اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

الحوثيون ليسوا إزعاجا بل تهديد استراتيجي

إسرائيل اليوم 29/12/2024، ايال زيسر: الحوثيون ليسوا إزعاجا بل تهديد استراتيجي

في اعقاب هجمة الإرهاب في 7 أكتوبر، سارع وكلاء ايران في ارجاء الشرق الأوسط للانضمام الى حرب حماس ضد إسرائيل. هكذا منظمة حزب الله في لبنان وهكذا أيضا الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق وحتى في سوريا. وانضم الى كل هؤلاء أيضا الحوثيون في اليمن البعيد، الذين بدأوا يهاجمون سفنا إسرائيلية في البحر الأحمر بل واطلقوا المُسيرات والصواريخ نحو إسرائيل.

في البداية بدا التهديد في اليمن كتهريج، وفي اقصى الأحوال كازعاج، بالتأكيد في ضوء التهديد الذي وقفت امامه إسرائيل في حينه في غزة وحيال حزب الله في لبنان. اما اليوم فواضح ان جبهتنا السابعة أصبحت جبهة تهديد مركزية ملزمة فيها إسرائيل ان تحقق حسما، اذا كانت تريد أن ترمم قدرة ردعنا في المجال المحيط وإزالة سيف التهديد الإيراني الذي لا يزال يسلط على رقابنا.

الساحة اليمنية أصبحت هامة ليس فقط لان إسرائيل هزمت أو ردعت اعداءها في ساحات المواجهة الأخرى وبالتالي يمكنها الان أن تركز على الساحة اليمنية. الأهمية التي ينبغي ايلاؤها للحوثيين تكمن في أنهم اصبحوا تهديدا حقيقيا سيحتدم فقط – بداية على كل روتين الحياة في إسرائيل، لكن أيضا على الاستقرار الإقليمي. شل الملاحة في البحر الأحمر أدى الى تعطيل ميناء ايلات لكنه أدى أيضا الى ضربة قاضية للاقتصاد المصري الذي يعتمد على المداخيل من الملاحة في قناة السويس. للضربة في مصر كفيلة بان تكون تداعيات على استقرار نظام الجنرال السيسي وعلى أي حال على الاستقرار الإقليمي أيضا. وتجدر الإشارة الى أن الحوثيين لن يتوقفوا في مصر – فالسعودية أيضا، والامارات وحتى الأردن كلهم يوجدون على بؤرة اسهدافهم.

الحوثيون، الذين يتخذون اسمهم من مؤسسهم حسين بدر الدين الحوثي، والمعروفون كايضا بأُسم أنصار الله، هم منظمة إرهاب نمت في أوساط الأقلية الشيعية – الزيدية في اليمن، التي تشكل نحو 30 في المئة من سكان الدولة (مثل الشيعة في لبنان الذين هم أيضا يشكلون نحو ثلث سكان الدولة لكنهم يمسكون بعناقها).

يستغل الحوثيون انهيار الدولة اليمنية في ظل ثورات الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي في العقد الماضي. سيطروا على القسم الشمالي من الدولة، وبرعاية إيرانية من ميليشيا مسلحة الى جيش ذي قوة، صواريخ متطورة ومُسيرات. وكانت السعودية اول من شعر بالخطر ومنذ 2015 شنت حربا ضدهم لكن بضغط امريكي اضطرت للتوصل معهم الى وقف للنار.

المسألة الفلسطينية لا تعني الحوثيين أيضا، لكنهم يستخدمونها كي يصبحوا قوة إقليمية ذات مكانة وتأثير حتى خارج حدود اليمن، ولاجل تجنيد التأييد في العالم العربي – بما فيه السني أيضا. ومع ذلك، مهم ان نذكر ان هدفهم المعلن هو الكفاح حتى الموت ضد اعدائهم في العالم العربي، في الغرب، في إسرائيل واليهود أيضا.

وعدت الولايات المتحدة “بمعالجة” الازعاج الحوثي، لكن الهجمات الامريكية محدودة وعديمة التأثير. يبدو ان في واشنطن يخشون التورط في اليمن والتدهور الى حرب إقليمية شاملة. إسرائيل هي الأخرى نفذت بضع هجمات علاقات عامة ضد اهداف بنى تحتية في الأيمن على امل أن يوقف الحوثيون مهاجمتها. لم يكن في هذا ما يكفي. فللحوثيين يوجد منطق خاص بهم، والهجمات المتلعثمة والمحدودة ضدهم تعززهم فقط. وعلى أي حال اليمن هو دولة ضعيفة وهجوم على شبكة الكهرباء المعطلة لديهم لا تقدم ولا تؤخر من ناحية الحوثيين.

ان الطريق لمعالجة الحوثيين هو رفع حدة الضغط العسكري وتصعيده ضدهم. لكن الى جانب ذلك – مثلما في الحرب ضد داعش، ينبغي تجنيد تحالف محلي يقوم على أساس الـ 70 في المئة من سكان اليمن المعارضين للحوثيين، بحيث يسيطرون على شمال اليمن ويسقطون الحكم. في جنوب اليمن تعمل حكومة ترى في الحوثيين عدوا، والى جانب هذا السعودية ودول خليج أخرى تنتظر الفرصة لطرد الوكيل الإيراني الذي اكتسب سيطرة في ساحتهم الخلفية.

الولايات المتحدة هي من ينبغي أن تقود هذه الخطوة الإقليمية والدولية، بمساعدة إسرائيل. الحوثيون لا ينبغي فقط ضربهم بل ينبغي اسقاط حكم الحوثيين .

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-29 15:38:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى