الصحافة اليوم 15-6-2024
<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 15-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
“إسرائيل” نحو إنهاء عمليتها في رفح: المفاوضات معطّلة… في انتظار واشنطن
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “بعد تسليم حركة «حماس» ردّها على المقترح الأميركي – الإسرائيلي الأخير، لم تؤدّ طبيعة ردّ الفعل الأميركي على الردّ إلى إنهاء المفاوضات والاتصالات، إذ اعتبرت واشنطن أن بعض الملاحظات والمطالب التي أوردتها «حماس«» يمكن التعامل معها، وتأتي ضمن الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في حين ثمة نقاط أخرى لا يمكن التعامل معها. وفي ظلّ ذلك، تشير التقديرات المصرية والقطرية، بحسب ما علمت «الأخبار»، إلى أن «الأميركيين ينتظرون إعلان إسرائيل إنهاء عمليتها العسكرية في رفح، لاستئناف الاتصالات المتوقّفة حالياً، بخصوص المفاوضات». وكانت واشنطن طلبت من الوسيطين المصري والقطري، ممارسة المزيد من الضغط على «حماس»، في حين لا يبدو هذان مقتنعيْن بإمكانية فعل ذلك، بل هما يعتقدان أن ما قدّمته الحركة في ردّها الأخير، يمكن اعتباره «إيجابياً». أيضاً، وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «التقديرات لدى المقاومة الفلسطينية، وكذلك الوسطاء، أن جوهر ما يعتمد عليه الإسرائيلي لرفض الصفقة، هو رفضه التخلّي عن وجوده العسكري في محور فيلاديلفيا على الحدود مع مصر، وفي معبر نتساريم وسط القطاع، علماً أن المقاومة قدّمت في ردّها صيغة واضحة ومترابطة تضمن انسحاب جيش العدو من قطاع غزة بالكامل».وفي موازاة ذلك، تقترب العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من نهايتها، من دون تحقيق أيّ من الأهداف التي كانت قد أعلنتها لها القيادة الإسرائيلية. وسبق أن صوّر المسؤولون الإسرائيليون، رفح وكأنها آخر معاقل المقاومة في القطاع، وأن فيها قادة «حماس» والأسرى، وأنه من دون دخولها و«تطهيرها»، لن يكون هنالك انتصار كامل، ولا استرجاع للأسرى. وعلى مدى الأسابيع الماضية، تقدّم الجيش الإسرائيلي في محيط وأحياء المدينة، ودخل مخيماتها ووسطها، وشرقها وغربها، ولكنه إلى اليوم، لم يتمكّن من قتل أي قائد للمقاومة فيها، كما لم يتمكّن من استرجاع أي أسير إسرائيلي منها. وعلى الرغم من ما تقدّم، تشير تقديرات الجيش إلى أن العملية العسكرية في رفح ستنتهي في غضون أسبوعين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام العدو أمس. وهذا ما سيعني حُكماً الانتقال من المرحلة الثانية للحرب، المكثّفة العمليات، إلى المرحلة الثالثة منها، والتي تتّسم بوتيرة منخفضة ومحدّدة وسريعة، على طريقة عمليات «مكافحة الإرهاب». وقد تكون عملية تحرير الأسرى في مخيم النصيرات، قبل أيام، نموذجاً لشكل الهجمات التي يروّج لها جيش الاحتلال في المرحلة الثالثة، إن لم تكن هنالك صفقة تبادل تُفضي إلى إنهاء الحرب.
وعلى أي حال، يضع الانتقال إلى هذه المرحلة، إسرائيل، أمام تحدّي تقييم المرحلة التي سبقت، وما إن كانت قد فشلت أو تمكّنت من تحقيق أهدافها. وهذا ما بدأ النقاش حوله داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ بحسب ما نقلت «هيئة البث»، عن مصادر أمنية، فإن «وجود أسرى إسرائيليين في غزة، وغياب بديل لحماس، يحوّلان نجاح المرحلة «ب» (الثانية من الحرب) من عمليّتنا، إلى فشل»، مضيفة: «لا توجد جهة تقبل دخول غزة إذا لم تُدمّر حماس». لكنّ المستوى الأمني، يعتقد في الوقت عينه أنه «حتى يوقف حزب الله الهجوم شمالاً، فنحن بحاجة إلى صفقة مع حماس». وتضيف المصادر أنه «بعد المرحلة «ب»، سيسيطر الجيش على نتساريم ومعبر رفح وفيلادلفيا حتى عقب انتهاء العمليات».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الجيش الإسرائيلي يخشى من أنّ «البقاء في قطاع غزة سيأتي على حساب جبهات أخرى»، فيما يروّج المستوى الأمني لكون «إسرائيل تقترب من هزيمة حماس عسكرياً، ولذلك لا داعيَ للخوف من الإعلان عن انتهاء الحرب بهدف استعادة الأسرى»، ولكن مع الإشارة إلى أن «القتال سيستمرّ، ولكن بأساليب أخرى». وبحسب الصحيفة، فإنه في ظلّ التصعيد المتواصل بين جيش العدو و«حزب الله» على الجبهة الشمالية، بدأت تميل المؤسسة الأمنية إلى تبنّي خيار إنهاء الحرب في غزة، والانتقال إلى الشمال لمواجهة المقاومة في لبنان، وهو ما يدفع في اتجاهه وزير الحرب، يوآف غالانت، ومعظم القادة والمسؤولين الأمنيين. واستعرضت الصحيفة 3 خيارات أمام إسرائيل، بخصوص تحدّي «الجبهتين»، وهي:
– الخيار الأول، الذي لا يروّج الجيش له، هو وقف الحرب في غزة، وفي المقابل يتوقّف «حزب الله» عن إطلاق نيرانه في الشمال، وتقابل إسرائيل الهدوء بالهدوء؛ أو التوصّل الآن إلى تسوية معيّنة مع لبنان، تعتمد على انسحاب قوات الحزب لمسافة ثمانية كيلومترات من الحدود.
– الخيار الثاني، التوصّل إلى صفقة مع «حماس»، واستغلال الوقت من أجل المبادرة إلى عملية عسكرية في لبنان تُفضي إلى تطبيق القرار الدولي 1701، وإبعاد حزب الله مسافة كبيرة عن الحدود. ويشجّع الجيش الإسرائيلي هذا الخيار، لكنه يعتقد أن احتمال موافقة المستوى السياسي عليه يبدو منخفضاً، وذلك لأن من يوقف الحرب في غزة، لن يفعل هذا من أجل البدء بحرب أخرى أصعب في لبنان.
– الخيار الثالث، وهو الذي يبدو أقرب إلى التحقّق: بحسب مصادر «يديعوت أحرونوت»، ألّا يكون هنالك صفقة في غزة، ومع هذا تنتهي الحرب عملياً (من خلال الانتقال إلى المرحلة الثالثة)، فيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل القوات والموارد إلى الشمال، ويبادر إلى عملية عسكرية مركّزة يوجّه من خلالها ضربة «قوية» إلى «حزب الله»، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إبعاده عن الحدود. لكنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ليست واثقة من كون عملية كهذه، ستوصل في نهايتها إلى «تسوية» أكبر وأنجح مما هو مطروح اليوم، خاصة أنها ستعني إطلاق «حزب الله» آلاف الصواريخ الثقيلة والدقيقة نحو مختلف المناطق في الشمال، مع مخاطر جدّية بتوسّع المعركة إلى حرب شاملة تتدخّل فيها أطراف إقليمية أخرى، وحتى إيران.
الاحتلال يمنع إدخال وتخزين وتوزيع المساعدات في غزة
علمت «الأخبار» أن «الأمم المتحدة» أبلغت الأميركيين والإسرائيليين والوسطاء وحركة «حماس»، أنه «في ظلّ رفض إسرائيل السماح لها بإدخال فرق ومعدّات وآليات وتأمين أماكن تخزين في قطاع غزة، فإن الحديث عن إدخال المئات من شاحنات المساعدات ومئات آلاف الخيام وغيرها، يبقى كلاماً في الهواء، وهو غير قابل للتحقّق». ويروّج الأميركيون لكونهم يرعون إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن أعداد الشاحنات سترتفع خلال الفترة المقبلة، بينما يبدو هذا غير واقعي على الأرض. وكانت الخارجية الأميركية قد أدرجت – أمس – المجموعة الإسرائيلية المتطرّفة «تساف 9» في قائمة العقوبات، بسبب عمل هذه المجموعة، بتوجيه من وزيرَي المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية المتوجّهة إلى داخل القطاع”.
اجتماع البحرين بحث خطّة أميركية لـ«اليوم التالي» | واشنطن للعرب: فَلْتشاركوا في «تأمين» غزة
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “تضاءلت آمال القاهرة في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما عادت الأمور لتراوح مكانها في انتظار «مفاجأة» ما، قد تعيد الجميع إلى طاولة التفاوض. وتبدّد الرهان الذي كان وضعه المسؤولون المصريون على الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في المنطقة، في إرساء هدنة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. وعليه، يسعى هؤلاء، راهناً، وفقاً لمصادر «الأخبار»، إلى «تجنب اتجاه الأمور إلى مزيد من التصعيد، وخصوصاً في ظل التوتر غير المسبوق على الجبهة اللبنانية»، وهم يتواصلون في شأن ذلك «مع المسؤولين الفرنسيين والأميركيين، محاولين في الوقت نفسه إحداث اختراق في مسار التوصل إلى هدنة في غزة، إضافة إلى اختراق مماثل لناحية كمية المساعدات التي يجري إدخالها إلى القطاع». وتفيد المصادر بأن «تقارير تقدير الموقف التي رُفعت إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قبيل مغادرته لأداء الحج، طغت عليها النظرة التشاؤمية»، وسط تقدير بـ«عدم جدوى العودة إلى التفاوض في الوقت الحالي، وأن التعديلات التي أدخلتها «حماس» على المقترح الأميركي، لن تكون عائقاً حال وجدت إرادة حقيقية للتهدئة». ولذا، يرى المسؤولون المصريون أن «هناك حاجة إلى مزيد من التدخلات والضغوطات لإحداث التهدئة، وليس تفاوضاً للاتفاق على نقاط عالقة أو اختلاف في الترجمات بين النسخ العربية والإنكليزية». ويأتي ذلك فيما أبلغت إسرائيل، مصر، عبر اللجنة العسكرية، مجدداً، بـ«إدخال مزيد من الأسلحة الثقيلة إلى محور فيلادلفيا لتنفيذ بعض الأعمال العسكرية، على أن تخرج من المحور بعد انتهاء عملها»، علماً أن تلك «المعدات كانت قد دخلت وخرجت بالفعل في وقت سابق، مع بداية الاقتحام الإسرائيلي للمحور المحاذي للحدود المصرية».
أما بخصوص الاجتماع الذي عُقد في البحرين بين عسكريين أميركيين وإسرائيليين ومصريين وخليجيين منتصف الأسبوع، فقد شهد، وفقاً لمصدر مصري تحدّث إلى «الأخبار»، نقاشاً حول «إمكانية مشاركة الدول العربية في القوة التي يُرجى أن تتولى حفظ الأمن في القطاع» عقب انتهاء الحرب، وهو أمر ربطه ممثلو الدول العربية المشارِكة «بوجود إطار أممي، مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من داخل غزة». ويضيف المصدر أن هذا المقترح تراه القاهرة «قابلاً للتطبيق، في حال طُبقت الخطوات الأميركية – الإسرائيلية بشأن “اليوم التالي”»، مشيراً إلى أن «واشنطن تخطط بالفعل لإعلان هذه الخطة، مراهنةً على نيلها دعماً دولياً مماثلاً لذلك الذي حصلت عليه مبادرة الرئيس جو بايدن بشأن إنهاء القتال».
لكن المصدر المصري يرى أن التصورات الأميركية – الإسرائيلية بشأن «اليوم التالي»، والرهان على إمكانية استبعاد «حماس» من حكم غزة بشكل كامل «أمر غير واقعي»، مقراً في الوقت نفسه بأن القاهرة لم تمانع «تشديد الحصار على القطاع لمنع وصول أي أسلحة إلى المقاومة». ووفقاً للتقديرات المصرية، فإن خطة واشنطن المرتقبة ستتضمن إرسال قوات أممية إلى غزة من أجل إدارة الوضع في القطاع بشكل مؤقت، إلى حين تشكيل سلطة فلسطينية قادرة على إدارته والضفة، وأن «هذه الخطة لن تعلَن إلا بعد الحصول على موافقة ولو ضمنية من الوسيطين المصري والقطري، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن»”.
معضلة العدو المركّبة: كيف نستمر في غزة ونعطّل جبهة لبنان؟
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “التدقيق في مجريات اليومين الماضيين جنوباً يظهر أن المقاومة، منذ اغتيال القائد الجهادي طالب عبدالله، تستخدم كثافة نارية ذات بعد ردعي، تتضمّن رسالة واضحة باستعدادها لمواجهة أي شكل جديد من التصعيد يدور في خلد الإسرائيليين. وبالتالي، فإن الإطار العام للمواجهات الجارية الآن، من قبل الطرفين، يفيد بأن الأمر لا يزال في الإطار نفسه، مع ضغط متزايد من جيش الاحتلال على حكومة العدو لتوسيع هامش عمله العسكري والأمني ضد حزب الله.لكنّ القلق من تدهور الأمور إلى مواجهة أكبر، ليس مصدره ما تقوم به المقاومة، بل احتمال لجوء العدو إلى تصعيد يقوم على فرضية توسيع ولو محدود لرقعة المواجهة، وزيادة في منسوب الأهداف البشرية أو العسكرية أو المدنية، إذ إن ذلك سيفرض على المقاومة إدخال تغييرات جوهرية على برنامج عملها ولو أدّى الأمر إلى مواجهة أكبر. هذا السقف المتحرّك يمثّل اليوم نقطة الارتكاز في حركة الراغبين بمنع المواجهة، وقد يفسر الاتصالات التي تقوم بها عواصم عربية ودولية مع طرفي النزاع لعدم التدحرج نحو حرب واسعة.
مع ذلك، لا تجد الاتصالات علاجاً لمعضلة العدو الرئيسية. صحيح أن مسؤولاً بخبرة بنيامين نتنياهو لا يمكن إخضاعه لرغبات قيادات عسكرية أو سياسية شعبوية، إلا أنه يحتاج إلى مساعدة الأميركيين والأوروبيين والعرب لإقناع حزب الله بالتوقف عن مهاجمة قواته. وبعد ثمانية أشهر، بات واضحاً لنتنياهو، وللوسطاء، بأنه لا وقف لعمليات حزب الله إلا بوقف الحرب على غزة. لذلك، فإنه قد يبدي استعداداً للسير في نصائح وتصورات قيادات عسكرية وأمنية تدعوه إلى «عمل كبير» ضد حزب الله، علّ ذلك يجرّ الحزب صاغراً إلى مفاوضات تنتهي بتسوية تفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة.
هذا الاحتمال وحده كافٍ لإثارة قلق الأطراف المنخرطة في الاتصالات، ومنها الأميركي الذي يرفق دعوته إلى إنهاء العمليات العسكرية الكبيرة في قطاع غزة، بطلب عدم الذهاب إلى مواجهة أكبر مع لبنان. لكن، في الوقت نفسه، يدعو الأميركيون والأوروبيون إلى عدم تجاهل إمكان لجوء العدو إلى «عمل متهوّر» ضد لبنان. ويفسّر هؤلاء قلقهم بأن قوات الاحتلال التي خاضت حرباً طويلة، تقول إنها مستعدّة لتحمل أثمان إضافية جراء معركة كبرى مع لبنان، مع إدراكها بأنها، في هذه الحالة، تحتاج إلى دعم سياسي وعسكري كبير من الغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
ومع ذلك، لا تشير المعطيات الميدانية إلى انتقال قوات كبيرة من جيش الاحتلال إلى الجبهة الشمالية، رغم أن الجميع متفق على قرب توقّف العدو عن تنفيذ العمليات الكبيرة في غزة، بما في ذلك الإعلان عن انتهاء عملية رفح، ما يمنحه هامشاً ميدانياً إضافياً في جبهة الشمال، ولو أن حسابات الحرب مع حزب الله تختلف كلياً عنها في غزة. وهنا، يمكن التوقف عند ما كتبه مدير معهد دراسات الأمن القومي، تامير هايمن، الذي عاد إلى «رؤية عمل الجيش» (استراتيجية الجيش، نيسان 2018) التي تقول: «إن الجيش سيدافع عن دولة إسرائيل على جميع الجبهات في وقت واحد، لكنّ الحسم في مواجهة الأعداء سيكون بالتدريج، ما يعني أنه من غير المحبّذ أن يحسم الجيش القتال على جبهتين في الوقت نفسه». ولذلك ينصح هايمن قادة العدو بضرورة «بدء الحرب بتعريف وضعية نهايتها وما ستؤول إليه على يد المستوى السياسي. وعلى القيادة أن تقرر كيف ستنتهي الحرب قبل الدخول فيها».
بالتالي، فإن الخلاصة المنطقية لمجريات الأمور الآن يمكن اختصارها بالآتي:
أولاً، يبدو أن العدو ليس في وارد إنهاء الحرب في غزة والانسحاب من القطاع والذهاب نحو صفقة مع حماس. وهذا يعني أن جيشه سيبقى متورّطاً في حرب استنزاف بمعزل عن شكلها وآلياتها ومساحتها، وهي حرب قد تطول لأشهر إضافية.
ثانياً، استمرار الحرب في غزة يعني، تلقائياً، استمرار جبهات الإسناد للمقاومة في لبنان واليمن والعراق، ما يوجب على العدو ليس التكيّف مع شكل جديد من القتال في غزة، بل الاستعداد لنسخة جديدة من حرب الاستنزاف على جبهات الإسناد.
ثالثاً، إن صورة الإنجازات التكتيكية لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، عبر اغتيال مقاومين من مستويات عسكرية متفاوتة، لا يمكن جمعها لتعطي العدو إنجازاً استراتيجياً، بل، على العكس، قد تفرض مساراً مختلفاً عما يفكّر به. وبالتالي، سيصبح السؤال أمام حكومة العدو هو : ما نفع الاغتيالات الكبيرة إن لم توقف الحرب؟
رابعاً، برنامج عمل المقاومة في لبنان يتخذ أشكالاً متنوعة تحاكي سلوك العدو، ويؤكد أن الاغتيالات لا تؤثّر سلباً على أداء المقاومين في الميدان، عدا أنها لا تشكل عنصر ردع للقيادة السياسية، وهو أمر خبره العدو طوال أربعة عقود. وبالتالي، فإن قدرة المقاومة على التكيّف تصبح أكثر فعالية. وهو ما بدا في موجة العمليات التي حصلت في الأيام الثلاثة الماضية، اذ لم يقتصر الأمر على تكثيف الضربات القاسية ضد كل المنشآت العسكرية والأمنية لجيش الاحتلال في كامل القطاع الشرقي من الجبهة (المماثل للقطاع الشرقي في لبنان، والذي تحت إدارة الشهيد أبو طالب)، بل عمدت المقاومة إلى اعتماد أساليب تظهر الاستعداد لاحتمال قيام العدو بغزو بري. ويمكن لقادة العدو العسكريين قراءة خلفية العملية التي استهدفت موقع الراهب أول من أمس، حيث استُخدمت أسلحة رشاشة من العيار الثقيل، مثبّتة على آليات تتحرك على بعد مئات الأمتار من الموقع الذي قُصف أيضاً بقذائف خاصة من الهاون، استخدمتها المقاومة للمرة الأولى، وهي ذات مفعول مخيف على تجمعات الجنود وانتشارهم.
عملياً، نحن أمام مسار غير مستقرّ للمواجهة على حدود لبنان مع فلسطين. وأهل القرار في العواصم الكبرى يخشون المآلات الغامضة لأي مواجهة كبيرة، وهو ما يفسر الاستنفار الدبلوماسي الفرنسي – الأميركي، من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن قادة «مجموعة السبع» اتفقوا في قمتهم، على تشكيل لجنة ثلاثية تضم إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا لبحث خارطة طريق فرنسية لنزع التوتر بين حزب الله وإسرائيل، إلى الاعلان أمس عن أن المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين سيزور كيان العدو الإثنين المقبل لبحث «سبل منع تدهور الأوضاع إلى حرب شاملة مع لبنان»”.
اللواء:
أيام فاصلة بعد الأضحى: بايدن يوفد هوكشتاين لإخماد نيران الشمال
شكوى لبنانية ضد “إسرائيل” لتدميرها القطاع الزراعي.. وتكليف وزير العدل مراسلة فرنسا لإستعادة عبدالله
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية “قررت الادارة الأميركية، في اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك، إيفاد الوسيط البترولي والرئاسي آموس هوكشتاين إلى تل ابيب في مهمة عاجلة، حسب ما ذكر دبلوماسي أميركي، لإحتواء التصعيد، الذي يُنذر بحرب حقيقية بين اسرائيل وحزب الله امتداداً لأن تشمل كل لبنان، في ضوء حجم الضربات المتبادلة بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة في الجنوب، والتي حضرت بقوة في جلسة مجلس الوزراء امس، بموقف بالغ الدلالة للرئيس نجيب ميقاتي، إذ قال:«إن استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وما يشهده من قتل متعمَّد لأهله وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات، ليس فقط محل إدانة واستنكار من قبلنا بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف ينبغي على المجتمع الدولي ان يضع حداً لتماديه وإجرامه، وبدورنا سنحتكم للمرجعيات الدولية المختصة، ونجدد التزامنا بتطبيق القرار 1701 كاملاً.
وقال: «إننا نقدِّر مبادرة الدول الصديقة ودول القرار الى السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية، كما نرحب بقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي وضع خارطة طريق لوقف القتال في غزة، ونتمنى ان يصار الى تطبيق هذا القرار سريعا لقطع الطريق على حرب واسعة النطاق في المنطقة.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن 10 أيام فاصلة بعد الأضحى، باتجاه بلورة الوجهة التي سيسلكها الوضع في الجنوب، في ضوء إيفاد هوكشتاين والنقاش الدائر في اسرائيل، حول أن وقف حرب غزة من أنه ان يخمد النور والنار المشتعلة في الجنوب.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان الاتصالات والمساعي تسارعت ليل امس بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، لتطويق التصعيد العسكري الحاصل بين حزب الله وإسرائيل جنوبا، لاسيما بعد زيادة وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق اللبنانية المتاخمة للشريط الحدودي، واستهداف العديد من القيادات والعناصر الحزبية، وردود الحزب بتكثيف عمليات القصف ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول المناطق المواجهة.
وادت هذه الاتصالات الى اصدار الادارة الاميركية، لمواقف تدعو للتهدئة من كلا الطرفين، وطلبت من المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين العودة إلى المنطقة لمواصلة مهمته، بتحريك المفاوضات مع إسرائيل ولبنان وحزب الله، لتهدئة الجبهة الجنوبية، وخفض حدة التوتر، والعمل على حلحلة العقد والصعوبات التي ماتزال تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص الوضع في جنوب لبنان.
واشارت المصادر إلى ان سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون عادت إلى بيروت، وينتظر ان تقوم بجولة لقاءات واتصالات مع المسؤولين اللبنانيين، لبحث الوضع جنوبا، وشرح الموقف الاميركي بخصوص المبادرة التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن، لوقف الحرب في غزة. وخفض التصعيد العسكري الحاصل جنوبا، وتشرح الجهود التي يبذلها هوكشتاين مع الجانبين، لاعادة تحريك مساعي المفاوضات بين لبنان وإسرائيل من جدي.
وفي السياق، كشفت مصادر في «الثنائي الشيعي» عن تلقِّي لبنان رسالة قطرية، وصفت بأنها بمثابة إنذار جدي عن ان الحرب الشاملة لم تعد بعيدة، واضافت المصادر ان استعداد العدو لهذه الحرب كان حتى الامس القريب كلاما اعلاميا لرفع معنويات جنوده بعد هزيمتهم المدوية في غزة وللتخفيف من وطاة تفوق حزب الله في الجبهة الجنوبية بعد استهدافه مواقع حساسة داخل الكيان، وتكبيده خسائر فادحة لا سيما في سلاح الجو،ولكننا نقول اليوم بأن طبول الحرب بدات تقرع والحرب عمليا «باتت على الابواب».
واستدلت المصادر على استهداف العدو لأحد ابرز القادة الميدانيين في حزب الله الحاج طالب سامي عبدالله للقول بأن هذا التطور البالغ الخطورة منذ بداية طوفان الاقصى في ٧ اكتوبر/ تشرين الاول الماضي جاء في سياق اخطر محاولات العدو المتكررة لجر حزب الله الى الحرب الشاملة، مؤكدة في هذا السياق أن حزب الله لا يتصرف بطريقة انفعالية ولن ينزلق الى الحرب الشاملة وفق توقيت العدو ، بل ما زال يعتمد استراتيجية الرد الموجع وغير الاستثنائي لإيلام العدو وتثبيت قواعد الردع التي تمنعه من توسيع دائرة استهدافاته وتجاوز الخطوط الحمر مجدداً.
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحديث عن تصعيد عسكري متوقع ضد لبنان ما بعد عطلة عيد الأضحى قد يحصل ولا يحصل لاسيما أن الجهود الديبلوماسية لم تنفض يدها بعد منعاً لتوسع الحرب، وإن ما يحصل على الجبهة الجنوبية من تطورات متسارعة قد يعني لا قرب الحرب الموسعة كما لا يعني أن الأمور ستعود إلى ما قبل هذه التطورات في الاسبوعين الماضيين، وكل ما يمكن قوله أن نسبة التصعيد قائمة والكلمة للميدان كما كررت الأوساط وحتى السيناريو الأسوأ.
وفي حين، نقل عن مسؤول فرنسي قوله: نحن على استعداد لمواصلة العمل مع جميع الأطراف بما في ذلك اسرائيل والولايات المتحدة لكبح جماح التصعيد في الشمال اسرائيل، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان بلاده لن تشارك في لجنة تكون فيها فرنسا حول الوضع في الجنوب، حسبما اقترح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
ونقلت هيئة البث الاسرائيلية ان موضوع الوساطة الدولية مع لبنان، على جدول مداولات مجلس الوزراء الاسرائيلي.
يشار الى ان «الجيش الاسرائيلي اوصى القيادة السياسية بإنهاء عملية رفح بأقرب وقت ممكن، والتقدم بالهجوم على لبنان».
والاربعاء المقبل، يرد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى اسبوع الشهيد طالب عبد الله على التهديدات الاسرائيلية، مكرساً المعادلة المطروحة ان للعدو «درس مع كل تجاوز، وأن اي توسعة للنار مهما كانت محدودة ستقابلها بتوسعة رادعة» وفقا لما اعلن نائبه الشيخ نعيم قاسم امس.
شكوى لمجلس الأمن
وكلف مجلس الوزراء وزارة الخارجية والمغتربين تقديم شكوى ضد اسرائيل لدى الهيئة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الاممية لقصفها القرى الامامية اللبنانية، وما نجم عنها من اضرار طالت القطاع الزراعي والمزارعين ومربي المواشي.
وفي خطوة مفاجئة، كلف مجلس الوزراء وزارة العدل الطلب الى السلطات الفرنسية تسليم اللبناني جورج ابراهيم عبد الله المنتهية محكوميته الى سلطات اللبنانية، مقابل القرار بتسليم المواطن الجزائري الفرنسي عبد الكريم رشيد طويل الى فرنسا، والمطلوب اليها بمذكرة توقيف صادرة عن القضاء الفرنسي.
من جانب آخر كشف النقاب عن ان «الداتا التي حصلنا عليها من الـ unhcr ناقصة»، لافتاً إلى أن «الأمن العام لديه خطة سيسير بها بالتنسيق مع الجيش ولا يمكن لهذه الخطة أن تكون عملية من دون التنسيق مع الجانب السوري».
كما أقرّ مجلس الوزراء مراسيم الضباط، لكنه تريث ولم يقرّ بدل الانتاجية الذي اقترحه وزير المالية لموظفي الشؤون العقارية.
وفي واشنطن بحث قائد الجيش العماد جوزاف عون الأوضاع في لبنان والمنطقة مع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي.
عام على آخر جلسة انتخاب
رئاسياً، انطوت صفحة التحركات النيابية، وكأن شيئاً لم يكن، بالنظر الى صعوبة التوافق على آلية تنتج رئيساً للجمهورية، او حتى الاقتراب من خطوة عملية.
وتطرق الرئيس ميقاتي الى مناسبة مرور سنة على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية دون جدوى، معتبرا ان الحوار هو الأساس لانتخاب رئيس واعادة الاستقرار والانتظام في عمل المؤسسات.
إلى ذلك، افادت أن البحث في الملف الرئاسي علق بدوره إلى ما بعد العيد بعدما اقفل على لا قرار في موضوع التشاور وربطه بضمانات، ما يعني أن ما من خيار وسطي، وقد يدفع ذلك بالملف إلى المزيد من التأزم، حتى أن العاملين على الخط الرئاسي غير متأملين بقرب الحل.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف حزب الله مساء امس تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في خلة وردة بالاسلحة الصاروخية، كما نفذ عملية طالت ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية، كما استهدف الحزب مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالاسلحة المناسبة، واستهدف أيضاً تجمعاً لجنود العدو في حوش الكرنتينا بقذائف المدفعية.
كما استهدف حزب الله، رداً على قصف بلدة كفركلا الحدودية، مستعمرة مرغليوت بصواريخ الكاتيوشا.
وذكرت «يديعوت احرنوت» عن رصد اطلاق 10 صواريخ اطلقت من لبنان باتجاه مستعمرة المطلة.
وعلى صعيد الغارات المعادية، استهدفت غارة اسرائيلية حي ابو طويل في بلدة عيتا الشعب.
كما قصفت قوات الاحتلال بلدات الطيري والعديسة بالقذائف الفوسفورية”.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-06-15 01:50:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي