الرد الصهيوني دليل قرب انتهاء الحرب
حمزة العطار
تأهبت وسائل الإعلام العالمية كتأهب الشعب الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية، لرد إسرائيلي قادم على ايران، كبيراً مزلزلاً، يفعل فعله في ايران، فاتحاً أبواب الإحتمالات الكثيرة لما قد يحصل في المنطقة بعد الرد الموعود، وهل سيكون رد “اسرائيل” مقدمة لإشعال المنطقة، وبالتالي تشظي معظم أرجاء المعمورة بما سيحدث.
في جنح الظلام وفي فجر السادس والعشرين من تشرين الثاني، بدأ الرد الإسرائيلي الموعود، الذي أيقظ النيام منتظرين احتساب أعداد الضحايا وأماكن الإستهداف التي سيطالها العدوان، وحجم الضرر الكبير الذي سيلحق بإيران، لدرجةٍ بدأ المشاهد يستذكر كلام نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تغيير أنظمة اقليمية، وهل حانت لحظة التغيير في ايران واستبدال النظام القائم حالياً، بنظام يشبه الذي كان قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران وإعادة ايران طوعاً أو كراهية الى الحضن السابق، وربما ولادة شاهينشاه جديد يحكم ايران ؟!
المشاهد بدأت بالوضوح شيئاً فشيئاً، وحقيقة الرد باتت تتجلى لتظهر نتائج الضربة والأضرار التي نجمت عنه، ما هي الأضرار التي حُققت بهذا العدوان، وهل هو من ضمن سياسة نتنياهو الى سعي الأنظمة في المنطقة ؟
حقيقة رد ليته لم يكن، لكان حفظ ماء وجه الكيان الصهيوني بشكل أفضل من هذا الرد الهزيل، كيف ذلك ؟، كل ذلك بيّنته وسائل الإعلام التي أعلنت جهوزيتها لنقل مشاهد الدمار والنار بعد الضربة على ايران، لكن الحقيقة كانت أنّ ما حصل من رد يمكن أن لا يرتقي الى احتياج الحرس الثوري الإيراني لإصدار بيان يشرح فيه ما حصل، فقد كان رداً ضعيفاً بدل أن يحفظ ماء الوجه الإسرائيلي، فقد زاد نظرة الإستصغار الى هذا الكيان، إنْ من إيران نفسها، أو حتى من شعوبه التي سخفت الرد كتسخيفها لنتنياهو والحكومة والقيادة العسكرية، عن أنّ هذا الرد لا يرتقي أن يُرد عليه، وهو ما أرادته “إسرائيل”.
ناهيك عن النظرة الإيرانية، فقد أوردت بعض وسائل الإعلام الايرانية، على سبيل النكتة أن ايران سترد لأن الشعب الإيراني انزعج في هذه الليلة ولم ينم جيداً وهو ما قد يؤدي الى رد على هذا الموضوع.
خلاصة الكلام، أثبتت “اسرائيل” ضعفها من خلال الرد وعدم قدرتها أو جرأتها على المس بدولة ولاية الفقيه، خاصة في هذه الظروف، رغم التسهيلات والمساعدات التي قُدمت من خلال الأسلحة وحتى فتح بعض المجالات الجوية من قبل بعض الدول العربية، ولم يكن بمقدورها ولن يكون أن تلحق ضرراً بدولة الولاية، وكل ما تم الحديث عنه، لم يكن إلا ضربة محدودة، بل محدودة جداً، لم تستأهل أن يُحكى عنها.
الضربة الإسرائيلية المتواضعة، أكدت أن أبواب التفاوض مشرعة على مصراعيها ويتجنب محور المقاومة السير بالمنطقة الى الحرب الشاملة. تبقى العبرة في الخواتيم، في مدى تأثير الأميركي على مجريات التصعيد الإسرائيلي، من جهة، ومن جهة أخرى، الإسرائيلي نفسه، خاصة بعد التطورات النوعية التي تشهدها جبهات القتال خاصة في الجبهة الجنوبية للبنان.
أيام قليلة وربما ساعات، تحدد مسار الأمور كيف تتجه، وضغوط أميركية متوقعة لإيقاف الحرب، خاصة أن المنطقة بمجملها قادمة على بدء التنقيب عن النفط وهو أمر يفرض الهدوء في مجمل الجبهات، تأكيداً أنّ الحرب القائمة تأخذ طابعاً اقتصادياً، تحتاج المنطقة معه الى الهدوء حتى لو النسبي أو المؤقت. انتظروا وراقبوا، إنا منتظرون.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-10-28 03:59:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي