صحافة

الصحافة اليوم: 27-8-2024

الصحافة اليوم

<

p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء  27-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

<

p style=”text-align: justify”>

الاخبار:

جريدة الاخبارمفاوضات «تقنية» بلا ناتج: أميركا تنفخ في «جثة»

يرفض الأميركيون الإقرار بأن المفاوضات التي جرت في القاهرة، خلال الأيام الماضية، انتهت من دون تحقيق أي اختراق أو تقدّم. وبينما يقرّ الإسرائيليون بذلك، صراحة، أو ضمناً إرضاءً للأميركيين، يؤكد الجانب الفلسطيني أيضاً أنه لا تقدّم في المفاوضات، وأن العدو الإسرائيلي لا يبرح يكثّف ويعقّد شروطه، وينقلب على التفاهمات السابقة. ومع انتهاء جولة التفاوض الأساسية مساء أول من أمس، قال مصدران أمنيان مصريان، لوكالة «رويترز»، ليل الأحد – الإثنين، إن المفاوضين لم يتوصّلوا إلى أيّ اتفاق، وإن اقتراحات التسوية التي عرضها الوسطاء، رُفضت من قبل جانبي التفاوض، الإسرائيلي والفلسطيني. وفيما غادرت الوفود التفاوضية العاصمة المصرية مساء الأحد، أصرّ الأميركيون على إبقاء فرق عمل تقنيّة ليوم إضافي، بحضور المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، الذي بقي في القاهرة أمس، حتى مغادرة الفرق التقنية أيضاً مساء.وبحسب مصادر «الأخبار»، اعتمد الأميركيون استراتيجية تفاوضية جديدة، عنوانها محاولة التوصّل إلى كل الاتفاقات الممكنة بين إسرائيل و«حماس»، وتأجيل بحث القضايا الخلافية المعقّدة إلى مرحلة تالية. وترى المصادر في هذه الاستراتيجية «محاولة للحفاظ على المفاوضات، وعدم إعلان انهيارها، لأطول فترة ممكنة». وكان أعلن المتحدث باسم «مجلس الأمن القومي» في «البيت الأبيض»، جون كيربي، أمس، أن «فرق العمل تجتمع الآن. ومبعوث بايدن، بريت ماكغورك، سيبقى يوماً آخر. وستكون الأطراف ممثّلة هناك، بما في ذلك حماس». لكن مصادر حركة «حماس» أكدت أنه «لا وفد تقنياً يمثّلها في المفاوضات، بخلاف الادّعاء الأميركي الذي يندرج ضمن مساعي الحفاظ على المفاوضات ولو شكلاً، ووسمها بالإيجابية مهما كانت الحقيقة». وعلى الرغم من ذلك، من المتوقّع أن تعود الفرق التفاوضية إلى القاهرة، خلال الأسبوع الجاري، لعقد جولة أخرى من المحادثات.

التقت عائلات الأسرى الإسرائيليين كلاً من نتنياهو وغالانت بشكل منفصل «بسب التوتر بين الرجلين»

من جهتهم، يقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأن «فرصة التوصّل إلى صفقة ليست عالية»، لكنهم يشددون على ضرورة «استنفاد كل فرصة، حتى لو كانت منخفضة»، بحسب قناة «كان» الإسرائيلية. ونقلت القناة عن مسؤول مطّلع على المحادثات، قوله إن «الفريق الذي بقي في القاهرة ركّز على التحرّك في قضية أسماء الأسرى الفلسطينيين (الذين ستشملهم الصفقة)». وإذ أشار المسؤول إلى أن «فرص التوصّل إلى اتفاق ليست كبيرة، طالما أن هناك إصراراً على محور فيلادلفيا»، فهو أكد أن «الفرق التفاوضية مقتنعة بإمكانية التوصّل إلى اتفاق، من دون المساس بالأمن، مع إقامة عائق كبير على الحدود، بتمويل أميركي».

أما «الجانب المصري، فأبدى رفضه للتواجد الإسرائيلي بشكل كامل في معبر رفح، بينما أظهر تفهّماً لبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في مواقع قليلة في محور فيلادلفيا، على أن يكون انسحاب هذه القوات مُجدوَلاً في مواعيد مكتوبة وواضحة وودقيقة»، بحسب مصادر «الأخبار».

على خطّ موازٍ، التقت عائلات الأسرى الإسرائيليين، أمس، كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، بشكل منفصل، «بسب التوتر بين الرجلين»، بحسب وسائل إعلام العدو.

ونقلت «القناة 12» عن نتنياهو قوله خلال اللقاء مع العائلات: «لا يهمّني موقف المؤسّسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفيا»، وإنه «إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا الآن، فسيكون الضغط عليها هائلاً لعدم السيطرة عليه مجدداً».

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بدوره، أن «نتنياهو مصمّمٌ على إعادة المخطوفين وبقاء محور فيلادلفيا بيد إسرائيل»، في حين نقلت القناة نفسها عن غالانت تأكيده أمام العائلات أن «غياب إسرائيل عن محور فيلادلفيا ليس عائقاً أمنياً»، وأن «بإمكاننا التعامل مع الوضع في المحور إذا خرجنا منه لمدّة 6 أسابيع».

كما قال غالانت، في لقاء مع رئيس «هيئة الأركان المشتركة» للجيش الأميركي، تشارلز براون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن «العدوان الإيراني يحطّم الأرقام القياسية»، معتبراً أنه «لمواجهته، يجب علينا تعزيز القدرات المشتركة عبر الحدود في جميع ساحات الحرب».

إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن سكّان مستوطنات الجنوب (غلاف غزة) والشمال، الذين تمّ إجلاؤهم من منازلهم منذ بداية الحرب ولا يمكنهم العودة لأسباب أمنية، سيتمّ تمديد إقامتهم في فنادق النزوح، وفقاً لتوصية المنظومة الأمنية، حتى نهاية العام الجاري.

إعلام العدو تبنّى رواية الضربة الاستباقية: لكن كيف يمكن لنا أن نردع حزب الله؟

رغم أن كل وسائل الإعلام الرئيسية في كيان الاحتلال تبنّت رواية الجيش عن الضربة الاستباقية فجر الأحد، إلا أن الانتقادات التي كالها المعلّقون لرئيس حكومة العدو وللناطق باسم الجيش دلّت على استمرار أزمة الثقة، خصوصاً أن كثيرين وجدوا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عرف كيف يدير الدفّة في خطابه عن عملية «يوم الأربعين». والخلاصة المشتركة بين كل ما قاله المسؤولون والمعلقون في الكيان هي أن حزب الله لا يبدو مردوعاً، ومستمر في حرب الاستنزاف حتى يتوقف القتال في غزة.

وعبّر الخبير الأمني يوسي ميلمان عن هذا الموقف بوضوح في مقال له جاء فيه: «لقد أوضح الأمين العام لحزب الله نصرالله ما حدث هذا الصباح. إنه عدو قاس، لا يعترف بحق إسرائيل في الوجود». فيما رأى المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقال في موقع «والا»، أن نتنياهو لجأ مرة أخرى إلى «الخيار السهل، وبدلاً من اختيار التحركات القوية التي من شأنها استعادة الردع الإسرائيلي، وإعادة سكان الجليل الأعلى إلى منازلهم، فضّل عملية تعطيل ناجحة، ولكن محدودة». وأعرب عن شكوكه في «قدرة الحكومة الإسرائيلية على الدخول في مواجهة مفتوحة مع حزب الله».

وكتب المحلل والخبير الإسرائيلي نير كيبينيس، في الموقع نفسه، أن «الحكومة بالتعاون مع الجيش تؤجل المواجهة الحتمية، وسندفع جميعاً الثمن غالياً كما في الجنوب». وأشار العميد المتقاعد داني فان بيرن، في صحيفة «معاريف» إلى وجود «فرصة تاريخية للدخول في مواجهة شاملة»، مشدداً على أن «المواجهة مع إيران لا يمكن تأجيلها، ويجب علينا أن نفهم مصالح جميع الأطراف في المعادلة، وأن نحقق فقط مصالح إسرائيل. وفي الواقع الحالي، فإن العمل العسكري القوي وحده هو يضمن ذلك»، معتبراً «أن الفرصة الآن سانحة لتوجيه ضربة قوية إلى إيران وحزب الله، قبل حصول طهران على برنامجها النووي، واستعادة حلفائها لقوتهم».

وذهب الضابط السابق في «الشاباك» موشيه بوزيلوف إلى ضرورة تجنب الدخول في حرب مفتوحة مع إيران وحزب الله. وقال في مقال في «معاريف»: «نحن في حرب مسرحية، حيث يختبر كل طرف حدود قدرة الطرف الآخر على التحمل. إذا استمرت إسرائيل في العمل بنموذج الضربات الوقائية الدقيقة، مع الحفاظ على التنسيق السياسي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فهناك فرصة جيدة لتجنب حرب شاملة». ومع ذلك، توقّع بوزيلوف أن «تدفع واشنطن باتجاه التصعيد مع إيران، من خلال توجيه ضربة إليها باعتبارها راعية للإرهاب، وهو ما قد يدخل المنطقة في حرب مفتوحة».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لمراسلتها في القدس إيزابيل كيرشنر، أن الكثير من الإسرائيليين «استيقظوا صباح الأحد ليجدوا أنه على الأقل في الأمد القريب، بدا أن الهجوم الذي طال انتظاره قد انتهى قبل أن يبدأ تقريباً».
وأضافت أنه «سرعان ما أعلنت إسرائيل وحزب الله عن نوع من الانتصارات: إسرائيل بسبب ضرباتها الاستباقية قبل الفجر ضد ما قال الجيش إنها آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وحزب الله بسبب إطلاقه اللاحق لوابل من الصواريخ والمُسيّرات على شمال إسرائيل، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها قتلت ضابطاً بحرياً. وبحلول وقت الإفطار، كان الجانبان يستخدمان لغة الاحتواء».

رغم ما يتعرض له من ضربات قاسية، يبدو حزب الله قادراً على تعويض خسائره

وحذّر الصحافي المخضرم إيهود يعاري من أنه «قد تكون هناك مراحل. يمكن أن يكون هناك تصعيد تدريجي». وقال إن «إسرائيل ركّزت على إحباط التهديد للقوات والمدنيين الإسرائيليين من ترسانة حزب الله من الصواريخ والمُسيّرات، وليس أصولها أو بنيتها التحتية الأوسع».

إلى ذلك، خلصت دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي إلى أنه «في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله سيكتفي بهذا الرد، أم أنه سيحاول شن هجوم واسع النطاق آخر في المستقبل. ومع ذلك، من المرجّح أن يواصل الحزب حرب الاستنزاف المحدودة في الشمال حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب».

وكتب سيث جيه فرانتزمان أن حزب الله «لا تردعه أي خطوة. ورغم كل ما يتعرض له من ضربات قاسية، يبدو أنه قادر على تعويض خسائره وغير مردوع». وأضاف: «حتى الآن، يبدو أن حزب الله مرتاح إلى هذا النوع من الصراع، حيث يملي هو وتيرة ووقت ومكان الهجوم»، مشيراً إلى أن «السؤال في إسرائيل الآن، هو ما إذا كان يمكن ردع حزب الله، ومتى قد يحدث ذلك، وسط شعور بأن إسرائيل أرادت خلال الأشهر السبعة الماضية تحويل التركيز إلى الشمال. لكن الحرب في غزة لا تزال تتطلب التركيز لأن حماس تواصل هجماتها».

الموقف سلاح

الشيخ ماهر حمود

عند استقالته من حكومة أُطلق عليها «حكومة الإنماء والإعمار»، في 16 تموز 1979، أورد الراحل الكبير في بيانه عبارة «وظلّ سلاح الموقف في غمده». وقد شرح ذلك مراراً بالقول: «صحيح أن صلاحيات رئيس الحكومة قبل الطائف محدودة ومقيدة بصلاحيات رئيس الجمهورية الواسعة، وكان رئيس الحكومة – كما وصفه بدقة الرئيس سامي الصلح – باشكاتب عند الرئيس، إلا أن في إمكانه أن يقول لا، وأن يرفض التوقيع فيوقف أي مرسوم. لكن رؤساء الحكومات السابقين لم يستعملوا هذه الصلاحية إلا نادراً… أما هو فاستعملها بعدما بقي ستة أشهر، عقب اختياره رئيساً للحكومة، يوقّع من دون أيّ تحفّظ، لأنه توهّم بأنهم يسعون إلى الإنماء والإعمار… إلى أن اكتشف، والتعبير له، أن الطائفية في كل شيء في لبنان، فأصبح يمتنع عن التوقيع ليدرس الموضوع بكل أبعاده، «وظل سلاح الموقف في غمده» حفرت عميقاً في نفسي. عندما اعتقل الشيخ راغب حرب، شريكنا في «تجمع العلماء» (في 8 آذار 1983) بعد نحو أربع سنوات من ذلك البيان، فلم أجد تعبيراً أفضل من كلمة «الموقف سلاح» التي اقتبستها من تلك العبارة، ووضعتها تحت صورة الشيخ راغب، فإذا بهذه الكلمة تصبح شعاراً رئيسياً من شعارات المقاومة، نفخر بها، وترسم لنا آفاقاً واسعة للمستقبل.

هذا واحد من إنجازاته التي لا تحصى. فقد نزل من سيارته (على سبيل المثال) لمصافحتنا في شبعا يوم الأحد الذي تلا الخامس والعشرين من أيار 2000، يعلو وجهه البشر والسرور بالتحرير وبالمعاني العظيمة التي يحملها. ولعلّه رئيس الحكومة الوحيد الذي زار المناطق المحررة بعد عام 2000.

بغضّ النظر عمّن قال ولمن قيل: دخلت على تاريخنا ذات ليلة/ فرائحة التاريخ مسك وعنبر، إلا أن هذا البيت هو التعبير الأفضل عن دخوله في السياسة اللبنانية التي نشر عطراً في جنباتها، فجالت قوة خفية تحاول مكافحة الفساد المستشري. ولكن، أنّى له ذلك، وهو فرد في النهاية، رغم أن احترامه وحبّه ملآ القلوب، كما ملأ العقول بحكمته، ولم يكن له نظراء في السياسة يمكن الاعتماد عليهم ليشكلوا فريقاً سياسياً فاعلاً ورافعة سياسية.

لم يكن يتوقف عن العمل، ولم يكن جدول مواعيده يتغيّر كثيراً عندما يكون في الحكم أو خارجه، مكرّساً وقته للناس وللشأن العام. وكان ينتقل من قمة إلى قمة، وإحدى قممه علاقته المميزة مع الشهيد الشيخ حسن خالد، إذ رفعت صورهما في أنحاء بيروت مذيّلة بـ «الإطفائيان»، وأصاب من فعل ذلك.

الأهم من ذلك، صلاة عيد الفطر الجامعة في الملعب البلدي في 11 تموز 1983، والتي شارك فيها 50 ألف مصلٍّ، وكان أهم أهدافها إدانة الإجراءات الأمنية الظالمة ضد بيروت الغربية أوائل عهد أمين الجميل تحت شعار «بيروت الكبرى»، والتي هدف منها إلى إثبات أنه يحكم شيئاً من لبنان… في تلك الصلاة، رفع الشهيد الشيخ حسن خالد شعار: «لا نريد أن تكبر بيروت ليصغر لبنان»، وكان الجزء السياسي من الخطبة بالتشاور مع الرئيس الراحل الكبير، بل من كتابته. كذلك كانت علاقته مع سماحة الراحل الكبير السيّد محمد حسين فضل الله مميّزة، وقد حجّا معاً عام 1990 على الأرجح، وكانا يتشاوران في كل كبيرة وصغيرة.

لمن المؤلم، مثلاً، أن يقول عبد الحليم خدام عندما كان له باع رئيسي في تشكيل الحكومات: مثل هذا الرجل يناسب حكومة في السويد أو فنلندا… أما في لبنان، فنحتاج إلى نوعية أخرى.
ففي ذلك إدانة للطبقة السياسية، واعتراف بأنه لا ينجح في السياسة في لبنان إلا من يعتمد الأساليب الملتوية، أما أهل الاستقامة فلا يستطيعون مواجهة هذا الكمّ من الانحراف والفساد.

وثمة صفة لطيفة أخرى لا يعلمها كثيرون عن امتلاك الراحل الكبير موهبة النكتة الهادفة، فكان قادراً على التعبير عن الموقف السياسي بكل تعقيداته بطُرَفٍ لطيفة دقيقة، تعبّر عن الموقف من دون الحاجة إلى إيراد تسميات تؤذي هذا أو ذاك. ومن نكاته المأثورة، بعد فشل تحويل مراكز الأحزاب إلى مراكز اجتماعية للحدّ من الاشتباكات بين الأحياء، واندلاع العنف مجدداً: «بدأ القصف الاجتماعي».

قلّ مثله، بل ندر أمثاله. لن يتكرر هذا الشخص المثالي الذي يطلق الشعار ويلتزم به، وأهم ما قال: لا يزال المسؤول قوياً حتى يطلب شيئاً لنفسه… وهو لم يطلب شيئاً لنفسه. ننعاه، بل ننعى السياسة في لبنان، هذه السياسة التي لم تستطع أن تخرّج إلى الحياة السياسية أمثاله، ولن نرى مثله قريباً للأسف.

منصّات التواصل في حظيرة الـ Big Brother: تليغرام آخر معاقل الحرية (الافتـراضية)؟

لحظة وصوله إلى فرنسا قبل أيام، أُلقي القبض على مؤسس تليغرام بافيل دوروف، بتهمة «الاستعمال المسيء للتطبيق من قبل بعض المستخدمين». لكنّ الفرضية الأخرى أنّ التطبيق الذي بات يضمّ ما يقارب مليار مستخدم منذ انطلاقته في عام 2013، بات يخيف الأنظمة التي تسعى إلى سرقة بيانات أعضائه من دون جدوى. لكن لماذا الآن؟ وما المقصود بتهمة «تبرير الإرهاب» التي رفعها المحققون الفرنسيون ضده؟ وهل هي متعلّقة بحرب الإبادة الصهيونية على غزة؟

قبل ثلاثة أيام، اعتقلت السلطات الفرنسية مؤسس تطبيق تليغرام، رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف (1984)، لحظة وصوله إلى مطار لوبورجيه القريب من باريس، بعدما كان قادماً من أذربيجان لقضاء يومين في باريس. جاء إلقاء القبض على أغنى أثرياء الشرق الأوسط، وفقاً لمذكرة توقيف صدرت فوراً تحت ادعاءات بانتهاكات يقوم بها تطبيق التراسل الفوري المشفّر الذي يضم ما يقارب مليار مستخدم منذ انطلاقته في عام 2013.يواجه بافيل دوروف، الذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية منذ عام 2021، عقوبة بالسجن قد تصل إلى عشرين عاماً في حال ثبتت التهم التي يسعى محققون فرنسيون إلى إغراقه بها بتهمة «الاستعمال المسيء للتطبيق من قبل بعض المستخدمين». وفقاً لقناة TF1 الفرنسية، فإنّ الشكوى الرئيسية لسلطات الاتحاد الأوروبي ضد تليغرام هي «الرسائل المشفرة». ولأنّ دوروف «لم يتجاوب مع قوات الأمن الفرنسية»، فإنّ ذلك يجعله شريكاً في الجرائم التي تحدث عبر التطبيق. وكان المكتب المسؤول عن «هيئة مكافحة العنف ضدّ القاصرين» (Ofmin) بصفته منسقاً في التحقيق الأولي في «جرائم الاحتيال وتهريب المخدرات والمضايقة عبر الإنترنت والجريمة المنظمة»، قد أصدر مذكرة اعتقال بحق دوروف متهماً إياه بـ«تبرير الإرهاب». بعد ساعات على توقيفه، أصدرت الشركة بياناً عبر تطبيقها وشاركته على منصة إكس، تقول فيه إنّ «تليغرام تمتثل لقوانين الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية». وأضافت أنّه «ليس لدى الرئيس التنفيذي لشركة تليغرام بافيل دوروف ما يخفيه، فهو يسافر بوتيرة متكررة إلى أوروبا». كما اعتبرت أنه من «السخف» ادعاء مسؤولية المنصّة ومالكها عن سوء استخدامها، خاتمةً البيان بأنها في انتظار حلٍّ سريع.

يواجه مؤسس التطبيق بافيل دوروف تهمة «الاستعمال المسيء للتطبيق من قبل بعض المستخدمين»

هنا يكمن السؤال في حقيقة اعتقال دوروف وأبعاده وتداعياته: لماذا الآن؟ وما المقصود بتهمة «تبرير الإرهاب» التي رفعها المحققون الفرنسيون ضده؟ وهل هي متعلقة بشكل مباشر بحرب الإبادة على غزة؟ جاء خبر اعتقال مؤسس تليغرام برد فعل احتجاجي عالمي وفقاً لما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب المدير التنفيذي ومالك منصة إكس (تويتر سابقاً) إيلون ماسك تغريدة ساخرة قائلاً: «من وجهة نظري، أعتقد أنه بحلول عام 2030 قد يتم إعدامك في أوروبا لمجرد إعجابك بصورة ساخرة meme». ثم أتبعها بأخرى ساخرة من التعديل الأول للقانون الذي يتعلق بحريات اعتناق الدين والتعبير والصحافة والحق في التجمّع السلمي للمواطنين، وتغريدة أخرى تقول: «أن تكون مدافعاً عن حرية التعبير في هذه الأيام يشبه أكثر فأكثر مشكلة كوباياشي مورو» (مستعار من مسلسل الخيال العلمي «ستار تريك»). ويقصد القول إنّ الدفاع عن حرية التعبير أصبح في عصرنا «سيناريو غير مربح». ونشر الإعلام الأميركي جاكسون هينكل، الذي اشتهر حسابه في الحرب الصهيونية الحالية على غزة بتعرية بروباغندا الاحتلال الإسرائيلي، تغريدةً عن الاتهامات التي تعرّض لها دوروف، موضحاً أنّ الحكومة الأميركية ترتكب جرائم حقيقية من «تمويل الإبادة، وتبييض الأموال عبر أوكرانيا، وتسليح كارتيلات المخدرات في المكسيك». وأعاد الصحافي تاكر كارلسون نشر مقابلة كان قد أجراها قبل أشهر مع مؤسس تليغرام معلّقاً: «لقد غادر بافيل دوروف روسيا عندما حاولت الدولة السيطرة على مؤسسته تليغرام. لكن في النهاية، لم يكن بوتين من اعتقله لسماحه للجماهير بممارسة حرية التعبير، بل كان بلداً غربياً، حليف إدارة بايدن وعضواً في الناتو. يجلس بافيل دوروف في سجن فرنسي الليلة، وهو تحذير حيّ لأي مالك منصة يرفض الرقابة على الحقيقة بناءً على طلب الحكومات ووكالات الاستخبارات» خاتماً تغريدته بجملة: «الظلام يحلّ بسرعة على العالم الذي كان في السابق حراً». واتّهمت حسابات أخرى جهاز الاستخبارات الصهيوني والأمن الفرنسي بوقوفهما وراء الاعتقال بغرض السيطرة على آخر وسيلة تواصل افتراضية «حرة»، بعد فشلهما في السيطرة على تيك توك الذي يحظى بغطاءٍ صيني رسمي.

لكن تغريدة إيلون ماسك الأحدث التي قارن فيها بين بافيل دوروف، ومؤسّس منصّة فايسبوك (ومالك إنستغرام وواتساب) مارك زوكربيرغ توضح الكثير، إذ أعاد نشر تغريدة تسأل عن السبب الذي يمنع من اعتقال مارك زوكربيرغ بتهمة «استغلال الأطفال»، مجيباً عليها بأنّ أحداً لن يعتقل رئيس شركة ميتا، لأنّه «يفرض رقابة على حرية التعبير ويمنح سلطات الدول الأخرى إمكانية الوصول إلى البيانات عبر الباب الخلفي».

وأشار إلى الأمر نفسه معاون مؤسّس ويكيليكس جوليان أسانج، النائب الإيطالي أدريان ماكراي، في مقابلة أجراها مع وكالة ««سبوتنيك»، إذ قال إنّ اعتقال دوروف «يأتي بتوجيه من أجهزة الاستخبارات الأميركية وحلف شمال الأطلسي اللذين وصلا إلى حالة من اليأس بشأن الوصول إلى بيانات ومعلومات عن منصة تليغرام، بعدما وصلا بالطريقة نفسها إلى واتساب وجميع المنصات الإعلامية المملوكة من قبل شركة ميتا».

ميزة الأمان والخصوصيّة

هناك ميزات يوفّرها تطبيق تليغرام تجعل أجهزة الأمن في الدول الغربية تلهث للانتفاع منها، ويبدأ الأمر بالتضييق على مؤسسه ثم اعتقاله والتحقيق معه بغية الضغط عليه وإيجاد منفذ لسرقة بيانات المشتركين في التطبيق. يتميّز تطبيق تليغرام، عن منافسه واتساب (2009) الأكثر شعبية واستخداماً الذي يمتلكه زوكربيرغ منذ عام 2014، بخاصية إنشاء القنوات (channels) التي يمكنها استيعاب عدد هائل من الأعضاء/ المشتركين للقناة الواحدة، بالإضافة إلى «مجموعات» (groups) ضخمة تصل قدرة استيعابها إلى 200 ألف مشترك. في المقابل، يوفّر واتساب خدمة «محادثات جماعية» (chat groups) لا تتجاوز الألف، و«مجتمعات» (communities) قد تصل إلى 5 آلاف مشترك، بحسب معلومات الموقع الرسمي. أما في ما يتعلّق بحجم المواد المرسلة من صور وفيديوات، فيعدّ تليغرام الأكثر احترافية ومهنيةً بين تطبيقات المراسلات الهاتفية، نظراً إلى قدرته على إرسال ملفات كبيرة بحجم 2 جيغابايت وتخزينها وبدقة عالية للصور، مقابل 100 ميغا عبر واتساب إذ يتم ضغط الملفات وتقليل جودتها البصرية. كما إنّ تليغرام يحافظ على المصدر لدى مشاركة الرسائل والأخبار مع أي حسابٍ عبر التطبيق. لكن الأهم هنا يكمن في ميزة الأمان والخصوصية وحماية المحادثات والملفات المرسلة، فهناك مثلاً خاصية تمنع «لقطات الشاشة» (screenshots)، وأخرى تمنح المشترك في قناة ما اختيار إخفاء رقم هاتفه عن بقية المشتركين ومسؤولي القنوات. هذه الميزات بالتحديد (بالإضافة إلى سهولة مشاركة المعلومات وسرعتها في عصر الإنترنت) كانت السبب الذي دفع الكثير من المنظمات والجماعات حول العالم، إلى إنشاء قنواتها الإعلامية الخاصة التي تمكّنها من مشاركة أخبارها بلسانها ووفقاً لروايتها، من دون أي اعتراض أو تلاعب أو تضليل في المعلومات المنقولة، خصوصاً بعد عقودٍ من احتكار وسائل الإعلام الكلاسيكية العالمية لـ «الحقيقة» التي تناسبها، وإن كانت بروباغندا متحيّزة للطرف الأقوى سياسياً، عسكرياً، واقتصادياً. ففي الحرب بين روسيا وأوكرانيا على سبيل المثال، اتجهت الجماهير إلى متابعة قنوات تليغرام للحصول على الأخبار السريعة حول تطورات الحرب (في ظل حظر فايسبوك وواتساب)، فأصبح التليغرام من المصادر الأساسية والمباشرة للأخبار القادمة من الميدان.

معكم «حماس»… من أرض المعركة

خلال الحرب الصهيونية الحالية على غزة، تعرّض مالك المنصّة لموجة انتقادات بعد السابع من أكتوبر لرفضه حجب حساب حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وجناحها العسكري «كتائب الشهيد عز الدين القسام». وتساءل يومها إن كان حجب الحساب سيساعد في إنقاذ الأرواح أم سيعرّضها للخطر؟ مشيراً إلى إنذار «حماس» لسكان مدينة عسقلان بضرورة المغادرة قبل إطلاق رشقات صاروخية. وأكّد دوروف بأنّه «لا يمكن استخدام حسابات تليغرام لتكثيف الدعاية، فهم يتلقون فقط المعلومات من القنوات التي يتابعونها»، فيما يستفيد الباحثون والصحافيون منها للتأكد من الحقائق. ويسعى العدو الصهيوني باستمرار إلى سلب «حماس» حسابها على التليغرام، خصوصاً بعدما زاد عدد المتابعين أكثر من ثلاثة أضعاف في هذه المدة القصيرة. وفقاً للقناة 13 الصهيونية، أرسلت «القسام» عبر التليغرام صوراً لعائلة أحد الأسرى الإسرائيليين الذي قتل في قصف إسرائيلي على غزة. منذ عملية «طوفان الأقصى»، لجأت «حماس» التي تعرّضت منذ أربع سنوات (2020) لاختراق مجموعاتها على الواتساب وحظر حساباتها وحجب منشوراتها على مختلف منصّات التواصل الاجتماعي، إلى تطبيق تليغرام لإرسال الصور والفيديوات والأخبار بشكل مباشر من أرض المعركة. وفرضت شركة غوغل على تليغرام حجب عدد من القنوات التابعة لـ «حماس» في نسخة التطبيق التي تعمل بنظام «أندرويد»، فأصبحت تلك القنوات غير متاحة للمستخدمين الذين حصلوا على تطبيق تليغرام من متجر «غوغل بلاي».

تحذير حيّ لأي مالك منصة يرفض الرقابة على الحقيقة بناءً على أوامر الحكومات ووكالات الاستخبارات

لكن أليس من المفترض أن تكون منصّات التواصل الاجتماعي هذه فضاءً عاماً للمواطنين والجماهير حول العالم كما يشاع؟ ألم تكن الغاية الأولى من إنشائها تقديم خدمة التواصل الحر بين الناس وامتلاك كل مشترك منبراً خاصاً عبارة عن حسابه الذي يمكّنه من التعبير عن رأيه ونشر ما يريده بحسب الظاهر؟ حين نشأت هذه المنصات، قدّمت نفسها على شكل «فضاء عام بديل» في نقدٍ لنظرية الفضاء العام public sphere لصاحبها الفيلسوف الألماني (الصهيوني) يورغن هابرماس في سبعينيات القرن الماضي، وغدت من الأطروحات الأكاديمية المهمة التي جرت الإفادة منها في مجالات متعدّدة من بينها العلوم السياسية والدراسات الإعلامية والسوسيولوجيا. قدّم المفكر الأهم منذ عقود لدى الألمان، ووريث «مدرسة فرانكفورت» الفكرية النقدية، فكرته حول الفضاء العام والفعل التواصلي الذي يضمن الديموقراطية وحرية التعبير والتمثيل السياسي الصحيح، موجّهاً نقده إلى الأنظمة الشمولية التي سيطرت على الفضاء العام وأبعدت المواطنين عن الدولة وعملها ومساءلتها. واعتبر الفضاء العام المجال الذي يجتمع فيه الناس للتواصل ومشاركة آرائهم حول حقوقهم وأداء الدولة. كما رأى أنّ احتكار الإعلام من قبل الأنظمة السياسية الشمولية، يمنع تشكّل الفضاء العام. فتعدّد قنوات الإعلام وتدفق المعلومات المتنوعة المصادر، أمر يسهم في خلق مواطنين متساوين ذوي وعي بحقوقهم، وبالتالي يستطيعون التعبير عن آرائهم ومساءلة السياسيين ومعرفة واجباتهم. لكنّ المؤسسات الإعلامية التقليدية من صحف وإذاعات وقنوات تلفزة تابعة للدول الغربية، كما لبعض الدول العربية، أثبتت أنّها ــ وإن تعدّدت أسماؤها وجنسياتها ـــ منصة واحدة، وبوق واحد يردّد الرواية نفسها.

قائد جهادي كبير يروي عن استعدادات المقاومة للحرب: هدفنا تدمير جيش العدو وسينتشـلون الجثث من تحت ركام المدن
تعرّض مالك المنصّة لموجة انتقادات بسبب رفضه حجب حساب «حماس» وجناحها العسكري

منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على غزة والإعلام الغربي يمعن في التضليل ويمارس ازدواجية المعايير (راجع الأخبار 27/11/2023) في تغطيته للأخبار عن الحرب. ويكاد المشاهد لا يميز القنوات الأميركية عن تلك الفرنسية أو الألمانية والبريطانية من شدة التنسيق في المصطلحات وتوحيد الرواية التي تتهم باستمرار المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وتجيد فبركة المعطيات لتتوافق مع الرواية الصهيونية وبالتالي تبرئة الاحتلال. هذا الفضاء العام فشل فشلاً ذريعاً، حسب عشرات آلاف الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، التي تناولت «الحبة الحمراء» (ترمز إلى الوعي في فيلم «ماتريكس»/ 1999) وهجرت الإعلام الكلاسيكي، متّجهةً بقوة إلى منصات التواصل الاجتماعي (فايسبوك، إنستغرام، تويتر، تيك توك، تليغرام، واتساب…) بهدف الحصول على الحقائق كما هي من دون «فلترة» أو تضليل.

لكن مع ما يقوم به الاتحاد الأوروبي من توجيه تحذيرات رسمية لشركات منصّات التواصل الاجتماعي العالمية ومؤسّسيها، بهدف حجب الحسابات وحذف الأخبار المؤيدة والداعمة للمقاومة الفلسطينية، لم يعد الفضاء العام البديل «فضاءً عاماً».

بعد إجبار شركة «ميتا» على حظر محتوى ضخم عن منصتَيها فايسبوك وإنستغرام صنّفته بأنّه «محتوى عنيف» أو «مضلّل»، وكذلك الأمر مع منصة إكس التي تلقّت تحذيرات رسمية بفرض عقوبات قانونية عليها إذا لم تحذف المحتوى المؤيّد لحركة «حماس»، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي نسخةً أخرى عن النظام الشمولي المحتكر للميديا وتدفّق المعلومات، وغدا الإنترنت ـــ بتنوع أشكال خدماته الإعلامية ـــ فضاءً ضيّقاً لا يتّسع للحقيقة إذ تأتي على لسان أصحابها.

اللواء:

صحيفة اللواءصواريخ تستهدف زيارة رئيسي الأركان الإسرائيلي والأميركي إلى مستوطنات الشمال

الجنوب يتنفس الصعداء والتمديد لليونيفيل الخميس.. ووزير الكهرباء يبحث عن 1200 ميغاواط

بعد يوم وأكثر على ردّ حزب الله على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر، برز السؤال مساء أمس: هل استهدف حزب الله بقصفه مستوطنات الشمال زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي هاريسي هليفي ورئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال تشارلز براون الى المستوطنات للاطلاع على مجريات المواجهة بعد فجر الاحد الماضي؟

مجريات الوقائع، تؤكد ان تسلل سرب من الطائرات المسيَّرة الى داخل اسرائيل يدعم فرضية الاستهداف، حيث تم ايضاً اطلاق 20 صاروخاً باتجاه المستوطنات الشمالية، حيث دوت (معاريف) صافرات الانذار في مستوطنات ايليت هشاجر، مشمار غوردان، حانيت، شلومي، جادوت، ايموكا وصولاً الى عرب العرامشة، ليمان ويعارا، قوبلت بصواريخ اعتراضية.

وفيما امتنعت دوائر الاحتلال عن كشف المزيد من المجريات، نقل عن هاليسي، من على الحدود مع لبنان قوله: مهمتنا واضحة، وهي اعادة سكان الشمال الى منازلهم بأمان في اسرع وقت ممكن.

وكان رئيس الاركان الاسرائيلي اعلن تصميمه على إلحاق الضرر بحزب الله والقضاء على قياداته.

يبدو ان المواجهات في جبهة الجنوب ستستمر بلا افق حتى التوصل الى وقف لإطلاق النار ولو مؤقت في غزة، اذا تمكنت الادارة الاميركية من فرض الاتفاق على رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو، لذلك التصعيد وارد في اي لحظة ولو ان المواجهات اليومية في جبهة الجنوب عادت امس بعد رد الحزب على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر الى طابعها السابق من قصف وقصف مضاد ضمن قواعد الاشتباك.

لكن يُخشى من استمرار العدو الاسرائيلي في خرق هذه القواعد مجدداً كما حصل امس بالغارة على سيارة في منطقة عبرا قرب مدينة صيدا بإستهداف مسيَّرة احد مسؤولي حركة حماس، وهو عدوان لا يمر ببساطة بل سيستدعي رداً قوياً من الحزب ولو بقي ضمن قواعد الاشتباك عبر استهداف اهداف عسكرية. انما الخشية هي من اي خطأ في حسابات اسرائيل، بخاصة بعدما اعلنت وسائل اعلام عبرية امس، ان جيش الاحتلال الاسرائيلي «قد يشنّ هجوماً استباقياً آخر ضد حزب الله هذا الأسبوع»، ما يعني ان لا افقاً واضحاً في مسار المواجهات فقد تخف وقد تتطور وفق حسابات حكومة الاحتلال.

الخماسية: لا إهمال للملف الرئاسي

وفي سياق متصل، اوضح مصدر دبلوماسي متابع عن قرب لحركة اللجنة الخماسية العربية – الدولية لـ «اللواء»، ان اللجنة لم تهمل موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لكن دولها كانت منهمكة خلال الاشهر القليلة الماضية بمتابعة محاولات وقف الحرب في غزة وانعكاسها التلقائي على وقف مواجهات جبهة الجنوب اللبناني. وقالت المصادر: ان اللجنة كانت مستغرقة بالعاجل وهو وقف الحرب في غزة، وفي المهم وهو تصاعد المواجهات في الجنوب، وماجرى قبل يومين (رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر) يؤكد اهمية استمررا السعي لوقف الحرب في غزة حتى يتوقف اطلاق النار في الجنوب.

اضاف المصدر: في حال وفّقت اللجنة في تهدئة الاوضاع في غزة والجنوب، تعيد الاهتمام بملفات لبنان واولها ملف الاستحقاق الرئاسي وملفات ومواضع لبنانية اخرى مهمة ايضاً.

وفي سياق حركة اللجنة، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله بخاري، في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو. وهما سفيرا الدولتين في اللجنة الخماسية العربية – الدولية.

وجرى خلال الاستقبال البحث في أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الجنوبية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات.

التجديد باللون الأزرق

واستمر الاهتمام الاوروبي والدولي بالوضع في لبنان، فتلقى الوزير عبد الله بو حبيب اتصالاً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، تناول فيه مطالب لبنان في ما خص التجديد لليونيفيل وتطبيق القرار 1701.

وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل.

وأعاد الوزير بوحبيب تأكيد موقف لبنان» الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد».

يشار الى ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، على ان توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون ادخال تعديلات جوهرية
.
ولاحظت نائبة المتحدث باسم اليونيفل كانديس ارديل ان سكان جنوب لبنان تنفسوا الصعداء، بعد تطورات الامس، وذكرت ان الهدوء عاد الى الحياة، وبات التوتر في الجنوب اقل حدة، مشيرة الى ان اليونيفيل ستطبق قرار مجلس الامن، وستستمر بمهامها بموجب القرار 1701 وبالتنسيق مع الجيش اللبناني.

الموازنة.. والمواجهة

مالياً، ومن دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ محمد رشيد قباني اعلن وزير المالية يوسف خليل ان موازنة 2025 ستكون امام مجلس الوزراء في الايام القليلة، بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها.

وقبل احالة الموازنة الى المجلس النيابي، على ان تقر اولاً في مجلس الوزراء، وصفت النائب غادة ايوب، وهي عضو في «تكتل الجمهورية القوية» (حزب القوات اللبنانية) الموازنة بالوهمية، متحدثة عن مواجهة مستمرة.

الكهرباء

كهربائياً، من المفترض ان تكون الباخرة التي اشتراها لبنان وصلت الى حيث سيجري فحصها، وبالتالي تجهيزها للتوزيع على معامل الانتاج في الزهراني ودير عمار، مع الاشارة الى ان باخرة الفيول الجزائري تصل الاسبوع المقبل محملة بـ32 الف طن من الفيول، يرجح استبدالها او بيعها مما يعني تأخير الاستفادة.

وفي لقاء اعلامي حضره السفير الجزائري رشيد بلباقي، اعتبر وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان هبة الرئيس الجزائري عبد الميجد بتون ستساعد في تعددية المنظومة الطاقوية في لبنان، مشدداً على ان تفتح هذه المبادرة آفاق التعاون بين البلدين، لتشمل الغاز وغيره.

واعتبر ان الازمة سببها الانهيار المالي الذي يعانيه البلد، كاشفاً ان العراق يزود لبنان بالمحروقات الكافية لتوليد 600 ميغاوات، وقال: نحتاج في هذه المرحلة الى 600 ميغاوات اضافية لتصل الى 1200 ميغاوات، مما يمكننا من تنفيذ خطة الطوارئ للنهوض بقطاع الكهرباء وزيادة ساعات التغذية بالتيار.

الوضع الميداني

ميدانياً، ما ان اعلن عن زيارة لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي برفقة رئيس اركان الجيش الاميركي، حتى انهالت القذائف والصواريخ على شمال اسرائيل، بالوقت الذي قصفت القوات الاسرائيلية بالغارات الحي الشرقي من بلدة ميس الجبل، ونهر الخردلي ووادي زوطر ودير سريان ووادي الحجير، والمنطقة بين حداثا ورشاف والحرش الممتد بين حداثا ورشاف والطيري.

وذكرت «يديعوت احرنوت» ان منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ لاعتراض مسيَّرات اطلقت من لبنان باتجاه مستعمرات الشمال.

وحسب ما نقلت «يديعوت احرنوت» اندلع حريق في «اييليت هشاحر» من جراء صواريخ حزب الله على سهل الحولة.

وكان العدو الاسرائيلي عمد الى التصعيد عند ساعات الظهر حيث بدأ باستهداف سيارة في صيدا عند مدخل عبرا تعود الى احد قياديي الفصائل الفلسطينية الا انه نجا واصيب بجراح طفيفة، واكمل العدو مسلسل العدوان على القرى الجنوبية مستهدفا طير حرفا والطيبة وغيرهما، فيما ردت المقاومة باستهداف مواقع جيش العدو في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وافادت الزميلة ثريا حسن زعيتر أن مسيّرة اسرائيلية معادية استهدفت بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد ظهر امس واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة.

وقد نجا سكان مبنى لين على أوتوستراد الشماع نتيجة العدوان الصهيوني على السيارة في صيدا، حيث قصفت المسيَّرة صاروخين، وقع واحد على سطح المبنى والآخر على السيارة.

وأفادت المعلومات الأولية أن الشخصية المستهدفة فلسطينية من قادة حماس. كان قد ركن سيارتة قرب السوبرماركت تاركا الهاتف بداخلها ما أدى إلى استهدافها ونجاته.

لبنان يودِّع سليم الحص باستذكار استقامته الوطنية

ودّع لبنان الرسمي والسيايس والشعبي الرئيس سليم الحص، وأمّ الصلاة على جثمانه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور الرئيس نجيب ميقاتي، وممثل الرئيس نبيه بري النائب محمد خواجه، والرئيسين فؤاد السنيورة وحسان دياب والوزير السابق محمد المشنوق ممثلاً الرئيس تمام سلام، والنائب السابق محمد الحجار ممثلاً الرئيس سعد الحريري.
كما مثل النائب محمد رعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وكانت الحكومة أقامت مأتماً رسمياً للرئيس الراحل، ونقل الجثمان ملفوفاً بالعمل اللبناني ومحمولاً على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى.

ثم أمّ المفتي الصلاة على جثمان الفقيد، ووري الثرى في مدافن العائلة في جوار مقام الامام الاوزاعي، ووضعت الاكاليل من الزهور على الضريح.

وتقبل الرئيس ميقاتي والمفتي دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال التعازي في باحة المسجد.
وتتقبّل العائلة التعازي اليوم وغداً في مسجد الخاشقجي.

<

p style=”text-align: justify”>

البناء:

صحيفة البناءغالانت: الحرب على حزب الله في المستقبل البعيد وليس الآن وهاليفي يطمئن

البيت الأبيض: هجوم حزب الله كان كبيراً ومختلفاً في نطاقه عما كنّا نراه يومياً

المقاومة تستقبل وتودع رئيسي الأركان في الاحتلال والجيش الأميركي بالنيران

‭‬ كتب المحرّر السياسيّ

بقي رد حزب الله على اغتيال القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وتداعيات هذا الرد ورصد ردود الفعل عليه هو الحدث الأبرز، وكان اللافت في التعليقات هو ما ظهر على المستويين الأميركي والإسرائيلي، باعتبارهما المعني الأول بالرد.

فمن جهة كان البيت الأبيض قد أعلن في بيانات مواكبة لارسال الحشود الأميركية الى المنطقة انها آتية لردع أعداء «إسرائيل» في إيران وحزب الله عن استهدافها، وتقديم كل الدعم اللازم للدفاع عنها إذا تعرّضت للهجوم، ومن جهة ثانية قال البنتاغون في أكثر من تصريح أنه على تنسيق على مدار اللحظة مع قيادة جيش الاحتلال استعداداً للردود المتوقعة.

وبالأمس كشف البنتاغون عن قيامه بتزويد جيش الاحتلال بمعلومات استخبارية تتصل برد حزب الله.

وترجمت واشنطن مقاربتها للرد بخطوتين، الأولى زيارة رئيس أركان جيوشها جبهة الشمال برفقة رئيس أركان جيش الاحتلال، حيث استقبلتهما المقاومة وودعتهما بالنيران، عبر وجبات من الصواريخ والطائرات المسيرة، والثانية كانت صدور تصريح عن البيت الأبيض اعترف فيه بقوة الرد، وقال إن «هجوم حزب الله كان كبيراً ومختلفاً في نطاقه عما كنا نراه يومياً».

على مستوى الكيان لا يزال الذهول هو السمة المشتركة في تعليقات قادة الكيان، الذي توافقوا منذ أمس على الإعلان عن عدم نية الذهاب الى الحرب رغم عشرات التصريحات والمواقف التي كانت تردّد دائماً أنها تعطي مجالاً لحل دبلوماسي لوقف تهديد حزب الله عبر الحدود لكنها سوف تتصرّف عسكرياً بعد أسبوع أو أسبوعين إذا لم تفلح المساعي الدبلوماسية بوقف هذا التهديد.

وكان هذا الكلام لازمة يكرّرها وزير الحرب يوآف غالانت، الذي قال إنه سوف يعيد لبنان الى العصر الحجري، وإن على لبنان أن يدفع ثمن عدم لجم قوة حزب الله عن تهديد الكيان.

وكان رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو يقول إن قضية مستوطني الشمال يجب أن تحل قبل حلول الموسم الدراسي اما عبر الوساطة الدبلوماسية أو عبر قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني، والتهديد بتدمير الضاحية على الأقل والقيام بعملية برية كبرى تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني كان محور الخطاب الإسرائيلي لعشرة شهور مضت، ليحل مكانه فجأة الحديث عن عدم الرغبة بالحرب والتصعيد، ثم يقول رئيس الأركان خلال زيارته المشتركة مع رئيس الأركان الأميركي إن تأمين المستوطنين هو هاجس قيادة الكيان وإن المواجهة مع حزب الله مستمرة، لكن مع عدم التهديد بالحرب وذكر الليطاني والعصر الحجري، بينما كان غالانت أكثر وضوحاً بقوله، إن الحرب على حزب الله سوف تأتي في المستقبل البعيد ولكن ليس الآن.

وتوقفت مصادر متابعة أمام هذا التحول الكبير في موقف الاحتلال ووضعته في سياق تداعيات رد المقاومة واستهدافاته، ووضعه الأمور بين احتمالي الاحتواء بالتراجع عن العنتريات، او اعتباره فرصة ترجمة التهديدات بالذهاب الى الحرب، ويبدو أن الكيان قد فضل الذهاب الى الخيار الأول في ضوء المعطيات التي تجمعت عنده حول ما يمكن ان ينجم عنها في ضوء ما كشفه الرد من خفايا وأسرار لم تكشف لكن قيادة الكيان باتت تعلمها، كما تعلم محدودية القدرة على التعامل مع قوة المقاومة.

بعدما حبست المنطقة أنفاسها عقب الرد النوعي لحزب الله في عمق الكيان الإسرائيلي وشماله على اغتيال القيادي السيد فؤاد شكر، أرخى خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بظلاله على المشهد الميداني والسياسي فاتحاً الباب أمام سيل من التحليلات والتأويلات عما قصده السيد بكلامه حول «الرضى» عن نتائج ردّ المقاومة، ما يضع الرد الثاني خياراً واقعاً ما يبقي زمام المبادرة بيد الحزب مقابل مزيد من الحرب النفسية والاستنزاف للكيان.

ووفق خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» فإن مجرد وصول معظم الصواريخ والمسيّرات الى أهدافها لا سيما على قاعدة «مرغليوت» هو إنجاز استخباري وعسكري وتكنولوجي لحزب الله بمعزل عن حجم الأضرار والإصابات، فوصول الصواريخ والمسيرات الى هذه المناطق الحساسة والمواقع الاستراتيجية يضرب مفهوم الأمن في «إسرائيل» وكشف ضعفها وعجزها عن الاستمرار في جولة الحرب الجوية والإعلان بشكل سريع عن انتهاء العمليات الجوية، ما يكشف خوف «إسرائيل» من خوض مواجهة مفتوحة أو شاملة مع حزب الله.

ورجح الخبراء أن تكون مسيرات حزب الله قد وصلت الى الهدف المحدّد وألحقت خسائر بالطاقم العسكري الموجود رغم اتخاذ الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة واستثنائية في جميع القواعد والمراكز العسكرية الاستراتيجية وعلى رأسها وزارات الدفاع والأمن القومي والأجهزة الأمنية لا سيما الموساد وأمان، إذ طلب رئيس الموساد من جميع الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية منع السفر والانتقال والحصول على تصريح منه قبل التنقل من مكانهم المخصّص لهم.

وشدد الخبراء على أن رد حزب الله سيترك تداعيات كبرى على «إسرائيل» لا سيما على أجهزة الاستخبارات التي عجزت أولاً عن معرفة توقيت هجوم حزب الله بدقة وفشلت بإسقاط أغلب الصواريخ والمسيرات وبتحديد أماكن المنصات التي أطلقت الصواريخ والمسيرات، وبالتالي فإن كل القدرات الإسرائيلية والدعم الأميركي والغربي لم ينجح بحماية «تل أبيب» ولا حتى شمال فلسطين المحتلة.

وفيما يفرض جيش الاحتلال رقابة مشددة على الإعلام الذي انشغل بقراءة رد حزب الله وتداعياته الكبيرة على الكيان. إذ ذكرت صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» أنّ أكثر من 320 قذيفة صاروخية أطلقها حزب الله صباح أمس الأحد على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة وخط المواجهة، معتبرة أن هذا جزء من الرد على اغتيال فؤاد شكر (القائد الجهادي الكبير) قبل أقل من شهر.

ولفتت الصحيفة إلى أنه «وفي خطوة مسبقة وشديدة، أعلن رؤساء السلطات في الشمال، موشيه دافيدوفيتش، دافيد أزولاي وغيورا زلتس، عن وقف كل التواصل مع كل الجهات الحكومية.

وأفاد الثلاثة في تصريح شديد أنه بدءًا من الآن سنقطع كل الاتصالات مع كل الجهات الحكومية إلى حين إيجاد حل كامل لسكان الحدود الشمالية، حل يتضمن أمناً كاملاً لإعادة الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم، وضمان سلامة كل السكان والمصادقة على خطة اقتصادية لترميم الشمال».

وأشارت الصحيفة إلى أنه «إضافة لذلك، فإنّ مئات من سكان الشمال الذين تمثلهم هيئة «نقاتل من أجل الشمال» قالوا أمس، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت الذين أداروا الرد على الهجوم من المقر القيادي تحت الأرض في الكريا: منذ عشرة أشهر نحن نعاني من عشرات ومئات الصليات الصاروخية، كل يوم تقريبًا حتى الآن، من دون رد جوهري، عدا عن تصفيات مركّزة وهجمات لا تنتج ردعًا».
واعتبرت «معاريف» أن حزب الله نجح حتى الآن في إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة وهو لا يزال يلحق أضرارًا بمستوطنات الشمال.

ولفتت الصحيفة الى أنه «في ساحة الإصابة في عكا تضررت عشرات الشقق السكنية والمنازل الخاصة من إصابة مباشرة – على ما يبدو لصاروخ اعتراضي، فيما أصيبت امرأة بجروح طفيفة.

وفي مستوطنة مانوت في الجليل الغربي أصيب مبنى، وسُجّلت إصابات مباشرة على الطريق وفي مناطق أخرى. في عكا تضرّرت منازل كثيرة. نوافذ كثيرة في المنطقة تحطّمت، والشظايا دخلت إلى بعض المنازل».

وبيّنت الصحيفة أن رئيس مجلس المطلة، دافيد أزولاي قال: «دائمًا نحن هكذا، المزيد والمزيد من الصواريخ. كل ما يمر من الجنوب إلى الشمال وبالعكس يمر فوق المطلة، نحن ساحة للعب. معظم الصواريخ المعترضة فوقنا. توجد هنا مساحة كاملة من الأرض قرّرت «إسرائيل» التخلي عنها من دون أي قرار من الكنيست، وبرأيي، هذا مخالف للقانون ويجب على المستشارة القانونية فحص هذا الأمر».

وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، «أننا لم نشارك في الضربات الاستباقية التي شنتها «إسرائيل» ضد مواقع حزب الله يوم الأحد». لكن المتحدث أعلن أنّ «واشنطن زوّدت إسرائيل بمعلومات استخبارية ودعم يتعلق بالاستطلاع لرصد هجمات حزب الله».

وزار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون، قيادة المنطقة الشمالية التابعة لجيش الاحتلال برفقة رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، بحسب ما جاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال.

وفي أعقاب الزيارة، قال هليفي، «انتهيت للتوّ من زيارة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في القيادة الشمالية. نحن نعزز التعاون العملياتي لمواجهة التحديات والتهديدات في الشرق الأوسط».
وأفادت قناة «الجزيرة»، عن «هجوم بمسيّرات وصواريخ على شمال «إسرائيل» تزامنًا مع الإعلان عن زيارة لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ونظيره الأميركي تشارلز براون إلى الشمال».

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ «منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ اعتراضية قرب مدينة نهاريا شمالي «إسرائيل»». وأشارت القناة 14 الإسرائيلية، إلى «انفجار طائرتين مسيّرتين في منطقة ايليت هشاحر في الجليل الأعلى».

ميدانياً، استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا. واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في حماس نضال حليحل.

على الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب وطير حرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. ونفذت مسيّرة غارة على بلدة حانين. أيضاً، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الأراضي اللبنانية.

في المقابل، أعلن حزب الله «استهداف ‌‌‌التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلقة انقضاضية والإصابة مباشرة».

رسمياً، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وإيطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفيل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الحالي، وعرض معهم المفاوضات الجارية حالياً في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضاً في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل. وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان «الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد». كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، إضافة الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل.

وفي حين اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن «التصعيد في لبنان مقلق للغاية»، مؤكدًا على الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالاً هاتفياً من مفوّض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١.
وأسف الوزير بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، والتي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة.

وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة. وشدد الوزير بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على «إسرائيل» لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار ١٧٠١.

أكدت نائبة المتحدّث باسم قوّات اليونيفيل كانديس أردِيل أن سكان الجنوب تنفّسوا الصعداء بعد تطورات الأمس وما شهدوه فجر الأحد من ردّ لحزب الله على «إسرائيل»، قائلةً: اليوم عاد الهدوء إلى الحياة وباتت وتيرة التوتر في الجنوب أقل حدة.

وأشارت مصادر «البناء» الى أن التوجه الى التمديد للقوات الدولية في الجنوب وفق الصيغة القائمة من دون أي تعديلات، كاشفة أن صيغة فرنسيّة طرحت في وقت سابق تضمنت تعديلات في الجانب التقني والاستعلامي ما يعزّز تحرّك القوات الدوليّة وجمع المعلومات لكن تمّ رفض الأمر وأصرّ الجانب اللبناني على التمديد وفق الصيغة القائمة والتشديد على إعلام الجيش اللبناني بخريطة تحرك دوريات اليونفيل في الجنوب لتفادي الحوادث الأمنية.

وذكرت سفيرة كندا في لبنان كندا ستيفاني ماكولم، أنّ «كندا تدعم بشدة ولاية اليونيفيل والدور الذي تلعبه في جنوب لبنان لضمان ومراقبة وتسجيل انتهاكات قرار مجلس الأمن رقم 1701، ونأمل بشدة أن يقوم مجلس الأمن بتجديد الولاية لسنة أخرى»، مضيفة «نؤيد التنفيذ الكامل للقرار 1701 وما زلنا ندعمه بالكامل».

وردًا على سؤال حول مشاركة كندا في إعادة إعمار الجنوب جراء الاعتداءات الإسرائيلية، ذكرت «أننا سننتظر لنرى ما هي الخطة وما الذي خططت له الدولة اللبنانية لإعادة الإعمار حيث يحتاجون إلى المساعدة، وبالتأكيد كما كنا في الماضي نتطلع إلى أن نكون من كبار المانحين لمساعدة لبنان في تنفيذ تلك الخطط بما في ذلك إعادة الإعمار».

على صعيد آخر، ودّع لبنان الرئيس سليم الحص، الذي وافته المنيّة عن 95 عاماً.

وأقامت الحكومة اللبنانية مأتماً رسمياً للرئيس الحص، ونقل جثمانه مجللاً بالعلم اللبناني ومحمولا على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى، ثم أمّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المصلين على جثمان الفقيد في المسجد في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة والرئيس حسان دياب وممثلين عن الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري وممثل عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ووري الثَّرى في مدافن العائلة.

وتقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال وآل الفقيد التعازي من الرسميين والشخصيات في باحة المسجد.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-08-27 04:48:05
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading