اخبار لبنان

الحربُ العميقة؛ سرُّ عمليةِ “البايجر”.. ومحاولَة اغتيال “نتنياهو”!!

الحربُ العميقة؛ سرُّ عمليةِ “البايجر”.. ومحاولَة اغتيال “نتنياهو”!!

كتبت الإعلامية السورية فاطمة جيرودية 

 

 ليست سلاسل التوريد بل… اختراق:

 

ليس الآن ولكن منذ الساعاتِ الأولى للجريمةِ الوحشيةِ التي وقعت في لبنان الحبيب كانَ واضحاً جداً

أن اخترقاً واسعَ المساحةِ قد وقع، تطوُّرُ روايةِ حشوِ أجهزة البايجر بمقدارٍ من المتفجرات، بدءاً من حكاية القيامِ بذلك أثناء رحلةِ الوصولِ إلى الحزب

وانتهاءً بالفيلمِ الهوليودي “من المُنتِجِ إلى المُستهلك” وإضافةِ “البطلةِ فاهرةِ الجمال”

التي تذكرنا بروايات أجاثا كريستي التي تحاول مغنطةَ عقول المراهقين، ومع السياقِ المتخبّطِ الذي صاحبَ كلَّ ذلك بينَ اعتمادِ إحدى العنوانين

“اختراق سيبراني، أوحشو متفجرات”، الواضحُ والأكيدُ الثابتُ الوحيد أنِّ مدَبِّرَ الخِطة يحاولُ أن يرسمَ صورةً أكبرَ للانتصار.. لأنَّ العملية…. فشلت!!

 

 

 

يعلمُ العدوُّ والصَّديق أنَّ أيَّ مادةٍ تدخلُ إلى المجالِ العملياتيِّ للحزب يتمُّ فحصُها ودراستُها مراراً قبل أن تدخلَ في الخدمة

ولا نكشفُ سرَّاً إذا قلنا بأنَّ هناكَ فحوصاتٍ دوريةً ومباغتةً تجري بحيث تجعلُ روايةَ وضعِ متفجِّراتٍ

في الأجهزة سواءٌ في الطريق إلى حزب الله أو من منشأ التصنيع أمراً مضحكاً!

 

 

 

هل استطاعَ أحدٌ بالمنطقِ أن يتخيلَ كيفَ جرى ذلك على الطريق؟!. كم عدُدُ العملاءِ الذين قاموا بذلك؟، وأين؟.

وكم احتاجَ ذلك وقتاً؟!!.. وهل استطاعَ أحدٌ أيضاً أن يتخيَّلَ الروايةَ الهوليودية “من المنتج إلى المستهلك”!.. يسمُّونَ ذلكَ في عالمِ النقد “حبكة ضعيفة”، بل هي رواية غبيَّةٌ بالمطلق!

 

 

 

لكنَّ الأشدَّ غباءً هو اعتمادُ روايةِ اختراقِ أجهزةِ البايجر، قبل أن يصحوَ المدبِّرون إلى أنَّهم سيصبحونَ أضحوكةً بالدَّرجة الأولى، وعليهم أن يمنحوا العملية صفاتٍ بطولية هوليودية من شأنِها أن تقول :

الاحتياطاتُ الأمنيةُ للحزب فاشلة، و”إسرائيل” تملكُ العالمَ بيمينِها “

من المنتج إلى المستهلك”، وقياداتٌ كبيرة خدعتهم “الحسناءُ الشريرة”… وأخيراً وهو الأهم: أمريكا لا علاقةَ لها بالجريمة!

 

اختراق ولكن.. ليس للأجهزةِ البدائية!

 

 

 

إنّ من يعرفُ آليةَ عملِ هذه الأجهزةِ البسيطةِ التي يستعملها الحزبُ للضرورةِ في عملِه في مرحلةٍ

ما يعرفُ جيداً بأنها أجهزةُ تردداتٍ راديوية إذا جاز التعبير لنا من أجل تبسيطِ الفكرة

فاختراقُ هذه الأجهزة يحدث كثيراً بالصُّدفةِ حتى من أجهزةٍ تحملُ ذاتَ الصفةِ التواصلية

وحينَ يدخلُ تردُّدُ جهازٍ على آخر ففي الغالبِ يصبِحُ الجهازُ المخترِقُ مخترَقاً أيضاً!..

يعرفُ ذلك كل خبيرٍ عسكري وتقني.. وكلُّ من شهدَ الميدانَ العسكريَّ كذلك!

 

 

 

فهل ينشرُ الحزبُ هذه الأجهزة ويتركُها تتردّدُ على عواهنِها؟

 

ليس صحيحاً أبدا.. هنا علينا أن نفكِّرَ بالأجهزةِ الراصِدةِ والأجهزةِ المشوِّشة، والأمنِ السيبرانيِّ بأنواعِه وطبقاتِه!

 

إن الطريقةَ الوحيدةَ المجدية لحمايةِ تردَّداتِ هذه الأجهزة من الاختراق هي التعتيمُ عليها بمجالٍ إشعاعيٍّ

يمثِّلُ طبقةً حاميةً أو مانعة، وترتبطُ به هذه الأجهزة بمجموعاتِها بنقطةٍ مركزيةٍ متابعةٍ لما يجري على الميدان..!

 

فصحيحٌ أنَّ الضروراتِ تستلزمُ استخدامَ أجهزةٍ بسيطة أحياناً ولكنَّها ببساطة محميَّةٌ بنظامٍ تكنولوجيٍّ

متطوِّرٍ ومعقَّد يضلِّلُ العدوَّ عنها ويعمي عيونَه الآثمة!!.. علينا أن نتذكر جيداً هنا أن نجاحَ السابعِ من أكتوبر مثالٌ مهمٌّ لهذه الفلسفةِ العسكرية!

 

إذن… العدوُّ حصلَ حقاً على شيفراتِ الأمنِ السيبرانيِّ المرتبطِ بحمايةِ المجالِ الذي تقعُ ضمنَه هذه الأجهزة…

وهي مساحةٌ كبيرةٌ ومتراميةُ الأطراف كما شهدنا في الأيامِ الماضية!

 

 ليس البايجر” بل… أهدافٌ عميقة… التفجير ثمَّ الاجتياح:

 

لماذا على روايةِ استهدافِ البايجر أن تكون غبيةً وحمقاء؟

 

أسبابٌ منطقية كثيرة تجعلُ ارتباطَ هذه الأجهزة بنقطةٍ مركزيةٍ واحدة غايتُها التفجير أمراً غير منطقيِّ

ومن بابٍ أولى لهذا العدوِّ الغبيِّ في حال وصولِه إلى هذه الأجهزة أن يترصَّدها من أجل الوصولِ

إلى أهدافٍ مهمةٍ أقلُّها العمليات التي يقومُ الحزب في مكانٍ ما، فالوصولُ إلى أجهزة اتصال هو غنيمةٌ عسكريةٌ غاية في الأهمية في عرفِ العقلِ العسكري حتى المبتدئ!

 

 

 

المنطقُ يقول إنَّ العدوَّ لم يكن يعلمُ أصلاً أن المعلوماتِ الأكيدةِ التي وصلته مرتبطة بأجهزة بايجر يحملها العناصرُ في حزب الله!..

فلو علمَ ذلك لكانَ سعى لمراقبتِها ليحصلَ على غنائمَ استراتيجية.. فإحباطُ عملياتِ الحزبِ

مثلاً أو الوصولُ إلى القادةِ من خلالِ مراقبةِ العناصرِ مثلاً حكماً كان سيصنعُ فارقاً حقيقياً

في المشهد عندَ حلفِ العدوِّ كاملاً الذي تولَّى العملية بأقمارِه الصناعية!!

 

 

 

اختراق باحتمالين قائمين.. أحدُهما مرجَّحٌ على الآخر:

 

– إما أنَّ العدوَّ نجحَ سيبرانياً باختراقِ أحدِ مستوياتِ المجالِ الجويِّ المرتبطِ بهذه الأجهزةِ وسواها مما انفجرَ لاحقاً وهو ما يتطلَّبُ جهدَ أقمارٍ صناعية..

فلا تستطيعُ المسيراتُ القيامَ بذلك والعدوُّ أصلا لا يتفوقُ بمسيَّراتِه على مسيّراتنا..

ولا يمكنُ القيامُ بذلكَ عبر نظامِ العلمِ السيبراني الرَّقمي أو النُّقطي وبكل أنواعِ أنظمةِ التشفير..

بل يحتاجُ إلى القدرة السيبرانية الشُّعاعية أو الطاقوية إذا جاز لنا التعبير..

وهذا يعيدُنا إلى الفكرة المنطقية التي تقول إذا استطعتَ رصدَ اتصالاتٍ لعدوِّك فقط غنمتَ انتصاراتٍ مهمة

وأحبطتَ عملياتِه ضدَّك. لذا فاحتمالُ نجاحِ العدوِّ بالقيامِ بذلك وحدَه يضعفُ هذا الاحتمال 

– أو أنَّ هذه المعلومات قد حصلَ عليها العدوُّ من عملاءَ له في أماكن مهمة

نفترضُ أكيداً أنهم صاروا في قبضةِ حزب الله، وخسرَهم العدوُّ الغبيُّ والأحمق..

وكانوا هم أنفسُهم قد وقعوا وأوقعوا مشغَّلَهم في فشلٍ ذريع سبُبُه العقلُ الأمني المدبِّرُ والعبقري لحزب الله!

فالمعلوماتُ التي تمَّ تسريبُها ظنَّ من قامَ بذلك فعلاً أنها معلوماتٌ مرتبطةٌ بأمن شخصياتٍ مهمة جداً

في الحزب وكذلك مواقع وأجهزة مهمة جدَّا ليس أعظمها مثلاً أنظمةُ الدفاعِ الجويِّ للحزب..

بل ربما نكون خارطةُ “عماد4” هي ما ظنَّ العملاءُ أنَّهم منحوها للعدوِّ المشغِّل على أنها صيدٌ ثمين يتيحُ القيام بضربِ الأهدافِ المهمَّة.. ثمَّ اجتياحِ لبنان و… سورية أيضاً!!

 

الآن يخبرنا هذا السياقُ فعلاً ما هو السببُ الحقيقيُّ وراءَ عدمِ قيامِ العدوِّ بعمليتِه

التي يهدِّدنا بها بعد أن فوجئ أن الأقمارَ الصناعيةَ الأمريكية وسواها فجَّرت أجهزةَ بايجر عوضاً عن قياداتٍ كُبرى تقسمُ ظهرَ المقاومين..

وتضربُ الجبهةَ في عمقِها ضربةً قاضيةً ستقلبُ كلَّ موازينِ الحربِ عندَ العدوُّ.. وتعيدُ الزمانَ فعلاً إلى ماوراءَ السابعِ من أكتوبر!!

 

 

 

العملية.. ومحاولةُ اغتيال نتنياهو… ما علاقةُ “جمران1″؟:

وصولُ المعلوماتِ إلى يد العدوِّ لم يكن قد مضى عليه وقت طويلٌ أبدا..

بل أيام.. أو أقلَّ من ذلك مما أتاحَ للأقمارِالصناعيةِ المتصلةِ بغرفِ عملياتِ الكيان فوقَ الأرض

أو تحتَ الماء أن تطلعَ على حقيقةِ أو بعضِ حقيقةِ زيفِ الأخبار أو دقَّةِ المعلوماتِ التي وصلت للعدوِّ..

وقتٌ توافقَ تماماً مع إطلاقِ إيران فجأة للقمرِ الصِّناعيِّ “جمران1”

ما جعلَ العدوَّ يوقن تماماً أنَّ شيئاً ما قد تم اكتشافُه.. لنا هنا حقاً أن نسأل.. هل أطلقت إيرانُ الصاروخ أم يدُ الله!

فقد ذكرت وسائلُ إعلام بأنَّ إيران لم تكت تعتزمُ إطلاقَ الصاروخ

ولم تفعل ذلك منذ مدَّةٍ طويلة ولكنَّها قررت فجأة القيامَ بالخطوة التي تمَّت بنجاح!!

 

فهل حقَّاً أطلقت إيران.. أم يدُ الله..؟!!!.. “وما رميتَ إذ رميت ولكنَّ الله رمى”

ما جعلَ العدوَّ يوقنُ أنَّ شيئاً ما تمَّ اكتشافًه..

فجرى الاتصالُ السريعُ بين أحدِ قادةِ الكيانِ والدولةِ العميقةِ

التي اتخذت قراراً باغتيالِ نتنياهو من خلالِ تنفيذِ العمليةِ التي لم يكن نتنياهو الأحمق يعلم

أنها ستفجِّرُ أجهزةَ بايجر عوضاً عن الأهدافِ العميقةِ التي اعتقدَ العدوُّ وعملاؤه أنهم حصلوا عليها!!

 

والحقيقةُ أنه ليسَ وحدَه ترامب من يتعرَّضُ لمحاولاتِ اغتيالٍ تشي بالخلافاتِ والانقساماتِ الحادَّة بين رجالاتِ الدَّولةِ العميقة

بل حتى نتنياهو الذي سيواجهُ الآن تبعاتِ الفشلِ الكبير في وعودِه للدولةِ العميقة وسيواجه معها تبعاتِ هذه الجريمةِ الوحشيَّةِ التي خلَّفت ضحايا كضحايا الكوارثِ الطبيعية!

 

من مصلحةِ من علمَ بحقيقةِ الهدف أن يقضيَ على نتنياهو لأنَّ رؤوسَ الشياطين يقتلُ بعضُها بعضاً!

أبطالُنا افتدَوا البلاد وقادتَها… وسيغرقون بدمائهم عرشَ الشيطان.. في الشمالي!

 

كلُّ من تتبَّعَ الحراكَ السياسيَّ والعسكريَّ السابقَ للجريمةِ النكراء.. كان يعلمُ جيداً.. أنَّ خارطةَ التصادماتِ الكُبرى ستشهدُ أعلى مستوى من التصعيدِ على الإطلاق!

 

فحلفُ القارَّةِ السياسيةِ الجديدة مستعدٌّ وأكثر..

وسوابرُ البحارِ لم تتوقَّف عند البحارِ الخمس..

بل وصلت إلى مشارِفِ عرشِ الشيطانِ الأمريكي

في المحيط المتجمِّدِ الشّمالي عبرَ المناورات الروسية البحريةِ البطلةِ مؤخراً..

والقائدُ العظيمُ الذي يشمخُ في عرينِه في دمشق ويحبسُ إليه خارطةَ البحارِ الخمسة ليحيقَ بالعدوِّ

ويجدِّدُ سنوية القِمَمِ العالمية “السورية الروسية الكورية الديمقراطية الإيرانية الصينية”

عبر مشهدٍ ديبلوماسي عظيمٍ اختُتِمَ بعد زيارة الزعيم الكبير كيم جونغ أون بعودة شويغو من كوريا الديمقراطية

لا إلى روسيا العظيمة بل إلى قصرِ الرئيسِ الأسد الذي يعرف نتنياهو الأحمق ويعترف ب :

“أن كلَّ ما يحدث في “إسرائيل” سببه بشار الأسد وسأنتقمُ منه”!!

 

 

واهمٌ من يعتقد أنَّ شيئاً قد ينالُ من عزيمةِ حلفِ القارةِ السياسيةِ الجديدة..وواهمٌ من يعتقد أن حلفاً يرمي الله عنه يمكن أن يهزَم..

وواهمٌ من يعتقد أن دماءَ الشهداءِ والجرحى تذهبُ سدىً عندَ الله والوطن!!

 

ليس صحيحاً أيها الشهداءُ الكرام في جنوبِ العز..

وأيَّها الأبطالُ الجرحى الميامين.. بأنَّكم جُرحتُم من دون قتال.. والحقيقةُ الوحيدةُ

أن الزمانَ يجب أن ينتجَ لنا حكاياتٍ تجدِّدُ عظمةَ “ثلاثمئة مقاتل إسبارطي” واجهوا شياطينَ العالم

بثلاثةِ آلافِ مقاتلٍ جنوبيِّ رسموا الطريق للإطاحةِ بعرشِ الشيطانِ في العالم!!

إنَّكم أيها الجرحى الأبطال.. كنتم من حيث تعلمون أو لا تعلمون.. السلاحَ العظيم والحِصنَ المكين..

والكلاءةَ الصَّمدية.. والعباءةَ المحمدية.. التي حمى الله بها البلادَ والقادة.. وسيرمي الله بها طواغيتَ الكون وشياطينَ المعابدِ!

أيها الجرحى الأكارم.. يا طيّاري زمانِنا المقدَّس…

سيعلمُ الكونُ كلُّه أنكم مع رفاقكم في ساحاتِ الوغى كُنتم أعظمَ نذرٍ في الحربِ الأعظمِ في زمانِنا..

وسيشهدُ الكونُ كلُّه أنكم إذ تقولون لله “أرضيتَ يارب”.. سيعطيكم الله ويقول لكم “أرضيتم يا أحبابي”!!

 

أمَّا عدوُّنا الغاشم.. فقد أعدَدنا له الكثير مما سيذكّرُه بأننا قلنا ذات “وعدٍ صادق”، وذات “عمليةِ أربعين”

وذات “فرط صوتي فلسطين” من اليمن، وذات “قاعدةٍ حوت كبارَ قادةِ العدو في بلدٍ مجاور”

وذات “استهدافاتٍ موجعة للقواعدِ الأمريكية في المنطقة” وذات أيضاً “السابعِ الأكتوبري العظيم”

أنَّ كلَّ ما مضى هو البدايةُ فقط.. وبروفا لشيء عظيم قادم سيجعله ينسى كلَّ ذلك..

ويتذكر فقط ضحكةٍ أطلقها الرئيسُ الأسد من قصرِه في الشام مع كلماتٍ للتاريخ: “عدوُّنا غبيٌّ وأحمق”!

ظهرت المقالة الحربُ العميقة؛ سرُّ عمليةِ “البايجر”.. ومحاولَة اغتيال “نتنياهو”!! أولاً على pravda tv.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2024-09-19 16:14:41
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading