صحة و بيئة

السعفة أو القوباء الحلقية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

السعفة أو القوباء الحلقية هي عدوى فطرية يسببها فطر، تسبب الحكة وتظهر على شكل حلقات على البشرة، وسنتعرف في هذا المقال على تفاصيل مختلفة عن نشوئها وأنواعها وتشخيصها وعلاجها والوقاية منها.

تنمو الفطريات وتنتشر في المناطق الدافئة والرطبة مثل غرف خلع الملابس والاستحمام العامة، فتنتقل العدوى بالسعفة بملامسة شخص أو حيوان أو شيء مُصاب. يمكن العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية أن تمنع الفطر من الانتشار إلى أجزاء أخرى من جسم المريض أو إلى الآخرين.

أنواع السعفة:

تسمى السعفة التي تصيب الجسم (tinea corporis) ولها أسماء مختلفة بحسب جزء الجسم الذي تؤثر فيه، فقد تصيب الذراعين والساقين والجذع والوجه.

  •  سعفة القدم أو قدم الرياضي: تسبب طفحًا جلديًا حارقًا بين أصابع وباطن القدمين، وقد تصبح البشرة متقشرة ومتشققة أو تصاب ببثور، وأحيانًا تجعل من رائحة القدمين سيئة.
  •  السعفة الساقية: تسبب طفحًا جلديًا أحمر مع حكة في الفخذ وباطنه والمستقيم. بعض الناس يصابون ببثور.
  •  سعفة الرأس أو الثعلبة: تسبب بقعًا متقشرة واحمرارًا وتقرّحات مثيرة للحكة على فروة الرأس. إذا تُركت البقع الصلعاء دون علاج، قد تكبر وتصبح دائمة.
  •  سعفة اليدين: تظهر على راحة اليد على شكل بقع جافة ومتشققة.
  •  سعفة اللحية: احمرار شديد وصديد في النتوءات.

أسباب السعفة:

يعيش هذا النوع من الفطريات على البشرة والأظافر وفروة الرأس، لكن عندما تصبح البيئة حارة ورطبة، تبدأ الفطريات في النمو بطريقة لا يُسيطر عليها، والإصابة بهذه العدوى ممكنة في أي وقت تتلامس فيه البشرة مع فطر القوباء الحلقية من جلد شخص آخر.

ما مدى احتمالية العدوى؟

السعفة فطريات معدية وشائعة جدًا، وقد تؤثر في 20-25% من سكان العالم في أي وقت. وقد تعيش على البشرة وعلى الأسطح وفي التربة، ومن الطرق الرئيسية لانتشارها:

  •  ملامسة الجلد مع شخص مصاب بالسعفة.
  •  الاتصال المباشر بكلب أو قطة أو أي حيوان مصاب.
  •  لمس سطح ملوث، مثل أرضية غرف تبديل الملابس أو ارتداء ملابس رياضية متعرقة.
  •  مشاركة الأشياء مع شخص أو حيوان مصاب مثل الفرشاة أو المنشفة أو الفراش.
  •  التربة الملوثة.

هل تنتقل العدوى من الكلاب أو القطط؟

نعم، يمكن أن تنتقل السعفة من الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى مثل الأبقار أو الماعز أو الخيول. وللوقاية يُنصح بغسل اليدين دائمًا بعد اللعب مع الحيوانات أو مداعبتها. وإذا كان الحيوان الأليف مصابًا بالسعفة، يجب تطهير فراشه والاهتمام أكثر بتنظيف الأسطح التي كان على تماس معها في المنزل.

المعرضون للعدوى:

تؤثر السعفة في الناس من جميع الأعمار، لكن العرضة لخطر الإصابة بالسعفة تزداد عند:

  •  ضعف جهاز المناعة.
  •  المشاركة في الرياضات عالية الاحتكاك، مثل المصارعة.
  •  فرط التعرق.
  •  استخدم غرف تبديل الملابس العامة أو الاستحمام بأماكن عامة.
  •  العمل عن قرب مع الحيوانات التي قد تكون مصابة بالسعفة.

الأعراض:

تظهر السعفة عادةً كرقعة مسطحة لها شكل دائري أو دائري مع حدود مرتفعة ومتقشرة، وهي متغيرة اللون وقد تبدو حمراء في بشرة فاتحة أو بنية في بشرة غامقة.

تظهر العلامات عادةً بين 4 و 14 يومًا بعد ملامسة الفطريات التي تسبب السعفة للبشرة، ويتضمن ذلك:

  •  طفحًا جلديًا أحمر اللون يشكل حلقة حول الجلد الطبيعي وبقع ذات حواف محددة.
  •  حكةً في الجلد.
  •  تساقط الشعر، أو ظهور بقع صلعاء في المنطقة المصابة.

التشخيص:

يستطيع مقدم الرعاية الصحية تشخيص السعفة بالنظر إلى البشرة وتقييم الأعراض، وقد يكشط المنطقة للنظر إلى خلايا الجلد تحت المجهر أيضًا.

قد تتشابه السعفة مع الإكزيما وكثير من الحالات الجلدية الأخرى، وكلتاهما تسبب حكة في الجلد واحمرارًا، لكن الإكزيما ليست معدية ولا تنتشر من منطقة إلى أخرى على الجسم.

يجب الاتصال بالطبيب إذا كانت عدوى السعفة:

  •  تظهر على فروة الرأس.
  •  تسبب احمرارًا وتورّمًا.
  •  حدثت في أثناء الحمل.
  •  تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
  •  لم تتحسن الأعراض استخدام الأدوية المضادة للفطريات التي لا تستلزم وصفة طبية.

من الأسئلة التي يناقشها الطبيب:

  •  كيف انتقلت العدوى؟
  •  هل يجب البقاء في المنزل حتى زوال العدوى؟
  •  ما هي الخطوات المتخذة لمنع انتشار السعفة إلى أجزاء أخرى من الجسم؟
  •  ما الخطوات المتخذة لمنع العدوى من الانتقال إلى الآخرين؟
  •  ما هو أفضل علاج للسعفة؟
  •  هل يجب تجنب أي أدوية أو علاجات؟
  •  ما الخطوات المتخذة لمنع الإصابة بالسعفة مرة أخرى؟
  •  كيف نحدد إن كان الحيوان الأليف مصابًا؟
  •  هل يجب البحث عن علامات المضاعفات؟

ما مضاعفات السعفة؟

لدى الشك في الإصابة بالسعفة يُنصح بعدم استخدام كريمات مضادة للحكة تحتوي على كورتيكوستيرويدات، لأنها تضعف دفاعات البشرة وقد تسمح للعدوى بالانتشار وتغطية أجزاء أكبر من الجلد. وفي حالات نادرة، قد يتعمق الفطر في البشرة تمامًا، ما يجعل علاجه أكثر صعوبة.

قد تؤدي سعفة الرأس إلى التهاب مؤلم يسمى الكيريون، وقد ترافقه الإصابة بقروح قشرية مليئة بالصديد، غالبًا مع تساقط الشعر والتندب.

لا تؤثر إصابة السعفة في الحمل، لكن تجب مناقشة ااطبيب باستخدام الكريمات أو المساحيق المضادة للفطريات التي لا تستلزم وصفة طبية، وقد يناقش أيضًا مخاطر الأدوية الفموية المضادة للفطريات وفوائدها المحتملة، لكنها تبدو آمنة لتناولها في أثناء الحمل.

العلاج:

تتوفر كثير من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية المضادة للفطريات لعلاج السعفة، وتتوفر مضادات الفطريات بأشكال مختلفة مثل الكريمات أو المراهم أو الحبوب.

تزول الحالات الخفيفة من السعفة بعد أسابيع قليلة، وقد تتطلب العدوى الأكثر خطورة علاجًا مدته 6 إلى 12 أسبوعًا، ومع إن السعفة قد تختفي بمفردها، فإن وجود الفطر على البشرة يعني أن المُصاب ما يزال مُعديًا للآخرين.

مستحضرات لا تحتاج إلى وصفة طبية مضادة للفطريات:

تعمل مضادات الفطريات المنتشرة (الكريمات أو المراهم أو المساحيق) عملًا جيدًا وتشمل ما يلي:

  •  Mycelex.
  •  Clotrimazole.
  •  Tolnaftate.

إذا ساءت الأعراض أو لم تخف حدتها بعد أسبوعين، فقد يلجأ مقدم الرعاية الصحية إلى وصف دواء فموي.

الأدوية الفموية:

قد يلجأ الطبيب إلى وصف دواء إذا كانت السعفة على فروة الرأس أو على أجزاء كثيرة من الجسم، وتتراوح مدة الوصفة بين 1-3 أشهر، وتشمل ما يلي:

  •  Diflucan.
  •  Griseofulvin.
  •  Itraconazole.
  •  Terbinafine.

شامبو مضاد للفطريات:

قد يمنع الشامبو المضاد للفطريات مثل الكيتوكونازول، سعفة الرأس من الانتشار، لن يعالجها لكنه قد يساعد في السيطرة على العدوى من الانتشار، وقد يستفيد أفراد الأسرة غير المصابين من استخدامه أيضًا.

العلاجات المنزلية للسعفة:

العلاجات المنزلية مثل خل التفاح أو زيت شجرة الشاي، لها فائدة قليلة أو معدومة. فقد يسبب خل التفاح تقرحات أو التهاب، ويتميز زيت شجرة الشاي بخصائص مضادة للفطريات والميكروبات ولكن آثاره ليست معروفة جيدًا.

قد يتطلب الأمر تطهيرًا للمنزل إذ يستطيع هذا الفطر العيش على الأسطح عدة أشهر، وهنا قد تفيد البخاخات المطهرة لإزالة الفطر، ويُفضل غسل الملابس والملاءات والمناشف في الماء الساخن والمنظفات لمنع انتشار السعفة.

ومن الأشياء الأخرى التي ينصح بها في أثناء العلاج:

  •  المحافظة على المنطقة المصابة نظيفة وجافة.
  •  وضع المستحضرات المضادة للفطريات أو الكريمات أو المراهم طوال فترة العلاج.
  •  تجنب لمس المنطقة وغسل اليدين قبل لمس مناطق أخرى من الجسم.
  •  المراهم الستيرويدية.

قد تساعد كريمات كورتيكوستيرويد في تقليل الالتهاب، ولكن يجب عدم استخدامها لعلاج السعفة، فقد تؤدي في الواقع إلى تفاقم العدوى.

الوقاية:

يزيد ضعف جهاز المناعة أو العيش في مناخ رطب ودافئ من خطر الإصابة بعدوى فطرية، إذ ينمو الفطر وينتشر في المناطق الرطبة والدافئة ويستطيع العيش على المناشف والملابس والملاءات والأسطح المنزلية لعدة أشهر، وتتضمن إجراءات الوقاية من السعفة ما يلي:

  •  تغيير الجوارب والملابس الداخلية يوميًا أو أكثر إذا أصبحت رطبة أو متسخة.
  •  الاستحمام مباشرة بعد ممارسة التمارين الرياضية.
  •  ارتداء الصنادل أو أحذية الاستحمام في المسبح وفي غرف خلع الملابس العامة والاستحمام.
  •  تجفيف البشرة جيدًا بعد الاستحمام، خاصة بين أصابع القدمين.
  •  تجنب مشاركة المناشف أو الملاءات أو الملابس أو غيرها من عناصر النظافة الشخصية.
  •  غسل الملابس والمعدات الرياضية والملاءات والمناشف في الماء الساخن والمنظفات.
  •  تطهير الأسطح.
  •  علاج الحيوانات الأليفة من السعفة إذا كانت مصابة وعلى احتكاك مباشر مع أي فرد.
  •  غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة الحيوانات.

هل يمكن أن تعود العدوى؟

نعم، قد تعود السعفة عند التوقف عن العلاج أو إنهائه باكرًا، لكنها تختفي لدى معالجتها بطريقة مناسبة، لذلك يجب اتباع خطة علاج مقدم الرعاية الصحية حتى تختفي العدوى تمامًا.

اقرأ أيضًا:

السعفة الإربية

ما هي السعفة المبرقشة وكيف تعالج؟

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر

المصدر
الكاتب:كلوديا قرقوط
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-06 15:37:01
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى