عين على العدو

“الغاز الدبلوماسي” سيساعد في بناء شبكة علاقات مع النظام الجديد في سوريا

معاريف 30/3/2025، ميخائيل هراري: “الغاز الدبلوماسي” سيساعد في بناء شبكة علاقات مع النظام الجديد في سوريا

يعيش الحكم الجديد في سوريا في ذروة جهد مكثف لتوسيع سيطرته في الدولة. فهو مطالب بان يتصدى للبنى التحتية المتهالكة ولا سيما في مجال الطاقة، ولقدرته على ان يضمن توريدا منتظما للكهرباء على مدى اكثر من بضع ساعات في اليوم. الإمكانيات التي تتوفر له في هذا الموضوع قليلة. صحيح أنه يوجد اتفاق مع الاكراد، الذين يتحكمون بحقول النفط في شمال – شرق الدولة على توريد النفط للحكم المركزي، منذ عهد الأسد، لكن التفاصيل اليوم غير واضحة، وعلى أي حال ليس في ذلك ما يغير جوهريا صورة الوضع البشعة.

معقول أن تتردد شركات دولية في التوقيع على عقود مع النظام الجديد عقب علامات الاستفهام القائمة في شأنه واساسا في ضوء العقوبات الامريكية. من هنا توجد بضع مصادر محتملة للطاقة بالنسبة لسوريا. 

روسيا – شبكة علاقاتها مع النظام السوري الجديد متضعضعة، لكن الطرفين يبديان اهتماما بفتح “صفحة جديدة”. في الأسابيع الأخيرة كانت تقارير بشأن سفن روسية شقت طريقها الى ميناء بانياس. الشرع ملزم بان يأخذ بالحسبان شبكة علاقاته المستقبلية مع واشنطن في حالة قرر الالتفاف على العقوبات. 

الأردن – للمملكة مصلحة واضحة في استقرار الساحة السورية وبتقدم شبكة علاقات بناءة مع النظام الجديد. وحسب تقارير مختلفة تلقى الأردن الاذن من الولايات المتحدة لان يورد لجارته من الشمال 250 ميغا واط من الكهرباء ليس في ساعات الضغط. 

ليس في ذلك ما يلبي كثيرا احتياجات السوريين، لكنه خطوة تدل على استعداد اردني للمساعدة. 

تركيا – شبكة علاقات سوريا الجديدة مع أنقر مقربة جدا. فسقوط الأسد يفتح امام تركيا بدائل مشوقة لمسارات جديدة للطاقة، ومنها ربط تركيا بانبوب الغاز العربي من خلال تمديده الى ما وراء النقطة التي يصل اليها في سوريا، والمشروع لاقامة أنبوب غاز بين قطر وتركيا عبر سوريا. في مثل هذه الخطوات أيضا لا يوجد ما يحل مشاكل سوريا. 

قطر – علم في الأيام الأخيرة بمبادرة قطرية، تلقت على ما يبدو ضوء اخضر من الولايات المتحدة لضخ الغاز الى سوريا عبر الأردن. اذا ما راجعنا جيدا الاحتمالات الفنية لانبوب الغاز العربي، فان ضخم الغاز شمالا ليس ممكنا. فالغاز يمر من خلاله بشكل باتجاه واحد، من الشمال الى الجنوب، أي غاز إسرائيلي الى الأردن ومن هناك الى مصر. ارتباط شمالي اكثر، يوجد منذ اليوم، بين إسرائيل والأردن كفيل بان يسمح بضخ غاز إسرائيلي الى أنبوب الغاز العربي، ومن هناك شمالا الى سوريا. رسميا، سيدور الحديث عن “غاز اردني/مصري”. عمليا، هذا “غاز إسرائيلي”.

خطوة دائرية من هذا القبيل، اذا ما خرجت الى حيز التنفيذ، ستجسد بالملموس الامكانية السياسية – الاستراتيجية الكامنة في “دبلوماسية الطاقة”. ووجدت هذه تعبيرها في التعاون الإقليمي، الذي بني في العقد الأخير في شرق البحر المتوسط.  إمكانية توسيعه وتعميقه قائمة، في ظل سياسة إسرائيلية عقلانية وتوافقية. ان مساعدة إسرائيلية كهذه بالطاقة كفيلة بان تساعد في بناء شبكة علاقات بناءة مع النظام الجديد في سوريا. علامات الاستفهام والشكوك في إسرائيل لا تستبعد التقاء المصالح حيثما توجد هذه. 

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-01 15:48:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى