اقتصاد

الطلب العالمي على الوقود يحدد مسار انتعاش أسعار النفط

يستدل المتفائلون بانتعاش سوق النفط بالإشارات الإيجابية من أسواق المنتجات المكررة، بينما تتجه أسعار الخام إلى التراجع للعام الثاني على التوالي، وسط توقعات بحدوث تخمة في الإمدادات خلال العام 2025.

وصعد زيت الوقود في آسيا إلى أعلى سعر منذ عام 2022، بينما وصلت تكلفة الزيت المستخدم في السفن ومحطات الطاقة في أوروبا إلى أكبر مستوى موسمي منذ 2010 على الأقل.

وفي حين ارتفعت أسعار الديزل خلال الأشهر الأخيرة، اقتربت أسعار النافتا، المستخدمة في إنتاج البلاستيك، من أعلى مستوياتها في عدة سنوات.

ويشير ارتفاع أسعار المشتقات النفطية مقارنة بالنفط الخام، المصدر الأساسي لتكرير المنتجات، إلى أن توقعات الطلب على النفط أو منتجاته، قد لا تكون قاتمة للغاية كما يقول البعض من المحللين.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية قبل أيام حدوث وفرة في إمدادات النفط خلال 2025، حتى لو أرجأ تحالف أوبك+ زيادة الإنتاج أثناء اجتماعه المرتقب في الخامس من ديسمبر المقبل.

واعتبر كيريان غالاغر، المدير التنفيذي لشركة فيتول غروب في البحرين، عبر بودكاست استضافته شركة غلف إنتلجنس لخدمات الاستشارات، ومقرها في دبي، هذا الأسبوع الوضع العام في الأسواق ليس قويا.

لكنه مع ذلك يعتقد أن هناك بعض الإشارات الإيجابية القليلة التي تُظهر أن هناك أملا أو تحسنا في بعض المجالات، في ظل الضبابية التي لا تزال تخيم على الاقتصاد العالمي.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن غالاغر قوله إن أسعار زيت الوقود والنافتا “ارتفعت بشكل مفاجئ” مما أدهش شركات التداول التي تتابع تحركات السوق.

وظلت أسعار خام برنت القياسي العالمي حبيسة نطاق ضيق يتراوح بين 70 و77 دولارا للبرميل منذ منتصف أكتوبر الماضي.

وفي مقابل توقعات هبوط أسعار النفط بسبب الفائض المرتقب في الإمدادات كانت هناك تقديرات أخرى بزيادة الأسعار وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية.

وأدت زيادة شراء النفط من جانب الصين بعدما شددت الولايات المتحدة العقوبات على ناقلات مرتبطة بإيران، وحدوث مشكلات في الإنتاج في بعض الدول مثل كازاخستان، إلى تحسن الفروق بين أسعار العقود المستقبلية ذات الآجال المختلفة.

ويُنظر إلى العقود الآجلة للنفط الخام على أنها مؤشر لأداء السوق، حيث تعمل على تحديد المؤشرات التي يمكن للمستثمرين الاستفادة منها في تحليل الأوضاع.

أسعار خام برنت القياسي العالمي ظلت حبيسة نطاق ضيق يتراوح بين 70 و77 دولارا للبرميل منذ منتصف أكتوبر الماضي

وقال كيت هاينز، محلل شؤون النفط الخام العالمي في شركة إنيرجي أسبكتس، إن “الأسعار انخفضت بشكل كبير في البداية، مما أدى إلى عمليات بيع مبالغ فيها، والسوق تستعيد توازنها الآن”، خاصة مع تحسن هوامش الربح.

وأشار إلى أن بعض المشترين الصينيين يقللون من المخاطر المرتبطة بشراء النفط الإيراني، حيث ستكون صادرات البلد العضو في أوبك في مرمى عقوبات محتملة مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وتحسنت الفوارق المرتبطة بعقود النفط ذات الآجال المختلفة بعدما اقتربت مؤخرا من وضع “الكونتانغو” الهبوطي، والذي تكون أسعار العقود المستقبلية فيه أعلى من نظيرتها الفورية أو قصيرة الأجل.

واتسع الفارق بين أسعار أقرب عقدين لتداول خام “برنت” إلى 55 سنتا للبرميل من 7 سنتات فقط في نهاية سبتمبر، ليتحول بذلك إلى وضع “باكوارديشن” صعودي.

أما الدعامة الأخرى التي يركز عليها المتفائلون بصعود أسعار النفط، فهي انخفاض المخزونات، والتي تقل في الدول المتقدمة بنحو 100 مليون برميل عن المتوسط خلال خمس سنوات، أي أقل قليلا مما يستهلكه العالم يوميا، حسب وكالة الطاقة الدولية.

ويؤكد خبراء الصناعة أن تراجع المخزونات قد يؤدي إلى دعم أسعار النفط بشكل طفيف، وذلك استنادا إلى ما يرصده بعض مراقبي السوق.

وقال دان سترويفن، الرئيس المشارك لقسم أبحاث السلع الأساسية في غولدمان ساكس، إن “أسعار النفط منخفضة 5 دولارات عن قيمتها العادلة” في ظل المستوى المنخفض نسبيا للمخزونات العالمية.

ويرجح بنك الاستثمار الأميركي أن يصل سعر خام برنت إلى ذروته عند 78 دولارا للبرميل في يونيو 2025، وأن تهبط الأسعار إلى 71 دولارا للبرميل في 2026.

The post الطلب العالمي على الوقود يحدد مسار انتعاش أسعار النفط appeared first on Lebanon Economy.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :lebanoneconomy.net بتاريخ:2024-12-02 06:29:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading