صحافة

الصحافة اليوم: 29-7-2024

الصحافة اليوم

<

p style=”text-align: justify”>تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين  29-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

<

p style=”text-align: justify”>

الاخبار:

جريدة الاخبارالإمارات «تمهّد» سقطرى لإسرائيل
تسريع العمل في قاعدة مشتركة مع إسرائيل: الإمارات «تبتلع» أرخبيل سقطرى

منذ بدء العدوان على اليمن عام 2015، تسعى الإمارات إلى السيطرة على أرخبيل سقطرى الإستراتيجي اليمني، في المحيط الهندي. وذاك مشروع بعيد المدى، يندرج ضمن تحالف يجري وضع أسسه بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، الخليجية تحديداً، تحت مظلة أميركية، ويشكّل الأرخبيل، بالإضافة إلى جزر وموانئ يمنية أخرى، نقطة مركزية فيه. ويبدو أن التحالف المذكور صار تشكيله أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى أطرافه كلها، أو هذا ما يوحي به على الأقل تصرّف هذه الأخيرة، بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، حيث سرّعت الخطى لتشييد معالمه، التي تتصدّرها قاعدة عسكرية إماراتية – إسرائيلية يجري بناؤها في جزيرة عبد الكوري، ثانية كبريات جزر الأرخبيل، بعد سقطرى.ورغم الحرص على محاولة إبعاد إسرائيل عن الواجهة في هذا المشروع، إلا أن الهدف النهائي هو الربط بين جيوش وأجهزة أمن إسرائيل والدول العربية المعنية، تحت مظلة «القيادة المركزية الأميركية»، وهذا ما تجلّت أولى صوره في اللقاء «السري» (اقرأ: العلني) بين رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هليفي، وقائد «القيادة المركزية الأميركية»، مايكل كوريلا، وقادة جيوش السعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن، في المنامة في 22 حزيران الماضي، وتناول «التجربة الناجحة» في التعاون بين هذه الجيوش في محاولة صد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل/ ليل 14 – 15 نيسان الماضي.

ما هو أرخبيل سقطرى؟
يعدّ أرخبيل سقطرى إحدى المحافظات اليمنية الـ22، ويقع شمال غرب المحيط الهندي قبالة سواحل محافظة المهرة، ويتكوّن من جزر سقطرى وعبد الكوري وسمحة ودرسة وكراعيل فرعون وصيال، وأقرب نقطة إليه في البر اليمني تقع عند رأس فرتك على بعد 345 كيلومتراً في محافظة المهرة، فيما تبعد جزره 900 كيلومتر من عدن، و150 كيلومتراً من الرأس العسير على الساحل الأفريقي في الصومال. وتشكّل سقطرى إحدى مناطق الاهتمام في الإستراتيجية الدفاعية الأمنية والأمن الداخلي الأميركي، وتعطيها الإستراتيجية البحرية الأميركية في الشرق الأوسط أولوية في التخطيط البحري العسكري. وانطلاقاً من نظرية الخبير الجيو استراتيجي في البحرية الأميركية، ألفريد ماهان، فإن من يمسك بالسيادة البحرية في المحيط الهندي، يكون لاعباً رئيسياً في شكل النظام العالمي، ومن يسيطر على المحيط الهندي يسيطر على آسيا، بينما يؤكد عدد من الدراسات أن من يسيطر على سقطرى والمناطق البحرية المجاورة، يمكنه أن يسيطر على البحر العربي وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر وشمال المحيط الهندي، كما على جنوب شبه الجزيرة العربية وجنوب شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
ويتساكن الوجود الإماراتي في الأرخبيل مع آخر سعودي أكبر منه عسكرياً إلا أنه أقل حراكاً، ولكنه في الوقت نفسه يبدو متربصاً بذاك الإماراتي، في تنافس ضمن التحالف، كما هو الحال في مناطق أخرى تتشارك فيها الدولتان الوجود، بما في ذلك البر اليمني. ومن الصعب تصوّر أن تترك الرياض لأبوظبي الإمساك بزمام الأمور في سقطرى، إذا ما حاولت الأخيرة تجاوز ما يقتضيه التحالف الذي يضمّهما. والواقع أن الإمارات فعلت كل شيء لوضع يدها على الأرخبيل؛ فقامت بتجنيد 900 من شبان الجزيرة ونقلهم إلى الإمارات، بدلاً من نشرهم فيه، لكي تربط أسباب حياتهم بها، علماً أن هؤلاء يقومون بإرسال تحويلات إلى ذويهم في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 90 ألف نسمة. كما تقوم الدولة بتشغيل شبكة هاتف خلوي تابعة لشركة «زين»، وكأنها جزء من شبكة الشركة في الإمارات نفسها. أما إسرائيل، فلا يُلاحظ وجود مباشر لها في أرخبيل سقطرى، ولكن كل ما يجري فيه مصمم لخدمة أمنها عن طريق الحليف الإماراتي، في حين تقوم هي بتوفير معظم المعلومات الاستخباراتية لمن يقاتلون حركة «أنصار الله» في اليمن، من دون أن تنخرط بصورة مباشرة في المواجهة. وفي هذا السياق، يمكن وضع التنسيق مع الجماعات الموالية للإمارات في اليمن، لإعادة إشعال القتال جنوباً، وردع الحركة عن استهداف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن.

التواجد السعودي والإماراتي
يتواجد في جزيرة سقطرى لواء عسكري سعودي، بعتاده وأفراده وكامل مستلزماته. في المرحلة الأولى لوصول هذا اللواء، كان عدد أفراده قرابة الـ850 جندياً وضابطاً. وبعد استقرار السيطرة على الجزيرة، صار الجنود السعوديون يتناوبون على الخدمة هناك، إذ يذهب كل 120 جندياً في إجازة تمتد شهرين ويأتي بدلاء منهم. وبعدما كان الطيران السعودي ينظّم رحلة يومية في بداية احتلال الجزيرة، بات يسيّر حالياً رحلة كل يومين من المملكة إليها. كما تمتلك الرياض ثلاثة أبراج اتصالات خاصة بقواتها، وعند كل برج يوجد موقع عسكري. وأما مقر اللواء العسكري السعودي، ففي منطقة تسمى موري، بجوار مطار حديبو، عاصمة سقطرى. كذلك، للمملكة موقع آخر في الهيئة العامة لحماية البيئة في حديبو، وهو مدخل المدينة من الجهة الغربية، فيما يقع ميناء الجزيرة تحت سيطرة السعودية ويوجد فيه مركز عسكري سعودي.
وفي المقابل، تتواجد القوات الإماراتية في مطار سقطرى الذي يبعد عن حديبو 12 كيلومتراً، وأيضاً في موقع في ميناء حولاف في المدينة، وهو مجمع كبير تابع لها. وربما بسبب التواجد العسكري السعودي الطاغي في سقطرى، آثرت الإمارات نقل أصولها إلى جزيرة عبد الكوري التي تقوم ببناء قاعدة عسكرية فيها منذ عام 2021، توصف بأنها إماراتية – إسرائيلية، مع تحضيرات إماراتية لنقل قوات من سقطرى إلى القاعدة الجديدة. على أن التواجد العسكري الإماراتي المباشر في سقطرى، هو تواجد رمزي لا يتجاوز عديده الخمسة إلى سبعة أشخاص، وذلك بالنظر إلى أن أبو ظبي تعتمد أسلوباً آخر للسيطرة، عبر تجنيد قوة خاصة من أبناء الجزيرة تحت مسمى «الحزام الأمني» بعدد 250 فرداً، تختلف عن المجنّدين السقطريين الموجودين في الإمارات نفسها. كما تنشط أبو ظبي في الجزيرة عبر مندوب «الهلال الأحمر الإماراتي»، أبو مبارك خلفان المزروعي، وأيضاً عبر أنشطة لـ«مؤسسة خليفة»، والمندوب العسكري والأمني الإماراتي أبو راشد.
900 من شبان الجزيرة جُنّدوا ونُقلوا إلى الإمارات كأداة للهيمنة على مجتمعها

لكن إنفاذ السيطرة الإماراتية فعلياً يتم عبر «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يسيطر إدارياً وأمنياً على الجزيرة عبر المحافظ المعين من قبل «التحالف»، رأفت إبراهيم. وبحسب المحافظ المعيّن من قبل صنعاء، هاشم سعد السقطري، ثمة تبادل أدوار بين الإمارات والسعودية. وإلى جانب ذلك، تستفيد أبو ظبي من المجنّدين الـ900 كأداة ضغط على مجتمع الجزيرة، بمعنى أنه إذا كان كل واحد منهم ينتمي إلى أسرة معينة، تكون الإمارات قد ضمنت ولاء نحو 900 أسرة، فيما يتم استخدام هؤلاء في سياق الضغط في حال حاولت بعض القبائل أو الأسر التمرّد على أبو ظبي. ويتركّز الوجود الإماراتي في سقطرى في منطقة تسمى «شيق» باللغة السقطرية (المهرية)، أي سوق، كما يتواجد الإماراتيون في مصنع «الوالي» للأسماك الذي اشتروه، القريب من الميناء، والكائن على بعد 4 كيلومترات شرق حديبو، والذي تقوم في جواره أرض كبيرة حوّلوها أيضاً إلى ثكنة ومركز أساسي لهم، فضلاً عن معسكر «الحزام الأمني».
أما أميركا وإسرائيل، فليس ثمة تواجد دائم وظاهر لهما في سقطرى، لكن وفوداً أميركية وبريطانية تأتي أحياناً بطائرات خاصة وبغطاء إماراتي أو سعودي، وتستمر زيارتها ساعات ثم تغادر. وخلال تلك الزيارات، قام الأميركيون بالإشراف على إعادة تأهيل موقعين أساسيين كانا تابعين للاتحاد السوفياتي سابقاً، الأول يقع في منطقة رأس موفي، وهو عبارة عن مرتفع شرق الجزيرة يطل على البحر العربي والمحيط الهندي شرقاً، والثاني يقع عند رأس قطينان غرب الجزيرة ويطل على المحيط الهندي ومدخل خليج عدن غرباً. وكان الموقعان يحتويان رادارات سوفياتية كبيرة تسيطر على المحيط الهندي، فيما العناصر المتواجدة فيهما حالياً تتبع الإمارات التي تقوم منذ نحو سنة ونصف سنة، ببناء محطة رادارات لرصد حركة الملاحة البحرية في المحيط الهندي والبحر العربي ومدخل خليج عدن، علماً أن كليهما يعدّان الأهم في الجزيرة وعبرهما يتم رصد ومتابعة كل من يتحرّك ذهاباً وإياباً في خليج عدن.
ونظراً إلى الأهمية الإستراتيجية لأرخبيل سقطرى، فإن دولة الإمارات، وبتنسيق مع كيان العدو، سعت إلى السيطرة عليه لضمه إلى موانئها وقواعدها العسكرية المستحدثة في خليج عدن والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، بما يحقّق لها إحكام السيطرة العسكرية والاقتصادية والملاحية من شمال بحر العرب حتى خليج عدن، وصولاً إلى البحر الأحمر فخليج السويس. وأخيراً، كشفت صور للأقمار الصناعية من موقع «planet»، تطوّر عمليات الإنشاء في القاعدة العسكرية الإماراتية في جزيرة عبد الكوري (يقطنها 1400 نسمة)، والتي تضم مطاراً عسكرياً لا زال البناء فيه مستمراً، علماً أن الجزيرة تحتوي أيضاً منشآت عسكرية واستخباراتية إماراتية – إسرائيلية. وقامت دولة الإمارات بإنشاء القاعدة العسكرية، وعدد من مدارج الطائرات التجريبية في يرة، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية عن تحركات إنشائية وعمليات رصف لطريق القاعدة الجوية الإماراتية. كما كشف موقع «إيكاد» لاستخبارات المصادر المفتوحة أن القاعدة الإماراتية في عبد الكوري، تتلقى تدفقاً مستمراً من الشحنات، بينما تشارك سفن مجهولة الهوية في أنشطة قريبة منها. وتثير هذه الأحداث، إلى جانب العمليات التجارية، تساؤلات حول الإستراتيجيات العسكرية المحتملة التي يتم اتباعها تحت ستار العمليات التجارية الروتينية، لتعزيز الأجندات الإقليمية.

السفينة «تكريم»
بعد 7 أكتوبر، شوهد تحرّك السفينة «تكريم»، وهي سفينة إنزال بحرية ترفع العلم الإماراتي، نحو جزيرة عبد الكوري. وتم تصميم السفينة خصيصاً لنقل ونشر الجنود والمعدات العسكرية والمركبات أثناء العمليات الهجومية، وهي انطلقت من ميناء زايد في أبو ظبي في 21 كانون الأول 2023، ووصلت إلى جزيرة سقطرى في الـ29 من الشهر نفسه، وبقيت هناك حتى 7 كانون الثاني 2024. ثم بعد ذلك، توجّهت غرباً إلى جزيرة عبد الكوري، ورست هناك حتى الـ11 من الشهر نفسه، قبل أن تعود إلى جزيرة سقطرى بعد يومين، وتغادر عائدة إلى الإمارات في 18 كانون الثاني. وتم الكشف عن وصول «تكريم» إلى عبد الكوري للمرة الأولى في 20 تشرين الثاني 2021. وفي الـ26 منه، أخفت إشارتها خلال وقوفها عند شواطئ الجزيرة، وظلّت هكذا حتى عادت إلى الظهور مرة أخرى في 25 كانون الأول في بحر العرب متجهة شمالاً، وهو ما رجّح وقتها أنها كانت تقوم بنشاط مشبوه. وتفيد المعلومات بأن رحلات السفينة كانت تهدف إلى نقل الإمدادات العسكرية والأفراد المتخصّصين الذين يشرفون على تطوير القاعدة الإماراتية. وبعد وصول المعدات اللازمة للبناء، بدأت الإمارات ببناء مدرج عسكري في الجزيرة، وتم نشر الخبر في الصحافة اليمنية المحلية. يذكر أن «تكريم» شاركت مع سفن أخرى في عمليات تطوير وبناء المدرج في ميناء المخا على البحر الأحمر في تشرين الأول 2021، وتوقفت عن الذهاب إلى الميناء المذكور بمجرد اكتمال بناء المدرج، ما يرجّح أن دورها المحوري ينحصر في النقل العسكري ومواد البناء والأفراد.

عفو «مفاجئ» عن مئات «الدواعش»: «قسد» تبدأ حرق أوراقها
«قوة الواجب» السعودية تنتشر في سقطرى والإمارات تعتمد أساليب أخرى للسيطرة

كذلك، تم رصد سفينة أخرى، مختلفة عن «تكريم»، بالقرب من جزيرة عبد الكوري. لكن هويتها غير معروفة، ما يرجّح وجود محاولة متعمّدة لإخفاء أنشطتها. وكانت هذه السفينة قد رُصدت سابقاً قبالة الساحل اليمني في 10 كانون الثاني 2024، بينما تقترب من شواطئ عبد الكوري، لكنها لم ترسُ على الجزيرة لأسباب قد ترجع إلى عدم اكتمال البنية التحتية لاستقبالها. ولذا، تم تفريغ شحنتها على مرحلتين: في الأولى، نقلت سفن أصغر متعدّدة الأغراض الشحنة إلى مقربة من الساحل؛ وفي الثانية، تم نقل الأحمال إلى الجزيرة بمساعدة القوارب اليدوية.

المنشآت المستحدثة
بعد 7 أكتوبر، تم بناء رصيف بحري جديد في الجزيرة، يبلغ طوله حوالى 120 متراً وعرضه 5 أمتار. وسبق ذلك إنشاء رصيفين آخرين، أحدهما في نيسان 2023 شمال شرق القاعدة، والآخر في أيار 2023 شمال وسط الجزيرة. لكنّ هذين الرصيفين أُزيلا بعد معركة «طوفان الأقصى»، في الوقت الذي تم فيه إنشاء الرصيف البحري الجديد. ويشير تحليل مواقع الأرصفة الثلاثة، إلى هدفين رئيسيين وراء البناء: الأول، تجنّب أي استهداف من قبل حركة «أنصار الله» اليمنية من شمال جزيرة عبد الكوري للرصيفين الشماليين أو السفن الراسية فيهما، وتوفير الرصيف الجنوبي الجديد عامل حماية بفضل الأرض المرتفعة المحيطة به؛ والثاني، أن منطقة الرصيف الجديد تتمتّع بشاطئ أوسع ومياه عميقة بما يمكّنها من استقبال سفن أكبر، وأيضاً استضافة إمدادات بكثافة أكبر، وبالتالي توفير مزايا لوجستية كبيرة.
وتم إنشاء منصّة هبوط طائرات الهليكوبتر شمال المدرج الرئيسي بعد 7 أكتوبر، كما تمّت زيادة طول المدرج نحو 120 متراً، ليصبح 3 كيلومترات. ويتيح هذا التوسع استيعاب طائرات شحن عسكرية أميركية أكبر وقاذفات إستراتيجية، من مثل قاذفات «سي-5 إم سوبر غالاكسي» و«بي 1» الأميركية التي استخدمت أخيراً في هجمات انتقامية في سوريا والعراق. كذلك، جرى بناء مساكن وأبنية جديدة حول القاعدة، تضم وحدات سكنية جديدة متمركزة في وسط الجزيرة، محاطة بمعدات البناء وأماكن الإقامة للعمال، بالإضافة إلى مبانٍ إضافية شمال شرق منطقة الإسكان، على بعد نحو 2.5 كيلومتر من المدرج الرئيسي. وتزامنت تطورات جزيرة عبد الكوري، مع التحديثات الأخرى التي تم رصدها في القواعد الإماراتية في بربرة وبصاصو في الصومال، والتي أشارت سابقاً إلى وجود خبراء عسكريين أميركيين فيها، ما يعزز من فكرة أنها تطوّرت لتحقيق التكامل العسكري الغربي حول باب المندب.

إسرائيل والتطورات داخل الجزيرة
ذكر مقال نشره موقع «جي فوروم» للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية في 2020، أن الإمارات وإسرائيل خطّطتا لإنشاء قاعدة في جزيرة سقطرى. وأكد موقع «إنتليجينس أونلاين» الاستخباري الفرنسي في 9 أيلول 2020، وصول ضباط من الاستخبارات الإماراتية والإسرائيلية إلى الجزيرة، في نهاية آب 2020. وأوضح حينها أن «المجلس الانتقالي الجنوبي» تعرّض لضغوط من الإمارات للموافقة على إنشاء قاعدة استخبارات إماراتية -إسرائيلية. وبحسب تقرير نشره «المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية»، في تشرين الثاني 2023، فإن جزيرة سقطرى تضم قاعدة استخباراتية إماراتية، يمكن أن تُنشر فيها أجهزة استشعار إسرائيلية الصنع لمواجهة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.

المخا أيضاً… في المرمى الإماراتي

مشروع القاعدة العسكرية في جزيرة عبد الكوري قد يكون جزءاً من تكامل عسكري استخباراتي، يشمل القواعد الإماراتية والغربية المطلة على خليج عدن وباب المندب، مثل قاعدة الريان في محافظة حضرموت المطلة على بحر العرب، وقاعدة جزيرة ميون في باب المندب، وقاعدة وميناء المخا على البحر الأحمر، علماً أن مدينة المخا تقع شمال مضيق باب المندب، وتطل على البحر الأحمر، على مسافة 75 كيلومتراً من المضيق. وكانت الإمارات قد احتلّت المخا عن طريق ميليشيات «المجلس الانتقالي الجنوبي» في شباط 2017، ولكن المدينة تخضع حالياً لسيطرة «قوات المقاومة الوطنية» (حراس الجمهورية)، بقيادة العميد طارق محمد عبد الله صالح (ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح). وهذه القوات أنشأتها الإمارات وتشرف عليها بالكامل تسليحاً وتمويلاً، فيما تتمركز بعض القطع البحرية العسكرية الإماراتية في ميناء المخا، وتقوم بدوريات في ممر الملاحة البحرية الدولية. وعبر صور الأقمار الصناعية، ظهرت عمليات تطوير جديدة شهدها الميناء (مبانٍ وعنابر)، استخدمت غالباً لتخزين الأسلحة والمعدات الإماراتية تحت الإشراف الإماراتي المباشر خلال الأعوام 2017 – 2022. كما تستخدم القوات الإماراتية ميناء المخا لنقل الإمدادات العسكرية إلى الميليشيات التي تدعمها في الساحل الغربي لليمن، ومنها : «قوات العمالقة» وهي قوات سلفية، وقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» وهي مليشيات قبلية من بعض المحافظات الجنوبية (في آذار 2019 قامت دولة الإمارات ببناء مدرج طيران جديد في مدينة المخا، وتم الانتهاء من بنائه عام 2022).

جنبلاط يكسر ظهر فتنة يريدها العدو في فلسطين ولبنان: إسرائيل تطرق باب جهنم؟

الوساطات الغربية هدفها حلّ يفصل جبهة لبنان عن غزة: حتمية الرد الإسرائيلي تعني حتمية ردّ متنــاسب للمقاومة

يتصرف الجميع على أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية إلى حزب الله كـ«رد اعتباري» لا يتعلق بـ«الثأر» لضحايا مجدل شمس، وإنما لما يفترض أنه «صورة إسرائيل التي لا تحتمل ضرراً إضافياً من جهة الشمال». وهذا ما يجعل النقاش منقسماً بين مستويين، أحدهما يتعلق بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى الظهور أمام العالم في صورة القادر على المبادرة، وتحمّل المخاطر، والثاني يتصل باللايقين إزاء ما يلي أي ضربة إسرائيلية. ما حصل فعلياً هو أن العدو أقنع الجهات الدولية والإقليمية بـ«حقه» في توجيه ضربة كبيرة إلى المقاومة، مستنداً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس، ومسارعته إلى شنّ حملة إعلامية، داخلية وخارجية، بمساعدة إعلام غربي وعربي حمّل حزب الله المسؤولية، وهذا ما جعل العدو يفتح الباب أمام وساطات ليس هدفها وقف الضربة، بل محاولة انتزاع موافقة من حزب الله على فتح نقاش حول مستقبل الجبهة اللبنانية على قاعدة فك الارتباط مع غزة. وفي هذه الحالة، يمكن فهم نوعية الاتصالات التي جرت في الساعات التي تلت ما حصل في الجولان، لأن كل الرسائل التي وصلت يمكن إيجازها بالآتي:

إسرائيل تملك حق الرد، وستردّ. وإذا وافق حزب الله مسبقاً على «بلع» الضربة وعدم الرد عليها، ستحاول واشنطن إقناع تل أبيب بأن يكون ردها «معقولاً». أما في حال رفض حزب الله، فإن أحداً لا يمكنه تقدير حجم الضربة الإسرائيلية ونوعيتها، وعندها سيكون حزب الله مسؤولاً أيضاً عما سيلي ذلك من أحداث، بما في ذلك اندلاع مواجهة واسعة. وعندها سينتقل النقاش إلى مجمل جبهة لبنان، لكن بمعزل عما يدور في غزة.
معظم الوسطاء لم يكونوا بحاجة إلى انتظار جواب حزب الله، إذ يعرفون ثابتة حاسمة، وهي أن جبهة لبنان لن تتوقف طالما الحرب قائمة على غزة. وهم، أيضاً، سمعوا أو عرفوا أو قيل لهم، إن أي ضربة إسرائيلية ستستدعي رداً من المقاومة، وأن أحداً لا يمكنه تقدير شكل الرد ونوعيته وطبيعته وحجمه، وهو ما يعزز مخاوف غربية من أن يكون ردّ المقاومة على أي عدوان إسرائيلي قاسياً بما يستدعي رداً إسرائيلياً، فردود متبادلة، ما يجعل خطر الحرب الواسعة قائماً.
إذا كان العدو يعتقد بأنه قادر على استدراج المقاومة إلى مواجهة محكومة بسقف يفتح الباب أمام ضغوط لوقف جبهة الإسناد من لبنان، فهو يتكل، هنا، ليس على التهويل الأميركي والغربي على اللبنانيين، بل هو على ما أكثر خطورة، إذ عكست تصرفات قادة العدو بعد حادثة مجدل شمس، سعيه المستمر لخلق فتن متنوّعة في ساحات أعدائه، وهو، كما يعمل من دون توقف لإثارة فتنة فلسطينية – فلسطينية في وجه المقاومة في غزة، يبذل أيضاً جهوداً جبارة لفتح نار فتنة في وجه حزب الله في لبنان وسوريا، ولنقل اهتمام العالم بعيداً عن مسرح الجريمة المستمرة في قطاع غزة. وهذه الفتنة ليست تحليلاً عند هذه الجهة أو تلك، بل وقائع لها ما يسندها من أدلة. ولعل الموقف الذي يتمسك به وليد جنبلاط منذ اندلاع الحرب مؤشر إلى طبيعة الجهود التي يبذلها العدو، والتي تلمّس جنبلاط بعض ملامحها في أمور كثيرة، كما أتيح له التعرف إلى بعض جوانبها في زيارته الأخيرة إلى الأردن واجتماعه مع ملكها وقيادتها. وهو حاول، على طريقته، لفت انتباه القيادات الفاعلة بين دروز فلسطين وسوريا إلى خطورة الأمر، وكان حازماً على صعيد البيئة الدرزية في لبنان، وحتى داخل الحزب الاشتراكي، عندما قال إن الموقف من العدو ومن المقاومة ثابتةٌ لا جدال حولها، ومن لا يعجبه الأمر فليخرج من الدار.
ورغم أن جميع اللاعبين يكررون أن الحرب الواسعة ليست هدفاً لأحد، إلا أن إسرائيل التي تعرف المقاومة جيداً باتت تجهّز نفسها لردّ على أي عدوان تقوم به. وهي تعتقد أن الأمر قد يتحول إلى أيام قتالية، يحصل خلالها تراشق بين الطرفين إلى أن يقرر أحدهما التنازل. في هذه الحالة، فإن السؤال المطروح على الجميع، خصوصاً على العدو: من قال إن الأيام القتالية هي خيار حزب الله؟ ومن قال إن الحزب سيلتزم بقواعد إسرائيل الجديدة للقتال؟ والأهم، هل إسرائيل في حالة جهوزية واستعداد للدخول في حرب واسعة لا تحكمها سقوف ولا ضوابط ولا قواعد؟

لا دخان أبيض من روما: نتنياهو «يفخّخ» مقترح التبادل

وصل رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، صباح أمس، إلى روما، للمشاركة في الاجتماع الرباعي حول مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، والذي شارك فيه رئيس «وكالة المخابرات المركزية الأميركية» ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «المخابرات العامة المصرية» عباس كامل. وغطّت حادثة قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، على الاجتماع التفاوضي في روما، إذ لم يحظَ هذا الأخير بتغطية واهتمام إعلامييْن كافييْن في إسرائيل، الأمر الذي يبدو أنه أنجى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من موجة جديدة من الاتهامات والانتقادات، حول موقفه وأدائه السلبي في المفاوضات. وبعد عودة برنياع إلى تل أبيب، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «رئيس الموساد عاد من روما بعد أن ناقش مع بقية الوسطاء “وثيقة التوضيحات” بشأن مفاوضات غزة». وأضاف مكتب نتنياهو، في بيان، أن «اللقاءات ستتجدّد في الأيام القادمة». ونقلت قناة «كان» العبرية، بدورها، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع، قوله إن «اللقاء في روما عُقد من أجل اللقاء فقط، ولم يحدث أي اختراق خلاله في المفاوضات». وبحسب مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات، فقد كان الوسيطان المصري والقطري، على اطّلاع تقريباً على ما سيحمله الموفد الإسرائيلي إلى روما. وبناءً على ذلك، «أبلغت الدوحة، الأميركيين، قبل انعقاد الاجتماع، أن هذا الأخير لن يأتي بنتيجة استثنائية، وأشارت إلى احتمال مرتفع بأن لا تقبل حركة حماس المقترح الإسرائيلي المعدّل». وتضمّن المقترح المعدل شروط نتنياهو الجديدة، وهي:- منع عودة «المسلّحين» من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وذلك عبر تفتيش العائدين عند «محور نتساريم».
– بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر.
– الحصول على ضمانات تتيح لإسرائيل استئناف حربها على غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا لم تنجح الأطراف في الانتقال إلى المرحلة التالية.
– الحصول على أسماء الأسرى الأحياء المنويّ إطلاق سراحهم من غزة، مُسبقاً.
قدّم رئيس «الموساد» المقترح الإسرائيلي المعدّل إلى الوسطاء في روما

وكان العدو الإسرائيلي، قدّم، أول من أمس، المقترح الإسرائيلي المُعدّل لصفقة التبادل مع حركة «حماس» إلى الإدارة الأميركية، بحسب ما نقله موقع «واللا» عن مسؤول إسرائيلي. وبينما كان من المفترض أن تتسلّم حركة «حماس» المقترح الجديد من الوسطاء، إلا أن مصادر الحركة أكدت أن ذلك «لم يحصل بعد»، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو «أجواء وإشارات». ورغم عدم توصّل المجتمعين في روما إلى خلاصات نهائية، إلا أن نقطة رئيسية جرى بحثها بالتفصيل، وهي المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من «محور فيلادلفيا» الحدودي، خلال المرحلة الأولى من الصفقة. وبحسب مصادر مطّلعة، فقد «ناقش الموفد الإسرائيلي إمكانية الانسحاب من فيلادلفيا، ورهن ذلك بسرعة وفعالية تركيب أجهزة الاستشعار والمراقبة والرصد، على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية». ووفق مسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن «القاهرة طلبت البدء بالانسحاب التدريجي، بناءً على عدم اكتشاف إسرائيل أي أنفاق تخترق الحدود بين القطاع وسيناء، منذ السيطرة الإسرائيلية على المحور في أيار/ مايو الماضي». كذلك، طرح الموفد الإسرائيلي «فكرة» إنشاء «آلية دولية» تحول دون عودة «المسلحين» المزعومين إلى شمال قطاع غزة. وبحسب المصدر، طلبت تل أبيب، أيضاً، «إعادة تموضع» لقواتها في القطاع، وليس فقط على الشريط الحدودي، بما يمكّنها من سرعة الوصول إلى أي موقع داخل غزة، عند أي حدث مفاجئ. وإذ يدلّ هذا على نية إسرائيلية واضحة للإبقاء على احتلال قطاع غزة، بطريقة أو بأخرى، فإن التحركات العسكرية الجارية حالياً في القطاع تصبّ في الاتجاه نفسه، إذ يفيد المصدر المصري نفسه، بأن «جزءاً من الطرقات التي طرح الجانب الإسرائيلي البقاء فيها داخل قطاع غزة، تمرّ في أحياء طلب إخلاءها أخيراً في خان يونس»، لافتاً إلى أن «التحركات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع في الوقت الحالي، تمهّد لانسحاب عسكري من مناطق عدة، في مقابل “إعادة تموضع” تتيح سرعة وصول القوات إلى أي منطقة خلال فترة التهدئة المفترضة».

شكوك حول نتائج الامتحانات الرسمية

طوت وزارة التربية صفحة الامتحانات الرسمية للثانوية العامة بشكوك كثيرة أحاطت بسير الاستحقاق ونتائجه. فقد سجّلت معدلات النجاح أرقاماً مرتفعة، ما دفع إلى وصفها بامتحانات صورية لم يرسب فيها سوى الغائبين عنها، إذ جاءت النسب كالآتي: الاجتماع والاقتصاد (94%)، علوم الحياة (92%)، العلوم العامة (90%)، والآداب والإنسانيات (74%). الأسئلة التي أثيرت حول تأخير توزيع المسابقات على الممتحنين في اليوم الأول، وتسريب الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل وصولها إلى مراكز الامتحانات، بقيت بلا أجوبة.

ولم يعلن وزير التربية عباس الحلبي للرأي العام عما حلّ بمن أحالهم على النيابة العامة التمييزية في هذا الخصوص. وكان من فصول هذا التسريب أن يخرج «ناشط» بعشرات «البوستات» يفاخر فيها بأن قسماً كبيراً من الأسئلة التي درّب عليها الطلاب على منصته، في معظم الاختصاصات الأكاديمية والمهنية، ورد كما هو في الامتحانات الرسمية، إضافة إلى نشره المسابقات نفسها على مواقع التواصل قبل نصف ساعة أو دقائق من توزيعها على الطلاب.
ولم تنته فصول حكاية الامتحانات مع النتائج التي لم تطمئن الكثير من الطلاب وأهاليهم والأساتذة المشتغلين في الاستحقاق والمراقبين له على حد سواء، إذ يشير بعض الأساتذة إلى قرار أحادي اتُّخذ قبل دقائق من إعلان النتائج، ومن دون التشاور مع أهل الاختصاص، بخفض «تثقيل» علامة مادة الرياضيات في فرع الاجتماع والاقتصاد من 50 إلى 30، في تجاوز للأصول والأعراف التربوية، «فمن غير المعقول أن تُعطى المادة لمدة 4 ساعات في الأسبوع وتكون علاماتها من 30، فيما تُدرس مادة أخرى مثل التاريخ ساعة واحدة في الأسبوع وتكون علامتها من 30 أيضاً». كما أن تغيير «التثقيل» بهذه الطريقة ينسف النتائج من أساسها، وقد يرسب من نجح وينجح من رسب ويتبدّل ترتيب الأوائل.

«الأخبار» حاولت التواصل مع مقرّرة لجنة الرياضيات في الامتحانات، سناء شهيب، التي طلبت الحصول على إذن من الوزارة للإدلاء بأي موقف، وهو ما تعذّر تأمينه من خلال الاتصال بالمستشار الإعلامي للوزير ألبير شمعون الذي أحالنا بدوره إلى المدير العام للتربية عماد الأشقر من دون أن نوفّق في الاتصال به. وعلمت «الأخبار» أيضاً أن الوزير هو من قرّر تغيير التثقيل.

وانسحب تغيير «التثقيل» كذلك على المواد العلمية في شهادة العلوم العامة عندما خُفض من 160 إلى 120 لمادة الرياضيات التي يدرسها الطلاب لمدة 10 ساعات في الأسبوع، ومن 80 إلى 60 لمادة الكيمياء ومن 110 إلى 80 لمادة الفيزياء، وبقي تثقيل المواد الإنسانية والاجتماعية كما هو. وعن عدم إبلاغ الطلاب والأساتذة بتغيير «التثقيل» قبل إجراء الامتحانات، قالت رئيسة الهيئة الأكاديمية في المركز التربوي للبحوث والإنماء، رنا عبدالله، إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ذلك منذ أزمة كورونا، وهذا يجري بالتنسيق بين وزارة التربية والمركز التربوي ربطاً بعدة متغيرات، منها تقليص المنهج، ومدة المسابقة، والظروف الأمنية، وتوصيف المسابقات الذي تغيّر هذا العام، والوضع النفسي للطلاب، ومعرفة ما هي المواد التي ينالون فيها علامات أكثر، استناداً إلى تحليل نتائج الامتحانات في السنوات السابقة.

حصل بعض الممتحنين على علامة كاملة في مادة الفلسفة العامة

إلى ذلك، فوجئ الجميع بقرار الوزارة عدم اعتماد علامة النجاح 9.5 من 20 أي إعطاء نصف علامة استلحاق، كما جرت العادة في الامتحانات الرسمية السابقة، ما عدا اختصاص الآداب والإنسانيات، ما أثار التساؤل عن المعيار الذي اعتُمد في هذا القرار، خصوصاً أنه جرى التداول بأن خلفيته تتعلق بنسب النجاح المرتفعة لهذا العام في معظم الفروع، واعتماد المواد الاختيارية، والتساهل في أعمال التصحيح. وبرّرت الوزارة الاستلحاق في الآداب والإنسانيات بالقول إن نسبة النجاح بلغت 74% مع الاستلحاق.

وكانت علامات اللغة الإنكليزية المتدنية فاجأت بعض الممتحنين الذين جرى قبولهم في امتحانات اللغة والدخول في الجامعات الأميركية بمعدلات مرتفعة. وبدا مستغرباً أن ينال البعض علامات كاملة في مادة الفلسفة العامة.

وعلمت «الأخبار» أيضاً أن هناك شكوكاً «تقنية» تحيط بالنتائج، بعدما عثر رئيس دائرة الامتحانات الرسمية بالتكليف ربيع اللبان، خلال فترة الحملة على المدير السابق لوحدة المعلوماتية توفيق كرم، على عدة أرقام وهمية يحتجزها أحد من كانوا يعملون مع «العهد السابق» للدائرة في خزانة مكتبه ويستطيع أن يلصقها ساعة يشاء بأي مرشح، علماً أن الرقم الوهمي يُعطى عادة من وحدة المعلوماتية لكل مسابقة ليسهل عملية إصدار النتيجة، باعتبار أن اسم المرشح يكون مغطى، وتجري، بعد إنجاز التصحيح مطابقة، الرقم الوهمي مع اسم المرشح ورقم الترشيح. وبهذه العملية، يمكن أن يصبح الراسب ناجحاً والناجح راسباً، علماً أن وزير التربية لم يتخذ أي تدبير عقابي في هذا الموضوع، سوى أنه أعطى الموظف إجازة قسرية بعدما كان قد ألحقه بمكتبه.

<

p style=”text-align: justify”>

اللواء:

صحيفة اللواءانتقاد لبناني لهوكشتاين.. واستهداف بيروت يهدِّد بحرب شاملة

تزايدت المخاوف والحسابات، من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة، وصفت بأنها على غرار قصف ميناء الحديدة، ومواقع في ايران، من دون الانزلاق الى حرب واسعة، الا اذا حدث ما لم يكن في الحسبان، وخرجت الأمور عن السيطرة.

من المؤشرات القوية للضربة، حجم الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل، منذ العودة السريعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاقتصاص من حزب الله، على خلفية ما نفاه الحزب، وتتمسك اسرائيل قصف على مجدل شمس (القرية الدرزية في الجولان) حيث سقط 12 يافعاً كانوا في ملعب رياضي.

بين لحظة واخرى، قد تنفذ دولة الاحتلال الضربة، مع العلم ان حزب الله اتخذ اجراءات احترازية، فأخلى مواقع في الجنوب والبقاع، والسيدة زينب، فضلا عن رفع مستوى الجهوزية للمواجهة، في ضوء حجم الاستهداف والنتائج المترتبة عليه، وسط خلافات في قيادة الاركان الاسرائيلية حول استهداف ما يتعلق بحزب الله، ام البنى التحتية اللبنانية.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى ان التحرك الرسمي الأخير بشأن التطورات التي سجلت أخيرا في مجدل شمس يتركز على الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان، وقالت إن اقصى ما يمكن أن يصل إليه هذا الحراك هو تكثيف هذه الاتصالات وتسريع وتيرتها، مع العلم أنه لا يمكن توقع ما ترسو إليه الأمور، وأي كفة يصار إلى ترجيحها: ضربات محددة في سياق الرد أو توسيعها وخرق قواعد الإشتباك بشكل فاضح.

ورأت هذه المصادر أن ما من سيناريو آخر، في حين أن الساعات المقبلة هي محور ترقب محلي، والاتصالات التي يقودها بعض الأفرقاء قائمة بشكل كبير دون حسم ما إذا كان هناك من مجلس وزراء خاص لبحث الوضع المتوتر ولو أنه فكرة مطروحة.

ونقل عن مستشار الامن القومي لنائبة الرئيس الاميركي قوله ان الولايات المتحدة تعمل على حلّ دبلوماسي لانهاء الهجمات تماما على الجبهة بين لبنان واسرائيل.
وحسب موقع «إكسيوس» فإن مسؤولا كبيرا قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.
وقال البيت الابيض تعليقا على ما حصل في مجدل شمس: لاسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لافتا الى اننا «نعمل على ايجاد حل دبلوماسي ينهي الهجمات على طرفي الحدود الاسرائيلية- اللبنانية».
وحذرت وزارتا الخارجية المصرية والتركية من اتساع رقعة الصراع في ظل التصعيد العسكري اللبناني، وما قد يؤدي اليه من تبعات خطيرة للغاية.
وإزاء ذلك، نشطت الاتصالات في غير تجاه، سواء عبر اتصالات الرئيس نجيب ميقاتي الذي اكد ان لبنان يدين كل اشكال العنف ضد المدنيين، معتبرا ان الحل «يبقى بالتوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701».

اتصالات بري

وتابع الرئيس نبيه بري منذ ليل امس الاول الاتصالات لاحتواء الوضع سواء عبر التواصل المفتوح مع الوسيط هوكستاين، او مع القيادات الدرزية والحزبية وقيادة المقاومة.
وتلقى بري اتصالاً من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جيني هينيس بلاسخارت، شدد خلاله على التزام لبنان بعدم استهداف المدنيين، وحرص حزب الله على قواعد الاشتباك المعمول بها..
وفي الاطار الدبلوماسي، اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب سلسلة اتصالات لشرح الموقف اللبناني، مشددا على ضرورة احترام القرار 1701.
وتخوف بعد قدوم اسرائيل على اعطاء معلومات لشركات الطيران، لوقف الرحلات الى يوم امس كاشفا ان منسق الاتحاد الاوروبي جوزيف دوريل يفضل قيام تحقيق دولي في حادثة مجدل سلم.
وتساءل: لماذا يقصف حزب الله بلدة عربية؟ وهذا غير ممكن، مشددا على ان حزب الله يصوب على المواقع العسكرية وليس المدنية.

جنبلاط ينتقد هوكشتاين
واشار النائب سابق وليد جنبلاط الى ان حزب الله مقاومة لبنانية، وجزء من لبنان، معولا على دور الرئيس نبيه بري لجهة التواصل مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وانتقد جنبلاط هوكشتاين، مذكرا اياه بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات اسرائيل، عندما اشار الى ان اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.
وفي الاجراءات، حذرت السفارة الاميركية رعاياها بعدم التوجه الى لبنان، بدءا من تعديلات شركات طيران رحلاتها الى بيروت، داعية المواطنين الاميركيين الى اعادة النظر في السفر الى لبنان.
كما دعت فرنسا مواطنيها لتجنب السفر الى لبنان.

تأجيل رحلات الطيران

وفي تطور ملاحي، اعلنت شركة طيران الشرق الاوسط MEA عن تأخير عودة بعض رحلاتها الى بيروت من مساء امس 28 تموز 2024 الى صباح اليوم 29 تموز 2024.
وألغت شركة الطيران التركي امس رحلتها من اسطنبول الى بيروت وسط ترجيح بأن يكون السبب مقلق بالتخوف من التصعيد في لبنان.
وتوقعت هيئة البث الاسرائيلية ان يجر رد اسرائيل على ما حدث في مجدل شمس الى عدة ايام من القتال العنيف.
وانتهت ليلا جلسة الكابينت، وافيد ان الاهداف التي تقرر قصفها هي «اهداف عسكرية فقط».
وقالت «يديعوت احرنوت» ان قرار المصادقة من الحكومة السياسية والامنية، ووفقا لتقييم مسؤولين امنيين، فإن «الهدف محدود ولكنه مهم».
وقالت القناة 14 الاسرائيلية ان الكابينت فوَّض بنيامين وغالانت اتخاذ القرار المناسب، وسط معارضة الوزيرين المتطرفين في الحكومة الليكود.

الوضع الميداني
ميدانياً، اخلى حزب الله مواقع له في الجنوب والبقاع، يعتقد انها قد تكون هدفا طبيعياً لاسرائيل، وكذلك تم اخلاء مواقع في منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
وكثفت المسيرات الاسرائيلية تحليقها فوق اكثر من منطقة لبنانية مساء امس، فوق البقاع، وبعلبك، ورياق والمصنع وطاريا.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي والمسيّر غاراته على يارون والخيام وعيتا الشعب.

<

p style=”text-align: justify”>

البناء:

صحيفة البناءواشنطن وتل أبيب لتصعيد تفاوضي تحت سقف لا حرب كبرى وفق تحذير بوتين
مجدل شمس متمسكة بهويتها رغم الكذب الإسرائيلي… وجنبلاط: نحن مع المقاومة
تحذيرات أميركية للطيران والميدل ايست توقف رحلاتها مؤقتاً وإجماع ضد العدوان

كتب المحرّر السياسيّ

كشف التحذير المبكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر تصعيد في المنطقة ووقوع سورية في قلبه، خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، وجود معلومات استخبارية روسية مؤكدة عن توافق أميركي إسرائيلي على جولة تصعيد في المنطقة تواكب المفاوضات الجارية، سواء حول اتفاق غزة، أو حول الانسحاب الأميركي من العراق وسورية، أو حول المصالحة التركية السورية، ووفقاً للكلام الأميركي الإسرائيلي فإن هناك إدراكاً لخطورة التدحرج نحو حرب كبرى يعرفان أنّها فوق طاقتهما وأن مخاطر اتساعها قائمة، وأن مقدرات المقاومة كفيلة بجعل الخسائر متوازية في تسببها بالألم على جبهتي الحرب، وفق معادلة “تدمّرون مباني ندمّر مباني، تقتلون ألفاً نقتل ألفاً، موانئكم مقابل موانئنا، ومطار عاصمتكم مقابل مطار عاصمتنا ومحطات الكهرباء عندكم مقابل محطات الكهرباء عندنا”. وإن دخل الأميركي على خط العدوان فكل مصالحه وقواعده أهداف، ودخول قوى المحور بما فيها إيران على خط الحرب يصير حتمياً.
تحت سقف تفادي الحرب الكبرى يقول الأميركيون والاسرائيليون إن ضربة بذريعة الرد على حادثة مجدل شمس في الطريق، ومجدل شمس الجريحة والحزينة لفقد شبابها وفتيتها الذين حوّلهم صاروخ القبة الحديدية أشلاء، رغم كل الكذب الإسرائيلي ودموع التماسيح التي حاول بتسلئيلسموتريتش ذرفها قبل أن يطرده أهالي الضحايا من بلدتهم مجدل شمس، ورغم الضخ الإعلامي لاتهام حزب الله بالوقوف وراء صاروخ ملعب مجدل شمس، يؤكد الأهالي تمسكهم بهويتهم وخياراتهم مع المقاومة، وهم الذين رفضوا الجنسية والجندية ووقفوا بوجه الكيان وجيشه، ولم تكن عقلية التلاعب الإسرائيلية بالعقول والقلوب خافية على نخب مجدل شمس ووجهائها، الذي تحدّث كثير منهم عن محاولة لتوظيف الطائفة الدرزية في الجليل والجولان والسويداء وصولاً إلى لبنان كدرع بشرية بوجه المقاومة، ولذلك أعرب هؤلاء عن تقديرهم لموقف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عطّل فتيل الفتنة التي كان إشعالها يحتاج مشاركته، فوقف بقوة يؤكد الوقوف مع المقاومة بوجه العدوان، وتصدّى للمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، الذي بلغه تهديدات الاحتلال.
العدوان المرتقب بعدما أقرّ تفاصيله المجلس الوزاري المصغر، بعد عودة بنيامين نتنياهو من واشنطن، حضر في تحذير أميركي من احتمالات تغيير وجهة رحلات نحو مطار بيروت، حيث قرّرت شركة الميدل ايست تعليق رحلاتها مؤقتاً، بما بدا أنه محاولة لتفادي أن يتسبب العدوان بالأذى للطائرات والرحلات وربما للمطار.
المواقف السياسية في الداخل اللبناني كانت على مستوى التحديات، حيث ظهر الإجماع على الوحدة الوطنية والوقوف بوجه العدوان، ومن لم يخرج بمواقف على هذا المستوى عبّر عن شعوره بهيبة الموقف بالصمت، لأن الظرف لا يحتمل تسجيل النقاط وكل كلام يحمل النيل من المقاومة هو اصطفاف مع العدوان.

لم تكن المرة الأولى التي تخطئ صواريخ البطاريات والقبب الحديدية الإسرائيلية وتلتفّ لتضرب أرض مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بيد أنّ ما استدعى التوقف عنده التوقيت واستهداف المدنيين وحجم الانفجار، ومسارعة العدو الإسرائيلي في سلسلة مواقف لمسؤوليه إلى تهديد لبنان بالمزيد من التصعيد وبرد قويّ وثمن باهظ وبحرب شاملة. وتظهّر ذلك مع تأكيد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تعمل على أن تكون الضربات الإسرائيلية محدودة في الحجم والمكان وتجنب المدن الكبيرة حيث الاكتظاظ السكاني والمدنيين.
وفيما شيّع أهالي مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، شهداء الاستهداف الإسرائيلي لملعب كرة القدم أمس السبت، عبر صاروخ اعتراضي، أُطلق من القبة الحديديّة ذهب ضحيته، 12 شهيداً من قرية مجدل شمس، بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين بينهم حالات حرجة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “حزب الله في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه “يستعدّ للرد” على حزب الله الذي نفى من جهته الادعاءات التي أوردتها عدة وسائل ‏إعلام إسرائيلية، ومنصات إعلامية متعددة، بشأن استهداف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وأكّد حزب الله، في بيان، أنّ لا علاقة ‏له بالحادث على الإطلاق، نافياً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا ‏الخصوص.‏ ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن “مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة” أن “الحادث في مجدل شمس كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي اعتراضي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم”. وشدّدت المقاومة أن على العدو الإسرائيلي أن يعي جيداً أنّ أي خطأ في التقدير سيقابـَل بالويل وسيصبّ جام الغضب على كامل الكيان.

وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أنّ “نهاية الكيان الصهيوني ستكون في ذهابه إلى خيار شن حرب واسعة ضد لبنان الذي ربما ينزلق إليه العدوّ، والمقاومة له بالمرصاد».
في المقابل، توقعت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” بأن يُقرّ “الكابينيت” رداً قوياً على حزب الله يقود إلى أيام من القتال تتجاوز قواعد الاشتباك. ولفتت الى أنه لا يتوقع أن يكون هناك رد يقود إلى حرب شاملة، والمجتمع الدولي يضغط لمنع التصعيد نحو حرب شاملة.
وتحدّث مسؤول أميركي لموقع “أكسيوس” عن “قلق إدارة الرئيس جو بايدن من أن يؤدي ما حدث إلى “حرب شاملة بين “إسرائيل” وحزب الله”. وقال المسؤول الأميركي إنّ “ما حدث قد يكون المحفّز الذي كنّا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه مدة 10 أشهر”.
وادّعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون في بيان “أن الهجوم نفذه حزب الله والصاروخ انطلق من منطقة يُسيطر عليها”، مضيفة أن “البيت الأبيض يُجري محادثات مستمرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ وقوع الهجوم وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على إيجاد حل دبلوماسي على امتداد الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات نهائياً ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
وفي وقت سابق، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع. وقال بلينكن إن واشنطن تجري محادثات مع “إسرائيل” حول هجوم الجولان، وإن المؤشرات تدلّ على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ، وفق “رويترز”.
وأشار الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، إلى أن “”إسرائيل” تعرّضت لهجوم قوي من حزب الله، وما كان يجب أن يحدث ذلك”، موضحاً أن “حزب الله لا يحترمنا”. وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا الأميركية إنَّ “هجوم حزب الله ضدّ مجدل شمس نُفّذ بصاروخ إيراني”.
في المقابل، استنكرت الخارجية السورية في بيان، تحميل وزر جريمة مجدل شمس للمقاومة الوطنية اللبنانية، وحمّلت الاحتلال “المستمر بارتكاب المجازر يومياً الواحدة تلو الأخرى” المسؤولية الكاملة عن “هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة”، إضافةً إلى استنكارها محاولات الاحتلال “المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه”. وأكدت الجمهورية العربية السورية أن الشعب السوري في الجولان المحتل “الذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية” لن تنطلي عليه “أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة” للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس.
وقد حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من جهتها، “إسرائيل” من “أي مغامرة جديدة” ضد لبنان بذريعة حادثة مجدل شمس في الجولان. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن “أي هجوم إسرائيليّ متهوّر ضد لبنان يمكن أن يؤدّي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة”. وأضاف أن “الكيان الإسرائيلي هو المسؤول الرئيسيّ عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الأحمق”، داعياً “الولايات المتحدة إلى الالتزام بمسؤوليّاتها الدوليّة والأخلاقيّة تجاه السلام والأمن الدوليين”. وقال كنعاني إن “الكيان الإسرائيلي العنصريّ يحاول تشويش الرأي العام العالمي وتبرير جرائمه في فلسطين عبر سيناريو كاذب مزيّف”، مؤكداً “أن دعم الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة مقابل الاعتداءات الصهيونية مهمة كل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن”.
ومحلياً، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات ديبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدّة والتهديدات الإسرائيلية المتكرّرة ضد لبنان.
وشدّد رئيس الحكومة خلال الاتصالات على أن “الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيداً ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه”.
كما جدّد ميقاتي التشديد على موقف الحكومة بـ”إدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانياً”. وشدّد على “أن الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع أصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه”.
وقد اطلع رئيس الحكومة من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق أيضاً.
وقال بو حبيب إن أي حرب على بلاده ستتحوّل إلى حرب إقليمية. وأضاف: “يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصدر الهجوم على مجدل شمس في الجولان المحتل، ويمكن التعاون مع اليونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية على الحدود)”.
وتابع: “نجري اتصالات واسعة لمنع التصعيد. وحكومة لبنان تدعو دائماً إلى ضبط النفس”، في إشارة إلى المخاوف من اتساع رقعة الصراع وقوته. واستبعد بو حبيب فرضية أن يكون حزب الله قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل لكونه منذ بدء النزاع في الجنوب لم يستهدف مواقع مدنية بل عسكرية فقط.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطوّرات الأوضاع الميدانيّة في الجنوب، ولهذه الغاية تلقى اتصالاً من المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيسبلاسخارت، أكد خلاله أنّ “لبنان وبالرغم من هذه الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين”. وقال: “وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل”.
وتلقّى الرئيس الأسبق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط أموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس، وأعلن أن “إسرائيل” ستقوم بعملية واسعة في لبنان، غير ان جنبلاط ذكّره بأنه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات “إسرائيل”، ودعاه لـ”العودة إلى وظيفته الأساسية وهي السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وقال جنبلاط إنه يعوّل على جهود رئيس مجلس النواب في التوصل مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين لوقف إطلاق نار جدي في جنوب لبنان، وفق استعادة سيادة لبنان المطلقة على أرضه، وأكد أن الادعاءات الإسرائيلية بأن “حزب الله” هو المسؤول عن حادثة مجدل شمس كاذبة.
وأشار عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، إلى أن استهداف المدنيين السوريين في مجدل شمس المحتلة، يقع ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا. وقال: إن هذا الاستهداف هو محاولة للتعمية على المجزرة الإرهابية التي ارتكبها العدو في مدرسة خديجة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد نحو أربعين مدنياً جلهم من الأطفال وإصابة العشرات. واعتبر عميد الإعلام، أن لدى المقاومة بنك أهداف يشمل مواقع ومنشآت الكيان الغاصب العسكرية، وهذا ما بيّنه مسح “الهدهد” لهذه المواقع. لافتاً إلى أنّ المقاومة تخوض مواجهة مع العدو الصهيوني دفاعاً عن أبناء شعبنا الذين يضعهم العدو أهدافاً لإجرامه وإرهابه وعنصريته.
ويصل وفد حكومي بريطاني لبنان، مساء الأربعاء المقبل آتياً من الدوحةـ حيث سيلتقي الخميس رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بتكليف من رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط عطفًا على البيان السابق الصادر عنها حول تعديل مواعيد بعض الرحلات المقبلة الى بيروت في 28/29 تموز 2024 لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية على الطائرات بين لبنان والخارج، عن تعديل بعض رحلاتها من بيروت وإليها ليوم 29 تموز 2024.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb بتاريخ:2024-07-29 05:06:25
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading