الخط الساخن | مبادرات فردة خلال العدوان على لبنان لدعم صمود النازحين
<
p style=”text-align: justify”>كان سيد الانتصارات كلّها رضوان الله على روحه العزيزة والمقدّسة سماحة السيد الشهيد حسن نصرلله، واضحا جدا عندما صنّف صمود الشعب وثباته، أحد الركائز الاساسية في مثلث النصر، الشعب والجيش والمقاومة، توجه لهم بعد نصر العام ٢٠٠٦ قائلا: «أيها الأحبة… يا أشرف الناس، واكرم الناس، واطهر الناس..»، يعرف تماما سماحة السيد الشهيد أين وضع ثقته وبمن، فهذا الشعب الذي وعده أن يخوض البحر معه، قد صدق!.. وخاض حربا بوجه أقوى قوى الإستكبار وأحدث انواع التقنيات والأسلحة، ولم يهتز!..
هذا الشعب لا يقتصر على الطائفة الشيعية، ولا على الانتماء لخط حزب الله، فعلى مدى سنوات، ربّى السيد في وعي اللبناني أنه عينٌ تقاوم المخرز، وأن لبنان بلد جعل من اسرائيل كيانا أوهن من بيت العنكبوت، وعي اللبناني هذا وإيمانه بقوته وقدرته على حماية أرضه، دفعه للإلتحام مع أبناء بلده المدافعين عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، فٱتحدت الألوان حول علم لبنان، واشتبكت الأيادي تحمي ظهر المقاومين بحماية أهلهم وذويهم، بشير شاب لبناني يقول أنه «لا علاقة له بالسياسة، لكنه إنسان! ويحبّ وطنه، ويعلم أن ٱعتداءا يمارس اليوم عليه وهناك من يدافع عنه بدمه، فكل ما يملك فعله الآن أن يقدّم مطبخه في الأشرفية لمن يقدر، على صنع الطعام لأهل المقاومة النازحين قسراً عن ديارهم».
<
p style=”text-align: center”>
دعوته هذه تلفقها صاحب المبادرة التي نتعرف اليها معكم اليوم، علي نجار إبن الاثنين وعشرين عاما، والذي بدأ منذ اليوم الأول لجريمة الحرب الإسرائيلية على لبنان، بإعداد الطعام لفرق الإنقاذ، والعاملين الصحيين، والجرحى الذين تضرروا من تفجير البايجرات.
بدأ علي من مطبخه الخاص في الغبيري بإعداد وجبات الطعام على حسابه الخاص وتوزيعها لإخوته، وبعد بدء العدوان على الضاحية، لم يستطع أن يتقبّل فكرة توقفه عن المساعدة، فشرع يبحث عمّن يقدم مطبخه وبما انه «شيف» يتكفل هو بكل ما يلزم، وهكذا وبعد التنقل من مكان لآخر، والنزوح من منطقة لأخرى، التقى ب«بشير»، وب«لؤي» صاحب مطعم في كفرصير، الذي يأتي يوميا من طرابلس ليساعد في أعداد الوجبات وهبة وغيرهم من المتطوعين، الذي يصفون ما يفعلونه.. «هكذا يُمكن أن نُقاوم… هذا سلاحُنا الذي نملك!، والنصر حتميّ بالنسبة لنا وقريب!».
علي يقول «هذا اقل ما يمكنني تقديمه، أمام تضحيات من يقدمون الدماء، هذا ما أسميه إنتماء وفاء، وتعلّق بتراب الوطن».
وكما علي نجار في الأشرفية، كانت فاطمة جمعة وزميلتها نورا خليفة، اللتان التقيناهما في منطقة زقاق البلاط، وهما تسكنان في منطقة بعيدة، ويمكن لهما أن تختارا الاهتمام بأسرتيهما، والاكتفاء بتدبير شؤونهما في ظل النزوح، لكنهما أصرتا وهما معلمتان، أن تقوما بمبادرة تعليم الاطفال في مرحلة الروضة عن بُعد، عبر مجموعة واتساب، ترسلان عليها أنشطة تعليمية وقصص تربوية هادفة، تساعد الأمهات على العناية بأطفالهن بطريقة إيجابية ومفيدة في ظل مرور الوقت بعيدا عن المدرسة، ما يضمن استفادة الأطفال، ومساعدة الاهل، مبادرة بأدت مع عشرات الأطفال، واليوم فاقت الألف، فاطمة ونورا هما أيضا نموذج لأشرف الناس، الذين يفوق مفهوم العطاء عندهم ألف مرة مفهوم الأخذ، وهما أيضا كما كل المبادرين على حبّ المقاومة والوطن، من انطبق عليهم قول الله تعالى «وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ».
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-12-01 09:21:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي