الحلم الذي انهار والحلم الذي انتصر في الشرق الاوسط 2024
هآرتس 5/1/2025، درور زئيفي: الحلم الذي انهار والحلم الذي انتصر في الشرق الاوسط 2024
ثلاثة احلام كبيرة تتصارع فيما بينها على مستقبل الشرق الاوسط. كل حلم يطرح البديل الخاص به. العام 2024 غير بشكل جذري العلاقة بين هذه الاحلام وفتح الافق لتغييرات دراماتيكية في السنة القادمة. الحلم الاول، حلم علي خامنئي وشريكه السابق حسن نصر الله، كانت له عدة اهداف، من بينها نشر افكار الثورة الاسلامية في العالم العربي، وتوسيع سيطرة الشيعة في كل المنطقة وخارجها، والسعي العنيد الى تصفية الدولة اليهودية. حتى العام 2014 آمنوا بأن هذه الاحلام ستتحقق. العراق سقط في أيديهم بعد غزو الولايات المتحدة في 2003، وحزب الله سيطر على لبنان بدون رد حقيقي من قبل اسرائيل؛ بعد مساعدتهم في انقاذ نظام الاسد من الانتفاضة الشعبية ضده ايضا سوريا سقطت في يدهم.
الهلال الشيعي تم استكماله، ايران قامت ببناء تواصل بري تحت سيطرتها من شرق حدود باكستان وحتى البحر المتوسط. الاحتلال الحوثي في شمال اليمن اضاف ايضا ذراع في الجنوب، والعلاقات التي نسجتها مع قيادة حماس والجهاد الاسلامي اضافت غزة لهذه الذراع، ويهودا والسامرة، وطوقت العدو من كل اتجاه. ولكن الرهان الاستراتيجي الكبير ليحيى السنوار، من اجل اشعال كل هذه الساحات في القتال ضد اسرائيل في نفس الوقت، فشل، وحلمهم الكبير تحول الى كابوس. في 2024 فقدت طهران تقريبا كل ذخائرها في الشرق الاوسط، وما بقي يهدده الخطر. الوضع خطير جدا، الى درجة أن الكثير من المراقبين يتوقعون هزة داخل ايران في السنة القادمة الى درجة اسقاط النظام.
الحلم الثاني، الحلم المشترك لبنيامين نتنياهو والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم الامارات، هو تحالف كبير بقيادة مشتركة بين اسرائيل، السعودية، الامارات والدول العربية المعتدية برعاية امريكية. تحالف يهدف الى صد عدوان ايران وبناء قاعدة أمنية واقتصادية مشتركة. في هذا الحلم الكبير كان مكان ايضا للحلم المسيحاني الصغير للحاخامات في الائتلاف، ضم الضفة الغربية وغزة والاندماج في الشرق الاوسط ايضا من حيث طابع النظام ومكانة حقوق الانسان. يجب القول بنزاهة أنه ايضا الشركاء العرب في هذا الحلم لم يقلقوا بشكل خاص على وضع الفلسطينيين أو الحاجة الى الحفاظ على الديمقراطية في اسرائيل.
قبل سنة ظهر أن هذا الحلم في حالة تراجع. فايران استكملت التواصل الشيعي وتقدمت في طريقها نحو الذرة. والجمهور في اسرائيل انقسم في الصراع حول الانقلاب النظامي. وفي 7 اكتوبر ظهر نتيناهو مهزوم. في نفس الوقت العلاقات بين السعودية والادارة الديمقراطية الامريكية كانت في الحضيض. وقد وافقت على استئناف علاقاتها مع ايران وفقدت الاهتمام بالتطبيع مع اسرائيل. ايضا هذا تغير بسبب الانجازات المثيرة للانطباع لجهاز الامن الاسرائيلي، بدعم الولايات المتحدة، في محاربة المحور الشيعي. الآن يوجد اهتمام متجدد بالتحالف بين اسرائيل والدول السنية المعتدلة، وايران أصبحت تعتبر تهديد.
لكن الرابح الاكبر في السنة الاخيرة هو بالذات الذين لهم الحلم الثالث: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وامير قطر تميم آل ثاني واحمد الشرع، الحاكم الجديد لسوريا. الحلم المشترك لهم هو فرض الاسلام السياسي السني، الذي الجناح المعتدل فيه هو حزب “العدالة والتنمية” في تركيا، والجناح المتطرف فيه ينتمي للقاعدة والمنظمات الجهادية. قبل عشر سنوات، في ثورة الربيع العربي، وعندما انتخب ممثل الاخوان المسلمين محمد مرسي رئيسا لمصر، كان يبدو أن هذا الحلم في الطريق للتحقق. ولكن الانقلاب الذي عزل مرسي احبط هذه العملية. تفكك نظام الاسد منح اردوغان وشركاءه سوريا ايضا، وهو يمكنهم من العودة واحياء حلمهم.
هذه الاحلام الثلاثة مختلفة عن بعضها كليا. وهي تمكن من رسم سيناريوهات متوقعة للسنة القادمة. نجاح تركيا في اسقاط نظام الاسد وطرد المليشيات الشيعية سيستدعي مواجهة مباشرة بينها وبين ايران. الدولتان يسود بينهما التوتر منذ فترة طويلة، ضمن امور اخرى، بسبب ربط تركيا للاقلية الاذربيجانية بايران والسنية بالعراق، ودعمها العسكري لاذربيجان. في اعقاب الاحداث الاخيرة، الدولتان توجدان في ازمة دبلوماسية عميقة، الامر الذي يمكن أن يؤدي الى قطع العلاقات.
هذا الوضع يخلق تقارب محتمل بين حلم تركيا – قطر وحلم اسرائيل – الامارات، رغم التوتر القائم حول القضية الفلسطينية وقضية الاكراد. بعض المصالح المشتركة بين اسرائيل وتركيا هي الحاجة الى استقرار النظام الجديد في سوريا لمنع تقوي الجهات الارهابية والرغبة في كبح نشاطات حرس الثورة و”قوة القدس” والتوق الى ضمان حرية الملاحة في البحر الاحمر، وتعزيز قوة اذربيجان أمام تهديد ايران.
يصعب توقع ما ينتظرنا في السنة القادمة. ولكن اذا توقفت الحرب وتم التوصل الى صيغة للبدء في عملية سياسية في القطاع وداخل حدود السلطة الفلسطينية، فمن المرجح رؤية ازدهار معين في العلاقة بين تركيا واسرائيل، وتفاقم التوتر بين تركيا وايران، وخطوات للدفع قدما بالتطبيع بين اسرائيل والسعودية، واستمرار تفكك منظومة الوكلاء ونظام الحوثيين في اليمن، وربما حتى هزة قوية للاستقرار الداخلي في ايران.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-05 13:59:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>