الجيش البريطاني يكشف عن “تشالنجر 3” إحدى أحدث الدبابات القتالية الرئيسية في العالم

موقع الدفاع العربي 20 سبتمبر 2024: يعرض الجيش البريطاني، بالتعاون مع شركة راينميتال بي ايه اي سيستمز لاند (RBSL)، دبابة تشالنجر 3 الجديدة، والتي تعتبر واحدة من أكثر الدبابات القتالية الرئيسية تقدمًا، في معرض ديناميكيات المركبات الدفاعية (DVD) 2024 في ميلبروك.

يمثل هذا أول عرض عام لدبابة تشالنجر 3، والتي يُشاد بها باعتبارها الدبابة الأكثر فتكًا التي استخدمتها القوات المسلحة البريطانية على الإطلاق.

يتم تصنيع دبابة تشالنجر 3 في منشأة RBSL في تيلفورد بالمملكة المتحدة وتجسد إنتاج المركبات العسكرية المتطورة. تم تصميم الدبابة بتقنيات متقدمة وميزات تركز على المستخدم، وتضمن الفعالية التشغيلية وسلامة وراحة طاقمها. كان تطويرها جهدًا تعاونيًا، حيث عمل مهندسو RBSL عن كثب مع أفراد الجيش البريطاني لضبط تصميمها.

سيتم ترقية ما مجموعه 148 دبابة تشالنجر 3، مع إنتاج نموذجين أوليين بالفعل في مصنع تيلفورد وستة نماذج أولية أخرى مقرر تسليمها قريبًا. تجري الاختبارات حاليًا للتحقق من الأداء قبل بدء الإنتاج الكامل للوحدات الـ 140 المتبقية.

وأعرب المدير الإداري لشركة RBSL ويل جيبي عن فخره بعرض تشالنجر 3 في DVD 2024، مشيرًا إلى أن الدبابة تمثل أحدث ما تم التوصل إليه في تصميم دبابات القتال الرئيسية في حلف شمال الأطلسي. وقد نجح المشروع، بموجب عقد قيمته 800 مليون جنيه إسترليني، في خلق مئات الوظائف الماهرة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة وجذب استثمارات كبيرة في منشأة RBSL في تيلفورد.

تقدم تشالنجر 3 مجموعة من التطويرات التقنية مقارنة بسابقتها، تشالنجر 2، مع التركيز على تحسين القوة النارية والحماية والقدرة على الحركة والأداء القتالي الشامل.

ومن أبرز الترقيات التغيير في التسليح. تم تجهيز تشالنجر 2 بمدفع L30A1 عيار 120 ملم، والذي كان فعالاً في إطلاق النار بدقة ولكنه محدود في التوافق مع ذخيرة الناتو الحديثة ذات الماسورة الملساء. وعلى النقيض من ذلك، تم تجهيز تشالنجر 3 بمدفع L55A1 عيار 120 ملم، والذي لا يوفر توافقًا أكبر مع ذخيرة الناتو القياسية فحسب، بل تم تطوير قوته النارية أيضًا. يتيح المدفع الأملس الجديد لتشالنجر 3 استخدام قذائف الطاقة الحركية الحديثة والذخيرة القابلة للبرمجة، مما يعزز بشكل كبير من قوتها القاتلة في ساحة المعركة. وهذا يجعلها أكثر تنوعًا وكفاءة في التعامل مع الأهداف المدرعة والناعمة.

فيما يتعلق بالقدرة على البقاء والحماية، اعتمدت تشالنجر 2 على درع تشوبهام المرموق، والذي قدم دفاعًا ممتازًا ضد الذخائر المضادة للدبابات. ومع ذلك، فإن تشالنجر 3 رفعت القدرة على البقاء إلى مستوى جديد من خلال تقديم نظام درع معياري من الجيل التالي. تم تطوير الدرع الجديد بواسطة مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية (DSTL) وRBSL، ويشتمل على مواد متطورة ومكونات معيارية تسمح بإصلاحات وترقيات أسرع. يوفر هذا النظام حماية معززة ضد التهديدات الحديثة مثل الذخيرة الخارقة للدروع والمثبتة بالزعانف (APFSDS) والأجهزة المتفجرة المرتجلة (IED)، مما يمنحها ميزة كبيرة على تشالنجر 2 في القدرة على البقاء في ساحة المعركة.

يكمن التحسن الكبير الآخر في قدرة تشالنجر 3 على الوعي بالموقف واكتساب الهدف. في حين أن تشالنجر 2 كانت لديها أنظمة رؤية متقدمة في وقتها، فإن تشالنجر 3 تتميز بهندسة رقمية بالكامل، مع نظام ممكّن بالشبكة يسمح بمشاركة البيانات في الوقت الفعلي والتكامل مع أصول ساحة المعركة الأخرى. يدعم العمود الفقري الرقمي هذا أنظمة المراقبة المتقدمة، بما في ذلك الرؤية بزاوية 360 درجة والتصوير الحراري، مما يجعل تشالنجر 3 أكثر فعالية في اكتشاف الهدف وتحديده والاشتباك معه من تشالنجر 2.

تم تزويد تشالنجر 3 أيضًا بمحرك أكثر قوة ونظام تعليق مطور. في حين أن مجموعة نقل الحركة في تشالنجر 2 سمحت لها بالتعامل مع التضاريس الوعرة، فإن تشالنجر 3 الجديدة مجهزة بمحرك أكثر قوة، مما يوفر قدرة أكبر على الحركة والتسارع. يعد هذا التحسن في القدرة على الحركة أمرًا بالغ الأهمية لديناميكيات ساحة المعركة الحديثة، حيث تعد السرعة والقدرة على المناورة مفتاحًا لكل من العمليات الهجومية والدفاعية.

تعتمد دبابة تشالنجر 3 على الأساس المتين لدبابة القتال الرئيسية تشالنجر 2 ولكنها توفر قوة نيران متفوقة بمدفع أملس جديد وحماية أكبر مع درعها المعياري المتقدم ووعيًا محسنًا بالموقف من خلال أنظمتها الرقمية وقدرتها على الحركة المحسنة بسبب مجموعة نقل الحركة المحدثة. تجعل هذه الميزات تشالنجر 3 واحدة من أكثر الدبابات القتالية الرئيسية تقدمًا مما يجعلها في وضع يمكنها من تلبية متطلبات الحرب المستقبلية.