قاذفة شبح من طراز B-2 Spirit أمريكية الصنع. مصدر الصورة: Bryce Moore
أصبحت الهجمات الأميركية المتزايدة ضد الحوثيين في اليمن ممكنة جزئيًا بفضل الوجود العسكري الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والذي يشمل مجموعة من القواعد الأميركية الدائمة وأصول بحرية متنوعة مثل حاملات الطائرات والمدمرات.
موقع الدفاع العربي 14 أبريل 2025: تحافظ الولايات المتحدة على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط، حيث تنتشر قواتها في أكثر من اثنتي عشرة دولة وعلى متن سفن في مياه المنطقة. وقد توسع هذا الوجود في عام 2024 مع تركيز الولايات المتحدة على ردع وهزيمة التهديدات القادمة من إيران وشبكتها من الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حزب الله (لبنان)، والحوثيون (اليمن)، وعدة جماعات مسلحة في العراق وسوريا. في مارس 2025، شنّت قوات القيادة المركزية الأميركية ضربة جوية هجومية على أراضٍ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من سفن حربية متمركزة في البحر الأحمر.
منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة وشريكتها الدفاعية، في أكتوبر 2023، أصبحت القوات الأميركية في الشرق الأوسط هدفًا متزايدًا لبعض هذه الجماعات، وقد ردت بانتظام بهجمات مضادة. في الوقت نفسه، كانت السفن الأميركية وسفن التحالف تحمي الملاحة التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تصدت لهجمات يومية تقريبًا من طائرات مسيّرة وصواريخ حوثية.
كما استجابت وزارة الدفاع الأميركية لتصاعد التوتر بين إسرائيل من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى خلال الأشهر الأخيرة. ففي أبريل 2024، اعترضت الطائرات والسفن الأميركية عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها إيران في هجوم مباشر غير مسبوق على إسرائيل. وفي أكتوبر من نفس العام، أعلنت الولايات المتحدة إرسال عشرات الطائرات الإضافية (أربع أسراب) إلى المنطقة، تزامنًا مع بدء إسرائيل هجومًا بريًا على حزب الله في لبنان، وقيام إيران بشن موجة أكبر من الصواريخ ضد إسرائيل. وأفادت تقارير أن القوات البحرية الأميركية أطلقت أكثر من عشرة صواريخ اعتراضية ضد الصواريخ الإيرانية. كما أفيد بأن قاذفات الشبح B-2 بدأت في مارس 2025 بالانتقال من قاعدتها في ميزوري إلى قاعدة دييغو غارسيا المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهي جزيرة تابعة لإقليم المحيط الهندي البريطاني وتقع في مدى ضرب الحوثيين وإيران.
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
تتغير أعداد القوات الأميركية في أي منطقة تبعًا للبيئة الأمنية وأولويات الدفاع الوطني وعوامل أخرى. واعتبارًا من أكتوبر 2024، أفاد مسؤولون في البنتاغون بوجود نحو أربعين ألف جندي أميركي في الشرق الأوسط، كثير منهم على متن سفن في البحر. وبشكل إجمالي، تمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية في ما لا يقل عن 19 موقعًا—يُعتبر ثمانية منها دائمة وفقًا لكثير من المحللين الإقليميين—في دول تشمل البحرين ومصر والعراق وإسرائيل والأردن والكويت وقطر والسعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة. كما تستخدم الولايات المتحدة قواعد كبيرة في جيبوتي وتركيا، رغم تبعيتهما لقيادات إقليمية أخرى، إلا أنهما تساهمان بشكل كبير في عمليات واشنطن في الشرق الأوسط.
جميع الدول المستضيفة للقواعد الأميركية لديها اتفاقيات تمركز مع الولايات المتحدة، باستثناء سوريا، حيث كانت القوات الأميركية مرفوضة من قبل الحكومة. (وقد أبدى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع اهتمامًا بإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة). وتستضيف قطر مقر القيادة المتقدمة للقيادة المركزية الأميركية، بينما تستضيف البحرين أكبر عدد من العسكريين الأميركيين المقيمين، وهي مقر الأسطول الخامس الأميركي. وكان لدى البحرية الأميركية عدة تشكيلات كبيرة من السفن الحربية تنفذ عمليات في المنطقة، لكن ومنذ بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، تم سحب عدد من هذه السفن إلى الولايات المتحدة لدعم جهود تأمين الحدود الداخلية. واعتبارًا من مارس 2025، ستتواجد مجموعتا حاملات طائرات في المنطقة بالتزامن، مع تمديد مهمة حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” لشهر إضافي، ووصول حاملة الطائرات “كارل فينسن” في الأسابيع المقبلة إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية. وجاء هذا التحرك في أعقاب تجدّد الاشتباكات بين الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن والبحر الأحمر مطلع الشهر.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-14 10:19:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل