الصحافة اليوم: 15-7-2024
<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 15-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
<
p style=”text-align: justify”>
الاخبار:
حرب الاغتيالات لا تكسر«القسّام»: كتائب ولّادة… وعالية المرونة
غزة | تتحفّظ الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية على كل المعلومات المتعلّقة بشهدائها، القادة منهم والعناصر، ليس رغبة منها في إخفاء خسائرها البشرية كما يُعتقد، ولكن لأن سلوك العدو في التعاطي مع عائلات المقاومين، أحياء كانوا أم شهداء، يُظهر حرصه الشديد على الانتقام والإيذاء، إذ يلاحق العائلات بالغارات العنيفة حتى وإن كان من تبقّى من أفرادها الأطفال والنساء فقط. أمام ذلك، بات الجميع يظنّ أنه لا خسائر وازنة في صفوف المقاومة من العناصر والقادة، غير أن الواقع الذي يعيه من عايش هذه الحرب، هو أن المقاومة تقدّم بشكل يومي، عدداً كبيراً من قادتها وعناصرها، سواء أولئك الذين ينجح العدو في اغتيالهم من الجو، أو الذين يرتقون خلال المعارك الميدانية. هذه الخسائر كان يمكن لها أن تحدث فراغاً ينعكس على القدرة على المواجهة في الميدان، في حالة الجيوش النظامية، أو حتى في الحالة التقليدية لتشكيلات المقاومة، غير أن مبدأ المرونة وإعادة تشكيل الهيكلية العسكرية لـ«كتائب القسام» مثلاً، بما يتناسب مع ظروف الحرب الحالية، يساهمان بشكل مستمر في امتصاص كل الضربات ومواصلة الجهد القتالي وكأنّ أحداً لم يتم اغتياله.أول من أمس، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محتفلاً بفرضية تمكّن قوات العدو من اغتيال القائد العام لـ«كتائب القسام»، محمد الضيف، الذي يحمل اسمه وقعاً خاصاً في وعي الجمهور الإسرائيلي، وحتى في ذهنية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قاطبة. محمد دياب إبراهيم المصري المولود عام 1965، والذي توارث قادة أركان جيش الاحتلال بعضهم عن بعض الفشل في الوصول إليه منذ أن بدأوا في مطاردته عام 1995، صار «الشبح ذا الأرواح السبع» كما يُصطلح على تسميته في وسائل الإعلام العبرية، نسبة إلى عدد المرّات التي فشل فيها جيش العدو في الوصول إليه، وتحوّل بالنسبة إليه إلى «بيضة القبان» التي ترجّح ميزان الانتصار في كل المعارك والحروب. وربما اشتهى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يسجّل في مسيرته منجزاً بهذا الحجم، يعطيه تفويضاً بمواصلة القتال أو وقفه من دون دفع أي أثمان ستكون في انتظاره، على المستوى الشخصي.
اشتهى نتنياهو أن يسجّل منجزاً يعطيه تفويضاً بم واصلة القتال أو وقفه من دون دفع أي أثمان
يركّز «جهاز الشاباك»، وهو صاحب «المعلومة الذهبية» التي أفضت إلى تنفيذ المجزرة في مواصي خانيونس تحت حجة استهداف الضيف، على مسألة المصير بالنسبة إلى قادة المقاومة.
وفي هذا السياق، تحدّث عن نتيجة الضربة الأخيرة، حيث خلص إلى أنه نجح في اغتيال رافع عيسى، وهو قائد «لواء خانيونس»، فيما لا يمتلك معلومات مؤكدة عن مصير الضيف. إلا أن تجارب الاغتيال التي طاولت عدداً من قادة الألوية والفصائل خلال الحرب، أظهرت أن أياً من تلك العمليات لم تنجح في التأثير على مستوى وحدة وتصاعد المقاومة في الميدان. ولعلّ النموذج الأوضح مما تقدّم، هو محافظة شمال غزة، الذي نجح العدو فيه في اغتيال قائد «لواء الشمال»، أحمد الغندور (أبو أنس)، وأبرز قادة الكتائب وأصحاب التخصّصات العسكرية، من مثل رأفت سلمان ووائل رجب وأبو معاذ طومان وعصام أبو ركبة وإبراهيم البياري ونسيم أبو عجينة، والذين قضى معظمهم في الشهر الثاني من العملية البرية.
وقدّر جيش الاحتلال حينها أنه راض عن منجزاته في «لواء الشمال»، على اعتبار أن تلك الاغتيالات مسّت بأعصاب التشكيل العسكري لـ«كتائب القسام»، وقوّضت قدرته على مواصلة القتال، غير أن لحظة الاختبار، حملتها تجربة التوغّل البرّي في مخيم جباليا في الثلث الأول من شهر أيار الماضي، حيث أقر جيش العدو بأنه لم يشهد قتالاً عنيفاً كما عاشه في «لواء الشمال»، الذي من المفترض أنه فقد قدرته على العمل الفاعل منذ سبعة أشهر.
خصوصية «القسام»
ويمتلك الجهاز العسكري لحركة «حماس» خصوصية مغايرة عن غيره من الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، إذ إنه استطاع المحافظة على عدد كبير من جيل المؤسّسين، الذين عبروا بـ«كتائب القسام» من وسط الثمانينيات وحتى «طوفان الأقصى».
هؤلاء، الذين يتقلّدون اليوم مناصب قيادة الألوية والتخصّصات العسكرية، يتجاوز عمر أصغرهم 55 عاماً. ولعلّ هذا المخزون البشري الكبير من الكوادر والقادة المؤهلين منذ سنوات طويلة لشغل الصفوف الأولى في سلّم القيادة، هو ما يفسر مبدأ المرونة الذي تحدّث عنه الناطق باسم «كتائب القسام»، «أبو عبيدة»، في خطاب سابق. وهو أيضاً ما أهّل الكتائب لاستيعاب كل ضربات الاغتيال المركّزة التي طاولت أكثر قادة ألويتها في الشمال والجنوب.
وبناءً عليه، فإن اغتيال الضيف من عدمه، لن يضيف إلى سير المعركة إلا ثقلاً معنوياً، يحتاج إليه طرفٌ هو في أمسّ الحاجة إلى رافعة معنوية، في مقابل آخر، يدرك أن قادته قبل جنوده، مشاريع للشهادة.
جنبلاط يحسم الإجماع الدرزي: مع فلسطين والمقاومة
بعد تسعة أشهر من العدوان الإسرائيلي، لم يحِد النائب السابق وليد جنبلاط عن موقفه من الحرب في فلسطين وجنوب لبنان، بل مضى في تأكيد هذا الموقف داخلياً واستراتيجياً بدعم خيار المقاومة ضد كيان الاحتلال.
ففي القضية الفلسطينية وعند المفترقات الخطيرة، لا مكان، بالنسبة إلى جنبلاط، لتدوير الزوايا، ولا للانتظار على ضفة النهر، ولا لـ«تحييد» الجبل، بل تثبيت الموقع والدور، واستثمار الامتداد الدرزي الإقليمي لتوجيه رسائل بشيفرات مدروسة تقطع الطريق على أي محاولة لسحب الدروز في اتجاه معاكس.
وقد شكّل «لقاء بيصور» قبل يوميْن مناسبة أخرى لجنبلاط للتعبير عن مواقفه من العدوان على غزة والجنوب، وفرصة أُعدّ لها لرفع صوت القوى السياسية الممثّلة للدروز في لبنان على حساب أصوات درزية أخرى في فلسطين المحتلة أو السويداء.
وبذلك حسم جنبلاط، الذي أبدى في كلمته المقتضبة توافقاً تاماً مع ما أطلقه النائب السابق طلال أرسلان والوزير السابق غازي العريضي من مواقف خلال كلمتيْهما الداعمتين للمقاومة، في ظلّ موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي الثابت، موقف دروز لبنان بشكل واضح من مجمل ملفات المنطقة بما يشبه «الإجماع»، ولو أن غياب الوزير السابق وئام وهاب كان لافتاً.
تحركات جنبلاط النشطة أخيراً وعمله الحثيث على رفع الصوت الدرزي في لبنان أعلى من صوت شيخ عقل الطائفة في فلسطين المحتلة موفق طريف، كل ذلك ينبع من شعوره بمساوئ موقف طريف على حضور الدروز في العالم العربي، وقلقه من المحاولات الدؤوبة لتأليب دروز لبنان على المقاومة وتحريك بعض «المناطق الحساسة» بالتوازي مع إحداث فوضى في السويداء.
من هنا يأتي التقاط اللحظة التي تمّ التحضير لها بعناية في مصالحة آل ملاعب في بيصور، بعد سنوات من القطيعة داخل العائلة الواحدة، لتكون بيصور منصّة تحديد المسار.
منذ «7 أكتوبر»، حافظ جنبلاط على اندفاعته في تأييد «وحدة الساحات» والمقاومة في لبنان وفلسطين، حتى وصلت مواقفه الأخيرة إلى «تسميع» من يلزم أن يسمع بأن يترك الحزب التقدمي الاشتراكي إن لم تعجبه مواقفه.
الظهور في بيصور، التي تُلقّب بـ«أم الشهداء» بسبب مواجهة أبنائها الشرسة لجيش الاحتلال وشهدائها من عائلتي ملاعب والعريضي أثناء اجتياح عام 1982، يحسم كثيراً من الجدل في الجبل وفي منطقة عاليه تحديداً، فهي كانت «في طليعة المقاومة العربية والوطنية وفي الصمود بوجه مؤامرات التقسيم والانعزال»، كما قال جنبلاط، وتوجّه إلى أهلها «فتحتم الطريق للعروبة وإلى بيروت وصيدا ولاحقاً إلى المقاومة في الجنوب، فتاريخكم ناصع وأبيض بالتضحيات».
التأكيد مجدداً على رفض «حلف الأقليات الإسرائيلي» الذي يسلخ الدروز عن هويتهم العربية
وصورة أرسلان وجنبلاط تعطي رسالة أيضاً للنائب مارك ضو، الذي يعمل في منطقة عاليه على بثّ خطابه التحريضي ضد المقاومة، في ظلّ الاستياء الجنبلاطي من لقاءاته وأخبار زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.
لذلك تعمّد جنبلاط القول إن كل دروز لبنان يقفون إلى جانب فلسطين والمقاومة في هذه المرحلة، على عكس ما يحاول البعض تصويره بأنهم موجودون على الضفة المقابلة مع القوى اللبنانية الأخرى في محاولة «لعزل الشيعة»، مفرغاً بذلك كل مضامين الخطابات التقسيمية.
وجنبلاط الذي يُعتبر العصب الأساسي بالصفة التمثيلية لدروز المنطقة، يسعى من لبنان، ومن خلال هذه الصورة الموحّدة للدروز، إلى التأكيد مرة جديدة على رفض «حلف الأقليات الإسرائيلي» الذي يحوّل الدروز إلى أعداء للعالم العربي، ويسلخهم عن هويتهم العربية واستبدالها بهوية إسرائيلية، كما يسعى طريف الذي يقف بالكامل إلى جانب إسرائيل.
وقد كان هذا الموضوع مدار بحث بين جنبلاط ومسؤولين عرب، آخرهم الملك الأردني عبدالله الثاني الذي التقاه الشهر الماضي في عمان، وعبّر أمامه عن غضبه مما يقوم به طريف.
وليس بعيداً عن عمّان، يبدو خطاب جنبلاط هادئاً للغاية تجاه السويداء. فهو أيضاً أثنى على خطاب أرسلان الذي خصّ أبناء السويداء قائلاً: «لا تراهنوا يوماً على مشروع انفصالي أو انعزالي أو خارجي تظنون أنه يريد لكم خيراً»، ولأبناء فلسطين «لا تنخرطوا في جيش الاحتلال ولا تسمحوا له بالفتنة في ما بينكم ولا تواجهوا إخوتكم الفلسطينيين لأنكم شعب واحد»، إذ يقرأ جنبلاط كيف تتقدّم علاقات سوريا العربية وكيف يناشد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيس السوري بشار الأسد للقائه.
عقد سياسية وعسكرية تدفع الوسطاء إلى البحث عن «حلول إبداعية» | كواليس المفاوضات: من راهن (مسبقاً) على محاولة الاغتيال؟
ابراهيم الأمين
العدو يبدأ تسليح مجموعات فلسطينية مهمتها العلنية إدارة المساعدات وهدفها اقتتال أهلي داخل غزة
قد يُصدم كثيرون، عندما يعلمون، أن الوسطاء الثلاثة في ملف المفاوضات حول غزة، أي الولايات المتحدة ومصر وقطر، لم يُصدموا بالمجزرة التي ارتكبها جيش العدو السبت في مواصي خان يونس.
صحيح، أنه لا يمكن الحديث عن تقديرات أو توقعات أو معلومات، لكن هذه الأطراف، كانت وصلت إلى قناعة، بأن المفاوضات دخلت عنق الزجاجة من جديد، وهم يتصارحون، بأن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لا يريد تقديم تنازل جدي، وهم استنتجوا – بل ربما أكثر من ذلك – أن جيش الاحتلال، وعد رئيس حكومته بتحقيق «إنجاز نوعي» يسمح بإحداث اختراق في المفاوضات.
وعند هذه النقطة، يقوم تمايز جدي بين الأطراف الثلاثة، إذ إن الولايات المتحدة كانت تنتظر عملاً عسكرياً – أمنياً إسرائيلياً كبيراً (بحجم اغتيال محمد الضيف) ليس لأجل أن يعلن نتنياهو «النصر ويوقف إطلاق النار»، بل لأجل أن تضطر حركة حماس إلى تقديم تنازلات بشأن مطلبها الرئيسي بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال.
أما الجانب المصري، فهو وإن كان أقرب إلى الأميركيين في الموقف من حماس، إلا أن القاهرة كانت تتوقع أن يتم استخدام أي «إنجاز عسكري إسرائيلي» في غزة، لأجل فتح الباب أمام «فرصة لحل واقعي»، بينما كان القطريون، أقرب إلى «العقل البارد» الذي يفترض أن كسر التوازن العسكري القائم على الأرض، من شأنه دفع أحد الطرفين، أو الاثنين معاً، إلى مغادرة المربع الحالي للمواقف المانعة لعقد صفقة.
هذا من جانب الوسطاء، لكن من جانب المقاومة وإسرائيل، فإن الصورة والمنطلقات مختلفة تماماً.
بمعنى، أن المقاومة تعرف حقيقة ما يجري على الأرض. هي تعرف تفصيلياً حجم ونوع وقساوة المواجهة. وهي تعرف حجم التضحيات التي تُقدم على مستوى المقاومين أو المواطنين، لكنها تعرف أيضاً، أن العدو، ليس في موقع القادر على ادّعاء الانتصار، وأنه في وضع «الطرف المتوتر» الذي يظهر استعداداً لارتكاب المزيد من المجازر، لكنه ليس في موقع القادر على منع المقاومة من إيلامه.
وبالتالي، فإن المقاومة التي تتحسّب لعمليات كالتي جرت السبت، تعرف أن المعركة قائمة، وأنها برغم سعيها الجدي إلى عقد صفقة توقف الحرب، إلا أنها لا ترى، مطلقاً، ما يُفرض عليها.
أما بالنسبة إلى قيادة العدو، والمشترك الذي يجمع نتنياهو بقادته الأمنيين والعسكريين، فهو السعي إلى انتزاع أي إنجاز، من أجل القول بأن الحرب تحقق أهدافها، ومن أجل القول بأن الضغط العسكري يثمر نتائج في المفاوضات.
الوضع حتى صباح السبت
لكن، من المفيد مراجعة واقع المفاوضات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وكيف كانت الصورة عليه حتى صباح السبت الماضي، عندما دخل الجميع في مرحلة جديدة.
صحيح أن المفاوضات لم ولن تتوقف، لكنها ستكون أمام اختبار البقاء من دون خرق لفترة طويلة، أو الانهيار الكلي. أما توقع خروقات نوعية، فبات رهن ما يمكن للإدارة الأميركية أن تحصل عليه من حكومة إسرائيل، وهو ما لا يبدو أنه في متناول اليد.
استمعت «الأخبار» إلى آراء ثلاث جهات معنية بالمفاوضات الجارية حول غزة، وأمكن بناءً على تفاصيل كثيرة، تقديم العرض التالي، حول ما حصل، وحول ما يفكر به الوسطاء وما تفكر به المقاومة، وما هو متوقّع من قبل قيادة العدو.
يبدو أن الجميع بات يقر، بأن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تحقق هدفها في كسر ظهر المقاومة، بل هناك إجماع عند كل من له علاقة بالملف، أن حماس على وجه التحديد، لم تخسر المعركة العسكرية، بل إن كل الوقائع والمعطيات المجمّعة لدى حكومة وأجهزة استخبارات عالمية وإقليمية، تقول بأن الوضع العسكري لحماس جيد ومتماسك، وآيل إلى التكيف أكثر مع متطلبات المرحلة.
كما يجمع هؤلاء، على أن شعبية الحركة التي كانت قد تضررت كثيراً في السنوات السابقة، عادت لتظهر على شكل التفاف أكبر من الجمهور، خصوصاً بعدما دفع الغزيون الثمن الكبير حتى الآن، وحيث ينعكس الأمر، تصلباً أكبر لدى شريحة كبيرة من الجمهور التي لا تريد للحرب أن تنتهي بمشهد تريده إسرائيل. ويقر الجميع بأن قدرة حماس على إعادة تنظيم أوضاع تشكيلاتها المدنية عالية جداً، وأظهرت مرونة عالية في العمل، وإسرائيل هي أول من يقول، بأنه في حال وقف إطلاق النار، فإن قدرة حماس على إعادة الإمساك بمفاصل الإدارة المدنية، عالية جداً.
وبناءً على ذلك، تراهن إسرائيل بقوة على تعب الناس. وهي تعتقد أن الحرب قاسية، وأن الجمهور وإن أطلق خطاباً مرتفع السقف، لكنه جمهور يريد وقف الحرب.
ولذلك، فإن العدو، يلجأ صراحة، وجهاراً إلى ابتزاز سكان القطاع عبر ملف المساعدات، والقول لأبناء غزة، بأن الدعم الإنساني لن يعرف طريقاً إليهم في حال ظلوا يساعدون حماس.
وقد كثّفت أجهزة استخبارات العدو، بالتعاون مع فريق «منسق أنشطة الاحتلال» غسان عليان، من الجهود لإقناع شخصيات وعائلات غزية بالتعاون من باب المساعدات الإنسانية.
ويبدو أنه بات بالإمكان الحديث، عن حصول «أمور مريبة» في هذا الجانب، حيث عمدت قوات الاحتلال، في بعض مناطق شمال القطاع، إلى عقد اجتماعات (بالواسطة) مع عدد من الأفراد، وزودتهم حتى بالسلاح لمواجهة أي قمع يمكن أن يتعرضوا له من قبل حماس. ومع ذلك، فإن الأميركيين الذين تم إطلاعهم على هذه الخطوات، قالوا في اجتماعات القاهرة، إنهم لا يعتقدون بأن هذه المجموعات قادرة على القيام بانتفاضة جدية ضد حماس، بل إن ضباط المخابرات العامة في مصر، قالوا، بأن هذه المجموعات يمكن لها أن تختفي في دقائق لو قررت حماس التخلص منها.
ومن الخطأ المراهنة على هذا الخيار، وأن إسرائيل تخطئ في قراءة تصرفات حماس حيال هؤلاء، فهي تتجاهل أن الحركة، ليست في وارد الدخول في صدام مع أحد الآن.
وهي لن تعرقل إمكانية حصول الناس على أي مساعدات. لكنّ المصريين كانوا حاسمين بأن حماس لن تقبل بأن يفرض الاحتلال سلطة بديلة، أو أن يشرّع وجود مجموعات تعمل بإمرته أو حتى بالتنسيق معه.
وبحسب مصادر فلسطينية في رام الله، فإن ضباط الاحتلال، ينسقون علناً مع أجهزة الأمن الفلسطينية، من أجل «خلق دائرة اتصال واسعة مع عائلات غزية بعينها، ومع رجال أعمال وشركات محلية»، وأن الهدف، هو «تشكيل نواة لسلطة بديلة».
وهو أمر تعززه معطيات لدى الجهات المعنية، بأن العدو يمعن في إضعاف مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لأجل حصر ملف المساعدات بالجماعات التابعة له وبسلطة رام الله.
وكل هذه التطورات، تجعل الوسطاء في «خشية كبيرة، من أن تدبّ الفوضى العارمة في القطاع، وأن ينجح الاحتلال في افتعال صدامات أهلية داخل القطاع».
واشنطن سلّمت بفشل إسرائيل في كسر حماس عسكرياً لكنها تطالب بتعطيلها سياسياً وتسريح هيئاتها المدنية
وتشير الرواية المجمعة، إلى أن هذا العنصر يُعتبر أساسياً في هذه اللحظة، كون الوسطاء باتوا على قناعة بأنه ليس هناك من تغيير حقيقي في جوهر مواقف الطرفين: إسرائيل تريد حلاً يسمح لها بتفكيك حماس عسكرياً وسياسياً وحتى مدنياً.
وتريد أن تفرض صفقة يُطلق من خلالها سراح أسراها مقابل ثمن تقرره هي. وفي المقابل، تريد حماس وقفاً دائماً وواضحاً لإطلاق النار، مع انسحاب لكل قوات الاحتلال. وتصر حماس أيضاً على وضع ملف المساعدات كعنوان ثانٍ، أما تبادل الأسرى فهو في المرتبة الأخيرة. وكل الوسطاء يعرفون أن «حماس» لن تقبل بتبادل الأسرى ما لم تحصل على وقف دائم للحرب وإدخال المساعدات وبدء الإعمار.
«الإبداع» واليوم التالي
يجمع الوسطاء على وصف مواقف الطرفين بالـ«المتصلبة»، ومع وجود تباين في تقييم مواقف كل طرف، إلا أن الوسطاء، يظهرون رغبة في تحميل طرفي النزاع المسؤولية عن عدم حصول تقدم، علماً أن المصريين والقطريين، قالوا أكثر من مرة للجانب الأميركي، بأن حماس «أظهرت مرونة واضحة مقابل تصلب إضافي من جانب إسرائيل».
لكن الجميع، يتفق على خلاصة أولية، تقول بأن الصفقة قد لا تتم من دون إطلاق النقاش حول اليوم التالي. وقد وافق الجانب الأميركي الوسيطين المصري والقطري، على أنه يجب إقناع إسرائيل بالدخول في هذا البحث، مع خطوة إضافية قامت بها قطر، إذ أبلغت إلى الجانبين المصري والأميركي، بأنها «حصلت على تقييم مشترك من جانب حركة حماس وحزب الله أيضاً، بأن نتنياهو لا يريد إقرار الصفقة، لأنه لا يملك أي قدرة على التحكم باليوم التالي. وهذا ما يجعلنا أكثر خشية من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية، وأن هناك أرضية واقعية لاحتمال توسع الحرب صوب لبنان».
عملياً، يقول الرواة، إنه في ظل «عدم توفر مؤشرات إلى استعداد أي من الطرفين لتقديم تنازلات كبرى، فإن الأعين تتجه مرة جديدة نحو الميدان، لكن المفارقة هي أن الميدان نفسه، يواجه عقدة من نوع مختلف.
وهي عقدة التوازن العسكري القائم، حيث لم تنجح إسرائيل في كسر المقاومة. بينما لا تقدر المقاومة على كسر إرادة الحرب عند إسرائيل».
وعند هذه النقطة، يُنقل عن أحد الوسطاء البارزين قوله: «قد يكون الأفضل لنا جميعاً، أن نجمّد البحث لبعض الوقت، حتى لا تكون نتيجة الاستمرار بالتفاوض سلبية».
قطر ومصر تحاولان إقناع أميركا: لنفتح البحث حول «اليوم التالي» كضمانة لاستمرار وقف إطلاق النار
يلجأ العاملون في عالم الوساطات، إلى مصطلح «الحل الإبداعي»، في كل مرة تصل فيه المفاوضات إلى طريق مسدود.
وفي حالة غزة، يجد الوسطاء أنفسهم أمام تحدي «الحل الإبداعي». ويقول أحدهم: «كل ما نقوم به الآن، هو محاولة صياغة عبارات أو استخدام مصطلحات بطريقة تساعدنا على الاحتيال على الوقائع، بغية كسر الجمود القائم، وأن الحل الإبداعي يحتاج إلى مصطلحات وعبارات إبداعية أيضاً».
لكن الوسيط إياه يستدرك قائلاً: «ومع ذلك، فإن الوصول إلى اتفاق على قاعدة «المصطلحات الإبداعية» لا يكفي، لأن غياب التفاهم على اليوم التالي، يعرّض أي اتفاق لانتكاسة تدمره فوراً، وتوسع الهوة بين الطرفين، وتصعّب مهمة الوسطاء في أي محاولة جديدة.
ولذلك يجب فهم، أن تردد الوسطاء الذي يظهر في بعض الأحيان، سببه الخشية من الذهاب نحو «اتفاق بأي ثمن» ثم يكون الانهيار الذي لا يمكن لأحد بعده ضبطه».
ويوافق مصدر فلسطيني على أن سؤال «اليوم التالي» بات مطروحاً بقوة. لكنه يحذر من أن مناقشته وفق الأولويات الإسرائيلية تعني المراوحة، حتى في ملف المساعدات وإدارتها، ولو أظهرت استعدادها لتقديم تنازلات في هذا العنوان، إلا أنها تفعل ذلك، وهي تعرف أنه لا توجد جهوزية لوجستية عند أي جهة لإدارة عملية بهذا الحجم. وفي حال تعثر ملف المساعدات، من شأنه تعريض أي اتفاق لوقف إطلاق النار لخطر الانهيار السريع، لأن المساعدات ملف أساسي عند حماس».
وفي هذا الجانب، قد يكون الوسيط المصري هو الأكثر حماسة للبحث في ملف «اليوم التالي»، وبحسب مقاربة مصر، التي لا يرفضها بقية الوسطاء، فإن «أي اتفاق على وقف لإطلاق النار، يحتاج إلى تسوية سياسية حتى يتحول إلى مستوى وقف كامل للحرب». ويقول إن «الولايات المتحدة تركز على صورة حماس ودورها في اليوم التالي، وترى أنه عنوان أساسي في أي بحث جدي، برغم وجود الكثير من الأفكار حول كيفية العودة التدريجية للحياة في غزة.
لكن المهم، معرفة موقف حماس، من خطط تتعلق بتفعيل عمل الشرطة المحلية، وتشغيل خدمات الكهرباء والمياه وفتح الطرقات».
وفي هذه النقطة، تبدو الولايات المتحدة «غير مقتنعة بعد» في إقناع إسرائيل بالدخول في بحث «اليوم التالي». وهو ما جعل كلاً من قطر ومصر تطرحان السؤال بطريقة مختلفة: أي حكومة يمكن أن تقبل بها إسرائيل ولا ترفضها حماس؟
يبدو من كواليس المفاوضات، أن هذا العنوان بات «المخرج الوحيد لجسر الهوة بين الطرفين. ويقر الوسطاء، بأن مرونة وانفتاح حماس، يقابلهما تصلب إسرائيلي. وتفسير الوسطاء، أن نتنياهو لا يعرض صراحة تصوره لحكومة ما بعد الحرب، لكنه يريد جماعة تخضع لإسرائيل!».
تسوية الكليّة الحربية: القائد يتراجع أمام المـحاصصة
بـ«قدرة قادر»، حُلّ الخلاف المندلع منذ أشهر بين وزير الدّفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفيّة إصدار نتائج التلامذة الضبّاط الذين اجتازوا مباراة الدّخول إلى الكلية الحربيّة: رفض سليم توقيع النتائج بحجة أنّ آلية فتح المباراة لم تراع الأصول القانونيّة، وعرض أكثر من مرة مخرجاً للتغاضي عن الخلل الإداري بتجاوز صلاحيّاته، مقابل فتح دورة ثانية يتم استلحاقها بالأولى لزيادة العدد وتحسين المستوى العلمي للمتبارين، خصوصاً أنّ مجلس الوزراء كان قد وافق نهاية السنة الماضية على تطويع 173 تلميذاً ضابطاً.
في المقابل، أصرّ عون على الاكتفاء بـ 118 ناجحاً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، لعدم خفض معدّل النجاح أكثر.كلّ الوساطات التي حاولت تقريب وجهات النظر بين قيادة الجيش ووزارة الدّفاع باءت بالفشل، بعدما تشبّث عون برفضه السيْر بمخرج سليم عبر فتح دورة ثانية، وهي التسوية التي تبنّتها لجنة الدفاع النيابية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عرض الأمر على مجلس الوزراء وكلّف وزير الثقافة محمد بسام مرتضى بالتوسط بين الطرفين لإيجاد صيغة حل. وفيما زار مرتضى قيادة الجيش، تولّى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري التواصل مع رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل وبحث معه فتح دورة ثانية، على أن يُزاد زيادة عدد التلامذة الضبّاط من 173 إلى 200، أي بزيادة 82 مرشحاً عمّن نجحوا في الدورة الأولى (118).
هل سلّف عون بري موافقته على الحل طمعاً بالتمديد الثاني؟
فعلياً، كان هذا ما طرحه وزير الدّفاع، وبقي الأمر متعلّقاً بقائد الجيش الذي سُرعان ما أبدى موافقته، وهو ما فاجأ المعنيين، خصوصاً أنّه كان قد رفض سابقاً كلّ الحلول الآيلة إلى فتح دورة ثانية، وكرّر أمام لجنة الدفاع النيابية وفي جلسة الحكومة نهاية الأسبوع الماضي أن الحلّ الوحيد هو بتوقيع سليم على نتائج الكليّة الحربيّة، بحجة «الظلم الذي سيلحق بالناجحين الذين انتظروا عاماً لتوقيع النتائج وسيتأخرون أكثر في حال تمّ فتح دورة ثانية».
لكن كلّ اللاءات التي تمسّك بها عون على مدى الأشهر الماضية سقطت مع دخول بري على الخط، إذ سُرعان ما أبلغ مرتضى موافقته على السيْر بالحل.
وهنا، تنقل المصادر أنّ «القائد» فعلها إمّا لأنّه نال ضمانة من بري بأن يشمله التمديد لقادة الأجهزة الأمنية والعسكريّة ومعهم موظفو القطاع العام نهاية العام الجاري، أو على الأقل طمعاً بذلك بعدما قرّر أن «يُسلّف» رئيس المجلس موقفاً قبل أشهر من إحالته على التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل.
استياء «جنبلاطي»
إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن موقف عون ينطوي أيضاً على تراجع عن موقفه بإجراء مباراة خالية من المحاصصة، وبالتالي فإن موافقته على فتح دورة ثانية وزيادة عدد المرشحين يتضمن إعطاء كل من الأطراف المشاركة في التسوية حصته من الضباط.
وهو ما أثار حفيظة «كتلة اللقاء الديمقراطي» التي دعمت عون في جلسة لجنة الدفاع النيابيّة، قبل أن تُفاجأ بأن تسوية بري – باسيل – عون لم تشمل مطلب الاشتراكي توقيع وزير الدفاع مرسوم ترقية العميد حسّان عودة إلى رتبة لواء وتثبيته في موقع رئيس الأركان!
يُذكر أنّ جهود مُرتضى أفضت إلى رفع عون كتاباً إلى وزير الدّفاع طلب فيه تطويع 82 تلميذاً ضابطاً جديداً عبر اختيارهم بمباراة ليتم إلحاقهم بمن فازوا بالمباراة.
وعلمت «الأخبار» أنّ سليم وافق على الكتاب وأحاله إلى الأمانة العامّة لمجلس الوزراء بانتظار إدراجه على جلسة الحكومة التي تُعقد هذا الأسبوع.
وأصرّ وزير الدّفاع على أن يكون الحل بتوقيعه على الدورتين معاً ليلتحق التلامذة الضباط بالكلية في الوقت نفسه، أي إنه سيوقّع على قرارٍ واحدٍ يشمل الدورتين.
<
p style=”text-align: justify”>
اللواء:
الاحتلال على خط الدم.. وهاليفي يُهدِّد بتوسيع الحرب مع لبنان
حزب الله يُدخل صواريخ ومسيَّرات جديدة إلى الميدان.. وقلق من الاضطرابات الأمنية المتنقلة
لا شيء يتقدم على مشهد الدم، من بنسلفانيا الأميركية، الذي سال من الاذن اليمنى للرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، إلى ساحة أو ساحات الإجرام الاسرائيلي في قطاع غزة، حيث يسيل الدم الفلسطيني من أشلاء جثث الشهداء وجروح الجرحى وأنات الثكالى والأطفال وكبار السن والشبان اليافعين، وصولاً الى القرى الجنوبية الحدودية، حيث تمعن طائرات الاحتلال الاسرائيلي ومسيَّراته ومدافعه في استهداف المدنيين الآمنين، في منازلهم وقراهم، وعلى طرقاتهم..
وعليه، بقي الإشغال يتعلق بالميدان اكثر من سواه، في حين تراجعت في الداخل الحركة النيابية الساعية الى ترتيبات تسمح بجلسة أو جلسات انتخاب لرئيس جديد للجمهورية، في وقت تتركز فيه الاتصالات والمساعي الدبلوماسية للتجديد لليونيفيل في نهاية الشهر الحالي لولاية جديدة.
لامي الى بيروت قريباً
وإزاء هذا الوضع المثير للمخاوف، تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي من وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي انه سيزور بيروت في وقت قريب، للسعي لإيجاد تسوية سلمية عبر التفاوض لتصاعد التوترات على حدود لبنان الجنوبية، ومتخوفاً من احتمالات سوء التقدير، وتوسيع الصراع، الذي ليس هو لمصلحة أحد..
تجديد الإلتزام الفرنسي
ومن قصر الصنوبر، وفي الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز، اعلن السفير الفرنسي هارفيه ماغرو.. ان انتخاب رئيس للجمهورية امر ملحّ، الى جانب حكومة مكتملة الصلاحيات، مجددا التزام فرنسا بالمضي قدماً في مساعدة اللبنانيين، الذين عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم، كاشفا عن استمرار الجهود الدبلوماسية لتجنيب لبنان السيناريو الأسوأ في النزاع الذي سيصيب جنوب لبنان.
ولم يرَ ماغرو، على غرار سلفه السفيرة آن غريو التي غادرت لبنان، ان «السيارات الفارهة، والحالات المكتظة في المطاعم ومتاجر بيع السلع الفاخرة، لا تدفعنا الى الاعتقاد ان الاقتصاد قد تحسن، وهو امر مستغرب، مشددا على الاصلاحات، وان فرنسا تقدم الدعم لبعض القطاعات».
تحرك المعارضة
وعلمت «اللواء» من مصادر نيابية ان نواب المعارضة سيواصلون لقاءاتهم مع الكتل النيابية، وهم يرغبون بلقاء مع كل من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، بعد انهاء مراسم عاشوراء بعد الاربعاء في 17 الجاري.
واعتبرت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن هذا الاسبوع من شأنه أن يساهم في تحديد التوجه بالنسبة إلى طرح المعارضة الرئاسي، ولاحظت أن ما يُنقل عن موقف قوى الممانعة بشأن الاصرار على الحوار ليس جديدا وانه متى يتم اللقاء بين وفد المعارضة والثنائي الشيعي تتضح المعطيات أكثر فأكثر، مع العلم ات هناك من يقول أن ما من داعٍ لتضييع الوقت، وأن ليس هناك من فرصة ضئيلة لتقريب المسافات، ما يعيد ملف الرئاسة مجددا إلى المربع الأول واضطرار الكتل إلى وضع خطة جديدة أو مراجعة المساعي القديمة أو الانتظار مرة أخرى.
الراعي للإسراع بانتخاب رئيس
ورأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان على السياسيين ان يسارعوا الى انتخاب رئيس للجمهورية، حفاظا على حسن سير المجلس النيابي، لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعية، ومجلس الوزراء كي يستعيد صلاحياته الدستورية كاملة، لتحمل المسؤولية تجاه شعبنا الفقير والمحروم..
الأمن المضطرب
أمنياً، وفي الوقت الذي اعلن فيه الجيش اللبناني عن توقيف 67 شخصاً في مختلف المناطق اللبنانية، بدا حبل الامن مضطربا في غير منطقة، فبعد حادث اطلاق النار الذي ادى الى مقتل مسؤول في حزب الله، اتى لمعالجة ذيول الاشكال في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، اعلن عن وفاة شاب، بعد اصابته في رأسه خلال الاشكال المسلح الذي وقع امام حزب الطاشناق في برج حمود.
استعداد وظيفي للتحرك
ودعا تجمع موظفي الادارة العامة الموظفين الى الجهوزية لأية خطوات مقبلة، اذا اخلت الحكومة بوعودها او بمبدأ المساواة.
وكان التجمع استنكر، التعرض لكرامة بعض الموظفين، معتبرا ان كرامة الموظف مقدسة، ولا يجوز المساس بها، وفي وقت نفى فيه وزير الاتصالات جوني قرم ان يكون احد مستشاريه اعتدى على موظفين في الوزارة.
تهديد هاليفي
على صعيد موقف العدو، جدّد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي مساء امس ان جيشه مستعد للمرحلة المقبلة في لبنان. وقال في مؤتمر صحفي: في المنطقة الشمالية يتواصل القتال بشدة، حيث تحقق انجازات ضد حزب الله، من دون ان نغفل عن معاناة سكان المنطقة الشمالية في الاشهر الاخيرة.
الوضع الميداني
ميدانياً، ادخلت المقاومة الاسلامية صاروخاً جديدا على ارض المعركة، اطلق عليه «جهاد»، وهو صاروخ ارض- ارض له قدرة تدميرية كبيرة.
كما استخدمت المقاومة مسيَّرات من نوع (شاهد 101) لأول مرة، وهي تسير بدءاً من لبنان بمعدل 30 كلم داخل العمق الاسرائيلي.
وعند السابعة و5 دقائق، استهدف حزب الله موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية، واصابوه اصابة مباشرة، كما استهدفت المقاومة الاسلامية انتشاراً لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بصاروخ بركان.
وليلاً، اغار الطيران المعادي على بلدتي حولا وميس الجبل، وطريق مركبا، كما أغارت مسيرة على عيتا الشعب.
<
p style=”text-align: justify”>
البناء:
مفاوضات غزة تترنّح على إيقاع المجازر وجبهة لبنان تتفوّق… وترامب هو الخبر
حزب الله وأمل والاتحاد والبعث ومطران القدس في يوم سعاده تحية لفكره وحزبه
حردان: الطائف هو الحوار لا الحرب الأهلية وقوتنا بالشعب والجيش والمقاومة
لتعاون لبنانيّ سوريّ مشرقيّ ونصرة غزة… نعم لقانون النسبيّة والدوائر الكبرى
كتب المحرّر السياسيّ
في العالم خبر أول هو تعرُّض الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لإطلاق النار خلال حفل للناخبين في ولاية بنسلفانيا، وفيما توزعت التحليلات بين اعتبار الحادث مسرحية مدبرة من فريق ترامب لكسب عطف الناخبين، واعتبار مؤيدي ترامب الحادث محاولة اغتيال يتهمون المخابرات الأميركية بتدبيرها بتوجيه من الرئيس جو بايدن، بعد فشل محاولات التخلص من ترشيح ترامب عبر المسار القضائي، كان الشيء الوحيد المؤكد هو أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تتحوّل تدريجياً الى ما سبق وحذر منه عدد من المحللين والمتابعين، فتصبح منعطفاً نحو انقسام عمودي يقسم المجتمع الاميركي الى كتلتين متقابلتين لا تقبلان الاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع ما لم تتطابق مع رغبات المصوتين في كل طرف، وهو ما ينذر بالاقتراب من خطر الحرب الأهلية، في الطريق إلى الانتخابات أو بنتيجة رفض الاعتراف بنتائجها.
في المنطقة تترنّح المفاوضات حول اتفاق غزة في ظل استمرار المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين النازحين في قطاع غزة، حيث أكدت مصادر المقاومة أنها لم تقرّر بعد الانسحاب من المسار التفاوضي، لكن هذا الاحتمال يبقى وارداً ما لم ينجح الوسطاء بالإيفاء بتعهداتهم بوضع حد لهذا التصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين، لأن الاستمرار يعني أن قرار الاحتلال هو الاحتكام إلى القوة. وفي هذه الحالة لا تمانع المقاومة بوقف التفاوض والذهاب إلى الميدان لقول الكلمة الفصل، بينما سجلت جبهة المقاومة عبر حدود لبنان الجنوبية المزيد من الإنجازات بقصف أسراب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية المزيد من تجمعات قوات الاحتلال والمقار القيادية ومرابض المدفعية، رغم محاولات جيش الاحتلال التخفيف من أهمية نجاحات المقاومة بالتكتم على خسائره.
في لبنان، أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده وسط حشود شعبية وحزبية، أمّت دار سعاده الثقافية الاجتماعية في ضهور الشوير وسط تشكيلات رمزية من وحدات الحزب النظامية وكشافته وأعلام الزوبعة، وتحدث كل من النائب إبراهيم الموسوي ممثلا حزب الله والنائب محمد خواجة ممثلاً حركة أمل والأمين العام لحزب الاتحاد النائب حسن مراد والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي، وتمّ بث تسجيل لمطران القدس عطالله حنا.
وأجمعت الكلمات على مكانة سعاده وحزبه في مشروع مقاومة كيان الاحتلال، بينما تناول رئيس الحزب أسعد حردان في كلمته الشؤون الإقليمية واللبنانية، مؤكداً الوقوف مع المقاومة في فلسطين وشعبها، ومع سورية وجيشها وقيادتها، داعياً للتعاون اللبناني السوري والمشرقي.
واعتبر حردان أن الحوار هو فلسفة لبنان وأن اتفاق الطائف ثمرة من ثمرات هذا الحوار، وأن نقيض الحوار هو الحرب الأهلية، مؤكداً تمسك الحزب بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة ودعوته لقانون انتخاب جديد يقوم على التمثيل النسبي واعتماد لبنان دائرة واحدة او كحد أدنى الدوائر الكبرى.
ولفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال إحياء الحزب الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد مؤسسه أنطون سعاده إلى «أننا في خضم مواجهة مصيرية، يراكم فيها العدو جرائمه الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وهي جرائم موصوفة هزّت ضمائر شعوب العالم»، مشيراً إلى أن «البعض في لبنان يضيع البوصلة، ويستنكف القراءة في كتاب الكرامة الوطنية، ويحفظ فقط أرقام قرارات دولية مشبوهة لا تصبّ في مصلحة لبنان بل تعرُّض وحدته وسلمه الأهلي للخطر.
وهذا البعض يقدم عن قصد أو عن غير قصد خدمة للعدو حين يصوب على المقاومة وسلاحها، بوصفها واحدة من أهم مكامن قوة لبنان».
وأكد “أهمية دور الجيش اللبناني ومهامه الوطنية في تحصين استقرار لبنان والدفاع عنه”، كما أكد “ضرورة تأمين كل احتياجات مؤسسة الجيش، ولا سيما حاجتها للأسلحة المناسبة لردع العدوانية الصهيونية”، موجهاً “التحية إلى الجيش اللبناني، قيادة وأفراداً، لأنه يشكل ضمانة وحدة لبنان”.
ورأى أن “الذين يتوهّمون الإتيان برئيس للجمهورية بسيف العقوبات الدولية، أو تحت ضغط الترغيب برشاوى الدعم المالي، عليهم أن يعيدوا النظر في خطابهم ومواقفهم، فانتخاب الرئيس يخضع لاعتبارات ومصالح لبنانية صرفة ولمواصفات وطنية أساسها صون الدستور، أي صون وحدة لبنان وسلمه الأهلي وعناصر قوته المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وأشار إلى “أن أداة تعطيل انتخاب الرئيس، هي هذه التركيبة للمجلس النيابي الحالي التي انبثقت عن قانون انتخابي خالف الدستور ووضع البلد مجدداً في مربع الاصطفافات الطائفية والمذهبية المولدة للأزمات”.
وشدد على “أن لبنان قائم على فكرة الحوار”، معتبراً أن “رفض الحوار، هو تأييد لاستمرار الفراغ ودفع باتجاه تحلل الدولة بكل مؤسساتها، وتهيئة لحرب داخليّة يتحمل رافضو الحوار وزرها”.
واعتبر أن “ألف باء تحصين لبنان، قانون انتخابي يقوم على النسبية المكتملة وخارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وما عدا ذلك، إمعان في الفراغ وإيغال في الهدم”، مؤكداً أن “الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي يوحّد ولا يقسّم، يرسّخ الديمقراطية والمواطنة لا الطائفية والمذهبية”.
أضاف: “أما الأزمات التي تنشأ وتتربع على عرش التفاقم، ولا يستطيع أحد إنزالها.
بدءاً بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية كل ذلك، لأن النظام الطائفي في هذا البلد، يريد فرض الخصخصة وتقاسم منافعها محاصصة بين الطوائف والمذاهب. وهذه عقليّة لا تبني بلداً ولا مواطنة، بل تقيم فدراليات وتحوّل المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب”.
ورأى “أن اللامركزية التي تطرح بدون مقدّمات وبلا سقوف، هي تقسيم مقنّع، نرفضه ونواجهه، لأننا حريصون على وحدة لبنان واللبنانيين، وأمناء على التضحيات التي قدّمت في سبيل إسقاط مشروع تقسيم لبنان”، مشدداً على أن “الدستور يجب أن يطبق كاملاً، واللامركزية يجب أن تطبق في هذا السياق ووفق مبتغاها الإنمائي، لكن ليس قبل تطبيق كل المندرجات الإصلاحية التي نص عليها الطائف، وفي طليعتها قانون انتخابي يحقق صحة التمثيل ويرسخ عماد الوحدة”.
ونبّه من أنه “إذا تركت الأمور لكي يأخذ كل فريق ما يناسبه ولا يناسب البلد، معنى ذلك أن لبنان في خطر، والمسؤولية هنا تقع على مَن يريد أخذ لبنان نحو الخطر ويهدد سلمه الأهلي ووحدته الوطنية”.
وختم: “إصرارنا على تطبيق الدستور، إصرار على التمسك بعناصر قوتنا، ورفض لمقولات الحياد والضعف. فالقوة أداة تحرير وانتصار وتقدم وازدهار، أما الضعف والحياد أداة ذل وخنوع”.
وأكد سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، أنه “من الواجب والضروري انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وهذا ما تسعى إليه فرنسا في مساعدة لبنان عبر موفدها الرئاسي جان إيف لودريان”، معتبراً أن “الوضع الاقتصادي في لبنان هش ومخادع بالرغم من مظاهر البذخ”، مشدداً على أن “طريق الإصلاح واضح”. وتوجه إلى الشباب بالقول: “مستقبلكم كما مستقبل لبنان بين أيديكم، وفرنسا قدّمت 200 مليون يورو لمساعدة لبنان في الصعد كافة”.
إلى ذلك، أكدت مصاد سياسية مطلعة لـ”البناء” ان الملف الرئاسي جمد أميركياً، فواشنطن جمدت اهتمامها بالملفات الخارجية واتجهت نحو شؤونها وقضاياها الداخلية المتصلة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرة أن عمل الخماسية سيجمّد، مع اشارة المصادر الى ان القوى الداخلية التي تتأثر بمجريات الاحداث في المنطقة وتترقب الانتخابات الرئاسية الاميركية واليوم التالي لحرب غزة تعي جيداً أن الملف الرئاسي مؤجل وان كل ما يجري في سياق المبادرات المحلية ليس الا مبادرات اللزوم ما لا يلزم ولتقطيع الوقت.
في المقابل، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن اللجنة الخماسية مستمرة بعملها، مشيرًا الى أن “حراك المعارضة مهم ويمكن البناء عليه في المستقبل”.
وشدّد موسى على أن “الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوفر الأرضية اللازمة لإحداث خرق فيه”. كما رأى أنه اذا تم التوصل الى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي، آملاً استمرار المفاوضات وعدم تعثرها. وقال: “الحل يأتي أولاً من الداخل ومن ثم من الخارج واللجنة الخماسية ترى أن التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الى حل في الملف الرئاسي”.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرّع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّن لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة”.
ودوّت صافرات الإنذار أمس، في عدّة مواقع في الجليل الغربيّ، بينها قرية عرب العرامشة، ذلك إثر إطلاق صلية صواريخ من جنوب لبنان. وأعلن حزب الله استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع “حدب يارين” بالأسلحة الصاروخيّة.
وفيما شهدت قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعيّ الإسرائيليّ. شن حزب الله هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في ايليت، مُستهدفةً أماكن استقرار ضباطها وجنودها وحقق فيها إصابات مؤكدة.
وأعلن حزب الله أنه تمّ استهداف انتشار لجنود الاحتلال بمحيط موقع رويسات العلم بصاروخ بركان، وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة”. كما استهدف موقعاً إسرائيليّاً حدوديّاً بصاروخ مضاد للمدرعات.
وشنّ الاحتلال هجمات على مواقع في جنوب لبنان، واستهدف بغاراتٍ جويّة بلدات بني حيان وحولا وميس الجبل، جنوبي لبنان، فيما أغارت مسيّرة للاحتلال على بلدة عيتا الشعب. وقال جيش العدو الإسرائيليّ، إنّه استهدف بنى تحتية ومبنى عسكريًّا لحزب الله
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-07-15 04:29:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي