السعودية هامة لكن غزة أهم

إسرائيل اليوم 16/2/2025، ايال زيسر: السعودية هامة لكن غزة أهم
أعلن الرئيس ترامب حتى قبل دخوله البيت الأبيض بان مهمته المركزية في الشرق الأوسط هي تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، اتفاق يوسع بل ويكمل “اتفاقات إبراهيم” التي نجح في تحقيقها في أواخر ولايته السابقة.
في نظر ترامب يدور الحديث عن “صفقة القرن” محسنة، التي حاول أن يدفع بها قدما بلا نجاح في العقد السابق وفي اطارها أمل في أن يحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وفي واقع الامر لا يدور الحديث عن “صفقة القرن” بل عن “صفقة التريليون”، إذ أن ترامب يأمل في أن يؤدي اتفاق إسرائيلي – سعودي الى استثمارات ومشتريات سعودية بحجم تريليون دولار في الولايات المتحدة، واساسا في مجال صناعة السلاح والطاقة.
لا شك انه بالنسبة لإسرائيل سيشكل اتفاق السلام مع السعودية إنجازا ذا أهمية، يعزز جدا مكانتها الإقليمية والدولية. اتفاق كهذا كفيل أيضا بان يكون مثابة مسمار آخر في نعش الطلب الفلسطيني، الذي يلقى تأييدا دوليا واسعا، إقامة دولة مستقلة في الضفة وفي غزة.
إدارة بايدن هي الأخرى سعت لتحقيق اتفاق بيت إسرائيل والسعودية. وحسب مصادر أمريكية أوشكت الدولتان في صيف 2023 أن تكونا على شفا اختراق في الاتصالات بينهما. غير أنه جاءت عندها هجمة الإرهاب الاجرامية لحماس في 7 أكتوبر التي امر بها يحيى السنوار، ضمن امور أخرى بسبب رغبته في منع اتفاق سلام كهذا، خشية أن يضر بحماس وبمحور الشر الإيراني الذي يقف خلفه.
غير أن هجمة الإرهاب من حماس وكل ما جاء في اعقابها هو دليل ليس فقط على الأهمية الكبيرة لاتفاق إسرائيلي – سعودي وللفضائل الكبرى الكامنة فيه لإسرائيل بل أيضا على قيوده ومواضع ضعفه. فالتقدم في الطريق الى اتفاق وحتى قبل ذلك – اتفاقات إبراهيم التي وقعت في أيلول 2020، لم تمنع هجمة حماس اتساع القتال الى كل ارجاء الشرق الأوسط (ابتداء من لبنان وسوريا، عبر العراق واليمن وانتهاء بايران نفسها). في لحظة الحقيقة أصبحت اتفاقات إبراهيم وكأنها لا تساوي اكثر بكثير مما تساويه الورقة التي كتبت ووقعت عليها.
صحيح ان الاتفاقات نجت من الحرب وفي هذا ما يشهد على عمق مصلحة الدول العربية في الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل وتقدمها لكنها جلبت منفعة قليلة لإسرائيل في حرب الوجود التي فرضت عليها. في هذه الحرب تغلبت اعلى اعدائها ليس بسبب اتفاقات إبراهيم بل بسبب قوتها العسكرية وبطولة مقاتليها مثلما أيضا بالاسناد الذي تلقته من الولايات المتحدة.
كل هذا ينبغي أن يعلمنا بانه مع كل الأهمية التي ينبغي أن تنسب لاتفاقات إبراهيم او للاتفاق الذي على الطريق مع السعوديين – في الشرق الأوسط لا يوجد اختصارات طريق. فلا يمكن التجاوز او التكنيس تحت البساط بمشاكل أساسية وجودية، مثل مسألة مستقبل الضفة وغزة، التهديد الذي يمثله علينا حزب الله في لبنان وبالطبع التهديد الإيراني. هذه المشاكل لن تختفي او تحل من تلقاء ذاتها سواء وقعت او لم يوقع اتفاق مع السعودية. الطريقة التي سنتصدى بها هي التي ستقرر مستقبلنا، ليس اقل وربما اكثر من الدفع قدما بعلاقاتنا مع جيراننا العرب.
على إسرائيل ان تستغل الفرصة التي يفتحها امامها ترامب للدفع قدما بسلام مع السعودية لكن ليس بكل ثمن. وبالتأكيد ليس بثمن اختصارات طريق، أي تسويات لا تتضمن حلا جذريا حقيقيا لمشاكلنا الأساس، تسويات وتفاهمات تنهي القتال لكن لا تنهي بالضرورة الحرب ضد حماس في غزة، ضد حزب الله في لبنان وضد ايران.
كما أنه محظور ان نستسلم للوهم وكأننا نقف امام شرق اوسط جديد، عديم التحديات والتهديدات. شرق أوسط كهذا لم يشرق، رغم الآمال والوعود، لا بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو، لا بعد أن وقعت اتفاقات إبراهيم – ولن يشرق أيضا بعد أن يوقع اتفاق مع السعودية.
على إسرائيل أن تتحرك إذن في محورين موازيين وتعارض كل صلة او تعلق بينهما: من جهة التقدم لاتفاق سلام مع السعودية ومن جهة أخرى معالجة جذرية لمشاكلنا الوجودية الأساس بجبهات الصراع على طول حدودنا وحيال ايران.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-16 15:36:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>