الطائرة الروسية سو-34 تستطيع إطلاق الصواريخ فرط الصوتية
في خطوة تعزز قدرات القوات الجوية الروسية (VKS)، أصبحت الطائرة المقاتلة/القاذفة سو-34 قادرة على إطلاق صاروخ كينجال، وهو صاروخ فائق السرعة (فرط صوتي) يطلق من الجو. وقد حصل الطاقم الأول الذي نفذ هذه المهمة في عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا على جائزة دولية لتحقيق هذا الإنجاز الفريد.
الصاروخ كينجال، أو الخنجر، هو صاروخ هايبرسونيك (فرط صوتي) يطير بسرعة تزيد عن 10 ماخ (10 مرات سرعة الصوت) ويأخذ مسارا غير قابل للتنبؤ. وهو مبني على المرحلة الأولى من صاروخ إسكندر، وهو صاروخ بالستي يطلق من الأرض، مع إضافة دفع إضافي لجعله يصل إلى سرعات فائقة في الغلاف الجوي. وبناء على تشابهه مع إسكندر، يقدر وزنه بحوالي 4300 كيلوغرام.
حتى الآن، كان يتم إطلاق هذا الصاروخ فقط من قبل طائرات ميغ-31كا المعدلة خصيصا، والتي يمكنها حمل حمولة تصل إلى 9 آلاف كيلوغرام من الأسلحة، والوصول إلى سرعة قصوى تصل إلى 2.83 ماخ (3500 كيلومتر في الساعة)، وارتفاع أقصى للطيران يزيد عن 25 ألف متر. بالمقارنة، تمتلك سو-34 حمولة مماثلة، تبلغ حوالي 8 آلاف كيلوغرام من المتفجرات، على الرغم من أن بعض المصادر تدعي أنها يمكنها حمل حتى 12 ألف كيلوغرام. ومع ذلك، فإن أداء طيرانها أقل بكثير، حيث تبلغ سرعتها القصوى 1.53 ماخ (1900 كيلومتر في الساعة) وارتفاع طيران أقصى يبلغ 17000 متر. وبالتالي، فإن قدرات الصاروخ كينجال يجب أن تكون أقل عند إطلاقه من سو-34.
الصاروخ كينجال هو واحد من عدة أسلحة فائقة السرعة كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2018 وهدفها مواجهة أنظمة الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي. وكان أول استخدم له في مهمة قتالية في أوكرانيا لأول مرة في مارس 2023. وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بأنه تم اعتراض صاروخ الخنجر فائق السرعة فوق كييف في 4 مايو 2023، بواسطة نظام الدفاع الجوي “باتريوت” الذي تم نشره مؤخرا.
الطائرة سو-34 هي طائرة مقاتلة-قاذفة ثنائية المحرك والمقعد، تعمل في جميع الأحوال الجوية وفائقة الصوت، وتستخدم بشكل واسع من قبل VKS لتنفيذ ضربات جو-أرض وقصف قوات أوكرانيا. وفي حادثة حديثة، دمرت سو-34 منصة دفاع جوي كاملة لأوكرانيا من نوع S-300PS بواسطة قنابل موجهة.
يعتقد خبراء عسكريون أن دمج هذه الصواريخ في سو-34 قد يؤدي إلى زيادة استخدامها وإثارة المزيد من المشاكل لقوات كييف. وقالت مطبوعة روسية محلية في تقرير إن هناك حالات متكررة من إطلاق صافرات الإنذار عندما تحلق طائرات ميغ-31كا المحملة بصاروخ كينجال. وأضاف التقرير أنه الآن، مع ظهور سو-34 كحامل لصاروخ كينجال، سيتعين إعلان صافرات الإنذار العامة في أوكرانيا مع أي ظهور لهذه القاذفات، لأنه يبدو أن كل من هذه الطائرات قد تكون حاملة للصاروخ.
التأثيرات الاستراتيجية والسياسية لهذه التطورات
من الواضح أن روسيا تسعى إلى تعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة وتحدي النفوذ الغربي. وبالتالي، فإن إضافة صاروخ كينجال إلى سو-34 يمثل تهديدًا جديدًا للدول المجاورة وحلفاء حلف شمال الأطلسي. وقد أعربت بعض الدول عن قلقها من هذه التحركات، مثل بولندا ورومانيا وتركيا، التي تشكل جزءًا من درع الصواريخ الأمريكية في أوروبا. وقد طالبت هذه الدول بمزيد من التعاون والتضامن داخل حلف شمال الأطلسي لمواجهة التهديد الروسي.
من ناحية أخرى، فإن روسيا تبرر استخدامها للصواريخ فائقة السرعة بأنها رد على التصعيد الأمريكي في المجالات المتعلقة بالأسلحة الإستراتيجية. وتشير روسيا إلى انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة قوى الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى (INF) في عام 2019، وانتشار نظام ثاد (THAAD) للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، وتطوير مركبة فرط صوتية انزلاقية (Hypersonic Glide Vehicle)، وهو صاروخ فائق السرعة أمريكي، كأمثلة على خروقات أمريكية للتوازن الإستراتيجي. وتؤكد روسيا أنها لن تقبل بأية قيود على تطوير أسلحتها ما لم تشارك جميع الدول ذات المصالح في مفاوضات جديدة حول نزع السلاح.
إذًا، يمكننا أن نستنتج أن ظهور سو-34 كحامل لصاروخ كينجال يشير إلى تصعيد جديد في المنافسة بين روسيا والغرب. وقد يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار المنطقة وزيادة خطر حدوث صراع عسكري.
المصدر
الكاتب:Nourddine
الموقع : www.defense-arabic.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-09-06 13:46:25
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي