الصحافة اليوم: 14-1-2025
<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلا ثاء 14-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
النوّاب السنّة: ليلة الضياع بانتظار الـ«ألو» السعوديّة
لم ينقلب النوّاب السنّة على الرئيس نجيب ميقاتي، بل يُمكن القول إنّهم «لحّقوا أنفسهم» بالالتحاق بالانقلاب قبل فوات الأوان، أما الذين حدّدت رئاسة الجمهوريّة مواعيد مشاركتهم في الاستشارات صباحاً، فقد كان حظّهم عاثراً لأنّ «التّعليمة» لم تكن قد وصلت بعد.
كان أول أمس ثقيلاً على النواب الذين حاولوا تلمّس الموقف السعودي بشتّى الوسائل، من دون أن يتوصّلوا إلى إجابةٍ واضحة، بعدما غاب السفير وليد البخاري عن السّمع لوجوده خارج البلاد. هكذا، اختلط الحابل بالنابل، فتمّ تفعيل الاتصالات بين النواب السنّة للوصول إلى موقفٍ موحّد، ولا سيّما بين نواب كتلتي «الاعتدال الوطني» و«التوافق الوطني»، الذين راهنوا أيضاً على إمكانية انضمام النواب نبيل بدر وعماد الحوت وبلال الحشيمي إليهم.
ولأن الموقف السعودي كان غير واضح، ظنّ النوّاب أنّ «طويل العمر» لا يُمانع في أن تكون القرارات داخليّةً بحتاً. واستناداً إلى إجابة «فضفاضة» للبخاري رداً على سؤالهم إياه سابقاً عن تسمية ميقاتي، استنتجوا بأن لا «فيتو» على اسم الأخير، إضافةً إلى أنّ الـ«ديل» مع «الثنائي الشيعي»، والذي وُضعوا في بعض تفاصيله، يتضمّن اسم ميقاتي كأول رئيس حكومة في العهد الجديد.
مع ذلك، تريّث معظمهم بعدما لاحظوا أنّ المواصفات التي عدّدها رئيس اللجنة المختصة بلبنان في وزارة الخارجية السعودية، يزيد بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، لا تنطبق على الرئيس الطرابلسي.
ضاع النوّاب، وفضّل بعضهم الانتظار حتى صباح الاستشارات، فيما تسرّعت كتلة «التوافق الوطني» في إعلان دعمها لميقاتي ليل أول أمس، وفهم البعض ذلك بأنّه إشارة سعوديّة وصلت إلى النائب فيصل كرامي. وحتى صباح أمس بدا أن لا فيتو سعودياً على ميقاتي، ما دفع عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية إلى الإعلان عبر قناة «أو تي في» أن الكتلة ستصوّت لرئيس الحكومة السابق.
الغياب السعودي عن السّاحة أفضى إلى اتفاقٍ ضمني بين النوّاب السنّة على السيْر بميقاتي. ولكن ما إن بزغ الفجر حتّى تبدّلت معالم المشهد بانسحاب فؤاد مخزومي صباحاً من المعركة بعدما سبقه إبراهيم منيمنة ليلاً. توحّد المُعارضة حول اسم سلام بعد انضمام «القوات» إليها (رغم عدم اقتناعها بسلام)، رأى فيه النوّاب السنّة مؤشراً إلى اتصال تلقّته «معراب» يدل على إرادةٍ سعوديّة بسحب البساط من تحت ميقاتي.
وإذا كان بعض النوّاب بدأوا صباحاً يروّجون بضرورة التّراجع عن تسمية ميقاتي، فإنّ البعض الآخر لم يفهم الرسالة بشكلٍ واضح، واستمر بدعمه لرئيس الحكومة السابق، ومن بينهم بلال الحشيمي.
أمّا عما حصل بعد ذلك، فتختلف الروايات، بين من يؤكّد أنّ الاتصالات بين النوّاب السنّة الـ14 وتحليلهم لموقف «القوات» والكتائب» و«اللقاء الديمقراطي»، كل ذلك أفضى إلى استنتاجٍ بالرغبة السعوديّة، وبين آخرين يؤكّدون أنّ البخاري تكفّل ابتداء من ظهر أمس بتعميم «التعليمة» هاتفياً على رؤساء الكتل ليلبّوا سريعاً «نداء المملكة».
هذه البلبلة أدّت إلى انزعاج النوّاب من تأخّر الإيعاز السعودي وتركهم هائمين على وجوههم حتّى الظهر، وأنّه كان بإمكان الرياض إبعادهم عن هذا الإحراج بعدما كان بعضهم قد سمّى فعلاً ميقاتي أو آخرين أصدروا مواقف داعمة له قبل أن يتراجعوا عنها في أقلّ من 12 ساعة.
ومع ذلك، لا يبدو على هؤلاء أنّهم مقتنعون بتسمية سلام لما فيه من انقلابٍ على «الثنائي الشيعي»؛ بعضهم يبرّر الأمر باستيائهم أصلاً من التفاهمات التي حصلت بين «الثنائي الشيعي» والخارج من دون التنسيق معهم ليشيروا إلى أنّ «هذه هي نهاية التفاهمات الجانبيّة لفريق محدّد»، فيما البعض الآخر يقول: «نحن فعلياً مشينا مع الموْجة بعد أن صارت الأكثريّة في جيْب سلام بغضّ النّظر عن قناعاتنا، وهل تنتظرون منّا أن نتمحور في اصطفاف، فيما بيئتنا السنيّة في مكانٍ آخر؟».
التيار بيضة القبان في تسمية الرئيس المكلف
حتى مساء أول من أمس، كان الجو العام يوحي بأن التيار الوطني الحر أكبر الخاسرين من تطورات الأيام الأخيرة، لعدم التحاقه بصفقة انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية ولعدم نيته تسمية رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ما سيبقيه معزولاً وينقله الى المعارضة. لكن الوضع انقلب رأساً على عقب بين ليلة وضحاها، بعدما تحوّل التيار إلى بيضة قبان لضمان تسمية رئيس الحكومة المنتخب نواف سلام.
في السياسة، وبمعزل عن الرواية التي يقدمها كل من حزب الله وحركة أمل، تقول مصادر النائب جبران باسيل، إن التيار «خارج من خيبة أمل رئاسية بدأت بتفرد الثنائي بقرار ترشيح سليمان فرنجية ومحاولة فرضه، وصولاً الى عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي في منزل رئيس التيار». مع ذلك، «التزم باسيل بعدم التصويت لعون، في حين لو صوّت له في الدورة الأولى لما احتاج للذهاب الى دورة ثانية». غير أن ما حصل يومها لم يفتح نقاشاً بين التيار وحزب الله طوال الأسبوع الماضي والحالي، وتكلّل الأمر بعدم التنسيق بموضوع الحكومة حتى مساء أول من أمس. وبحسب المصادر، «أدرك باسيل أن حزب الله وحركة أمل وميقاتي واثقون بقدرتهم على الإتيان بالأخير مجدداً بلا منّة من التيار لثقتهم بمتانة الاتفاق الذي صاغوه والذي يقضي بعودة ميقاتي الى الحكومة حتى الانتخابات النيابية المقبلة، ولاستخفافهم بقدرة الباقين على خوض معركة في وجههم»، علماً أنه في الحالتين، «أي حتى لو جرى التواصل مع التيار، لم يكن رئيسه ليوافق على التصويت لميقاتي لأسباب عديدة.
فالأخير كان رمز تعطيل آخر عام من عهد ميشال عون نتيجة مماطلته في التشكيل وإدخاله الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال، ليصبح من أكثر المكروهين لدى العونيين بسبب تعطيله العهد وكل مبادراتهم، وارتياحه بالحكم بغياب وزراء التيار، ورفضه بعنجهية كل المخارج التي حاول الوزراء إيجادها للتنسيق معه، مصرّاً على الحكم غصباً عنهم». وحتى عندما قرر الوزراء العودة الى الحكومة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية وحاولوا إيجاد حلّ لتلك العقدة، رفض كل المخارج. ولسخرية القدر، «عندما تيقّن ميقاتي صباح أمس بأن القطار قد فاته وبأنه بات في مأزق، حاول التواصل مع التيار عبر أحد المقربين منه عارضاً ضمانات حكومية، فرفض باسيل مجرد الحديث في الموضوع أو النقاش به لمعرفته المسبقة بأن الرجل غير جدير بالثقة». في موازاة ذلك، كان التيار قد قرّر مساء أول من أمس، خلال الاجتماعات التي عقدها، عدم تسمية ميقاتي.
وكان القرار المبدئي حتى صباح أمس بوضع التسمية في عهدة رئيس الجمهورية ليمنحه فرصة اختيار رئيس الحكومة الذي يتناغم معه: «فالتجربة تؤكد أنه في غياب أيّ وئام بين الرئيسين، لا يمكن لأيٍّ منهما أن يقوم بعمله وقد عشنا تلك التجربة». ولكن، «بعد مشاركة النائب جميل السيد في الاستشارات صباحاً ومحاولة وضعه التسمية في عهدة الرئيس، ورفض الأخير الأمر بشكل قاطع، تراجع التيار عن هذا الطرح». وبالتالي كان أمامه خيار واحد هو القاضي نواف سلام بعد انسحاب النائب فؤاد مخزومي، الذي زار رئيس التيار بعد ظهر يوم أول من أمس وتجمعه بباسيل علاقة جيدة. ورغم بدء الحديث عن مقايضات وصفقات، كما تقول المصادر، أتى اختيار باسيل لسلام وفق أربعة معطيات:
1- رفضه المطلق التصويت لميقاتي.
2- انسحاب مخزومي واستبداله بمرشح آخر.
3- العلاقة الممتازة التي تجمع باسيل بسلام وتواصلهما الدائم، فضلاً عن ثقة باسيل بمصداقية سلام أكثر من غيره.
4- توفر كل الحظوظ لنجاح سلام بخلاف المرات السابقة.
قلق سعودي من النفوذ التركي والقطري وتفاهم أوسع مع الأميركيين: كيف أعاد سقوط الأسد الرياض إلى لبنان؟
دخل العماد جوزيف عون قصر بعبدا رئيساً للجمهورية من أوسع أبوابه، بعدما حصد 99 صوتاً في الجولة الثانية من جلسة الانتخاب، فضلاً عن حيازته دعماً عربياً وغربياً غير مسبوق. ولم يكن وصوله إلا نتيجة تداخلات داخلية وخارجية، تفاعلت بشكل مكثّف خلال العام الأخير، وتحديداً في الشهر الأخير منه، مع الزلزال السوري.
أي مراجعة لطبيعة التحوّلات السياسية المفصلية في لبنان، في العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل، توضح أنها كانت مرتبطة مع القضيّة السوريّة في مكان ما، بدءاً من الطائف، ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري والانسحاب السوري من لبنان، واندلاع الأزمة السورية عام 2011، وأزمة اللاجئين، وتطوّرات الحرب في سوريا، وصولاً إلى سقوط النظام السوري الذي شكّل ضربة للحجر الأساسِ في تشكيل النظام السياسي اللبناني مع بعد الطائف. وقد كان الدور سوري مرتبطاً دائماً بمشاركة سعودية في «إدارة» الملف اللبناني.
اليوم، تعود السعودية لتقتحم المشهد، ومن البوابة السورية أيضاً، وكان دعمها انتخاب الرئيس جوزيف عون خطوة «افتتاحية» لعودتها إلى بلاد الشام. وفي الأيام الأخيرة، أعاد مسؤولون وشيوخ وأمراء سعوديون تفعيل اتصالاتهم مع شخصيات و«أصدقاء» في لبنان كانوا قد نسوهم. وهؤلاء ممن كان بعضهم معنياً بالملف السوري في سنوات مضت، يقدّمون أنفسهم اليوم بصفات جديدة، ويتولون الاتصال بإعلاميين ويوجّهون دعوات لزيارة المملكة.
بعد السابع من تشرين الأول عام 2023، ودخول حزب الله في «جبهة إسناد» للمقاومة الفلسطينية، وصولاً إلى شنّ العدو الإسرائيلي الحرب الكبرى، كانت العوامل السياسية الداخلية هي الحاكمة في مسار انتخاب رئيس للجمهورية، من دون إغفال التأثير الخارجي متمثّلاً بـ«اللجنة الخماسية» التي لم تكن لديها رؤية واضحة وموحّدة لملف الرئاسة. ومع إطلاق العدو حملته الكبرى على لبنان، وما انتهى إليه اتفاق وقف إطلاق النار، غلَبت العوامل الخارجية على الاستحقاق الرئاسي، وبدا ذلك بشكل جدّي وحاسم، وضمن برنامج عمل غربي – عربي، أساسه البناء على ما انتهت إليه الحرب.
لكنّ التحوّل الذي لم يكن متوقّعاً عند جميع اللاعبين الخارجيين، ومثّل التحوّل الرئيسي، كان الانهيار السريع للنظام السوري، وتسلّم المعارضة المسلّحة السلطة، ما شكّل صدمة كبيرة أجبرت الدول العربية والغربية على محاولة رسم صورة واضحة لما حدث، وبالتالي وضع خطط سريعة للتحرّك والتفاعل، وهو أمر حصل أيضاً مع القوى المحلّية. وفي حين بدا لخصوم المقاومة في الداخل، وبعض الخارج، أن الفرصة باتت سانحة لحصد رأسها، ورؤوس حلفائها، كان في العاصمة السعودية، الرياض، من يرى المشهد من زاوية مختلفة. حيث بادرت قيادة السعودية إلى نقل الملف اللبناني من فريق المستشار نزار العلولا إلى يد الأمير يزيد، شقيق وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وأعطت إشارة واضحة إلى تحوّل في الموقف تجاه لبنان، عنوانه قطع الإجازة السعودية المفتوحة عن الشؤون اللبنانية منذ قرارها «تغييب» الرئيس سعد الحريري.
لحظة سقوط النظام في دمشق، استفاقت المملكة، مذعورةً بالتأكيد، على وقائع مختلفة جذرياً في المنطقة؛ فرأت إنجازاً قطرياً – تركياً استراتيجياً في الشام، هو أخطر على المملكة وحلفائها، بمرّات، من سقوط نظام حسني مبارك في مصر، وتسلّم «الإخوان المسلمين» السلطة.
وانطلاقاً من بديهيّات تدركها المملكة، فإن أوّل ما نظرت إليه هو لبنان ثم الأردن، كونهما ساحتي التأثّر الأساسي بالتحوّل السوري. ورأى المسؤولون السعوديون في لبنان إمكانية تحويله إلى عنصر توازن مع سوريا، وقاعدة سعودية في «بلاد الشام»، سواء اختارت المملكة المواجهة ومحاولة تغيير الوقائع السورية، أو الاكتفاء بالحدّ من الخسائر ومحاصرة المدّ القطري – التركي.
أدّى وصول المعارضة المسلحة إلى قصر الشعب في دمشق إلى قطع السعودية إجازتها اللبنانية بعدما أضعفت نتائج الحرب الإسرائيلية العامل الداخلي في انتخابات الرئاسة
في هذه اللحظة بالذات، كانت الدوحة تكثّف تحرّكاتها في بيروت، على خطّ انتخاب رئيس للجمهورية، وسط «لامبالاة» سعودية، وكان مرشحها المعلن اللواء الياس البيسري، في ظل تفاعل إيجابي من قبل الثنائي أمل وحزب الله والتيّار الوطني الحر، إضافة إلى آخرين، علماً أن البعض اعتبر أن الحراك القطري يهدف أيضاً إلى إيصال جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، عبر طرح خيار البيسري مقابل خيار فرنجية، وأن يُقابَل خروج البيسري من السباق، بخروج فرنجية، وبالتالي تنفكّ «عقدة» حزب الله وأمل في ما خصّ التزامهما مع فرنجية، فتخلو طريق بعبدا لعون. ويستدِلّ أصحاب هذه النظرية على صوابيّتها بأداء عدد من نواب كتلة الاعتدال، والمستقلّين والتغييريين، خلال جلسة انتخاب الرئيس، والذين صوّتوا لعون خلافاً لقناعاتهم الشخصية، بتأثير من الفريق القطري في لبنان.
إزاء التطوّر السوري الكبير، سارعت السعودية إلى التحرّك على خط رئاسة الجمهورية، إنما مع وجهة حاسمة بدعم قائد الجيش. ومع أنه يشكّل نقطة التقاء سعودية – أميركية أكيدة، إلا أن لكل منهما غاياته من انتخابه. فالأميركيون يرون فيه صديقاً خبروه طوال سنوات قيادته للجيش، قادراً على فهم ما تريده الولايات المتحدة من لبنان، خصوصاً في ما يتعلّق بأمن إسرائيل. أما السعودية فوجدت في الدعم الأميركي له فرصة لاستعراض نفوذها في لبنان، عارضة مساعدة الأميركيين، في مقابل «الفشل» القطري في المهمّة، ما يمنح الرياض موقعاً متقدّماً جديداً على الخارطة السياسية الأميركية في المنطقة، مقابل الموقع المتقدّم الذي حقّقه القطريون في دمشق. وللغاية، عرض السعوديون المساعدة على الأميركيين، والطرفان على عجلة من أمرهما، فكانت لقاءات الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين في الرياض، قبل وصوله إلى لبنان، مناسبة لتثبيت دعم عون وحده، وسحب كل الخيارات الأخرى. وتُرجم ذلك فوراً باتصالات المسؤولين القطريين مع جهات وشخصيات في لبنان، أبلغوها فيها أن القرار اتُّخذ بدعم عون وأن البيسري بات خارج السباق.
كان لا بدّ للمسؤولين السعوديين أن يأتوا إلى بيروت بمنطق مختلف وأدوات جديدة، وأن يلاقوا معارضي عون، خصوصاً حزب الله وحركة أمل، بأدوات لا تشبه تلك التي استعملها ابن فرحان مع الآخرين، خصوصاً حين استكمل الضغوط التي كان قد مارسها هوكشتين على قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وكان واضحاً من خلال الاتصالات والاجتماعات بين المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، والموفد السعودي، أن الرياض تبحث عن «تسوية عاجلة» تشكّل عودة قوية للدور السعودي في لبنان، إذ أبدى موفد المملكة استعداداً حقيقياً لنقاش مطالب الثنائي الشيعي وهواجسه، وأبرز عناوينها الاعتراف لهما بقدرتهما على تعطيل إيصال أي مرشّح إلى رئاسة الجمهورية، وضمانات أخرى تتعلّق بـ«الحصّة الشيعية» في الحكومة والتعيينات، وآليّات تطبيق وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701. وفوق كل ذلك، مساهمة مفترضة في ورشة إعادة الإعمار التي يرى فيها الحزب المهمّة الأكثر إلحاحاً. وسريعاً انسحبت الإيجابية، على الاتصالات التي لم تنقطع بين الثنائي، وخصوصاً حزب الله، مع العماد عون. وشهدت ليلة انتخاب الرئيس اتصالات ولقاءات مكثّفة بين الثنائي وعون، استمرّت إلى فجر يوم الانتخاب، واستُكملت بين جلستي الانتخاب.
في النهاية، عبّر حزب الله وحركة أمل عن استعدادهما للتعاون مع عون في العهد الجديد، وأشارا إلى أن مرحلة الانتخابات الرئاسية قد انطوت، وأن في الأفق مرحلة جديدة تحمل فرصاً وتحدّيات. لكنّ وقائع الاستشارات النيابية التي أفضت إلى تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة أمس، أعادت التشكيك العميق في إمكان عقد أي تفاهمات مع الفريق السعودي، خصوصاً أن للمملكة برامجها وخططها الخاصة التي لا تملك ترف تحويرها وحرفها، ولا ترف الوقت والانتظار، وهي محكومة ببرنامج عمل سريع ومكثّف، بلحاظ التحدّي السوري الداهم والمتطوّر، ما يجعل الخلاف مع الثنائي الشيعي، وغيره أيضاً، مرجّحاً في مفاصل عدة، كان أولها تسمية رئيس الحكومة. ويعتقد البعض في لبنان بأنه في الوقت الذي ركن فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى وعود وضمانات وتطمينات أميركية – فرنسية، وإلى تفاهم مع عون، جاءت زيارته إلى دمشق، ولقاؤه رئيس الإدارة السياسية أحمد الشرع الذي «تمنّى» تكليف ميقاتي برئاسة الحكومة، ليطيحا بالرجل سعودياً، ويقضيا على فرصة تكليفه بتشكيل الحكومة حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
فزّاعة ترامب
حرص الموفدون العرب والغربيون، ولا سيما الموفد الأميركي عاموس هوكشتين والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في الحوارات التي أجروها مع القوى اللبنانية، على استخدام «فزاعة دونالد ترامب». فحذّروا من أي تأخير في الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد تولي ترامب مهامّه في 20 كانون الثاني لأنه شخص لا يمكن توقّع ما قد يقوم به، وقد خَبِر العالم والشرق الأوسط تطرّفه وقراراته المبنيّة على اعتبارات مختلفة، والتي لا تراعي صورة الولايات المتحدة و«قِيَم» مؤسّساتها السياسية التقليدية، وشكل علاقاتها مع الحلفاء والأعداء، وصولاً إلى القول إن «ما هو ممكن الآن، لن يكون مقبولاً حين قدوم ترامب»، بل سيكون الرجل، مع فريقه من صقور الجمهوريين، أكثر ميلاً نحو الحسم والضغط بقوة وقسوة على مختلف القوى السياسية اللبنانية. وبدا لافتاً تكرار لازمة فزّاعة ترامب على لسان الموفدين جميعهم، وكذلك على لسان عدد من السفراء الآخرين الذين ردّدوا إعلان الرئيس المنتخب بأنه «إذا لم يتمّ إطلاق الرهائن بحلول موعد تنصيبي، فإن أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها». وأشار هؤلاء، بشكل غير مباشر، إلى أن لكل ملف لدى ترامب جحيماً خاصّاً به!
هكذا انسحب فؤاد مخزومي
حتى الثالثة فجرَ أمس، كان نواب «المعارضة» لا يزالون في مكتب النائب فؤاد مخزومي يبحثون في جدوى استمرار ترشيحه لتولي منصب رئاسة الحكومة تبعاً لـ«بوانتاج» ارتكز بشكلٍ أساسي على موقف كل من تكتل «لبنان القوي» و«اللقاء الديمقراطي» من ترشيح مخزومي. وما إن أصبح من المؤكد أن النائب السابق وليد جنبلاط لن يمنحه أصوات تكتله، وتبعه تأكيد مماثل فجراً من النائب جبران باسيل، بعدما كان الأخير قد أوصل رسائل تطمينية في ساعات الليل الأولى، حتى أيقن مخزومي أن طموحه بجذب أصواتٍ «إكسترا» على أصوات نواب المعارضة الـ31 قد سقط. إلا أن «المعارضة» تقصّدت عدم تسريب أجواءٍ قبل الصباح الذي حمل معه بيان انسحاب مخزومي من السباق الحكومي.
لكن، قبل ذلك كلّه، ووفق مصادر «المعارضة»، بادر نواب كتلة «تحالف التغيير»، الثلاثي وضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي، ظهر الأحد إلى اقتراح أن تسحب «المعارضة» ترشيح مخزومي لمصلحة السفير السابق نواف سلام، وهو ما أدّى إلى اجتماع الليل في مكتب مخزومي. اللافت أن خطوة النواب الثلاثة المحسوبين على «الجو التغييري التشريني»، مهّدت لها حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى مجموعات الدردشة، تعتبر أنّ «كل نائب يتبنى ترشيح مخزومي، على الناخبين أن يحاسبوه في انتخابات 2026»، وأنّ «السير بمخزومي هو فوز لميقاتي» و«يضرب آمال الشارع التغييري» الذي يعوّل على سلام بصفته «المخلّص». هي حملة شبيهة، في أسلوبها وأدواتها، بكل الحملات السابقة، عندما كان يتقرر حرق اسم في استحقاق ما أو لائحة في الانتخابات النيابية (بمعزل عن صوابية الخيار)، مثلما توحّد الجميع في الانتخابات النيابية الأخيرة على جملة «اختاروا بين التعتير أو التغيير». وككل مرة، قادت «اللوبي» مجموعات وجهات تؤثّر في الجو التشريني، لم تغب عنها لمسات منصة «كلنا إرادة» ووجوهها، ووجوه تشرينية بارزة ومؤثّرة في المنتمين إلى هذه الحالة. تمّ استنهاض همم المؤثّرين وبعض الأصوات التي أُحبطت طيلة الفترة الممتدة ما بين فشل تجربة «انتفاضة 17 تشرين» وحتى انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير، وما ألحقه من خسارات بحزب الله، أدّت في اعتقادهم إلى فرض واقعٍ سياسي جديد.
التغييريون تولّوا مهمة سحب مخزومي بعد «لوبي تشريني»
وعندما تعمّم هذا الجو، دخل ضو والصادق والدويهي على الخط مع باقي مكوّنات «المعارضة». وفي التفاصيل التي تسردها مصادر «المعارضة»، كان حزب الكتائب «أول المقتنعين بطرح سحب مخزومي وترشيح سلام»، وشعرت الصيفي بحالةٍ من «التوتر»، نتيجة «عدم تفضيلها التمسّك بمخزومي بخلاف رغبة أصدقائها التغييريين، ولأنها تحرص على إبقاء صورة حسنة في عيون هؤلاء وجمهورهم، كما حكمتها أيضاً حسابات انتخابية»، إلا أنّها «حرصت على عدم الخروج عن إجماع المعارضة إن قرّرت السير بمخزومي». أما حزب «القوات اللبنانية»، وحتى ساعات المساء الأولى، فلم يكن مقتنعاً بسحب مخزومي، وتؤكّد المعلومات أنّ «القوات» ذهبت إلى الاجتماع مع مخزومي لمناقشته بترشيحه «على مضض»، بعكس «الكتائب».
لم تطلب قوى «المعارضة» من مخزومي الانسحاب بشكل مباشر، وهي «كانت مُحرجة لكونه خاض معها معارك عدة في الفترة السابقة». انطلق النقاش عند السابعة مساءً، في مكتبه، حول نتائج اتصالاته بالقوى السياسية، وحجم الأصوات التي يتوقّعها. وبحسب مصادر المجتمعين، كان مخزومي منطلقاً من أنّه يحوز على 31 صوتاً معارضاً، بينما سلام يحوز على أصوات 6 نواب، هم شربل مسعد وحليمة القعقور وأسامة سعد وسينتيا زرازير والياس جرادة وميشال الضاهر. وسأل: «لماذا لا يلتحق بنا التغييريون الذين يرشحون النائب إبراهيم منيمنة وعددهم 6 والمستقلون الذين يرشحون سلام، كوننا أكثرية مقارنة بهم؟»، إضافة إلى رهانه على أصوات نواب «لبنان القوي» و«اللقاء الديمقراطي»، إن هو نجح في جذبهم.
وخلال الاجتماع دارت الاتصالات بين التغييريين (صادق وضو والدويهي) والتغييريين من خارج «المعارضة،» فسحب منيمنة ترشيحه لصالح سلام. وتلقّى مخزومي خلال الاجتماع جواباً حاسماً من «اللقاء الديمقراطي» بعدم تسميته. وعلمت «الأخبار» أنّ جنبلاط حذّر «المعارضة» بأنّه «لن يسير بنواف سلام ما لم يكن فوزه محسوماً، كي لا يتورّط ويقف بوجه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بتسمية سلام مرة جديدة، ولا يصل مثلما حصل في المرات السابقة». أما باسيل، فقد «بعث طوال الليل برسائل شبه تطمينية، ليعود ويحسم لمخزومي عند الثالثة فجرَ أمس بأنّه لن يسميه». عندها بات من المؤكد أن لا مجال لجمع أكثر من 31 صوتاً لمخزومي الذي اقتنع بالانسحاب وسط اتفاق المجتمعين على تقصّد عدم الإعلان عن ذلك إلا صباحاً.
اللواء:
«الإثنين الكبير»: نواف سلام رئيساً لحكومة الوفاق والتغيير
مشاركة الثنائي تحسم اليوم في اللقاء الثلاثي.. وعتب شيعي على الحلفاء والخصوم
في خطوة تحوُّل ذات دلالات كثيرة من شأنها أن تنقل الوضع من حال الى حال، بالاتجاه الايجابي، بما يضع لبنان على طريق التعافي، واعادة وضع البلد على السكة العربية والاقليمية والدولية، كما كان دوماً عضواً فاعلاً ونشطاً في الأندية العالمية.
تلاقت عوامل عدة، وجاءت استكمالاً لخطوة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وأتى القاضي نواف سلام من رئاسة محكمة العدل الدولية الى رئاسة الحكومة في لبنان، وهو كان ضمن صيغة إنهاء الشغور الرئاسي في ايامه الاولى: «فرنجية – سلام»، التي لم يكتب لها النجاح حينها.
ويمكن اعتبار الاثنين الكبير تحولاً في مجرى السياسة في لبنان من اجل التغيير نحو الافضل، والسعي الى الوفاق واستعادة سيادة القانون.
لم ينفصل مشهد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري عن الواقع السياسي الجديد والذي تطلب من غالبية الكتل النيابية التماهي معه، وكان شريط الإستشارات لاسيما في فترة بعد الظهر ترجمة لذلك، وفي الوقت نفسه أخرجت هذه الاستشارات مفاجآت في ترجيح كفة السفير نواف سلام في تكليفه رئاسة الحكومة سريعا مع العلم أن كتل المعارضة كان سبق لها أن أكدت تسميتها لسلام.
وهذه الإستشارات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تظهَّرت فيها إشكالية الميثاقية بعد تمنع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة، الأمر الذي قلب الأمور حتى وإن اعتبر البعض أنه كان متوقعا، وافسح هذا التمنع من المكون الشيعي، في المجال أمام طرح أسئلة بشأن التأليف وتسهيله والمعوقات والمشاركة.
اولى إشارات الاعتراض على ما سُرِّب حول مشهد صب الأصوات لمصلحة سلام كانت طلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل الموعد الذي كان محددا عند الثالثة إلا الدقيقة العاشرة، سرعان ما عولج لاسيما أن ما من موعد آخر للإستشارات.
ووجَّه النائب محمد رعد رسالة من القصر الجمهوري بقوله : كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تتغنى أنها ممدودة واليوم تقطع. اما بعض المفاجآت التي سجلت فترجم في حسم خيارات كتل نيابية لاسيما تكتل لبنان القوي وفي تأكيده رسالة دعم العهد وكأنه يقلب صفحة جديدة معه وقد برزت تسميته لسلام في هذا السياق.
وفي المحصلة، حصدت تسمية السفير سلام على ٨٤ صوتا نيابيا كما عكست خيارات النواب بغض النظر عن رقم عدم التسمية، اما الرئيس نجيب ميقاتي فحصل على تسعة أصوات.
وبعيدا عن تلميح بعض الكتل النيابية حول المرحلة الجديدة وكلام النائب جورج عدوان بشأن ضرورة الاعتياد على الوطن الجديد وعدم التأخير غامزا من قناة المكون الشيعي قائلا أن القطار ماشي. ما خرجت بها نتيجة الاستشارات تنتظر ترقبا في الأيام المقبلة وتعاطي الرئيس المكلف معها الذي يلتقي اليوم رئيس الجمهورية بعد عودته من الخارج ويدلي بتصريح يتاح من خلاله الإجابة عن عدة استفسارات ورسم ملامح التعاون مع رئيس الجمهورية.
في هذه الإستشارات أيضا، تكررت الإشادة بخطاب القسم وبضرورة تضمينه في البيان الوزاري، وبقي عدم تسمية الياس بو صعب مدار نقاش حتى أدرج في إطار الإمتناع.
وبحسب المعطيات فإن رئيس الجمهورية نجح في إنجاز التكليف السريع ويأمل في تأليف سلس مكررا القول اننا أمام فرصة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التكليف الذي حصل عليه السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة هو تكليف دستوري جاء نتيجة خيارات النواب وتوجهاتهم.
ورأت المصادر أن أي حديث عن انقلاب على اتفاق ما ليس صحيحا لأن ما من اتفاق مسبق إنما مجموعة عوامل صبت في سياق دعم ترشيح السفير نواف سلام بما يتلاءم والمرحلة الجديدة، مشيرة إلى أن الاختبار المقبل هو في تأليف الحكومة بعجلة ولذلك يتمنى الرئيس عون ان يكون سلسا والانطلاق بالفرصة المطلوبة.
ولفتت إلى ان التأليف وفق الدستور أمر مناط برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، اما شكل الحكومة فمتروك لمشاورات سلام ولا نية له إلا في أن تكون حكومة تعكس رغبة بناء الدولة وليس هناك من «شغل» في السياسة بل في البناء وليس هناك نية لكسر فريق أو غير ذلك.
وظهر اليوم، يعقد اجتماع في بعبدا، يضم الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سلام، للتداول في اطلاق المشاورات النيابية في المجلس النيابي، بدءاً من يوم غد الاربعاء.
وتوقع مصدر نيابي حصول معالجة لمشكلة صدمة إبعاد ميقاتي.
ونقل عن الرئيس بري قوله ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع.
وإن كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» في صدمة كبيرة، من جراء عدم تمكنهما من الابقاء على الرئيس ميقاتي.
ونقلت عن بري انه كان مستاءً جداً في اجتماعه مع الرئيس عون.
وفي دردشة مع الصحافيين اعتبر عون ان «التكليف هو قرار النواب، وانه يحترم هذا القرار، والخطوة التالية التأليف، وإن شاء الله سيكون سلساً وفي اسرع وقت، لاننا نملك فرصاً كبيرة جداً من خلال مساعدة الخارج لنا، وانهيت للتو محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي، ويجب ان تشكل الحكومة».
واجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بالرئيس سلام، تمنى له التوفيق في مهمته الجديدة.
واعرب النائب جبران باسيل عن اتجاه تياره للمشاركة بتأليف الحكومة.. معتبراً انها «تختلف مع خيارات سياسية للثنائي الشيعي»، لكن لا نية لتهميش الشيعة ولا غالب ولا مغلوب.
وتمنى رئيس حزب القوات اللبنانية مشاركة حزب الله وحركة امل في الحكومة الجديدة.
ماكرون الجمعة في لبنان
دولياً، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت يوم الجمعة في 17 الجاري، وفي اليوم التالي، يصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لتقديم التهاني للرئيس عون، والوقوف على حاجات لبنان للمساعدة في المرحلة المقبلة.
وفي اطار عودة الوضع الى طبيعته، تفتح السفارة الاماراتية في بيروت ابوابها قريباً.
وهنأ الرئيس الفرنسي ماكرون سلام بتكليفه تشكيل الحكومة متمنياً له «كل النجاح في تشكيل حكومة تخدم جميع اللبنانيين».
وقال البيت الابيض ان الرئيس عون قادر على ادارة فصل جديد من لبنان، واعتبر ان لبنان امام فرصة كبيرة لبدء فصل جديد لا يعتمد على الارهاب، وان لبنان امام مرحلة فارقة، ويمكن ان يكون على اعتاب توافق سياسي داخلي، اذا ما تم استغلال الفرصة الحالية.
وسط هذه الاجواء، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع إستكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل، مشيرا الى أننا «كلنا أمل بعهد الرئيس عون». واستهل أبو الغيط لقاءاته من السراي الحكومي، وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم الرئيس عون مساءً.
نواف سلام: رئيساً للحكومة
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها امس، رئيس الجمهورية جوزيف عون انتهت الى تسمية القاضي في محكمة العدل الدولية الدكتورنواف سلام رئيساً للحكومة ب 84 صوتا مقابل 9 اصوات حصل عليها الرئيس نجيب ميقاتي. و35 نائباً لم يسموا احدا (المجموع 128 نائبا) بينهم كتلتا امل وحزب الله. بعد حصول تنافس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومرشح المعارضة القاضي الدكتور نواف سلام، بعدما اعلن عضو كتلة تجدد النائب فؤاد مخزومي صباحاًسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة بعد اجتماع لنواب المعارضة ليل امس الاول قرروا فيه ترشيح الدكتورنواف سلام.
ويعقد عند الساعة 12 من ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماع يضم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف نواف سلام الذي وصل الى بيروت ليل امس، للإتفاق على المرحلة المقبلة لا سيما الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة.
وأطل الرئيس عون على الصحافيين في قصر بعبدا بشكل مفاجئ بعد يومهم الطويل لمواكبة الاستشارات النيابية، وقال: الخطوة الأولى انتهت واتمنى ان يكون التأليف سلسا بأسرع وقت، لانه تنتظرنا فرص كبيرة.
لكن جاءت نتيجة الاستشارات من دون رضا نواب الطائفة المسلمة الشيعية التي اعتبرت انه تم خرق التفاهمات التي حصلت لإنتخاب رئيس الجمهورية، وظهر ذلك في موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ومغادرة الرئيس نبيه بري القصر بدون الادلاء بأي تصريح.
ما يعني احتمال حصول مشكلات سياسية جديدة تحت عنوان تجاوز الميثاقية كما قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، ما لم يتم تداركها في طريقة تشكيل الحكومة ومنح الثنائي تطمينات، لا سيما وأن بعض نواب المعارضة تعاطى مع النتيجة كأن الطائفة الشيعية باتت منكسرة او مهزومة، مقابل كلام معظم النواب الاخرين الداعي الى احتضان كل المكونات وفتح صفحة جديدة.
نتائج الاستشارات
وكان من المتوقع ان تبدأ استشارات الجولة الاولى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فضّل الحضور مع كتلة «التنمية والتحرير» في الموعد الاخير للإستشارات بعد الظهر. وكان أوّل الواصلين إلى القصر الجمهوري في بعبدا، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، للقاء الرئيس العماد جوزيف عون.
وفي ختام الجولة الاولى التي انتهت في الثانية عشرة ظهرا حصل نواف سلام على 12 صوتًا مقابل 7 لميقاتي و1 لا تسمي.( بوصعب).
النواب الذين سموا نجيب ميقاتي قبل الظهر هم: بلال الحشيمي، جان طالوزيان، عبد الرحمن البزري، جهاد صمد، غسان سكاف، حيدر ناصر، عبد الكريم كبارة.
والنواب الذين سموا القاضي نواف سلام هم النواب: سينتيا زرازير، ابراهيم منيمنة، بولا يعقوبيان، ميشال ضاهر، أسامة سعد، اديب عبد المسيح، شربل مسعد. نجاة عون. حليمة قعقور. الياس جرادي. فراس حمدان.وملحم خلف.
أما النائب الياس بو صعب لم يسمِّ أحدًا لرئاسة الحكومة.
وأعلن النائب جميل السيد، ان اذا تساوت الأصوات بين الرئيس نجيب ميقاتي والمرشح نواف سلام فصوتي للرئيس نجيب ميقاتي.
وجاءت نتائج استشارات الجولة الثانية بعد ظهر كالاتي:
نواف سلام : ياسين ياسين، كتلة القوات 19نائباً. كتلة الكتائب4 نواب. اللقاء التشاوري المستقل 4 نواب. تكتل التوافق الوطني 5 نواب. كتلة «اللقاء الديمقراطي 8 نواب. كتلة الاعتدال الوطني 6 نواب. تكتل لبنان القوي 13 نائباً..كميل شمعون. كتلة تحالف التغيير 3 نواب. كتلة الارمن نائبان.كتلة تجدد 3 نواب. كتلة مشروع وطن الانسان 3 نواب. الجماعة الاسلامية عماد الحوت.
لم يسمِ احداً: التكتل الوطني المستقل وكتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير. «إنطلاقًا من مبدأ أنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك الحقيقي».
نجيب ميقاتي النائبان: جورج بوشكيان. وميشال المر.
رعد التوافق
وطلبت كتلة «الوفاء للمقاومة» طلبت من رئيس الجمهورية تأجيل موعدها في الاستشارات النيابية الى اليوم لمزيد من التشاور قبل تقرير الموقف. لكن لم يوافق رئيس الجمهورية على تأجيل الموعد كتلة “الوفاء للمقاومة وتضم 15نائباً.لكن ما حصل ان الكتلة انضمت الى كتلة التنمية والتحرير في اجتماع مع الرئيس عون. ولكنها لم تسمِ اي مرشح.
بعد الاجتماع خرجت الكتلة وتحدث بإسمها النائب محمد رعد فقال: لقاؤنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية .
واضاف: خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنّت بأنها ممدودة واليوم تُقطع. مرّة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والشرذمة والإقصاء والترصد. مستشهداً بمقدمة الدستور:اي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها.
وتابع: والآن نقول بكل بساطة وبرودة اعصاب، من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية ونحن سنراقب الخطوات وسنواكب الخطوات ونترقب ونترقّب بكل حكمة وسنرى أفعالهم لإخراج إسرائيل وإعادة الأسرى ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصًا على المصلحة الوطنية.
وفد عسكري أميركي في بعبدا
وقبل ايام قليلة من انتهاء موعد الشهرين لإتمام الانسحاب الاسرائيلي زار وفد عسكري اميركي لبنان،والتقى الرئيس عون بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين. خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعد لهذه الغاية.
ثم انضم الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
العدو يصعِّد في الجنوب
في الجنوب، شهد ليل الأحد الاثنين أعنف الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبقاعه منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي منتصف ليل الاحد – الاثنين، غارة على أحد المعابر لجهة القصر- الهرمل.
وزعم المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: أن من بين الأهداف التي تم استهدافها، موقع لإطلاق القذائف الصاروخية، وموقع عسكري ومحاور تهريب على الحدود السورية – اللبنانية تُستخدَم لنقل وسائل قتالية لحزب الله».
واستهدفت مسيرة معادية، مساء أمس، دراجة نارية في بلدة عيترون بصاروخ موجه.
هذا ونجت عائلة من قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلهم في رشاف.
وقام جيش الاحتلال بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة في الخيام.وعملية تمشيط كثيفة بالاسلحة الرشاشة لمنطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل.
وتقدمت قوة اسرائيلية معادية مع جرافة عسكرية من D9 و دبابتي ميركافا و الية هامفي انطلاقا من بلدة عيتا الشعب مرورا بأطراف دبل – ورميش وصولا مفرق بلدة حانين حيث تمركزت في المنطقة.
كما قام الجيش الإسرائيلي باحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع اكثر من ١٥ تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة منذ صباح،أمس وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر الإسرائيلي وتحركات لآليات ودبابات وجنود الإسرائيليين. كما سجلت تحركات لآلياتها داخل البلدة، بعد أن كان سمع قرابة الأولى من بعد منتصف الليل، دوي قوي ناجم عن تفجير في البلدة.
واستمرالعدو مساء بتفجير منازل وبنى تحتية في عيتا الشعب
كما تقدمت دبابة ميركافا معادية من المالكية بإتجاه منطقة الكيلو 9 في أطراف بلدة عيترون واقدمت على اطلاق قذيفتين مباشرتين بإتجاه احد احياء البلدة
وفي اطار ممارساته التعسفية بحق المواطنين، خطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مزارعاً من وادي خنسا، في سهل الماري.
يذكر انه تم إرجاء دخول الجيش اللبناني الى بلدة ميس الجبل، الذي كان مقرراً أمس الاثنين، الى موعد لاحق. كما تم إرجاء دخول وحدات من الجيش الى بلدة عيترون التي كانت مقررة اليوم إلى موعد يحدد لاحقا. نتيجة التفجيرات والانتهاكات التي يقوم بها الإحتلال.
والى ذلك، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان،أنه تمكنت الفرق من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.تم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء.
وزراء وموظفون ينجزون معاملات حتى فجر اليوم!
“اللواء” – خاص:
تشهد بعض الوزارات تواجد وزراء وموظفين فيها حتى ساعة متقدمة من فجر اليوم (الثلاثاء)، لإنجاز معاملات متراكمة، واجراء بعض التشكيلات والتعيينات الداخلية قبل مغادرة الوزارة!
يأتي ذلك، في ضوء نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تسمية القاضي الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة، بعدما كانوا ينتظرون أنه سيتم إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيلها.
البناء:
إنجاز اتفاق غزة والإعلان اليوم والنص مطابق لمبادرة بايدن التي رفضها نتنياهو
سلام رئيساً مكلفاً بـ 84 صوتاً بعد انقلاب مواقف الكتل بعد الظهر على التوافق
الثنائي لم يقم بتسمية أحد طارحاً ميثاقية التكليف والتأليف… ورعد يلمّح للمقاطعة
كتب المحرّر السياسيّ
أشارت نوعية وطبيعة الاتصالات التي شملت أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتبادل التهاني بتقدّم المفاوضات حول اتفاق غزة، إلى أن الاتفاق صار بحكم المنجز. وقالت مصادر متابعة لمسار التفاوض إن الإعلان عن الاتفاق سوف يتم اليوم على الأرجح، بعدما تمّ حل كل القضايا العالقة وتسلم الطرفان لوائح الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم وأبلغ الوسطاء بموافقتهما. وأضافت المصادر أن المقاومة نجحت بإدارة المفاوضات بما ضمن لها الحصول على التزام صريح وواضح بانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء الحرب وليس الاتفاق على هدنة مؤقتة، وهي ثوابت المقاومة في التفاوض، بينما أبدت المقاومة مرونة في جدولة الانسحاب وتوقيت إعلان إنهاء الحرب، لكنها احتفظت دائماً بجعل الخطوة الأخيرة عندها، وهي تحتفظ بعدد من الأسرى مع النهايات سيتم الإفراج عنهم كضمانة لالتزام الاحتلال بالاتفاق.
لبنانياً، انتهت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة بمفاجأة تسمية رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام بـ 84 صوتاً، بعدما حدث تبدّل مفاجئ في تصويت النواب والكتل عند ظهر أمس، بما بدا أنه تدخل مكثف وسريع هبط على النواب كالوحي. وقد لفتت مصادر نيابية إلى أن توقيت الساعة الثانية بعد الظهر موعد بدء المرحلة الثانية من الاستشارات هو السابعة صباحاً بتوقيت واشنطن، وأن عدد الأصوات التي نالها سلام هي مجموع الأصوات التي نالها الرئيس جوزف عون في الدورة الأولى مع أصوات التيار الوطني الحر (84=71+13)، وكان اللافت موقف كل من كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني اللتين كانتا مع التصويت للرئيس نجيب ميقاتي، وتراجعتا ظهراً عن القرار، بتفسير لا يتحدث عن حدوث شيء جديد، بل عن اكتشاف صفات في القاضي سلام، وكانت الحصيلة أن ثنائي حركة أمل وحزب الله الذي كان طرفاً في اتفاق مع رئيس الجمهورية والوسطاء السعوديين والفرنسيين والأميركيين ضمناً، يقوم على مضامين تتصل بالقرار 1701 وإعادة الإعمار وتطبيق اتفاق الطائف، على أن تتولى تنفيذ هذه التعهدات حكومة متفق عليها، تم الاتفاق أن يترأسها الرئيس ميقاتي، وتقول المصادر إن الثنائي بات يخشى أن يكون الانقلاب المفاجئ على الاسم المتفق عليه مبرراً للتنصل من كل الاتفاق، والسؤال هو ماذا سيفعل الرئيس المكلف مع فرضية كسر الميثاقية بنيل التكليف دون أي صوت شيعي والقيام بالتأليف بتجاهل الكتلتين النيابيتين اللتين تحتكران التمثيل النيابي الشيعي في مجلس النواب، ما يعني نيل الثقة دون أي صوت شيعي أيضاً، والميثاقية لا يحققها وجود وزراء شيعة بل نيل الثقة بأصوات عابرة للطوائف والمكونات. والسؤال الثاني ماذا سيفعل رئيس الجمهورية، فهل سوف يقبل التوقيع على تشكيل حكومة لا تحقق هذا المفهوم العميق للميثاقية أم سيرتضي اجتهادات سطحية حول الميثاقية لتغطية الإقلاع بحكومة مشوهة وعرجاء في أول عهده، وهو الذي تمّت إطاحة اتفاق كان طرفاً فيه، وكانت بداية عهده عملية تصدّع وطني لا مبرر لها، لا تبدو بعيدة عن النيل من إقلاع عهده بإيجابية رغم كل الكلام المعسول الذي يقوله أصحاب الانقلاب عن إعجابهم وعشقهم لخطاب القَسَم، وهم لم يتورّعوا عن طلاء الصفحة التوافقية البيضاء لليوم الأول للعهد بوحل الخداع والمكر.
وأفضت الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا إلى تكليف القاضي نواف سلام بـ84 صوتاً و9 أصوات لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و35 لا تسمية، على أن يصل سلام الى لبنان اليوم لتكليفه بشكلٍ رسمي في قصر بعبدا.
وأعلنت رئاسة الجمهورية عن استدعاء الرئيس العماد جوزاف عون للقاضي نواف سلام لتكليفه رسميًا تشكيل الحكومة.
وكانت قد سمَّت كلٌّ من كتلة الجمهورية القوية – كتلة اللقاء الديمقراطي – تكتل لبنان القوي – تكتل الاعتدال الوطني – كتلة الكتائب – كتلة التحالف والتغيير – كتلة التوافق الوطني – كتلة التجدد – كتلة نواب الأرمن – كتلة وطن الإنسان – كتلة اللقاء التشاوري المستقل، النائب عماد الحوت – ونواب مستقلون، فيما سمى تسعة نواب الرئيس ميقاتي من ضمنهم النواب عبد الرحمن البزري وبلال الحشيمي، أما كتلتا الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني المستقلّ فلم تسمّ أحداً…
وأشار النائب أيوب حميد بعد اجتماع كتلة «التنمية والتحرير» مع الرئيس عون الى «انه تمت تهنئة الرئيس عون بثقة المجلس النيابي، املين ان يكون عند ثقة اللبنانيين جميعا وان يكون هناك ايجابية، واعلن ان الكتلة لم تسم اي من الاسماء المطروح للتداول، لأنه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الميثاق والعيش المشترك». فيما أشار النائب محمد رعد باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» من قصر بعبدا، الى أن «لقاءنا مع الرئيس جوزاف عون من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية»، ولفت رعد، الى أنه «مرة جديدة يكمن البعض من اجل الإلغاء والإقصاء، والآن نقول من حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية». وقال «ومن حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية».
ولوحِظ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري غادر القصر الجمهوري بعد لقائه رئيس الجمهورية إثر الاستشارات النيابية الملزمة، بدون الإدلاء بأي تصريح، وقد بدت على وجهه علامات الامتعاض والغضب.
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة انطلقت صباح أمس في قصر بعبدا حيث توالت الكتل النيابية والنواب للقاء مع رئيس الجمهورية وتسمية الرئيس المكلف، حيث سمى تكتل» لبنان القوي» السفير نواف سلام، وقال النائب جبران باسيل باسم التكتل: «اننا نرى فيه وجها اصلاحياً، وتابعنا عن قرب مواقفه لجهة حماية لبنان من اسرائيل». اضاف «مثلما سميّنا سلام في المرّة السابقة أعدنا الكرّة هذه المرة مع اكتمال عناصر إيصاله إلى رئاسة الحكومة»، مشيرا الى الامل في التغيير».
بدورها أعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي تسميتها نواف سلام لرئاسة الحكومة، وقال النائب تيمور جنبلاط باسم الكتلة: «نتمنى له التوفيق في تشكيل الحكومة». أما كتلة» الاعتدال الوطني» فعدَلت بعد الظهر عن موقفها المؤيد لميقاتي وسمت نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وأعلن عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النّائب وليد البعريني، أنّه «تماشياً مع الظّروف، قرّرنا ككتلة مع النّائب إيهاب مطر، تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة»، مؤكّداً «»أنّنا نسير باتجاه ما يريده الشّعب، لننجح جميعًا بإنقاذ البلد».
وكان النائب فؤاد مخزومي انسحب من السباق لصالح سلام بعد اتفاق اطياف المعارضة على تأييده، «لأفسح المجال للتوافق بين كلّ من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام»، وفق ما قال مخزومي.
وتمنى رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال دردشة مع الصحافيين في قصر بعبدا بعد انتهاء الاستشارات، أن «يكون التأليف سلسًا وبأسرع وقت لأن فرصاً كبيرةً تنتظرنا».
وفيما ألمحت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله بوجود انقلاب بعض القوى السياسية على التفاهمات التي حصلت قبيل انتخاب رئيس الجمهورية، بالتوجه الى تسمية سلام من دون التشاور والتوافق المسبق مع الثنائي والرئيس نبيه بري، لفتت المصادر لـ»البناء» الى أنّ ما حصل أشبه بـ»تهريبة» من خارج سياق التفاهمات والتوافقات الوطنية، ففي حين كانت أغلب الكتل النيابية تتجه لتسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة، تبدّلت مواقف واتجاهات أكثر من كتلة نيابية وصبّت أصواتها لسلام، ما ينطوي على قرار محلي بإيحاء خارجي بخلق شرخ داخلي في هذا الاستحقاق الأساسي والمحوري، بعد تجاوز قطوع استحقاق رئاسة الجمهورية بتوافق وطني.
ونبّهت المصادر الى أنّ ما حصل قد يأخذ البلد الى أزمة ميثاقية تتعلق بتشكيل الحكومة وتمثيل الطائفة الشيعية فيها والحفاظ على الشراكة في الحكم والتوازنات السياسية والطائفية والديمقراطية التوافقية»، وفضّلت المصادر التريّث والانتظار حتى يأتي الرئيس المكلف ويتم تكليفه رسمياً ويلتقي الرئيسين عون وبري ويلقي خطاب التكليف ويجري الاستشارات النيابية للبدء بتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي سياق ذلك، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، الى انه مع تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة يدخل البلد مرحلة جديدة من التوازنات المشدودة، والعين على تعزيز وطنية لبنان وتأكيد شراكته الميثاقية، ومحور الجدل سيادي ووطني بامتياز، والقضية لبنان، ومهمّ جداً مَن يحكم وطبيعة تكوين الحكومة وبيانها والبلد إلى أين، واللعبة السياسية اليوم بذروتها، وواقع البلد منقسم بشدة، والعصف الدولي يضرب صميم البلد، ولبنان شراكة ميثاقية، ولا يمكن أبداً تجاوز الميثاقية الوطنية والتجارب القريبة مُرّة للغاية، وقيمة لبنان مرتبطة بشراكته التكوينية للدستور وطبيعة تمثيله النيابي وتجاوز التوافق الميثاقي يضع لبنان بقلب فوضى الأمم ولعبة الخراب، والمطلوب من نواف سلام حماية توازنات البلد حتى لا يضيع لبنان».
واعتبر وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح له، أن مشكلة لبنان عند من يدّعي السيادة ليست بالتدخل الخارجي، ولكن وفق من هو المتدخل، فإنْ كان مشغلهم فلا بأس. وانْ تأخر هو بالتدخل يقومون باستدعائه لتقديم الولاء له، او انتظار أمره او الاجتماع مع معلمه الأميركي، أما المسمّى الجديد دون ترشح فيذهب لفرنسا لأخذ التعليمات قبل استلام المنصب.
ووفق معلومات «البناء» فقد عبّر الكثير من الكتل والنواب عن تفاجئهم بتبدّل مواقف كتل أخرى باتجاه تسمية سلام بعدما كان ميقاتي يتقدّم في عدد الكتل والنواب المؤيدين له. ولفتت أوساط كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» الى أنها كانت تتجه لتسمية ميقاتي قبل أن تجري مشاورات وتغيّر موقفها بعدما وجدت أنّ أكثر من كتلة نيابية لا سيما اللقاء الديمقراطي ولبنان القوي تتجه لتسمية سلام، وبالتالي لا تريد خرق التوجه العام. وتحدثت الأوساط عن قطبة مخفية داخلية أو خارجية أطاحت بالاتفاق السابق بين الكتل لتسمية ميقاتي. فيما علمت «البناء» أنّ كتلة اللقاء الديمقراطي كانت قد قرّرت تسمية ميقاتي قبل عقد اجتماعها مساء السبت، فغيّرت موقفها باتجاه سلام.
وفيما أفادت أجواء سياسية بأنّ موقف التيار الوطني الحر بتسمية سلام جاء رداً على موقف الثنائي أمل وحزب الله بتسهيل فوز قائد الجيش برئاسة الجمهورية، لفتت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن لا علاقة لموقفنا في التكليف بما حصل في رئاسة الجمهورية، والدليل أننا كنا قد سمّينا في وقت سابق السفير نواف سلام عندما تمّ تكليف الرئيس ميقاتي منذ أكثر من عامين، ونرى فيه رجل إصلاح وتغيير، وكنا قد تواصلنا مع السفير سلام وجرى حوار حول المرحلة المقبلة»، ولفتت المصادر الى أنّ التيار سيقرّر المشاركة في الحكومة بعد لقائه الرئيس المكلف وسيبدي التعاون معه ومع العهد الجديد»، كاشفة أنّ اللقاء مع رئيس الجمهورية كان أكثر من جيد وأكدنا له التعاون مع العهد وحكوماته من أجل المصلحة الوطنية»، وشدّدت المصادر على أنّ التيار كان وسيبقى داعماً للوحدة الوطنية ولحفظ حقوق الطوائف والأحزاب الممثلة لها في السلطة والحكم ويرفض كسر أو عزل أي مكون لبناني».
وفي السياق أوضح النائب باسيل في حديث تلفزيوني أن «نواف سلام خيارنا الأوّل ولكن لا يمنع اننا كنّا موافقين على أسماء اخرى، ولمن يعتقد أنّ هناك مؤامرة أقول إنّ هناك ديناميكية لبنانية أدّت الى وصول رئيس صناعة وطنية، ولو أتى رئيس لم نكن موافقين عليه لم نكن سنشارك في الحكومة، لكن وصول الرئيس سلام سيدفع حتماً الى التفكير باتجاه المشاركة الجدية»، واعتبر بأنّ «الافضل أن يكون هناك وزراء يمثّلون الأحزاب للتمكن من محاسبتهم، لكن يجب ان يكونوا أصحاب كفاءات وضليعين في الملفّات ولا يوجد اليوم غالب ولا مغلوب، وهناك 3 محاور أساسية يجب على الحكومة العمل عليها وهي موضع 1701 واتفاق وقف اطلاق النار ومندرجاته، بالإضافة الى موضوع النازحين وتداعياته والملف الأصعب وهو موضوع الإصلاح»، وقال: «طُويت صفحة الانتخابات الرئاسية في لحظتها واللقاء اليوم مع الرئيس جوزاف عون دليل على ذلك».
من جهته، لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى أنّ «القوات اللبنانية» ستكون خارج ايّ حكومة تلحظ في بيانها الوزاري معادلة «جيش، شعب، مقاومة» او تضمّ وزراء عليهم اي شبهة، انما ستشارك في حكومة تشبه صفات رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف.
وإذ دعا جعجع حزب الله الى «إعادة النظر بموقفه، ولا سيما اننا بحاجة الى حكومة تغييرية»، دعا أيضاً الرئيس نبيه بري الى «أن يتمتّع بالإيجابية، اذ اننا جميعا مررنا بظروف مشابهة وهذه هي الصيغة اللبنانية، لذا يجب القبول بها، من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، وهذا هو مشروع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، وبالتالي هذه المعادلة ليست تحدياً لأحد».
في المواقف الخارجية، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جولته على المسؤولين، أن مع استكمال عناصر الدولة يكون لبنان معدًا لتصفية الكثير من المشاكل،
في النشاط الرئاسي، استقبل الرئيس عون، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وفدا عسكريا اميركيا برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا. وضم الوفد رئيس اللجنة التقنية لمراقبة وقف اطلاق النار الجنرال جاسبير جيفرز وعددا من الضباط الاميركيين المعاونين.
خلال اللقاء، قدم الجنرال كوريلا التهاني الى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية وتناول البحث سبل تفعيل التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي في ضوء الدعم الذي تقدّمه السلطات الاميركية للبنان. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب ومراحل تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وفق برنامج الانسحاب المعدّ لهذه الغاية. وشكر الرئيس عون الجنرال كوريلا على زيارته منوها بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي وضرورة تطويره. ثم انضمّ الى الوفد الأميركي، قائد القوات الدولية الجنرال آرولدو لازارو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة مع وفد من ضباط الجيش، حيث استكمل البحث في الوضع في الجنوب والإجراءات المعتمدة لتنفيذ القرار 1701، والتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ولجنة المراقبة.
وفي وقت عقد مجلس الامن جلسة لمناقشة اتفاق وقف النار أمس، نفذت قوات جيش العدو الاسرائيلي عملية تمشيط داخل الأحياء في ميس الجبل وحولا في حين عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على البحث عن جثامين شهداء في عدد من بلدات القطاع الغربي بمواكبة الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل». وأطلق جيش العدو سراح مربيي نحل من بلدة شويا قضاء حاصبيا كان اقتادهما للتحقيق، بينما كانا يتفقدان قفران النحل خاصتهما في وادي خنسا في سهل الماري.
وقامت قوة إسرائيلية معززة بالدبابات والآليات بتمشيط منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل. كما قام بإحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة، وسُمع حتى الآن اكثر من 15 تفجيراً محدوداً في الحي مع استمرار سماع اصوات العيارات النارية والتمشيط بوتيرة متصاعدة، وسط تحليق مكثف ومنخفض للطيران المسيّر المعادي وتحركات لآليات ودبابات وجنود اسرائيليين.
وتمكنت فرق البحث والإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني من انتشال أشلاء عشرة شهداء من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى أشلاء شهيد من بلدة شمع، وذلك ضمن العمليات الجارية للبحث عن المفقودين نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وتم نقل الأشلاء إلى مستشفى جبل عامل لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، بما فيها فحوصات الحمض النووي (DNA)، لتحديد هويات الشهداء. وأكدت على “استمرارها في تنفيذ عمليات البحث بالتنسيق مع الجيش اللبناني وفق الخطة المقررة، وذلك حتى استكمال عمليات المسح والعثور على كافة المفقودين”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2025-01-14 05:19:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>