المقاتلة الروسية سو-57 والصينية جي-20 بديلين للمقاتلة الشبحية الأميركية إف-35؟

مع دخول المقاتلة الروسية الشبحية سو-57 الإنتاج التسلسلي، عادت المناقشة حول مدى قدرتها على منافسة المقاتلة الأمريكية إف-35. ووفقًا للشركة المصنعة لها، شركة الطائرات المتحدة (UAC)، فقد بدأت بالفعل عملية الإنتاج الضخم للطائرة وسيتم طرح العينات الأولى من الطائرات المنتجة بشكل متسلسل في أوائل عام 2025.

من ناحية أخرى، ترسخت طائرة إف-35 بالفعل في الأسواق الغربية مع أكثر من 1000 طائرة تحلق أو في الإنتاج للولايات المتحدة وأقرب حلفائها. وبصرف النظر عن معظم دول حلف شمال الأطلسي، فإن إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة هي المستفيدين المحظوظين من طائرة إف-35. وبالنسبة لبقية العالم، يقول العم سام أنها: “ليست للبيع”.

أُبلغت إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي أعربت عن اهتمامها بشراء طائرات إف-35، بشراء طائرات إف-16 أو إف-15 بدلاً من ذلك.

على الرغم من أن الهند لم تسعَ للحصول على مقاتلة إف-35 حتى الآن، فقد تم البت في بيعها إلى نيودلهي من خلال اقتراح مسؤول كبير في البحرية الأمريكية بدلاً من ذلك بطائرة إف-16 (وهي طائرة إف-16 مصممة خصيصًا للهند وسيتم تجميعها في مصنع هندي).

تعمل طائرة الجيل الخامس الصينية جي-20 في الخدمة مع القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي منذ سنوات الآن وبدأت حملة مبيعاتها الدولية منذ عام 2023. ومع ذلك، لم يتم استخدامها أبدًا في القتال ولا يزال أداؤها غير مؤكد.

من ناحية أخرى، بدأت طائرة سو-57 حياتها القتالية في سوريا قبل أربع سنوات وكشفت وزارة الدفاع الروسية عن بعض تفاصيل نشرها في أوكرانيا قائلة إن أداءها مسجل على أنه متفوق على الطائرات الروسية الأخرى مثل سو-34 وسو-35. تستحق كلتا الطائرتين نظرة فاحصة لمعرفة ما إذا كانتا منافستين جديرتين للمقاتلة الأمريكية الشهيرة.

جدول يقارن بين سو-57 وجي-20 الصينية وإف-35 الأمريكية

في حين أن الطائرة إف-35 قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة في حجرتها الداخلية وهي مناسبة للعمليات في البيئات المتنازع عليها، يشير بعض الخبراء إلى أن الطائرة مرتبطة بالسياسة الخارجية الأمريكية. على سبيل المثال، قبل تنفيذ أي مهام بالطائرة يجب التصديق أولا على ذلك من قبل مركز عمليات مشترك في أمريكا الشمالية. يمكن للمستخدمين الأجانب تنزيل حزم البرامج في كمبيوتر الطائرة بعد موافقة واشنطن.

الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو إسرائيل.

تقوم القوات الجوية الإسرائيلية بتشغيل F-35I Adir، وهي نسخة حصرية تتميز بنظام مهام بديل. بفضله، يمكن لـ F-35I إطلاق صواريخ محلية الصنع دون إذن مسبق من الولايات المتحدة الأمريكية.

لن تستفيد الدول التي تسعى إلى سياسة خارجية مستقلة مثل الهند من الحصول على الإف-35.

لا تقيد السياسة الخارجية الأمريكية فقط كيفية نشر مشتري إف-35 للطائرة، بل وأيضًا المعدات الأخرى التي يكتسبها من مصادر غير أمريكية. اكتشفت تركيا عندما اشترت نظام الدفاع الجوي إس-400 من روسيا أن الأميركيين لم يمنعوا فقط بيع طائرات إف-35 التي التزمت بها بالفعل إلى أنقرة، بل وأقصوها أيضًا من تصنيع أجزاء سلسلة توريد إف-35 العالمية.

مشاريع الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع والخامس

مشروع “قآن” التركي:

بعد تجربتها المريرة مع الولايات المتحدة بشأن طائرة إف-35، بدأت تركيا مشروعها الخاص للطائرات المقاتلة الوطنية والذي أطلق عليه اسم “قآن KAAN“. وقد سجلت الطائرة أول رحلة لها في فبراير 2024 قبل عام تقريبًا من الموعد المخطط له في الأصل.

ستعتمد الطائرة في البداية على محرك جنرال إلكتريك F110-GE-129. وسيتم تطوير محرك جديد، يعتمد على EJ200 (المستخدم حاليًا في EF-2000 Typhoon)، لاحقًا بالتعاون مع شركة رولز رويس. جرت مناقشات حول استخدام محرك روسي من شركة “المحركات المتحدة” قبل خمس سنوات. سيتم توريد الصواريخ وأجهزة الاستشعار للطائرة قآن من قبل الصناعة المحلية في تركيا.

طائرة KF-21 Boramae الكورية الجنوبية

أطلقت شركة الصناعات الجوية الكورية (KAI) مشروعها الخاص للطائرات النفاثة من الجيل 4.5 والذي يسمى KF-21 Boramae. الطائرة حاليًا في وضع اختبار الطيران وأجرت ستة نماذج أولية تجارب التحليق في الجو بنجاح، ومن المقرر دخولها الخدمة في عام 2027. تم الترويج لها كبديل أرخص لطائرة F-35، يمكن أن تكون KF-21 بديلاً لمشغلي طائرة FA-50 التي باعتها كوريا إلى الفلبين ومصر وبولندا والأسواق الجديدة التي تبحث عن طائرة أرخص بقدرات أقل من طائرة F-35.

AMCA/TEDBF الهندية

من المتوقع أن تفسح طائرة Tejas المقاتلة الخفيفة المجال بمرور الوقت للطائرات القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA) والمقاتلة ذات المحركين المزدوجين (TEDBF).

تم إطلاق برنامج AMCA في عام 2010، ويهدف إلى إنشاء مقاتلة ذات مقعد واحد من الجيل الخامس مع إدراج أنظمة من الجيل التالي. ومن المقرر أن تبدأ الرحلة الأولى في عام 2028، والإنتاج الضخم في عام 2035.

تم ذكر TEDBF لأول مرة في عام 2021، وهي بديل للمقاتلة البحرية MiG-29K/KUB المختارة سابقًا لحاملات الطائرات Vikramaditya وVikrant وVishal.

البرامج التركية والكورية والهندية في مراحل مختلفة من التطوير ولم يتم تأكيد دخولها إلى الخدمة حتى الآن مما يجعلها خارج المنافسة في سوق المقاتلات.

جي-20 الصينية

كانت الرحلة الأولى للطائرة جي-20 في أوائل عام 2011، وظهرت لأول مرة في عام 2016. وفي الصيف التالي، بدأ تسليمها إلى جيش التحرير الشعبي الصيني. وبعد عام، شكلت الخدمة أول سرب من هذا النوع من الطائرات. جاءت طائرات الإنتاج الأولي بمحركات AL-31F روسية الصنع. وفي وقت لاحق تم استبدالها بمحرك WS-10C المصمم محليًا، ومؤخرًا بمحرك WS-15، وهو محرك أكثر قوة يتميز بتقنية الدفع الموجه.

تأتي الطائرة الصينية بميزات وأسلحة بارزة حتى مقارنة بالطائرات الأمريكية F-22 وF-35. على سبيل المثال، تتميز الآلة الصينية ببصريات كهربائية بفتحة موزعة لمراقبة المجال الجوي من جميع الجوانب. يتم تقديم المعلومات حول الأهداف المكتشفة للطيار بعد دمج البيانات القادمة من كل من البصريات الكهربائية والرادار. مما يمنح طيار جي-20 وعي جيد بالموقف كما هو الحال في الطائرات الأمريكية. تستطيع الطائرة J-20 حمل 4 صواريخ PL-15 أو 6 صواريخ PL-16 بعيدة المدى داخل الحاوية الداخلية في جسم الطائرة المركزي. ويبلغ مدى صاروخ PL-15E النسخة التصديرية 145 كيلومترًا، بينما من المتوقع أن تصل النسخة الأساسية لجيش التحرير الشعبي الصيني بضعف هذا المدى.

سوخوي سو-57

بصرف النظر عن جيش التحرير الشعبي، لا توجد صواريخ جو-جو بعيدة المدى إلا في ترسانة القوات الجوية والفضائية الروسية. تحمل طائرات ميغ-31 بي إم وسو-35 إس وسو-57 صاروخ آر-37إم الذي يبلغ مداه المعلن 300 كيلومتر، وتستخدم الطائرات الثلاث في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

كما تشارك في حرب أوكرانيا أحدث الصواريخ RVV-SD وRVV-MD، للتطبيقات المتوسطة والقصيرة المدى على التوالي. تسمح الحرب في أوكرانيا لروسيا بتجميع خبرة واسعة في استخدام الذخائر الحديثة التي تطلق من الجو ضد خصم عالي التقنية.

منذ عام 2023، بدأ تسليم Su-57 للقوات الجوية والفضائية الروسية. تم التسليم الأخير في 15 سبتمبر 2024. وفقًا للخطط التي تم الكشف عنها سابقًا، في عام 2027، سيكون لدى الخدمة 76 طائرة من هذا القبيل، والتي ستشكل أول ثلاثة أسراب من الطائرات.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يصور طائرة Su-57 وهي تحلق في زوج مع مركبة جوية قتالية بدون طيار S-70 (UCAV) العام الماضي. يمكن لكل من المقاتلة وجناحها المخلص UCAV حمل ذخائر مختلفة يتم إطلاقها جواً. وتشمل هذه الصواريخ المضادة للإشعاع (مثل Kh-31PM) لاستخدامها ضد أهداف صعبة مثل أنظمة الدفاع الجوي للعدو. يمكن للثنائي المقاتلة-الجناح مخلص أيضًا ضرب أهداف أرضية بصاروخ كروز Kh-59MK2 المعاد تصميمه. وهو أخف وزنًا ويتميز بجسم بمقطع عرضي رباعي، ليتناسب بشكل أفضل مع حجرات الأسلحة الداخلية. أحدث صاروخ كروز Kh-69 له شكل مماثل.

في حين أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا لديها مشاريع مقاتلة/جناح مخلص من الجيل الخامس، يبدو أن روسيا هي الأولى التي أدخلتها إلى ساحة المعركة.

بدأت طائرة Su-57 حياتها كمشروع مشترك محتمل مع الهند منذ أكثر من 15 عامًا، لكن الهند انسحبت منه بسبب التأخير. ولكن الآن بعد أن دخلت الطائرة الشبح الروسية الإنتاج التسلسلي، وامتلاك الصين لطائرتها J-20، فقد تعيد الهند النظر في المشروع.