المقاتلة السويدية J 35 Draken: طائرة أسطورية شقت طريقها في سماء العالم

موقع الدفاع العربي 6 نوفمبر 2024: تعتبر المقاتلة السويدية J 35 Draken، والتي تُترجم إلى “التنين” أو “الطائرة الورقية”، واحدة من أبرز المقاتلات النفاثة التي صنعت التاريخ. تم تطويرها وصناعتها بواسطة شركة ساب السويدية بين عامي 1955 و1974، وكانت بمثابة قفزة نوعية في مجال الطيران العسكري آنذاك.

تصميم مبتكر وأداء استثنائي

تميزت الدراكين بتصميم جناح دلتا مزدوج مبتكر، وهو تصميم غير تقليدي في ذلك الوقت. ساهم هذا التصميم في منح الطائرة أداءً استثنائياً على ارتفاعات عالية وسرعات عالية، مما جعلها مقاتلة اعتراضية فعالة للغاية.

أبرز المميزات:

• سرعة فائقة: تمكنت الدراكين من الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت، مما جعلها من أسرع المقاتلات في عصرها.
• قدرة على المناورة: على الرغم من حجمها الكبير، كانت الدراكين تتميز بقدرة عالية على المناورة، مما جعلها قادرة على مواجهة أي تهديد جوي.
• مدى طويل: تم تجهيز الدراكين بخزانات وقود إضافية، مما سمح لها بالتحليق لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
• تسليح متطور: تم تجهيز الدراكين بأسلحة متنوعة، بما في ذلك الصواريخ والمدافع، مما جعلها قادرة على تنفيذ مهام قتالية متنوعة.

كانت الطائرة جيدة جدًا في الإقلاع من المدرجات القصيرة مما يجعل من السهل إطلاقها وتشغيلها من المطارات المؤقتة في حالة الغزو. لكن أحد الإنجازات البارزة التي حققتها طائرة دراكين كان دورها في تطوير تكتيكات قتال جوي متقدمة. استخدمت القوات الجوية السويدية الطائرة لريادة استخدام الاشتباكات الصاروخية خارج مدى الرؤية (BVR) واستراتيجيات القتال الجوي الحديثة الأخرى. ساعدت هذه التجربة في تشكيل تكتيكات وبرامج التدريب للعديد من القوات الجوية في جميع أنحاء العالم.

تاريخ حافل بالانجازات

دخلت الدراكين الخدمة في سلاح الجو السويدي في عام 1960، وسرعان ما أثبتت جدارتها كواحدة من أفضل المقاتلات في العالم. خدمت الدراكين في العديد من الدول، بما في ذلك النمسا والدنمارك، وظلت في الخدمة لأكثر من 45 عامًا.

إرث الدراكين

على الرغم من أن الدراكين خرجت من الخدمة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانة خاصة في تاريخ الطيران. تعتبر الدراكين رمزًا للابتكار والهندسة السويدية، ولا تزال تحظى بإعجاب محبي الطائرات حول العالم.

كانت المقاتلة السويدية J 35 Draken طائرة أسطورية شقت طريقها في سماء العالم. بفضل تصميمها المبتكر وأدائها الاستثنائي، تركت الدراكين إرثًا لا يُنسى في عالم الطيران العسكري.

ظلت طائرة Saab 35 Draken في الخدمة لأكثر من 45 عامًا، مع تقاعد آخرها من قبل القوات الجوية النمساوية في عام 2005. من المنصف أن نقول إن طائرة Draken كانت طائرة مقاتلة رائعة في عصرها، وتركت إرثًا دائمًا في عالم الطيران. مهد نجاحها الطريق للطائرات المقاتلة السويدية المستقبلية، بما في ذلك Saab 37 Viggen والجيل الحالي Saab JAS 39 Gripen. تظل طائرة Saab 35 Draken رمزًا للإبداع السويدي والتميز الهندسي.