الغواصة الروسية التي أصيبت بصاروخ Storm Shadow تكمل إصلاح هيكلها

موقع الدفاع العربي 18 يوليو 2024: وصلت الغواصة التي تعمل بالديزل والكهرباء روستوف أون دون Rostov-on-Don (المشروع 636.3 فارشافكا Project 636.3 Varshavka)، والتي تعرضت لأضرار جسيمة من ضربة دقيقة باستخدام صاروخ ستورم شادو Storm Shadow الفرنسي البريطاني في عام 2023، إلى مرحلة حاسمة في تعافيها.

بعد أن تم تعطيلها أثناء هجوم على منشأة بحرية روسية في شبه جزيرة القرم، أكملت الغواصة من فئة كيلو المرحلة الأولية من ترميم هيكلها وطلائها. وقد دخلت الآن مرحلة الترميم، بهدف استعادة استعدادها القتالي التشغيلي الكامل بحلول عام 2025.

وكانت أوكرانيا قد زعمت في ذلك الوقت أن هجوم 13 سبتمبر/أيلول تسبب في تضرر الغواصة من فئة كيلو “بشكل لا يمكن إصلاحه”. والجدير بالذكر أن الحادث كان الأول من نوعه الذي لحق بغواصة روسية، والأسوأ منذ غرق الطراد “موسكفا” في عام 2022.

وأكدت المخابرات البريطانية أيضًا أن الغواصة تعرضت لأضرار “كارثية”، مقدرةً أن الجهود المبذولة لاستعادة الوضع التشغيلي قد تمتد لسنوات عديدة وستكلف مئات الملايين من الدولارات. واتهمت السلطات البريطانية المسؤولين الروس بالتقليل من حجم الأضرار التي لحقت بسفنهم، وخاصة الغواصة.

في أعقاب الهجوم، كشفت صور الأقمار الصناعية عن أضرار خارجية واسعة النطاق لحقت بغواصة روستوف أون دون، مع آثار ظاهرة بشكل واضح تشير إلى إصابات متعددة. دفع الحادث المحللين العسكريين ومجموعات التحقيق إلى إجراء تقييمات، بما في ذلك فريق استخبارات الصراع (CIT)، الذي وثق الأضرار من خلال أدلة فوتوغرافية مفصلة.

وبعد التحقيق، كشفت الصور الأولية عن وجود ثقب كبير في مقدمة الغواصة، مما يشير إلى تعرضها لضربة مباشرة. ولاحظ المراقبون حدوث أضرار جسيمة بالقرب من منطقة الدفع والهيكل، مما أثار مخاوف بشأن احتمال حدوث أضرار داخلية. وأشار الخبراء إلى أن الاختراق أدى على الأرجح إلى فيضانات، مما يعرض المعدات الحساسة على متن الغواصة للخطر. وتكهن المحللون بأن حجم الضرر قد يجعل الغواصة غير قابلة للإصلاح، مما قد يتطلب سحبها من الخدمة أو إصلاحات معمقة.

تم تقييم الغواصة في البداية على أنها غير قابلة للإصلاح، إلا أن عملية ترميم الغواصة تتقدم تحت إشراف حوض سيفاستوبول لبناء السفن، التابع لحوض بناء السفن زفيوزدوشكا. وذكرت وكالة تاس التابعة للحكومة الروسية في يناير من هذا العام أن الغواصة ستكمل إصلاحاتها في حوالي ستة أشهر.

غواصة روستوف أون دون قادرة على إطلاق صواريخ كروز للهجوم الأرضي من طراز “كاليبر”، وتلعب دورًا استراتيجيًا داخل أسطول البحر الأسود. ومع جهود استعادتها المستمرة، من المتوقع أن تستعيد القدرة التشغيلية، بما في ذلك نشر نظام الصواريخ 3M14T ضد الأهداف الأوكرانية في المنطقة.

سحب السفن الحربية الروسية من شبه جزيرة القرم؟

صرح مسؤول أوكراني بأن روسيا قامت بسحب آخر سفينة حربية من أسطولها في البحر الأسود من شبه جزيرة القرم. وأعلن ديمتري بليتينشوك، المتحدث باسم القوات البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية، ذلك في 15 يوليو في منشور على فيسبوك.

وأضاف: “آخر سفينة دورية تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي غادرت شبه جزيرة القرم الآن. تذكروا هذا اليوم”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة ميليتارني الأوكرانية.

وفي بيان مماثل، ذكرت القوات البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية في 16 يوليو عبر منشور على تيليغرام أنه لم تعد هناك أي سفن تابعة للبحرية الروسية في البحر الأسود.

وعلى الرغم من أن بليتينشوك لم يحدد هوية السفينة، إلا أنه ادعى للتلفزيون الأوكراني في مارس/آذار أن روسيا لم يكن لديها سوى سفينة صواريخ “فاشلة” واحدة متبقية في مياهها.

منذ بدء الغزو في عام 2022، نفذت أوكرانيا عدة ضربات على المنطقة، مما أدى إلى تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بأصول أسطول البحر الأسود الروسي. وفي وقت سابق من هذا العام، ادعى الجيش الأوكراني أنه دمر ثلث أسطول البحر الأسود الروسي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال قائد البحرية الأوكرانية إن هجمات كييف أجبرت أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية على إعادة تمركز جميع سفنه الحربية الجاهزة للقتال تقريبًا من شبه جزيرة القرم إلى مواقع أخرى.

وصرح نائب الأميرال الروسي أوليكسي نيزبابا أن الهجمات الصاروخية والبحرية بدون طيار في أوكرانيا قد ألحقت أضرارًا بالغة بقاعدة سيفاستوبول، التي كانت بمثابة المركز اللوجستي الرئيسي في روسيا للتدريب والإصلاحات وتخزين الذخيرة، من بين مهام حاسمة أخرى. “لقد تم تأسيسها على مدى عقود عديدة، وربما قرون. من الواضح أنهم يفتقدون الآن هذا المركز”، حسبما قال نيزبابا لرويترز.

وبدون وجود أي سفن حربية كبيرة تحت تصرفها، قصفت أوكرانيا السفن الروسية باستخدام زوارق بحرية بدون طيار مملوءة بالمتفجرات. وقد استخدمت بكثرة صواريخ Storm Shadow وATACMS (نظام الصواريخ التكتيكية للجيش) لضرب منشآت الأسطول والأهداف العسكرية الأخرى في شبه جزيرة القرم.