اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

السعودية تُشخص فرصة في لبنان وتأثيرها ايجابي على وقف النار

هآرتس 2/1/2025، تسفي برئيل: السعودية تُشخص فرصة في لبنان وتأثيرها ايجابي على وقف النار

في موقع التزلج الاكبر في الشرق الاوسط العربي في قرية دوبيان، التي تبعد حوالي ساعة سفر عن بيروت، اصبحوا الآن مستعدين لاستيعاب آلاف المتزلجين الذين يتوقع مجيئهم في نهاية الاسبوع عند افتتاح موسم التزلج في لبنان. القرية نشرت عدة تعليمات للمستجمين التي يطلب فيها منهم المجيء بسيارات مزودة بسلاسل للثلوج والتزود بالطعام والماء خوفا من الاختناقات المتوقعة؛ عدم الانحراف عن المسارات والامتثال لتعليمات رجال الشرطة وقوات الامن التي سيأتون من اجل الاشراف على حركة السير. ولكن خلافا للسنوات السابقة، التي تم فيها حجز غرف فندقية قبل الموسم بأشهر فانه في هذه السنة الحجز ضعيف ومدراء الموقع يقولون إنه فقط 30 – 40 في المئة من الغرف تم حجزها. سبب ذلك لا يحتاج الى الكثير من التفسير.

المستجمون من العراق لا يمكنهم السفر مباشرة من بغداد الى بيروت بسبب قيود الطيران في سماء سوريا، لذلك فان سعر تذكرة السفر ارتفع بشكل كبير. دول الخليج أمرت مواطنيها بالامتناع عن زيارة لبنان رغم أن وقف اطلاق النار دخل الى حيز التنفيذ قبل اكثر من شهر. الاردنيون ينشغلون بمشكلاتهم، وحسب قول وكيل شركة سياحة في الاردن، اجرى مقابلة مع موقع في لبنان فانه “لا يوجد للاردنيين مزاج للتزلج في لبنان في الوقت الذي فيه غزة والضفة الغربية تشتعل الآن”. لذلك، لا يوجد لاصحاب مواقع التزلج إلا الاكتفاء بالسياح اللبنانيين، وبعضهم توجد لهم بيوت بملكيتهم في الجبل أو أنهم ليسوا بحاجة الى خدمة المبيت.

افتتاح موسم التزلج ربما هو الاشارة الاولى الواضحة على جهود الدولة من اجل العودة الى الحياة الطبيعية، وربما أن الطبيعية هي مفهوم نسبي في لبنان. فحتى في الاوقات العادية قبل الحرب كان لبنان دولة مفلسة، بدون حكومة فاعلة وميزانية وأفق اقتصادي أو سياسي. في حينه كان يبدو أنه لم يعد لديه مكان يتدهور اليه، الى حين تبين أنه لا يوجد قعر لهذه الهاوية.

ملخصات السنة التي اجرتها وسائل اعلام رئيسية في لبنان مليئة بالارقام الكئيبة التي تصف حجم الاضرار والكارثة التي تسببت بها الحرب في لبنان. حوالي 150 ألف بيت تم تدميرها بالكامل أو بشكل جزئي، وحوالي 20 ألف مبنى عام تدمرت، ومئات المصانع الصغيرة أو المتوسطة توقفت عن العمل، وتقريبا مليون وربع مواطن هجروا من بيوتهم، و3500 شخص تقريبا قتلوا واصيب الآلاف. التكلفة المالية للاضرار قدرت بأكثر 13 مليار دولار، نصفها اضرار مباشرة والنصف الآخر ضررغير مباشر للاقتصاد. وهذه حتى ليست ارقام نهائية، لأنه رغم وقف اطلاق النار إلا أن اسرائيل تستمر في القصف في لبنان. وحسب ادعاء بيروت فقد خرقت وقف اطلاق النار اكثر من 800 مرة.

الآن العيون في المنطقة تشخص الى اطواق النجاة السياسية والاقتصادية التي يتم القاءها في محاولة لانقاذ وقف اطلاق النار. سيكون عليها الاهتمام بانسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في نهاية الستين يوم التي حددت في الاتفاق، وأن يتم فتح صنبور المساعدات الدولية التي بدونها لن تكون أي فرصة لاعادة اعمار لبنان، وأن يكون أخيرا رئيس للدولة، لأنه بدون ذلك لا يمكن تشكيل حكومة مستقرة وموثوقة بمكنها ادارتها.

“لبنان تسنح له الآن فرصة تاريخية جديدة”، كتبت امس كاتبة المقالات اللبنانية جوزفين ديب. “العام 2025 يفتح فصل جديد فيه لبنان سيترك خلفه سنوات من الازمات المتواصلة”. أملها تعلقه ديب على التقارير التي تقول بأن السعودية تنوي أن تحل محل ايران، وربما أن تصبح راعية لبنان الجديدة بعد أن تم ابعاد طهران عنها.

محللون لبنانيون يعطون اهمية كبيرة للزيارة المتوقعة، كما يبدو في نهاية الاسبوع، لوفد سعودي رفيع يترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والمسؤول السعودي للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان. “هذا يمكن أن يكون خروج لبنان الى الحرية من دائرة ايران والعودة الى الدائرة العربية”، كتب كاتب المقالات وليد شقير.

حتى الآن من المبكر تقدير دور السعودية في الخطوات السياسية في لبنان. في الحقيقة السعودية تعمل على حل الازمة السياسية في لبنان، والى جانبها تعمل قطر ومصر وفرنسا والولايات المتحدة منذ سنتين تقريبا. ولكن حتى الآن اكتفت بمشاركة سفيرها بالنقاشات بين هذه الدول. ورفع تدخلها الى مستوى مشاركة وزير الخارجية ربما سيغير قواعد اللعب.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حصل على ضربة سياسية قاسية في لبنان في 2017، عندما حاول التدخل بشكل فظ في الشؤون اللبنانية وقام باعتقال رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض، وطلب منه الاستقالة من رئاسة الحكومة التي يوجد في عضويتها ممثلين عن حزب الله. الانتقاد والردود المضادة الشديدة للبنان وتدخل فرنسا اجبرته على التراجع واطلاق سراح الحريري ورفع يده عن لبنان. الظروف الآن مختلفة. فالضعف العسكري والسياسي ايضا لحزب الله وابعاد ايران والانقلاب في سوريا، كل ذلك يعطي السعودية فرصة لتوسيع نفوذها والعودة الى الساحة التي تم ابعادها عنها أو أبعدت نفسها عنها. وحضور سعودي نشط في لبنان، مرفق برزمة مساعدات كبيرة، يمكن أن يكون بشرى مهمة ليس فقط للبنان بل لكل المنطقة. ايضا هي يمكن أن تشكل الضمانة لتقليص قوة حزب الله السياسية ووقف قنوات النفوذ لايران.

لكن من اجل تحقق كل ذلك فانه يجب على لبنان أولا وقبل كل شيء التوصل الى الاتفاق على انتخاب الرئيس. في يوم الخميس القادم ستكون هذه القدرة في امتحان، عندما سيدعو رئيس البرلمان نبيه بري الى عقد جلسة خاصة من اجل انتخاب الرئيس. وقد دعا الى هذه الجلسة سفراء الدول في لبنان لاظهار جديته. ولكن هنا توجد اشارة تحذير. تقريبا 12 جلسة برلمان تم عقدها في السابق من اجل تعيين رئيس للبنان ولكن بدون نجاح. ايضا في هذه المرة لا توجد موثوقية بأنه سيتم عقد الجلسة، وايضا لا توجد موثوقية اذا عقدت بأنها ستنجح في التوصل الى اتفاق حول انتخاب الرئيس.

لكن ربما في هذه المرة هناك احتمالية اكبر، بالاساس بسبب نتائج الحرب التي تحمل حزب الله المسؤولية عن الدمار في لبنان، وبسبب الخوف من أنه اذا فشلت عملية انتخاب الرئيس فان استمرار تنفيذ وقف اطلاق النار ايضا يمكن أن يتفجر.

الضغط الدولي على لبنان كبير جدا، الذي تشارك فيه فرنسا وامريكا. المبعوث الامريكي عاموس هوخشتين يتوقع أن يزور لبنان في الاسبوع القادم قبل عقد جلسة البرلمان، اضافة الى السعودية وقطر ومصر. المرشح المفضل في هذه الاثناء بالنسبة لدول الوساطة هو قائد الجيش الجنرال جوزيف عون، الذي ينشغل الآن في انتشار الجيش في جنوب لبنان على طول الحدود مع اسرائيل. وهو ايضا الشخص الذي يجب عليه نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان، وبعد ذلك نزع السلاح من المناطق التي توجد شمال نهر الليطاني.

انتخاب عون كرئيس، الذي بحسب صلاحياته سيقوم بتعيين رئيس الحكومة وتقرير من سيكون قائد الجيش الذي سيستبدله، سيؤثر بشكل كبير على تصميمه وعلى قدرة لبنان على تنفيذ هذه المهمة الكبيرة. حزب الله برئاسة نعيم قاسم، ما زال يؤيد المرشح المنافس سليمان فرنجية، المقرب من حزب الله، والذي يعتبر المقاومة قوة مشروعة الدولة بحاجة اليها. من هنا فان انتخاب الرئيس ليس فقط مسألة اجراءات ادارية وفتح قنوات المساعدات للبنان، بل قرار استراتيجي يمكن أن يحدد مصير حزب الله كتنظيم عسكري.

في البيان الذي بثه أمس نعيم قاسم في التلفزيون صرح بأن “المقاومة استعادت قوتها وهي في الطريق لتكون أقوى”. ولكن، هذه “لكن” مهمة، “يجب على حكومة لبنان التي وقعت على اتفاق وقف اطلاق النار أن تتابع الاتفاق بواسطة لجنة الرقابة على تنفيذه. هنا توجد فرصة للبنان كي يظهر قدرته بواسطة عملية سياسية”.

هذا تصريح مخفف لنعيم قاسم، أو على الاقل اكثر مرونة، وهو لا يكرر التهديدات السابقة لكبار قادة الحزب بأنه اذا لم تتوقف اسرائيل عن خرق اتفاق وقف اطلاق النار فانه “في اليوم الواحد والستين القصة ستكون مختلفة”. هنا توجد ايضا مسؤولية لاسرائيل في مساعدة لبنان على تحقيق فرصة “العودة الى المستقبل” وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار على طول الحدود واخلاء القرى التي ما زالت تسيطر عليها. اسرائيل حتى الآن لا يجب أن تتنازل عن حقها في “الدفاع عن نفسها”. هذه الكلمات تعني فعليا الاذن بمهاجمة لبنان ولكن من داخل اسرائيل، وبدون التواجد العسكري لها في لبنان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-02 15:38:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى