القاذفة الشبح B-2 Spirit: سلاح واشنطن الخفي الذي ضرب الحوثيين بدقة استثنائية – ما الذي يجعلها لا تُقهر؟

موقع الدفاع العربي 17 أكتوبر 2024: قامت القوات الجوية الأمريكية باستخدام قاذفات B-2 Spirit الشبحية لضرب أهداف تابعة للحوثيين في اليمن في 16 أكتوبر 2024. استهدفت هذه الضربات خمس منشآت لتخزين الأسلحة تحت الأرض في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، بما في ذلك بالقرب من العاصمة صنعاء ومدينة صعدة. كانت هذه المنشآت تُستخدم لتخزين مكونات أسلحة استخدمها الحوثيون في هجماتهم على السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر.

تمت الموافقة على هذه الضربات من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، كجزء من الجهود الرامية إلى إضعاف قدرات الحوثيين على تنفيذ أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وخاصة الهجمات على السفن الدولية. وجاءت هذه الضربات ردًا على سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران منذ نوفمبر 2023، والتي أثرت على التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

لم تسجل أي إصابات بين المدنيين نتيجة لهذه الضربات، وتهدف الولايات المتحدة إلى حماية طرق الشحن الحيوية وضمان حرية الملاحة في المنطقة.

القاذفة الشبح B-2 Spirit هي طائرة عسكرية مصممة باستخدام تقنيات تجعلها أقل ظهورًا للرادارات وأنظمة الاستشعار الأخرى. تم تطوير هذه الطائرات لتجنب اكتشافها من قبل الدفاعات الجوية للعدو، مما يمنحها ميزة كبيرة في تنفيذ المهام الجوية الهجومية في مناطق معادية ومحصنة جيدًا.

لماذا استخدمت واشنطن القاذفة الشبح ضد الحوثيين؟

تستخدم الولايات المتحدة القاذفات الشبحية في المهام التي تتطلب دقة عالية وقدرة على ضرب أهداف في مناطق محصنة، مثل مواقع الحوثيين في اليمن. يُعتقد أن واشنطن قد لجأت إلى القاذفة الشبح لضرب الحوثيين لعدة أسباب:

1. تجنب الدفاعات الجوية: الحوثيون يمتلكون بعض أنظمة الدفاع الجوي التي يمكن أن تهدد الطائرات التقليدية. الطائرة الشبح قادرة على تجنب هذه الأنظمة.
2. ضرب أهداف حساسة: القاذفات الشبحية قادرة على ضرب أهداف عسكرية دقيقة قد تكون جزءًا من البنية التحتية الصاروخية أو المخازن التي تستخدمها القوات الحوثية، مما يقلل من الأضرار الجانبية.
3. إيصال رسالة ردع: استخدام قاذفات من هذا النوع يمثل تصعيدًا في مستوى الرد العسكري، وهو أيضًا رسالة استراتيجية تظهر تفوق الولايات المتحدة التكنولوجي وقدرتها على ضرب أهداف حساسة دون اكتشاف.

من خلال استخدام الطائرات الشبحية، تُظهر واشنطن أنها قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة وعميقة في مناطق تحظى بتغطية دفاع جوي، مما يعزز من فعاليتها في الردع.

واحدة من أكثر الطائرات تطورًا وتفوقًا في العالم

القاذفة الشبح B-2 Spirit تُعتبر واحدة من أكثر الطائرات تطورًا في العالم، وهي مصممة خصيصًا للقيام بمهام القصف الاستراتيجي. تم تطويرها من قبل شركة نورثروب غرومان، وبدأت العمل في سلاح الجو الأمريكي عام 1997. فيما يلي تفاصيل عن أبرز مميزاتها:

1. التسليح:

• الحمولة القصوى: تستطيع B-2 حمل ما يصل إلى 18,000 كيلوجرام من الأسلحة.
• أنواع الأسلحة:
  • الأسلحة التقليدية: مثل القنابل الموجهة بالليزر (JDAM) وقنابل الانزلاق (GBU-31/32).
  • الأسلحة النووية: تحمل القنابل النووية مثل B61 وB83.
  • يمكنها أيضًا حمل ما يصل إلى 16 صاروخًا موجهًا (مثل AGM-129 ACM).

2. المدى:

• المدى دون إعادة التزود بالوقود: حوالي 11,000 كيلومتر.
• المدى مع إعادة التزود بالوقود جواً: غير محدود عمليًا، حيث يمكنها القيام بمهام على مستوى العالم عبر التزود بالوقود في الجو.

3. التقنيات المتقدمة:

• تقنية التخفي: تُعتبر واحدة من الطائرات القليلة التي تعتمد على تقنية الشبح، مما يعني أن تصميمها يجعلها غير مرئية تقريبًا للرادارات التقليدية. هذا التصميم يقلل من الانعكاسات الرادارية ويعزز قدراتها على اختراق الدفاعات الجوية المعادية.
• المواد الممتصة للإشعاع: تم بناء هيكل الطائرة باستخدام مواد تقلل من كشفها بواسطة الرادار.

4. أنظمة الطيران والاتصالات:

• مزودة بأنظمة إلكترونية متقدمة للتحكم في الطيران والاتصالات، بما يسمح لها بالتنسيق مع القوات الجوية الأخرى والبقاء على اتصال في أصعب الظروف.
• الأنظمة الإلكترونية أيضًا تتضمن وسائل دفاعية ضد التشويش الإلكتروني والهجمات السيبرانية.

5. السرعة:

• سرعة الطائرة تصل إلى حوالي 1,010 كم/ساعة (ماخ 0.95)، وهي ليست طائرة أسرع من الصوت، لكنها تعتمد على التخفي والقدرة على التحمل بدلاً من السرعة.

6. القدرة على الضربات الدقيقة:

• مجهزة بأنظمة توجيه دقيقة تمكنها من ضرب الأهداف بدقة عالية حتى من ارتفاعات كبيرة، وهو ما يقلل من خطر التعرض للنيران المعادية.

7. أداء المهام:

• يمكنها القيام بمهام استراتيجية طويلة المدى تشمل قصف أهداف في عمق أراضي العدو. تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام معقدة تتطلب تجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة.
• تُستخدم في المهام النووية والتقليدية، مما يجعلها جزءًا حيويًا من القوة الرادعة للولايات المتحدة.

8. الطاقم:

• طاقم الطائرة يتكون من شخصين: الطيار ومشغل أنظمة الأسلحة.

9. قدرات البقاء:

• بفضل تقنياتها الشبحية وقدراتها على التخفي، يمكنها الدخول في أجواء معادية شديدة التحصين والقيام بضربات عميقة دون أن يتم اكتشافها بسهولة.

هذه المزايا تجعل القاذفة B-2 Spirit واحدة من أكثر الطائرات تطورًا وتفوقًا في العالم، حيث تستطيع تنفيذ المهام الاستراتيجية بسرية تامة وفاعلية كبيرة.