية.

حاليًا، تشغل القوات الجوية الجزائرية أكثر من 70 مقاتلة Su-30MKA، والتي تُعد العمود الفقري لأسطولها القتالي متعدد المهام. وتُعتبر Su-30MKA نسخة مشتقة من Su-30MKI، حيث تم اقتناؤها منذ 2006، ولعبت دورًا محوريًا في قدرات الدفاع الجوي والهجوم الجزائري. وتتميز هذه الطائرة بإلكترونيات طيران حديثة ورادار متطور ومحركات قوية، مما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام السيطرة الجوية، والهجوم الأرضي، والاستطلاع. وتشير بعض التقارير إلى أن الجزائر قد تفكر في برنامج تحديث لأسطول Su-30MKA، يشمل دمج عناصر من سو-35 مثل محرك AL-41F-1S ورادار Irbis-E، بهدف توحيد معايير الأداء وتحسين القدرات التشغيلية.

تعتمد Su-30MKA على هيكل Su-27 Flanker، وتضم رادار N011M بمصفوفة طورية، ومحركات AL-31FP موجهة الدفع، وأنظمة استهداف متقدمة. ويتيح نظام الدفع الموجه قدرات مناورة عالية في القتال الجوي، بينما يُعزز الرادار المتطور من الوعي الميداني وقدرة تتبع الأهداف المتعددة.

تعمل Su-30MKA بمحركين من طراز AL-31FP، مما يمكنها من بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 2 ماخ. كما يصل نصف قطرها القتالي إلى 1,500 كيلومتر، ومدى تحليقها إلى أكثر من 3,000 كيلومتر باستخدام خزانات وقود إضافية. وتستطيع حمل حمولة قتالية تصل إلى 8,000 كيلوجرام، تشمل صواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض. كما يوفر رادار N011M قدرات كشف ضد الأهداف الجوية المتعددة، بينما تعزز منظومة الحرب الإلكترونية المدمجة من بقائها في بيئات القتال عالية التهديد.

تم تطوير مقاتلة سو-35 إنطلاقًا من برنامج سو-27إم، تم تطويرها في إطار جهود لتعزيز قدرات منصة الفلانكر. خضعت الطائرة لعدة عمليات إعادة تصميم، بما في ذلك النموذج التجريبي سو-37 الذي أدخل تقنية الدفع الموجه. أدى قرار روسيا بتسويق سو-35 دوليًا إلى اتفاقيات تصدير مع الصين ومصر (أُلغي لاحقًا) والجزائر. وتتميز الطائرة بأنظمة إلكترونيات طيران ومستشعرات وتقنيات دفع محدثة مقارنة بالإصدارات السابقة من الفلانكر.

في تصميمها، أُزيلت جنيحات الكانارد التي كانت موجودة في Su-30MKI ونماذج سو-37، حيث تعتمد بدلاً من ذلك على الدفع الموجه لتعزيز المناورة. كما تم تصنيعها باستخدام مواد مركبة خفيفة لتحسين الديناميكية الهوائية، مع تعزيز الهيكل الداخلي لتحمل عمليات الأداء العالي. وتتميز قمرة القيادة بشاشات زجاجية رقمية بالكامل مما يحسن من واجهة الطيار وإدارة المهام. وتم تعديل هيكل الطائرة لدعم مناورات عالية تصل إلى 9G وإطالة عمر الخدمة.

تعمل سو-35 بمحركين AL-41F-1S توربوفان، مما يمنحها سرعة قصوى تصل إلى 2.25 ماخ ومدى تشغيلي يقارب 3,600 كيلومتر. كما تحتوي على رادار Irbis-E من نوع PESA (المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا بشكل سلبي)، القادر على كشف الأهداف من مسافة تتجاوز 350 كيلومترًا. وتضم بعض النسخ رادارات AESA ثانوية مدمجة في جذور الأجنحة، مما يعزز قدرات الكشف والتوجيه. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز الطائرة بأنظمة حرب إلكترونية وإجراءات مضادة لتحسين قدرتها على البقاء في بيئات القتال الجوي المتنازع عليها.

تتضمن تسليحات سو-35 مزيجًا من صواريخ جو-جو وجو-أرض المصممة للقتال بعيد المدى والاشتباك القريب. وتشمل هذه الأسلحة صواريخ R-77 وR-73 جو-جو، وصواريخ كروز Kh-31 وKh-59، بالإضافة إلى القنابل الموجهة KAB-500 وKAB-1500. كما تحتوي على مدفع GSh-30-1 عيار 30 ملم للاشتباكات القريبة. وتمتلك 14 نقطة تعليق خارجية، مما يتيح لها حمل حمولة قتالية تزيد عن 8,000 كيلوجرام، ما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام التفوق الجوي، والضربات الجوية، وعمليات الاعتراض.

يأتي اقتناء الجزائر المحتمل لمقاتلات سو-35 في إطار تحديث أسطولها القتالي، مما يضمن استمرار قدراتها في الدفاع الجوي ريثما يتم تسليم مقاتلات سو-57 فيلون. وتعكس هذه الصفقة نمط التعاون الدفاعي المستمر بين الجزائر وروسيا، حيث تشير مصادر إلى أن سو-35 سيتم دمجها في هيكل القوات الجوية الجزائرية إلى جانب أسطول Su-30MKA.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top