الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
العالم-مقالات وتحلیلات
رغم ان الموقع الجيوسياسي والجيواستراتيجي لسريلانكا جعل منها محط تنافس بين الصين والهند وأمريكا، الا ان الحكومة السيرلانكية تسعى الى انتهاج سياسة الحياد الإيجابي بين الهند والصين، ومن هنا فانها ترحب بالوجود الإيراني في ظل علاقات اقتصادية وتجارية شاملة منزوعة من أي قيود أو عوائق أمام تطويرها تنميها الخبرات في مجال الهندسة والتكنولوجيا.
زيارة الرئيس ابراهيم رئيسي إلى سريلانكا، جاءت في إطار دعوة رسمية من نظيره “رانيل فيكر ماسينغي” عملا باستحقاقات عديدة تتصدرها سياسة توسيع العلاقات والتعاون مع الدول الصديقة في العالم ، وتقويها الرغبة المشتركة لتبادل التعاون وبناء علاقات عميقة على كافة المستويات وعلى أكثر من صعيد.
في الواقع، ان نهج تطوير الدبلوماسية الإقليمية من أهم المرتكزات و الاستراتيجيات التي تتبناها حكومة الرئيس” رئيسي ” وترتكز بشكل خاص على دعامة تعزيز تصدير الخدمات الفنية والهندسية في البلاد، بما في ذلك صناعة المياه والكهرباء.
تتمتع سريلانكا بموقع متميز في المحيط الهندي، وظلت العلاقات بين طهران وكولمبو محتفظة بطابعها الايجابي والوثيق دوما منذ ان كانت سريلانكا أول زبون للنفط الايراني وكانت إيران أول مشتري للشاي السيرلانكي.
بالطبع كانت هناك اتفاقيات في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين ، وتم طوال اكثر من 15 عاما تنفيذ العديد منها لاسيما في المجال التجاري لكن المشروع الايراني لايصال الماء في سريلانكا باستثمار إيراني يبلغ حوالي 650 مليون دولار والذي كان من المفترض أن يتم افتتاحه قبل سنوات قليلة، إلا الحظر المفروض على ايران تسبب بتأجيل هذا المشروع واليوم تركز زيارة الرئيس الايراني على تشغيله.
العلاقة بين البلدين تجاوزت الاطار التجاري والاقتصادي وتقديم الخدمات الفنية والهندسية (مشاريع نقل المياه وتوليد الطاقة) وامتدت الى مشاريع دفاعية ولعبت طهران دورا مؤثرا في الدفاع عن سيادة سيرلانكا وكامل تربتها من خلال تقديم الدعم العسكري الدفاعي لمواجهة حركة نمور التاميل الانفصالية التي حاولت وفق مخطط تآمري دولي لفصل الشمال السيرلانكي عن جغرافيا هذا البلد وقد لعب هذا الدعم الدفاعي الايراني دورا فعالا جدا لصيانة كامل تراب هذا البلد.
المفصل الرئيسي في زيارة الرئيس الايراني يتمثل بتدشين مشروع تنموي عملاق في سريلانكا الا وهو سد “أومافيا” متعدد الأغراض وهو مشروع لخزن ونقل المياه وإنتاج الطاقة الكهرباء والكهرومائية بقدرة 120 ميجاوات في المقاطعة الوسطى من سريلانكا بتكلفة مالية تبلغ 500 مليون دولار ممولة بالكامل من قبل الحكومة السريلانكية فيما من المقرر ان يتولى الجانب الايراني بناء هذا المشروع اضافة الى مشروع احداث شبكة للري بالكامل وتقديم كامل الخدمات الفنية والهندسية اللازمة بما فيها البناء والمراقبة والاستشارة والصيانه الكاملة لهذا المشروع الفريد والمتعدد الأغراض .
وبافتتاح وتدشين هذا المشروع التقني الهندسي من قبل السيد إبراهيم رئيسي،توجه ايران رسالة مهمة للعالم تظهر فيها قدراتها التقنية والصناعية المبدعة.
وسريلانكا تحتاج إلى الطاقة، وقد تم هناك بناء مصفاة مشابهة لمصفاة ري شمال العاصمة طهران وكان مقررا أن يذهب النفط الإيراني إلى هذه المصفاة ويتم تكريره وتصديره إلى شرق آسيا الا انه أصبح قديما وستقوم ايران بتحديثه وإعادة بنائه وتشغيله.
ورغم ان سريلانكا تعتبر من الدول المديونة لكن طهران مهدت لها السبل الممكنة لاستيفاء ديونها البالغة نحو 250 مليون دولار من خلال عملية مقايضة وبما يمكنها من السداد حيث تسدد كولمبو شهرياً 10 ملايين دولار على شاكلة تصدير الشاي إلى إيران بسبب الحظر المفروض على طهران وعدم امكانية التسديد عبر النظام البنكي العالمي وعلى الارجح سوف يستمر هذا التعاطي المالي بين الجانبين.
سريلانكا جزيرة استراتيجية في المحيط الهندي، وقد زادت أهميتها في الآونة الأخيرة اثر التنافس الصيني والهندي والأمريكي فإن 15% من التاميل الذين يعيشون في شمال هذا البلد أقرب إلى الهند التي تبحث عن توسيع النفوذ في هذا البلد الآسيوي.
سريلانكا عضو في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي للتعاون SAARC ، لكن في الفترات اللاحقة عندما دخلت الصين مسرح الاستثمار في آسيا وإفريقيا، اختارت سريلانكا مركزا استراتيجيا واستثمرت حوالي 2 مليون دولار للرصيف.
مصدق مصدق بور / باحث استراتيجي ايراني
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-04-26 01:04:32