المقاومة لعائلات الأسرى: قيادتكم تقتل أبناءكم
في المقابل، يظهر عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه المعلنة. فقد فشلت قواته في استعادة أي من الأسرى الإسرائيليين أو حتى جثثهم، بل تكبّدت خسائر بشرية ثقيلة، مع مقتل 46 جندياً وضابطاً حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية في شمال غزة. هذا العجز الميداني يضع القيادة “الإسرائيلية” في مأزق، حيث تتحول أسر المقاومة إلى ورقة ضغط تستخدمها الأخيرة بمهارة.
المفاوضات… بين الضغوط والمكاسب
تدور المفاوضات الحالية في ظل توازن دقيق بين أطراف عدة:
1. الاحتلال الإسرائيلي: يسعى إلى استعادة أسراه مقابل أقل تنازلات ممكنة، في محاولة لتفادي انتقادات داخلية بشأن إدارة العملية العسكرية.
2. المقاومة الفلسطينية: تدرك قيمة الأوراق التي تمتلكها. الأسرى الإسرائيليون، ومعهم أسرى فلسطينيون، يمثلون مفتاح التوازن في هذه المفاوضات.
3. الوساطات الإقليمية والدولية: تقف مصر وقطر في موقع الوسيط بين الطرفين، في محاولة لتجنب تصعيد جديد قد يطيح بأي فرصة لاستقرار إقليمي.
وتُظهر تصريحات “كتائب القسام” بأن جميع الأسرى “الإسرائيليين” في شمال القطاع في عداد المفقودين أن المقاومة تدير الملف بذكاء وتكتيك. فهذه الرسالة تضغط على المجتمع “الإسرائيلي”، وخصوصاً عائلات الجنود الأسرى، لتكثيف الضغط على قيادتهم السياسية والعسكرية.
المقاومة تُعيد صياغة المعادلة
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد معركة ميدانية أو مفاوضات أسرى، بل هو إعادة صياغة لمعادلة القوة بين غزة والاحتلال. المقاومة، التي انطلقت من شوارع وأزقة الشجاعية وجباليا، أثبتت أنها ليست مجرد لاعب دفاعي، بل قوة قادرة على المبادرة والمناورة.
• الميدان يتحدث: إطلاق الصواريخ على مناطق غلاف غزة وقذائف الهاون شرق غزة، وقنص الجنود الإسرائيليين، والبث الإعلامي لمشاهد العمليات، كلها رسائل واضحة بأن المقاومة تمتلك زمام المبادرة.
• الرسائل النفسية: بث رسالة لعائلات الأسرى الإسرائيليين بأن “قيادتكم تقتل أبناءكم” يمثل بعداً نفسياً عميقاً في إدارة الصراع. المقاومة لا تقاتل فقط بالسلاح، بل بالكلمة والصورة أيضاً.
هل تُثمر المفاوضات؟
بينما تُدفع المفاوضات نحو اختراق محتمل، يبقى السؤال: هل تنجح في تحقيق هدنة طويلة الأمد؟ الجواب يعتمد على قدرة كل طرف على التمسك بموقفه. بالنسبة للمقاومة، فإن تحقيق إنجاز نوعي في ملف الأسرى سيمثل نصراً تاريخياً. أما بالنسبة للاحتلال، فإن قبول شروط المقاومة يعني اعترافاً ضمنياً بعجزه عن كسر إرادة غزة.
ومع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، تُثار مخاوف من أن الإدارة الأمريكية قد تسعى إلى تثبيت هدنة تخدم مصالح الاحتلال أكثر من الفلسطينيين. لكن المقاومة تدرك أن قوتها الحقيقية تكمن في قدرتها على الاستمرار، ليس فقط في القتال، بل في التفاوض من موقع قوة.
غزة، التي احترقت بيوتها وقُصفت أحياؤها، لا تفاوض من موقع ضعف. وبينما يُراقب العالم مسار المفاوضات، يُدرك الجميع أن غزة ليست مجرد رقعة جغرافية صغيرة، بل هي قلعة تُعيد رسم حدود الكرامة والسيادة في زمن الانكسارات.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>