الصحافة اليوم: 2-8-2024
<
p style=”text-align: justify”>
<
p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 2-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
<
p style=”text-align: justify”>
الاخبار:
<
p style=”text-align: justify”>
وقائع مناورة إسرائيلية جديدة: مستعدّون للتفاوض حول غزة الآن | رسالة حزب الله: ثأرنا خارج حسابات جبهة الإسناد
ابراهيم الأمين
ثمة بعد نفسي لا يمكن تجاهله لدى مقاربة سلوكيات العدو وقادته. ليس صحيحاً أن في إسرائيل من احتجّ على العدوان ضد اليمن ولبنان وإيران. وحتى من يعارضون حكومة بنيامين نتنياهو، لا يتحدثون عن وقف العدوان، وجلّ ما يطالبون به هو السير في صفقة لإعادة أسرى العدو لدى المقاومة في غزة، على أن يلي ذلك تغيير للسلطة في الكيان، حتى إذا ما تسلموا الحكم عادوا إلى الحرب. وكل من في الكيان، سواء في مقاعد الحكم أو المعارضة، لا ينطقون بكلام يُفهم منه أن إسرائيل قررت مغادرة مربع القتلة، أو أنها مستعدة لتسوية فعلية مع الفلسطينيين.يعرف نتنياهو هذه الحقيقة. كما يعرف طبيعة معارضيه، وهو أكثرهم خبرة بالموقف الغربي، ولا سيما الأميركي، من إسرائيل. لذلك، لا يلقي بالاً لكل الانتقادات، ولن يسير في طريق لا يخطّه بنفسه.
وهو عندما أمر بعمليتي الاغتيال في بيروت وطهران، تصرّف وكأنه يفعل ذلك في غزة نفسها، وحتى قصف اليمن لا يختلف بالنسبة إليه عن قصف الشجاعية أو بيت حانون.
في لحظة واحدة، تباهى العدو بإنجازات أمنية – استخباراتية كبيرة، من إرسال مقاتلاته في رحلة طويلة لقصف منشآت مدنية في اليمن، إلى تنفيذ عملية اغتيال دقيقة في طهران للقائد الشهيد إسماعيل هنية. وبينهما، أغار طيرانه على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لاغتيال القائد العسكري لجبهة الإسناد اللبنانية الشهيد فؤاد شكر. وفوق ذلك، وجد أنها اللحظة المناسبة لأن يعلن جيشه أنه تثبّت، الآن، من نجاح عملية اغتيال رئيس أركان كتائب القسام المجاهد محمد الضيف.
والمسرح لا يتعطل بالنسبة إلى نتنياهو. لذلك عمد أمس إلى مجموعة خطوات ذات بعدين سياسي وعسكري. وبحسب ما علمت «الأخبار» فإن الفصل الجديد من المسرحية شمل الآتي:
أولاً: فجأة، رنّت الهواتف في عواصم الدول المعنية بالمفاوضات حول غزة لإبلاغها بأن إسرائيل، اليوم، أكثر جهوزية للدخول في صفقة حول غزة، قائلاً للوسطاء: آتوني بالطرف الآخر لأحاوره حول الصفقة!
ثانياً: طلب من حلفائه الغربيين، الأميركيين والبريطانيين وغيرهم، إبلاغ لبنان بأنه مستعد فوراً للدخول في مفاوضات من أجل تسوية النقاط الحدودية العالقة، شرط أن يتم الأمر في سياق اتفاق سياسي – أمني لوضع ترتيبات جديدة في جنوب لبنان.
ثالثاً: طلب من المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني تحديث طلباتها بشأن إدخال مساعدات إلى قطاع غزة. لكنه كرّر «سؤاله الكيدي» عن هوية الجهة الفلسطينية التي ستتولى تسلّم المساعدات وتوزيعها على الناس.
وبحسب المتابعين، فإن العدو يقترح، في الشق الفلسطيني، أن يصار إلى تعديل جميع الأوراق السابقة، وإطلاق «نقاش مكثف» حول اتفاق يقوم على توافق مسبق على إدارة جديدة لقطاع غزة، تكون هي المسؤولة عن التزام حماس بعدم العودة إلى حمل السلاح، بعد أن تضمن إطلاق الأسرى مقابل عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين، لكن وفق قوائم يختار الاحتلال معظم الأسماء فيها. إضافة إلى كونه يعتقد بأن حماس ليست في وضع يسمح لها بفرض الشروط، فيما هو قادر على المطالبة بإطالة المرحلة الانتقالية، بما يسمح لقواته بالتحرك في القطاع عندما تجد حاجة إلى ذلك.
وفي ملف لبنان، سلّم العدو بأن حزب الله سيكون له رده على اغتيال القائد شكر، لكنه يريد من الوسطاء «تنبيه» حزب الله إلى أن الرد لا يجب أن يكون من النوع الذي يفرض عليه الرد من جديد.
أي إنه يطلب، بالضبط، عكس ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس في خطاب تشييع القائد شكر. وقد بادر وسطاء ممن يقفون دوماً إلى جانب العدو إلى الحديث مع المسؤولين في لبنان، عن «إمكانية قيام حزب الله برد عاقل» يسمح بالانتقال فوراً إلى مفاوضات لعقد صفقة تقود إلى وقف لإطلاق النار على جبهة لبنان.
وإذا كان العدو لا يملك ملفاً يحمله وسطاء إلى إيران، ويرى في نفسه طرفاً قادراً على «معالجة ملف الحوثيين في وقت لاحق»، فإن تركيز العدو على جبهتي لبنان وغزة، ينطلق من أنه يرى في استمرار جبهة لبنان عنصراً بات يتجاوز الإسناد لغزة. وينقل أحد المتابعين عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حزب الله في لبنان، «يسعى من خلال استمرار القتال، إلى تشجيع قيادة حماس في غزة على مواصلة القتال، وليس العكس».
ماذا في المقابل؟
صحيح أن السيد نصرالله كان واضحاً وحاسماً في خطابه أمس، لكن ما لم يقله قائد المقاومة في بيانه، وصل على شكل رسائل مباشرة إلى كل من يهمّه الأمر. ولمزيد من الشرح، يقول معنيون إنه أراد تثبيت نقاط النزاع الجديدة مع العدو، وفق منطق يقول بالآتي:
أولاً: إن حزب الله الذي يعرف إيران جيداً، يدرك بأنها سترد بقسوة على جريمة اغتيال القائد هنية في طهران. لا بل إن نصرالله قال ما هو أكثر من ذلك، عندما قدّم توصيفاً لحجم الأذى الذي تسببت به عملية الاغتيال للحكومة الإيرانية، لينطلق من فهمه للأمر عند تقديره لطبيعة الرد الإيراني المحتوم. وهو في هذا الباب لم يكن محللاً أو مراقباً، لكنه كان يتحدث واثقاً عن فعل له من يقرره ومن ينفّذه.
ثانياً: جدّد السيد نصرالله التمسك بجبهة الإسناد اللبنانية، وأشار إلى أن العمل قد يحتمل تعديلات في الآليات المتّبعة. لكنه كان واضحاً في أن المقاومة تفصل، بصورة قاطعة، بين حسابها المفتوح مع إسرائيل رداً على اغتيال القائد شكر وآخرين من قادة المقاومة، وجبهة الإسناد التي يبقى مصيرها رهن استمرار العدوان على غزة.
أدار نتنياهو محرّكاته باتجاه قطر ومصر بينما تستعد قواته لأيام قتالية مع لبنان
ثالثاً: قدّم السيد نصرالله التزاماً قاطعاً بأن الرد على الاغتيال، سيكون متناسباً مع الحدث نفسه، مقدّماً مواصفات وعناوين، وهي تسمح لأي مراقب بتوقع رد يثير غضب العدو أكثر مما يريحه. وهو أمر يقود إلى احتمال كبير لاندلاع مواجهة، قد يُطلق عليها «أيام قتالية» أو ما هو أكثر، علماً أن لدى المقاومة، مؤشرات ميدانية إلى ان العدو يستعد لهذا الاحتمال بقوة.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن مواقف نصرالله أمس اتخذت بعداً جديداً، يجعل ملف لبنان مع العدو منفصلاً في قسم كبير منه عن ملف غزة مع العدو. بمعنى أن أي فرصة لإعلان اتفاق على وقف النار في غزة الآن أو غداً أو في أي وقت قريب، سينسحب ذلك على جبهة الإسناد. لكن أي اتفاق حول غزة لن يكون كابحاً أو مانعاً لتنفيذ حزب الله رده على اغتيال شكر، ولو تسبّب ذلك بحرب منفصلة بين لبنان والعدو.
وما جرى تداوله خلال الساعات القليلة الماضية ركّز على أن حزب الله، لم يعد يجد نفعاً في كل الاتصالات السياسية الجارية الآن، وهو غير مستعدّ على الإطلاق للدخول في أي حوار أو تفاوض حول الحدود البرية أو غيرها من الترتيبات على الأرض، قبل حصول أمرين متلازمين، الأول يتعلق بتوقف العدوان على غزة، والثاني تحقق الثأر وتدفيع العدو ثمن جرائمه، عبر عقاب مباشر، يردعه عن تكرار ما قام به.
وحتى حصول ذلك، من غير المجدي أن يعاود الوسطاء، من داخل لبنان أو خارجه، السعي لإقناع حزب الله بأي خطوة سياسية أو ميدانية مختلفة. وهو ما يعطي المعنى الدقيق لرسالة حزب الله إلى جميع الموفدين: لا كلام خارج الميدان!
وفي ما خصّ الميدان، صار واضحاً لقيادة المقاومة في لبنان أن الرد على الاغتيال، وعلى ما سبقه أو يليه من عمليات مشابهة، لا يمكن أن يكون عادياً على الإطلاق، وتحسب المقاومة حساباتها على هذا الأساس، بما في ذلك، محاولة العدو رفع سقف المواجهة نحو حرب شاملة. وعندها، فإن التماثل سيكون حاضراً، لأن ما لم يدركه العدو أولاً، والوسطاء ثانياً، والمراقبون ثالثاً، أن المقاومة في لبنان لا تريد منح العدو أي صورة انتصار مهما كانت النتيجة.
<
p style=”text-align: justify”>
الضاحية تودّع صانع أفراحها وانتصاراتـها
أمس، مضى القائد الجهادي الكبير فؤاد علي شكر، أو «السيد محسن» كما يحب أن يُنادى، إلى مثواه الأخير. «طالب العمليات الاستشهادية، ورفيق الاستشهاديين المرافق لهم في كلّ مراحل الإعداد لعملياتهم»، بحسب توصيف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، و«حامل دمه على كفه، وكفنه على كتفه»، وصل إلى النتيجة التي يريدها. في بداية عملية «طوفان الأقصى» استأذن الأمين العام للذهاب إلى الجنوب قائلاً: «معقول يا سيد سأبقى هنا، وأدير من هنا… أأموت على فراش بجلطة مثلاً». لم يؤذن له، فمات «هنا» فعلاً، ولكن قتلاً على أيدي العدو نفسه الذي أراد قتاله «هناك».
هكذا، اختتم الآتي من الدورة الأولى والجيل الأول مسيرة عمرها من عمر الطلقات الأولى في مثلّث خلدة: 42 عاماً.على عكس عادته بالحضور إلى مجمع سيد الشهداء في المناسبات والتشييعات، مندسّاً بين الجموع ومتخفّفاً من الحراسة والمرافقة الأمنية، دخل الشهيد «السيد محسن» المجمع أمس محمولاً على الأكتاف، محاطاً بعسكره للمرّة الأخيرة على وقع نداءات «هيهات منّا الذلة» و«الموت لإسرائيل». من خلف نظارته، بدت عيناه، في صورته الكبيرة المثبتة تحت المنصة، تراقب من جاؤوا لوداعه الأخير، وقد «أراد لجنازته أن لا تكلف الناس جهداً أو الحزب مالاً، وهو الزاهد في الدنيا والمتخفّف من أحمالها»، يقول أحد رفاق درب الشهيد، مشيراً إلى أن «السيد محسن أراد أن تكون شهادته على هذا الشكل. أراد أنّ تظلّله راية حزب الله الذي أمضى فيه كلّ سني حياته»، مشيراً إلى أنه «أحبّ المجمع حيث يُسجى للمرة الأخيرة، وكان يهتم بكل التفاصيل فيه عند حضوره في معظم المناسبات بين الناس، ومشاركته في المسيرات العاشورائية حافي القدمين».
على طول الطريق من المجمع إلى روضة الشهيدين كانت أعداد المشيّعين تكبر
الضاحية، التي شهدت انطلاق الشهيد ونهايته، اتّشحت أمس بالسواد استعداداً لوداع السيد الذي تعرفه شوارعها جيداً. أُقفلت المحال باكراً، وأُخليت السيارات من خط مسيرة التشييع على طول طريق السيد هادي نصرالله التي ما ملّت من نعوش الشهداء. وعلى باب لا يزيد عرضه على أمتار قليلة احتشد المئات لتقديم واجب العزاء بالشهيد القائد صانع أفراح الضاحية وانتصاراتها. وإلى جانب أهالي الضاحية، حشدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أيضاً أبناءها، فحضروا مع راياتهم للتعزية بمن أفنى حياته على طريق القدس، ومعهم هتاف «ستزول إسرائيل من الوجود».
بعد انتهاء كلمة الأمين العام لحزب الله، وإقامة صلاة الميت، سار نعش «السيد محسن» محمولاً على أكتاف أهل الضاحية الذين أبوا إلا أن يأخذوا النعش من المنظّمين، وعلى طول الطريق من مجمع سيد الشهداء إلى روضة الشهيدين في الغبيري، كانت أعداد المشيّعين تكبر بانضمام المنتظرين على أطراف الطرقات، فضلاً عمن انتظروا قرب روضة الشهيدين، حيث ووري في ثرى «روضة الحوراء»، أو ما يُعرف بـ«الروضة الجديدة» إلى جانب رفاقه من الشهداء.
<
p style=”text-align: justify”>
وزير الدفاع والقائد: طريق مزروع بالألغام!
ينتظر أن تنفجر العلاقة بين وزير الدّفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون مجدداً، على خلفية عدم موافقة سليم على دورة ضبّاط الصف الذين يستعدّون للتخرّج قريباً
أفضت التسوية الثلاثيّة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ومن خلفهما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إلى حل أزمة الكليّة الحربيّة والسيْر باقتراح وزير الدّفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم فتح دورة ثانية مقابل «الإفراج» عن مصير 118 تلميذ ضابط نجحوا في الدّورة الأولى.مع ذلك، لم تحلّ هذه التسوية العلاقة المتدهورة بين قيادة الجيش ووزارة الدّفاع والتي باتت تؤثر على سائر الملفّات المشتركة بين الطرفين، وتمتدّ من «تقنين» كميّة المحروقات المُخصّصة للوزارة، وصولاً إلى أزمة التعيينات والتمديد لبعض الضبّاط، فضلاً عن استمرار معضلة عدم صدور مرسوم تثبيت العميد حسّان عودة في منصبه رئيساً للأركان وترقيته إلى رُتبة لواء.
ومن المنتظر أن تحتدم الخلافات بين القائد والوزير في أيلول المقبل عندما يحين موعد إحالة عضو المجلس العسكري اللواء الركن بيار صعب إلى التقاعد، مع تمسّك سليم بقراره التمديد لصعب (ومعه عضو المجلس العسكري اللواء الركن محمّد مصطفى) عامين إضافيين استناداً إلى القانون 317 الذي تم التمديد بموجبه لقادة الأجهزة الأمنية (ومن بينهم عون)، فيما يتردّد أنّ قيادة الجيش ستمنع صعب من دخول مكتبه بعد إحالته على التقاعد وتعتبره «مغتصب سُلطة»! رغم ذلك، تُعلّق آمال على التوصل الى تسوية على سلّة تعيينات قبل أيلول تشمل مشكلة رئيس الأركان وكل المناصب الشاغرة في المجلس العسكري، وبالتالي التّراجع عن قرار التمديد لصعب وتعيين ضابط كاثوليكي مكانه، وبدأ يتردّد اسم أحد الضبّاط المقرّبين من الوزير وغير بعيد عن رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
إلى أزمة صعب، من المنتظر أيضاً أن ينفجر «لغم» جديدة تزيد من تدهور العلاقة بين سليم وعون، وهي أرجحية عدم توقيع وزير الدفاع على دورة تلامذة ضبّاط الصف الذين سيتخرجون في تشرين الثاني المقبل، بعدما حضر عون منذ أيّام مناورة قتاليّة في العاقورة نفّذها تلامذة الدّورة التأهيلية لرتبة ملازم.
لم تُراعِ دورة ضبّاط الصف مبدأَيِ التوازن والاختصاص ولم تنل موافقة وزير الدفاع
ويعزو بعض المؤهلين المُشاركين في هذه الدورة، امتناع الوزير عن التوقيع إلى عدم إعطائه قائد الجيش موافقته الشفهية على إعلان الدورة كما يقضي العُرف، و«عدم مراعاتها للأصول القانونيّة، وخصوصاً مبدأَي التوازن والاختصاص»، ما يُخالف المادة 46 من قانون الدّفاع الوطني التي تنصّ على أنّ التعيين يصدر عن وزير الدّفاع، وتحديد نسبة الضباط المتخرجين من الصف مقارنةً مع مجموع الضباط المحددين في ملاك الجيش. كما أنه من المفترض أنّ تُراعي الدورة عدد الإناث مقارنة مع حاجة الجيش والمراكز الشاغرة لهنّ، وهو ما لم يحصل على اعتبار أن عدد الإناث يفوق الحاجة.
ويؤكّد بعض المؤهلين أنّ هذين المبدأين لم تتم مراعاتهما في هذه الدّورة، لكوْنها تضم 178 تلميذ ضابط (103 ذكور و75 إناث)، وهو ما يفوق النسبة المعتمدة، أي أن يكون هناك 12% من الضبّاط البالغ عددهم نحو 4600، من ضبّاط الصف، في حين أن رقم ضبّاط الصف أعلى من ذلك حالياً، وخصوصاً في ظلّ ما يُحكى عن رفض المعنيين في الجيش تسليم وزارة الدّفاع العدد الحقيقي لضبّاط الخدمة الفعليّة.
كما أنّ هذه الدورة لم تراعِ النقص الحاصل على صعيد المؤسسة العسكريّة في الاختصاصات الإداريّة وغيرها (كالطبابة والإدارة والتمريض والمعلوماتية وإدخال الداتا…)!
وفي سياق متصل، يشكو بعض الضبّاط من أن الدورة تضمّ عدداً من أفراد عائلة أحد الضبّاط المساعدين لقائد الجيش، من بينهم زوجة الضابط وشقيقته، إضافة إلى عدد من أقارب ضابط آخر مقرّب من عون!
<
p style=”text-align: justify”>
القطاع الاستشفائي مستعدّ لحرب… قصيرة
قبل ثلاثة أيام، عاش القطاع الصحي الاستشفائي «بروفا» الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية. لم تجد المستشفيات التي آوت الجرحى صعوبة في المواجهة، وتمكّنت من استيعاب الإصابات التي نتجت عن العدوان وناهزت المئة. لكن، ماذا لو اندلعت الحرب؟ ما الذي سيكون عليه الوضع في القطاع الصحي؟تعتمد مواجهة أيّ حرب مقبلة «على مدى قوتها وطول أمدها». هكذا، يحسم نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون طبيعة المواجهة في المؤسسات الاستشفائية، مضيفاً أنه «طالما أن لا قصف للمستشفيات، فعلى المدى القصير نحن قادرون على الصمود». وهو يستند في هذه التقديرات إلى المخزون الذي كوّنته غالبية المستشفيات لناحية الدواء و«ما نعرف أنه موجود لدى المستوردين، وتحديداً كمستلزمات طبية، إذ إن معلوماتنا تؤكد أن المخزون لدى هؤلاء يكفي بين شهرين ونصف شهر وثلاثة أشهر».
أما بالنسبة إلى الفيول والأوكسيجين فلا يمكن تخزينها في المستشفيات لأكثر من أسبوعين، لذلك، فإن التعويل هو على إمداد الشركات للمستشفيات بهذه المواد في الوقت اللازم، وعلى السلطة السياسية ضمان إدخال ما تحتاج إليه المستشفيات من مستلزمات طبية وفيول وأوكسيجين وأدوية وغيرها.
«لا أزمة في المخزون» وفق تأكيد نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات، جو غريّب. فمنذ إلغاء الدعم عن الدواء «تكوّن مخزون استراتيجي يكفي بين ثلاثة وستّة أشهر». وأوضح أن المخزون الأعلى هو من «الأدوية التي نحتاج إليها خلال الحرب بسبب رخص ثمنها، إذ يوجد منها ما يسدّ الحاجة لخمسة أشهر تقريباً».
كما أعلن وزير الصحة العامة فراس أبيض، في مؤتمر صحافي أمس، أن الوزارة وزّعت على المستشفيات والمخازن خلال الأشهر الماضية ما يفوق 100 طن من المستلزمات والأدوية، مع إعطاء أفضلية لمستشفيات المناطق الحدودية، مؤكداً أن «لدينا من الأدوية والمستلزمات ما يكفي لأربعة أشهر».
مع ذلك، هناك خوف إذا ما وقعت الحرب من أمرين أساسيين، بحسب غريّب، أولهما أدوية الأمراض المزمنة، وثانيهما ما يمكن أن يحدث لسلسلة الاستيراد في حال عُطّلت المرافق البحرية والجوية، ما يؤثر على استمرارية تأمين الأدوية إذا طال أمد الحرب.
لذلك، عمدت نقابة المستوردين إلى العمل على حلول بديلة، منها ما بات جاهزاً «ويتضمن الحصول على أذون استيراد استثنائية وطارئة، ولهذه الغاية عقدنا اتفاقات مع شركات لوجستية في قبرص والإمارات لضمان استمرارية تأمين الدواء، بحيث تكون تلك محطات لتجميع الأدوية في مكان واحد groupage ومن ثم نقلها كلها إلى لبنان».
ما يشغل البال في القطاع الاستشفائي هو النقص في عدد «أطباء الحرب»
أطباء الحروب: نقص وطفرة
صحيح أن مخزون الأدوية والمستلزمات لا يشكّل عائقاً على الأقل على المدى القصير، إلا أن ما يشغل البال في القطاع الاستشفائي هو «أطباء الحرب».
فرغم تحسّن الحال في القطاع الطبي، مع عودة عدد لا بأس به من الأطباء، إلا أن ذلك لم ينعكس تحسناً في مجمل الاختصاصات، حيث لا يزال النقص في الاختصاصات الدقيقة، ما يُعدّ أمراً مقلقاً في الحرب. وفي هذا السياق، تبرز بعض أرقام نقابة الأطباء في بيروت مكامن النقص.
فعلى سبيل المثال، يبلغ مجمل أعداد أطباء الطوارئ المسجلين في النقابة 81 طبيباً، مقابل 49 جراحاً للشرايين. وهو ما يؤكده هارون، مشيراً إلى النقص الحاصل في الاختصاصات الدقيقة وتحديداً جراحة الشرايين والدماغ، حيث يكبر الطلب عليهم في الحرب ولذلك «سنكون مجبرين على توزيعهم في أكثر من مكان وأطباء الطوارئ، حيث يمكن الاستعانة بأطباء الجراحة العامة».
أما في باقي الاختصاصات، فيشير هارون إلى أنه «ماشي الحال»، حيث مثلاً تشهد بعض الاختصاصات استقراراً وربما انتعاشاً في الأرقام، منها أطباء العظام المسجلون لدى النقابة والذين يبلغ عددهم 497 طبيباً و281 جراحاً عاماً.
مع ذلك، لا يمكن احتساب كل من هو مسجل على أنه حاضر، إذ ثمة هامش يُقدر بـ20% يمكن بسهولة حذفه من تلك الأرقام، لأسباب مختلفة منها الهجرة وعدم الممارسة.
الاستفادة من تجربة تموز بالسلف؟
قد لا يشبه السيناريو الآتي ما كانت عليه الأوضاع في حرب 2006، لناحيتين، أولاهما التغيّرات في البلدان المحيطة، خصوصاً سوريا التي يخنقها الحصار ولم يعد بإمكان لبنان الاعتماد عليها للتخفيف من آثار الحرب، وثانيتهما الأزمة الاقتصادية التي أنهكت القطاع الصحي. ولذلك، فإن أيّ مواجهة مقبلة محتملة يفترض أن تأخذ في الحسابات تلك التقييمات.
مع ذلك، يمكن استعادة تجربة الحرب السابقة للاستفادة. وفي هذا السياق، يشير وزير الصحة آنذاك محمد جواد خليفة إلى أن الخروج من الحرب المحتملة بأقل الخسائر الممكنة في القطاع الصحي يعتمد على ثلاث خطوات أساسية: تأمين مخزون من المستلزمات الطبية والأدوية من جهة وتأمين خريطة توزيع لتلك الموارد على المؤسسات الاستشفائية بشكل يراعي الحاجة وظروف الحرب، آخذين في الاعتبار تقطّع الطرقات وقصف الجسور وتعطّل الحركة، وتوزيع المصابين بحسب خطورة حالاتهم وإمكانات كل مستشفى.
كذلك دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بإسعاف الجرحى والمصابين. وثالث الأمور وأهمها وجود خطة طوارئ للطاقة وحجز كميات من الفيول للحفاظ على طاقة كافية لسير عمل المستشفيات. وبالتوازي، يفترض الأخذ في الاعتبار الطبابة العادية، مع «تشحيل» الحالات الباردة التي تحتمل تأجيلاً.
غير أن هذه الخطوات دونها عقبات أهمها المادية. من هنا، يشير خليفة إلى أنه يمكن استعادة تجربة تموز من خلال «تأمين دعم مادي للمستشفيات عبر إعطائها سلفاً مالية تشتري بها مستلزمات وأدوية، على أن تسددها بعد الحرب».
واستناداً إلى تجربة تموز، اتخذت الحكومة الحالية أول قراراتها في المواجهة، فأجازت لوزير الصحة، عقد «اتفاقات بالتراضي لشراء أدوية وتأمين المازوت وما يراه ضرورياً لضمان توفّر المستلزمات الطبية في حال نشوب حرب».
وحتى تطبيق ذلك، تبقى العلاقة بين المستشفيات ومستوردي المستلزمات الطبية في الوقت الحالي محكومة بـ«الكاش»، إذ لا تسليم للبضاعة قبل تسلّم ثمنها، وهو ما دفع عدداً من المستشفيات إلى التخلي عن أنواع جراحات منها مثلاً «جراحة العظم، حيث عملت بعض المستشفيات على إلغاء تلك العمليات لأنه ليس بمقدورها دفع ثمن المستلزمات فوراً وليس بمقدور أهل المريض شراؤها، لذا كان أسهل الطرق التخلي عنها»، يقول أحد الأطباء.
<
p style=”text-align: justify”>
اللواء:
السيد نصر الله يفصل بين عمليات الاسناد.. و«الردّ الحتمي» على اغتيال شكر وقصف الضاحية
الوفد البريطاني لتجنُّب استهداف المدنيين ولبنان يطالبه بالضغط على إسرائيل.. وحزب الله يستأنف إطلاق الصواريخ
مع إنهاء الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم 300، بقي أوار الحرب على توجهه، مع بروز متغيرات بالغة التميُّز لجهة طبيعية المواجهة في مرحلة ما بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية و«القيادي الجهادي الكبير» في حزب الله فؤاد شكر (السيد محسن)، وفقاً لما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
شيعت ايران الشهيد هنية، وشيع حزب الله الشهيد شكر، وانقشعت أجواء المواجهة عن مسار قديم – جديد بين اسرائيل ومحور الممانعة.
فبعد انتهاء مراسم التشييع استأنفت المقاومة الاسلامية في الجنوب عملياتها الاسنادية للمقاومة في قطاع غزة، بصرف النظر عن دخول الحرب المرحلة الثالثة ام لا، مع سحب الجيش الاسرائيلي بعضاً من وحداته القتالية من جبهة غزة الى الحدود الشمالية مع لبنان.
وقالت هيئة البث الاسلامية بعد 48 ساعة من الهدوء في الشمال، اطلق حزب الله عشرات الصواريخ نحو اسرائيل (حوالي 60 صاروخاً).
وفي السياق، ذكرت صحيفة (يديعوت احرنوت): ان اسرائيل نقلت الى حزب الله رسالة، عبر دبلوماسيين غربيين تفيد ان استهداف المدنيين الاسرائيليين بشكل واسع سيؤدي الى حرب شاملة، وكشفت ان قيادة الجبهة الداخلية اوعزت الى المصانع في شمال اسرائيل التي لديها مواد خطيرة بإفراغها او تقليص الكميات كإجراء وقائي.
اما الرد على اغتيال القياديين الكبيرين في محور المقاومة، فهو ينتظر «الهدف الحقيقي» المتلازم مع طبيعة العدوان على مقر اقامة هنية في طهران، وقصف الضاحية الجنوبية، واستهداف احد ابرز القيادات العسكرية في حزب الله (السيد محسن).
يعني ذلك ان المحور ليس على عجلة من امره، والرد آتٍ، لا محالة وفقا لما اعلنه السيد نصر الله في كلمة تأبينية للشهيد فؤاد شكر.
وفي اشارة واضحة الى ان جهات «المحور» لا ترغب باشعال الشرق الاوسط بحرب واسعة، قال السيد نصر الله: اذا كان الغرب لا يريد ألا تتدحرج الامور في المنطقة الى الأسوأ عليه الضغط على اسرائيل لوقف العدوان على غزة.
وتوجه السيد نصر الله الى من اسماهم «بالفرحانين» و«المنفوضين» بالاغتيالات قائلاً: اضحكوا قليلا وستبكون كثيرا، فقد دخلت مرحلة جديدة في كل جبهات الاسناد «ولم تعرفوا اي خطوط حمر قد تجاوزتم».
وقال: ان المعركة مع اسرائيل دخلت مرحلة جديدة، وعلى العدو ومن خلفه ان ينتظر ردنا الآتي حتما، فبيننا وبينكم الايام والليالي والميدان.
الموقف من إسرائيل
وقال رئيس وزراء اسرائيل ان جيشه مستعد لأي سيناريو دفاعاً او هجوماً و«سنحمّل مرتكب اي عمل عدواني ضدنا كائناً من كان ثمناً باهظاً جداً.
ودعا مجلس الأمن القومي الاسرائيلي حاملي الجنسية الاسرائيلية الى توخي الحذر الشديد عند السفر الى الخارج، متخوفا من ان تستهدف «حماس» او ايران او حزب الله مؤسسات يهودية او اسرائيلية خارج اسرائيل.
الحركة الدبلوماسية
دبلوماسياً، كان البارز وصول وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين، ديفيد لامي وجون هيلي، واللذين استهلا جولتهما بقصر بسترس، ومن هناك ابديا قلقهما من احتمال تدهور الاوضاع في المنطقة، مشددين على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة، وحذر لامي من ان يؤدي سوء حسابات الاطراف كافة الى جرّ المنطقة الى مزيد من التصعيد.
ومن مقر الخارجية، انطلق الوزيران البريطانيان الى عين التينة، حيث اجتمعا الى الرئيس نبيه بري واكد الوزيران اهتمام بريطانيا بوجوب الوصول الى التهدئة ووقف اطلاق النار في غزة ولبنان، وتخوف الوفد من ان يؤدي سوء تقدير التصعيد الى توسيع رقعة الحرب في المنطقة.
وقال بري للوفد البريطاني: ان الغطرسة الاسرائيلية الاخيرة برفض كل الطروحات والامعان في سياسة خرق الاشتباك والاغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها.
ووصف الرئيس نجيب ميقاتي ارسال وزيري الخارجية والدفاع الى بيروت في هذه الظروف رسالة دعم يقدرها لبنان. واشار الى ان اسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية والحل لا يكون الا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وسط ذلك، تقدمت وزارة الخارجية بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن «إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية».
وسط هذه الاجواء، لا تزال حركة الطيران تتأثر بالغاء الشركات رحلاتها الى بيروت، طلبت أستراليا من مواطنيها في لبنان المغادرة على الفور، قائلة إن هناك خطرًا حقيقيًا من تصاعد حدة التوتر على نحو خطير بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة.
من جهتها،نصحت فرنسا مواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، وسط مخاوف من تصعيد حاد في الشرق الأوسط.
المعارضة في السراي
سياسياً، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا من نواب المعارضة، ضم النواب: ميشال معوض، جورج عقيص، مارك ضو، ميشال الدويهي، اديب عبد المسيح، لجهة اعتبار ان قوة لبنان بالالتفاف حول الشرعية المتمثلة بالحكومة ومجلس النواب، واعتبر ضو ان اي «اعتداء على اي شبر من الاراضي اللبنانية هو اعتداء علينا جميعاً»، وقال: ناقشنا كيفية تطبيق القرار 1701 لجهة التجهيز وتعزيز قدرات الجيش».
وفي الاطار الرئاسي، اعرب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن خوفه على المؤسسات الدستورية، قائلاً في لقاء تلفزيوني مساء امس: لم افهم حتى اليوم سبب غياب رئيس للجمهورية ومخالفة الدستور المستمرة، وكيف تقبلون ان يستمر البلد من دون رئيس، متسائلاً اين الميثاقية بالممارسة في مجلس النواب والوزراء.
الوضع الميداني
ميدانياً، دوت ليل امس سفارات الانذار في مستعمرات الشمال، بعد سلسلة استهدافات اسرائيلية للقرى والبلدات اللبنانية.. فقد استهدفت غارة اسرائيلية معادية منزلا في المنطقة الواقعة بين شمع وطيرحرفا وأدى الى سقوط 3 شهداء و5 جرحى، معظمهم من السوريين.. كما استهدف الطيران الاسرائيلي كفركلا وبيت ليف والخيام ورامية.
واعلن حزب الله اطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا.
<
p style=”text-align: justify”>
البناء:
تشييع مليوني عابر للمذاهب لهنية في طهران… وتأكيد إيراني على الرد الرادع
نصرالله في تشييع شكر: ننتقل من جبهات إسناد إلى المعركة الكبرى المفتوحة
الردّ آتٍ وسيبكي الذين فرحوا بالاغتيالات… وسيعرفون أي خطوط حمر تجاوزوا
كتب المحرّر السياسيّ
أعلن بنيامين نتنياهو عبر تجاوزه الخطوط الحمراء التي ترسمها معادلات الردع لتجنب الذهاب الى الحرب الكبرى، أنه عاجز عن تحمل حرب الاستنزاف التي خاضتها المقاومة خلال عشرة شهور بكفاءة عالية أفشلت فيها أهداف الكيان وجيشه من حربه المفتوحة على غزة قتلاً وتدميراً ومحاولة إخضاع للمقاومة، فبقيت المقاومة وزادت قوة وفعالية وبقي الأسرى بين أيديها وفشلت محاولات السيطرة المحكمة على غزة، بينما نجحت جبهة لبنان بخلق مشكلة استراتيجية مثّلها المهجرون من مستوطنات الشمال وما يمثله ذلك من تحد لمزاعم التفوّق العسكريّ لجيش الاحتلال العاجز عن حمايتهم، وقالت جبهة اليمن المتشاركة مع المقاومة العراقية إن منع السفن الذاهبة إلى موانئ الكيان يفرض حضوره بقوة لحد إغلاق ميناء إيلات (أم الرشراش)، وإن القوة الأميركية البريطانية ومعها الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت المدنية في الحديدة، دون مستوى القدرة على فتح الممرات المائية أمام هذه السفن بصفتها الشريان الحيوي للاقتصاد في الكيان.
خاطر نتنياهو بنقل المواجهة من مرحلة إلى مرحلة، فقتل قائداً للمقاومة في ضاحية بيروت الجنوبية مستهدفاً مبنى سكنياً وقتل عدداً من المدنيين، وقتل القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال حلوله ضيفاً على الجمهورية الإسلامية في إيران بمناسبة دستورية هي تنصيب رئيسها المنتخب.
خرجت إيران بموكب تشييع مليوني مهيب وراء جثمان القائد الشهيد إسماعيل هنية وخرج قادة إيران يتقدمهم المرشد الإمام علي الخامنئي، في رسالة للوحدة عابرة للمذاهب، موجّهة ضربة قاسية لكل مشاريع الفتن، وقالت القيادة الإيرانية إن من واجبها الثأر لدماء هنية لأن شرفها وكرامتها وسيادتها قد اعتُدي عليها جميعها، وإن الرد سيكون قاسياً ومؤلماً لكيان الاحتلال.
في بيروت تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تشييع القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر، فأعلن الانتقال من مرحلة جبهات الإسناد إلى مرحلة المعركة الكبرى المفتوحة على كل الاحتمالات، لأن ما جرى كبير وكبير جداً، يقلب المعادلات، وعلى الذين خرقوا الخطوط الحمر أن يعرفوا أي خطوط حمر تجاوزوا، وعلى الذين فرحوا وضحكوا أن يستعدّوا لبكاء كثير ينتظرهم بعد ردّ أكيد من المقاومة، وهو رد جدي وليس رمزياً، كما حاول بعض الوسطاء أن يقول للمقاومة، والردّ قد يكون جماعياً من قوى محور المقاومة وقد يكون متفرقاً، فالكلمة الآن للميدان.
وختم السيد نصرالله بالقول «المقاومة في فلسطين لن تستسلم، وهذا موقف حماس بعد شهادة القائد هنية، ولا استسلام في كلّ جبهات المقاومة. ومن يريد تجنيب المنطقة ما هو أسوأ وأكبر عليه إلزام «إسرائيل» بوقف العدوان على غزّة. ولو قتلتم ودمرتم وذهبتم لأبعد الحدود بمعزلٍ عن ردّنا لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزّة»، وأضاف: «ستعود جبهة الإسناد اللبنانية إلى ما كانت عليه من صباح الغد (اليوم).
وهذا لا علاقة له بالرد على استشهاد السيد فؤاد، أمّا ردّنا فمحسوم على الاعتداء على الضاحية واستشهاد السيد محسن والمدنيين، وعلى العدوّ ومَن خلفه أن ينتظر ردنا الآتي حتمًا إن شاء الله لا نقاش في هذا ولا جدل. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان».
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمة له في مراسم تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد السيّد فؤاد شكر (السيّد محسن) في مجمع سيّد الشهداء أنّ «العدوّ الصهيوني أعطى عنوانًا لعدوانه على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، واعتدى على منطقة مدنية وقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال واستهدف قائدًا كبيرًا في المقاومة، مدّعيًا أنّه ردُّ فعل على ما حصل في مجدل شمس»، ولفت إلى أنّ «هذا ليس ردَّ فعل بل هذا ادعاءٌ وتضليل وهو جزء من الحرب ومن المعركة القائمة».
وقال السيد نصر الله: «نحن ندفع ثمن إسنادنا لغزّة، وهذا ليس أول ثمن فقد ارتقى لنا مئات الشهداء من بينهم قادة، ونحن نتقبل ثمن استشهاد السيد محسن ومَن معه وندفعه، لأننا دخلنا هذه المعركة من موقع الإيمان وبكل معاييرها، وجميعنا في لبنان تعاونَّا وتساعدنا وحملنا دماءنا على أكفّنا ولن نُفاجأ بأي ثمن ندفعه في هذه المعركة المفتوحة في كلّ الجبهات».
ولفت الى أن «العدوّ يتصور أن يقتل الشهيد هنية على أرض إيران وأن تسكت؟»، وقال: خطاب الإمام الخامنئي في شهادة القائد هنية كان أشدّ من خطابه حين اعتُدي على القنصلية في دمشق لأنه لم يُعتدَ على سيادتهم فحسب، بل مُسَّ بأمنهم القومي وهيبتهم وبشرفهم أيضًا».
وتوجّه السيد نصر الله لمجتمع الكيان بالقول: اضحكوا قليلًا وستبكون كثيرًا لأنكم لم تعلموا أي خطوطٍ حمرٍ تجاوزتم وإلى أين مضيتم وذهبتم، مؤكدًا أنّنا «نحن في كلّ جبهات الإسناد دخلنا في مرحلة جديدة، وعلى العدوّ أن ينتظر ثأر الشرفاء في المنطقة».
ولمن يراهن على ضعف المقاومة، قال السيد نصر الله: «حماس استُشهد مؤسسها وارتقى العديد من قادتها ويراهن العدوّ اليوم على شهادة القائد الضيف، ولكن خطها البياني تصاعديّ وكذلك الجهاد الإسلامي وحزب الله لأننا جماعات مؤمنة بالله وننتمي لعقيدة تزوّدنا بعزيمة وقدرة هائلة على تحمل الصعاب».
وقال السيد نصر الله: «آلمنا استشهاد السيد فؤاد، ولكن ذلك لن يمسّ بعزيمتنا بل سيزيد من إصرارنا وثباتنا ويجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار الذي اتّخذناه»، قائلًا: «السيد محسن كان يأتي إلى مجمع سيد الشهداء ويشارككم ويقف معكم ويرفع يده معكم بتلبية الإمام الحسين «ما تركتُك يا حسين»، وتوجّه السيد نصر الله إلى السيد محسن بالقول: «أنتَ أديت الأمانة ووصلت إلى الحسين (ع)، ونحن معك على العهد».
وطمأن السيد نصر الله بيئة المقاومة وجمهورها بالقول: «حين يستشهد أحد قادتنا نحن نسارع لملء المكان بتلامذة هذا القائد المستعدّين لإكمال دربه»، لافتًا إلى أنّ «السيد محسن في إحدى الجلسات رغم صلابته المعروف بها حين يتحدّث عن الشهداء يبكي، كان يتمنى الشهادة وهي أمنية قادتنا، وآن الأوان لأن يلتحق برفاقه الأوائل.
وأغلب الاستشهاديين ربّاهم السيد محسن وكان صديقهم وهو ضمن النواة الأساسيّة لحزب الله». وكشف السيد نصر الله أنَّ «قائد فريق حزب الله الذي ذهب إلى البوسنة هو السيد محسن عندما ذهب لنصرة المظلومين المستضعفين إلى جانب إخوانه الشهيد أبي طالب والشهيد علاء البوسنة ثمّ عاد بعدها إلى لبنان».
وقال: «المقاومة في فلسطين لن تستسلم. وهذا موقف حماس بعد شهادة القائد هنية، ولا استسلام في كلّ جبهات المقاومة. ومن يريد تجنيب المنطقة ما هو أسوأ وأكبر عليه إلزام «إسرائيل» بوقف العدوان على غزّة. ولو قتلتم ودمّرتم وذهبتم لأبعد الحدود بمعزلٍ عن ردّنا لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزّة»، وأضاف: «ستعود جبهة الإسناد اللبنانيّة إلى ما كانت عليه من صباح الغد، وهذا لا علاقة له بالردّ على استشهاد السيد فؤاد، أمّا ردّنا فمحسوم على الاعتداء على الضاحية واستشهاد السيد محسن والمدنيين، وعلى العدوّ ومن خلفه أن ينتظر ردّنا الآتي حتمًا إن شاء الله لا نقاش في هذا ولا جدل. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان».
وتوجّه الى جمهور المقاومة «جبهة المقاومة تقاتل بغضب وعقل وبشجاعة وحكمة، وتملك القدرة، ونحن الذين نمشي ونختار، وقد اخترنا الرد، وعلى العدوّ أن ينتظر، والقرار في يد الميدان ونبحث عن ردٍ حقيقي ومدروسٍ جدًا وليس عن ردٍ شكلي».
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية للبناء الى ان السيد نصرالله حمل مجموعة رسائل بأكثر من اتجاه أولها الحسم أن رد إيران على اغتيال القائد هنية ورد المقاومة في لبنان على اغتيال القائد فؤاد شكر حتميّ وثانياً أن الرد قريب وثالثاً رفع درجة التصعيد وبالتالي طبيعة الأهداف التي سيضربها في «إسرائيل» ستكون هامة وحساسة واستراتيجية وموجعة للعدو ولو أدّت الى رد إسرائيلي مقابل وتوسيع الحرب».
وأخفى السيد نصرالله وفق الخبراء في طيات كلامه ايحاء بأن الحزب وجبهة المقاومة جاهزون للحرب الشاملة وقد تنزلق المنطقة إليها طارحاً فرصة أخيرة للأميركيين لانقاذ الموقف وتجنيب المنطقة الاشتعال من خلال الضغط الجدي لوقف الحرب في غزة.
وألمح السيد نصرالله وفق الخبراء الى ان الرد قد يكون جماعياً من جبهات عدة وفي التوقيت نفسه.
ويرجح الخبراء أن يشمل بنك الاهداف القواعد العسكرية والاستخبارية في شمال فلسطين المحتلة ومطارات ومصانع أسلحة وصواريخ في تل أبيب وموانئ في حيفا وشخصيات أمنية وعسكرية إسرائيلية رفيعة».
وحذر الخبراء من ان بعد رد حزب الله وإيران ومحور المقاومة سنكون امام مرحلة جديدة وخطيرة وكل الاحتمالات قائمة من ضمنها توسيع الحرب.
والأمر متوقف ومرهون أولاً على طبيعة رد محور المقاومة وعلى قدرة «إسرائيل» على ابتلاع الرد ام الذهاب الى الرد والرد المقابل ما سيأخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.
وكان جمهور المقاومة تداعى الى قاعة مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت لوداع الشهيد فؤاد شكر.
وبعد كلام السيد نصرالله رفع كيان الاحتلال درجة الاستنفار وأعلن رئيس الوزراء في كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «إسرائيل» في «مستوى عالٍ جداً» من الاستعداد لأي سيناريو سواء «دفاعي او هجومي»، بعدما تلقت تهديدات بالردّ على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.
بدوره، زعم المتحدث العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي بأن: «جيشنا في ذروة الاستعداد جواً وبراً وبحراً ومستعدّ لكل السيناريوهات، وذلك إثر التهديدات بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر».
وقال: «لا تغييرات في تعليمات الجبهة الداخليّة حتى الآن، والجيش في جاهزيّة عالية دفاعاً وهجوماً».
كما دعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حاملي الجنسية الإسرائيلية إلى توخي الحذر الشديد عند السفر إلى الخارج، وقال إن إيران أو حليفتيها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» وحزب الله قد تستهدف مؤسسات إسرائيلية أو يهودية خارج البلاد.
وأفاد موقع «واللا» الإسرائيلي، بأنّ «الجيش الإسرائيلي ألغى إجازات الجنود بالوحدات القتالية ضمن حالة التأهب لردّ محتمل من إيران وحزب الله».
ومساء أمس، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن «إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه الجليل الغربي شمال البلاد لأول مرة منذ اغتيال فؤاد شكر».
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» الى ان هذه دفعة أولى على الحساب المفتوح مع العدو وسيشهد ضربات أكثر إيلاماً للعدو.
أكد قائد حركة «أنصار الله» عبد الملك بدرالدين الحوثي، أن «جريمة العدوان على الضاحية الجنوبية واستهداف فؤاد شكر كانت عدواناً واضحاً وتصعيداً خطيراً».
وكانت المقاومة أطلقت عشرات من صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة «متسوفا» ردًا على اعتداء العدو على بلدة شمع واستشهاد عدد من المدنيّين فيها.
ولفت الحوثي إلى أن موقف محور القدس والجهاد والمقاومة واضح، ولا بدّ من الردّ عسكرياً على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير.
واعتبر أن مستوى التصعيد والإجرام مرتبط بزيارة المجرم بنيامين نتنياهو لأميركا، وتزامن مع تحرّكات أميركية في الخليج والبحر الأبيض المتوسط.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-08-02 05:01:53
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي