Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
موقع الدفاع العربي 25 مارس، 2025: يواصل المغرب جهوده لتعزيز قدراته في مجال الدفاع الجوي والصاروخي من خلال تقييم نظام الدفاع الجوي الصاروخي MIM-104 Patriot الأمريكي الصنع، وهي خطوة قد تؤدي إلى أول اقتناء مؤكد لهذا النظام واسع الانتشار من قبل المملكة. وأظهرت صور حديثة متداولة عبر الإنترنت ثلاث مركبات مرتبطة بالنظام، وتحديدًا وحدات Transporter Erector Launcher (TEL)، أثناء نقلها على شاحنات مدنية، ويُعتقد أنها في طريقها إلى قاعدة للقيادة والسيطرة للدفاع الجوي (C2) بدلًا من قاعدة بن جرير الجوية، كما كان يُعتقد سابقًا.
لم تصدر السلطات المغربية أي بيان رسمي بشأن هذا النقل، إلا أن المراقبين العسكريين في المغرب يعتبرونه مؤشرًا ملموسًا على احتمال اقتناء القوات المسلحة الملكية المغربية لهذا النظام. وتشير مصادر دفاعية إلى أن المعدات ستخضع لاختبارات للتأكد من توافقها مع المتطلبات التشغيلية المغربية. وقد برز أول مؤشر على ذلك في يناير 2021، عندما أشارت إدارة التجارة الدولية الأمريكية إلى أن أنظمة باتريوت وطائرات الاستطلاع G550 قد تمت الموافقة على بيعها إلى المغرب، رغم عدم الكشف عن الكميات أو القيم المالية. وتعكس هذه التطورات زخمًا مستمرًا نحو تجهيز القوات المسلحة الملكية المغربية بقدرات متطورة أمريكية الصنع في مجال الدفاع الجوي.
تشير المعلومات المتاحة حاليًا إلى أن المغرب اختار النسخة المتقدمة من النظام، وهي Patriot Advanced Capability-3 Missile Segment Enhancement (PAC-3 MSE)، والتي توفر مدى ودقة محسّنين. ويمكن لصواريخ PAC-3 MSE اعتراض الطائرات على مسافات تتجاوز 160 كيلومترًا، والصواريخ الباليستية التكتيكية على مدى يزيد عن 35 كيلومترًا، بدعم من رادار AN/MPQ-65 الذي يوفر تغطية بزاوية 360 درجة مع القدرة على تتبع أكثر من 100 هدف في آنٍ واحد. ويعتمد النظام على تقنية hit-to-kill، حيث يستخدم طاقة الاصطدام المباشر لتدمير التهديدات القادمة. ويمكن لكل قاذفة أن تحمل أربعة صواريخ PAC-2 GEM-T أو ما يصل إلى 16 صاروخًا من طراز PAC-3 MSE. ومن شأن هذه الصفقة أن تعزز بشكل كبير قدرة المغرب الدفاعية ضد الطائرات، والطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، والتهديدات الباليستية، مثل نظام إسكندر-إي الروسي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى الذي اشترته الجزائر.
أول ظهور للباتريوت في المغرب
يأتي ظهور مكونات نظام باتريوت في المغرب ضمن سلسلة من صفقات الدفاع التي وافقت عليها الولايات المتحدة، مما يعكس توطيد العلاقات العسكرية بين البلدين. ففي يناير 2021، أكدت إدارة التجارة الدولية الأمريكية خطط بيع أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وطائرات الاستطلاع G550 إلى المغرب، دون الكشف عن عدد الوحدات أو القيمة الإجمالية للعقد. وفي نوفمبر 2021، وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على صفقة عسكرية أجنبية بقيمة 4.25 مليار دولار للمغرب، شملت 36 مروحية هجومية من طراز AH-64E Apache. وتشكل هذه الصفقات جزءًا من إطار التعاون الدفاعي المستمر بين الرباط وواشنطن.
على مدى السنوات الأخيرة، وقع المغرب العديد من اتفاقيات التسليح مع الولايات المتحدة، تجاوزت قيمتها الإجمالية 9 مليارات دولار. وتشمل هذه الصفقات اقتناء 25 مقاتلة F-16 بقيمة 2.8 مليار دولار، و24 مروحية هجومية AH-64 Apache بقيمة 1.6 مليار دولار. ويهدف المغرب إلى تشغيل 48 مقاتلة F-16 و36 مروحية Apache بحلول عام 2028، في ظل تزايد التكهنات حول احتمال شراء مقاتلات F-35 في المستقبل. لتعزيز قدراته في مجال المراقبة الجوية ومراقبة المجال الجوي، قام المغرب أيضًا باقتناء سبعة أنظمة رادار من Lockheed Martin، إضافة إلى أنظمة الرادار Ground Master 400 من مجموعة Thales الفرنسية، بهدف تحسين مهام الإنذار المبكر والكشف ضمن المجال الجوي المغربي.
نظام باتريوت. وزارة الدفاع الأمريكية
بالإضافة إلى الأصول الجوية والمراقبة، استثمر المغرب أيضًا في تطوير قواته المدرعة البرية. ففي عام 2012، حصلت القوات المسلحة الملكية المغربية على 222 دبابة M1A1 SA Abrams من الولايات المتحدة. وفي عام 2018، أطلق المغرب برنامجًا لتحديث 162 من هذه الدبابات إلى معيار M1A2 SEPv3، والذي يتضمن تحسينات على الأنظمة الإلكترونية والاتصالات وميزات الحماية. بدأت عمليات تسليم الدبابات المطورة M1A2 SEPv3 في أواخر عام 2023، حيث تم تأكيد وصولها في ديسمبر 2023. تهدف هذه التحديثات إلى تحسين الأداء العملياتي ودمج الوحدات المدرعة المغربية ضمن خطتها الأوسع للتحديث العسكري.
يأتي تعزيز القدرات الدفاعية المغربية في ظل تزايد التنافس العسكري مع الجزائر المجاورة. ففي عام 2025، رفعت الجزائر ميزانيتها الدفاعية إلى 25.1 مليار دولار، مقارنة بـ21 مليار دولار في عام 2024. وبالمقابل، زاد المغرب إنفاقه الدفاعي إلى 13.32 مليار دولار، مقارنة بـ12.4 مليار دولار في العام السابق. اقتنت الجزائر أنظمة دفاع جوي روسية من طراز إس-300، ورادارات Rezonans-NE لكشف الأهداف بعيدة المدى، ومجموعة من مقاتلات سوخوي، بما في ذلك سو-35 وسو-57. كما اختبرت الجزائر دبابة القتال الرئيسية الصينية VT-4.
إلى جانب المعدات الأمريكية، يعمل المغرب أيضًا على تنويع مصادر التسلح لبناء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات. ففي عام 2023، استلم المغرب الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي والصاروخي Barak MX من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية Israel Aerospace Industries، ضمن عقد بقيمة 500 مليون دولار تم توقيعه في عام 2022. يعكس هذا السياق الأمني الأوسع الأهمية الاستراتيجية التي يوليها المغرب للحصول على نظام ميداني مُثبت مثل باتريوت، لإنشاء حماية متعددة المستويات ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، وتحقيق التكامل بين منصات من موردين مختلفين.
تم تطوير نظام صواريخ باتريوت في الأصل من قبل شركة رايثيون خلال الحرب الباردة، وتم تقديمه في أوائل الثمانينيات ليحل محل منصات الدفاع الجوي الأمريكية القديمة. برزت أهميته العملياتية خلال حرب الخليج عام 1991، حيث يتميز النظام برادار صفيف مرحلي phased-array radar وتقنية توجيه تعتمد على التتبع عبر الصاروخ track-via-missile guidance. منذ نشره الأولي، خضع النظام لعدة تحديثات لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية المتطورة. وبحلول عام 2025، أصبح أكثر من 18 دولة تشغل نظام باتريوت، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وإسرائيل وكوريا الجنوبية، ومؤخرًا بولندا والسويد. وقد تم استخدامه في العديد من مناطق النزاع، بما في ذلك اعتراض التهديدات الصاروخية الباليستية في الشرق الأوسط، كما ورد أنه استخدم ضد صواريخ كينجالKinzhal فرط الصوتية الروسية خلال الصراع في أوكرانيا، رغم نفي المصادر الروسية لهذه الادعاءات.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-03-26 00:44:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل