المغرب يتجه لأن يصبح مركزا لصيانة طائرات إف-16 وسي-130

موقع الدفاع العربي 8 سبتمبر 2024: في محاولة لتصبح مركزًا إقليميًا لصيانة الطائرات العسكرية للدول الأفريقية المجاورة، وقعت المغرب شراكة استراتيجية مع الشركتين البلجيكيتين سابكا (Sabca) وسابينا إيروسبيس (Sabena Aerospace)، إلى جانب شركة لوكهيد مارتن العملاقة الأمريكية، لصيانة ودعم طائرات F-16 و C-130 Hercules.

ستؤدي الاتفاقية، التي تم توقيعها في 14 أبريل 2022، إلى إنشاء مصنع Maintenance Aero Maroc (MAM)، وهي منشأة لصيانة الطائرات في مطار بن سليمان العسكري “لمتطلبات دعم القوات الجوية الملكية المغربية وتوفير وظائف عالية التقنية والقدرات الفنية داخل البلاد”، وفقًا لبيان صحفي صادر عن Sabca. ويشير البيان إلى أن “أنشطة الصيانة الأولى” على طائرات C-130 يمكن أن تبدأ في المنشأة التي تبلغ مساحتها حوالي 15 ألف قدم مربع قبل نهاية العام.

ونقل البيان الصحفي عن دانيا ترينت، نائب رئيس برامج إف-16 في شركة لوكهيد مارتن، قولها إن الشراكة “ستضمن حصول المملكة المغربية على أفضل منشأة صناعية، ومعدات، وتدريب، وشهادة ممكنة لدعم متطلبات دعم القوات الجوية الملكية المغربية وغيرها من العملاء الدوليين”.

وقال الخبير العسكري المغربي عبد الحميد هرفي لموقع بريكينغ ديفنس إن القوات الجوية الملكية المغربية “تتوقع استلام طائرات جديدة بما في ذلك إف-16 بلوك 72، التي ستدخل الخدمة بين أواخر عام 2025 و2027. وهنا تكمن أهمية المنشأة، حيث إنها ستمكن المغرب من تطوير أسطوله الحالي من طائرات إف-16 محليًا إلى مستوى طائرات إف-16 فايبر بلوك 72” الأحدث.

وتشغل القوات الجوية المغربية بالفعل 23 طائرة مقاتلة من طراز إف-16، والتي يتوقع هرفي ترقيتها إلى بلوك 72 داخل المنشأة؛ بالإضافة إلى أسطول من مقاتلات إف-5 المطورة محليًا والتي تستخدم خصيصًا لعمليات الدعم الناري للقوات البرية، بالإضافة إلى طائرات ميراج إف-1 وألفا جيت التي يتم صيانتها داخل القاعدة العسكرية في مكناس. كما يشغل المغرب أسطولًا من 17 طائرة نقل من طراز سي-130إتش، وسعى إلى زيادة هذا الأسطول من خلال برنامج المواد الدفاعية الزائدة.

وقال هرفي إن المغرب “يتوقع صيانة طائرات إف-16 وسي-130 هيركوليس ليس فقط لقواته الجوية ولكن أيضًا للدول الأفريقية المجاورة التي تشغل هذه الطائرات”.

وتشغل تونس المجاورة أسطولًا من ست طائرات هيركوليس سي-130بي/إتش وطائرتين سوبر هيركوليس سي-130جيه-30. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تتلقى طائرتين إضافيتين من طراز سي-130إتش من الولايات المتحدة بعد طلبية في عام 2019. وتشمل الدول الأخرى التي تشغل طائرات C-130H في المنطقة ليبيا والنيجر وتشاد ومصر، التي وافقت إدارة بايدن في يناير/كانون الثاني من هذا العام على شراء اثنتي عشرة طائرة من طراز C-130J Super Hercules. كما تمتلك مصر رابع أكبر أسطول من طائرات إف-16 في العالم، حيث تعمل 220 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 في البلاد، مما يجعلها هدفًا واضحًا للأعمال التجارية المحتملة للمنشأة الجديدة.

في عام 2020، أصدر المغرب القانون 10.20، الذي يحدد إطار إنتاج الأنظمة العسكرية المحلية. وفقًا للقانون، يُسمح بثلاث فئات من الإنتاج العسكري في المملكة: الأسلحة والذخائر الدفاعية، بما في ذلك أنظمة المعلومات ذات الصلة ومعدات الاتصالات والمراقبة؛ المعدات العسكرية الأمنية؛ وأنظمة الصيد والقنص.

وقال هرفي: “تماشياً مع هذا القانون، عزز المغرب توطين إنتاجه العسكري والمنشأة الجديدة هي إحدى هذه الخطوات. تطمح المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التصنيع العسكري وأن تكون منصة إقليمية للصناعة العسكرية للسوق المحلية وكذلك للتصدير إلى الدول الأفريقية المجاورة”.

كما تعمل المملكة على برنامج تحديث أوسع يشمل 36 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي AH-64E، من المتوقع استلامها بحلول عام 2025.

وأضاف هرفي: “لن تكون عمليات الصيانة وفقًا للصفقة الجديدة أول أنشطة صيانة وإصلاح وتجديد تتم في المملكة. فطائرات ميراج إف 1 الاعتراضية الفرنسية تتم صيانتها محليا في إطار شراكة سابقة بين القوات الجوية المغربية وشركة سابينا إيروسبيس، كما تم تطوير طائرة إف 5 محليا في بداية عام 2000 بالشراكة مع إسرائيل”.

وأضاف هرفي أن سعي المغرب إلى نقل التكنولوجيا أمر مهم حتى يكون سلاح الجو الملكي مستقلاً وقادراً على صيانة أساطيله في المواقف الحرجة.

واختتم قائلا: “اللافت للنظر أن صيانة طائرات النقل والقتال حتى المستوى الثالث والرابع تتم محليا في المغرب بينما هذه القدرة غير موجودة بنسبة 80-90٪ في الدول العربية”.