عين على العدو

المواجهة الاولى بين وزير الدفاع ورئيس الأركان على خلفية قرار النيابة العسكرية

هآرتس 26/3/2025، عاموس هرئيل: المواجهة الاولى بين وزير الدفاع ورئيس الأركان على خلفية قرار النيابة العسكرية

التصعيد المتواصل بين الحكومة ورؤساء جهاز الامن أضيفت له أمس ساحة أخرى. فبعد الانقضاض المنسق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير ايتمار بن غفير على رئيس الشباك رونين بار اشتعلت جبهة جديدة بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس وايال زمير الذي تم تعيينه مؤخرا في منصب رئيس الأركان. هذه المواجهة التي يؤججها نتنياهو ورجاله بشكل متعمد تحرف انتباه الرأي العام نحو أمور ثانوية. بدلا من التركيز على الامر الأساسي، الجمود الظاهر في المفاوضات حول صفقة التبادل، استئناف الحرب في قطاع غزة وخطوات الحكومة لقضم النظام الديمقراطي، فان وسائل الاعلام تنشغل بالشائعات وتقوم بتغطيتها وكأن الامر يتعلق بحرب ادمغة بين مدربين لكرة القدم، وليس بأمور حيوية لمستقبلنا هنا. 

مكتب كاتس تعود بشكل روتيني اغراق وسائل الاعلام باعلانات متكررة حول نشاطات الوزير، عدة مرات في اليوم. وهي تنقسم الى ثلاثة أنواع رئيسية: صور محرجة بدرجة معينة للوزير مع القوات في الميدان اثناء اطلاق التهديدات ضد الأعداء، نشر بيانات تدعي بأنه أمر واصدر تعليمات لتحركات في الجيش (في الحقيقة معظم القرارات يتخذها نتنياهو أو هيئة الأركان العامة)، تصريحات سياسية هستيرية. 

في النوع الثالث كاتس يتميز بشكل خاص. فهو تعود على الانقضاض على كل نقطة خلاف محتملة مع الحكومة ووسائل اعلام اليمين، وبذلك تنغيص حياة رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي. إزاء ذلك اضطر هليفي الى تبكير موعد استقالته، بداية شهر آذار الحالي. في يوم الجمعة الماضي اقتبس المراسل ناحوم برنياع ملاحظات ضابط كبير عن وزير الدفاع. “هو دمج نادر بين القدرة السياسية العالية والقدرة العقلية المتدنية والشر”. ولأن كل المقال يرتكز بشكل واضح جدا على محادثة مع هليفي فانه لا حاجة الى سؤال من هو هذا الضابط المجهول. ربما فقط يجب علينا تهنئة هليفي على عودة حس الدعابة لديه. 

العلاقة بين كاتس وزمير بدأت كما يبدو بنقطة انطلاق أخرى مختلفة كليا. كاتس تفاخر بالتعيين الذي هو بالفعل تم املاءه من قبل نتنياهو. في حين أن زمير اهتم بأن يسوق للجمهور صورة رئيس اركان “هجومي”، لا يوجد لديه أي شعور بالذنب حول الإخفاقات التي مكنت من حدوث مذبحة 7 أكتوبر، وقادر على النجاح في المكان الذي لم يوفر فيه هليفي المطلوب منه، هزيمة حماس بشكل نهائي. وزراء اليمين المتطرف وأعضاء الليكود فرحوا به. في حين أنهم في وسائل الاعلام وفي المعارضة بدأوا في طرح الأسئلة. بعد أن سارع زمير الى التخلص من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاجري، والدفع قدما بخطط هجومية طموحة في القطاع.

لكن يظهر وكأن كاتس نسي تحديث أساليب عمله عند تغيير رؤساء الأركان، وهكذا اشعل بشكل غير متعمد مواجهة أولى مع زمير. الخلفية تتعلق بقضية جديدة تطورت حول العميد احتياط اورن سولومون، الذي يعمل في الاحتياط كمدير قتال في فرقة غزة، احد المناصب الرفيعة في اركان الفرقة. سولومون هو من سكان الغلاف والذي حارب بشجاعة في 7 أكتوبر وكان مشارك في السنة الماضية في التحقيق الداخلي للفرقة. حسب روايته فقد كشف عن استنتاجات قاسية عن أداء هليفي وهيئة الأركان حول علاقتهم بالفرقة في صباح يوم المذبحة. 

سولومون أيضا يدعي بأن تحقيقه كشف عن جهود واضحة للطمس، ذكرته بقضية الخط 300 في الشباك. في الرسالة التي أرسلها لنتنياهو وكاتس اتهم هليفي وهيئة الأركان وقيادة المنطقة الجنوبية بالاخفاقات والطمس المتعمد من قبلهم. سولومون هو عضو في منتدى “الامنيون”، الذي كثير من رجاله، إضافة الى أن لهم مواقف يمينية أيديولوجية، يتولون دور نشط في الحملة المتشعبة التي تجري للدفاع عن نتنياهو. هو ارسل لرئيس الحكومة والوزير كاتس رسالته على خلفية استدعائه للتحقيق معه في الشرطة العسكرية بتهمة إعطاء وثائق سرية لجهات غير مسموح لها الحصول عليها.

وزير الدفاع اصدر أمس بيان قال فيه بأنه أمر باستدعاء سولومون اليه كي يعرض عليه نتائج التحقيق. وقد عبر عن الدهشة من استدعاء سولومون للتحقيق في الشرطة العسكرية واعلن بأنه ينوي “طلب من رئيس الأركان فحص سلوك النيابة العسكرية في هذه القضية”. هليفي والنيابة العسكرية هم اهداف معروفة للتنكيل البيبي، لكن هنا تعرض للهجوم للمرة الأولى زمير أيضا، الذي انزعج من الانتقاد المتزايد ضده في وسائل الاعلام. رد زمير كان رد استثنائي. المتحدث بلسان الجيش نشر بيان شخصي باسم رئيس الأركان جاء فيه أن “رئيس الأركان لا يحصل على توجيهات عبر البيانات في وسائل الاعلام”، وأن “الادعاء الذي يقول بأن الضابط (سولومون) تم التحقيق معه بسبب دوره في تحقيقات 7 أكتوبر، هو ادعاء كاذب ولا أساس له من الصحة”. وأضاف زمير بأنه يدعم “جهات انفاذ القانون في الجيش الإسرائيلي، التي تعمل حسب القانون لاستيضاح الاشتباه كما هو مطلوب”.

زمير رسم، بشكل متأخر، خط في الرمال وحدد استقلاليته إزاء المناورات السياسية المكشوفة لوزير الدفاع. كاتس رد في هذا الصباح ببيان قال فيه إن “وزير الدفاع يصدر التعليمات لرئيس الأركان الذي يخضع للمستوى السياسي بكل الطرق التي يعتقد أنها صحيحة. رد رئيس الأركان لم تكن حاجة اليه ولم يكن في محله”. هو دعا الى أن يتم الآن وقف الحوار الإعلامي، وادعى أن توجهه لزمير لم يكن عبر وسائل الاعلام، بل قبل ذلك كان بشكل مباشر. هذا ببساطة لا يتساوق مع صيغة البيان الأصلي الذي صدر أمس، والذي قيل فيه بوضوح إن كاتس ينوي أن يطلب من رئيس الأركان اجراء فحص. أي أن الامر يتعلق بخطوة مستقبلية. هذه الحكومة لا تسعى حتى الى محاولة الكذب باستمرار. 

رغم المتعة الواضحة التي يستمدها من رحلاته الى الجبهة إلا أن كاتس توجد لديه مشكلة. الجمهور لا يتعامل معه بجدية كوزير دفاع، ودوره بشكل عام يميل الى التشويش بينه وبين محاكاة يارون بيرلت في “بلاد رائعة”. بعض المراسلين والمحللين حتى لا يكلفون انفسهم عناء الاتصال معه منذ تعيينه في منصبه. آخرون يتملقون له علنا، مع اظهار الانفعال المصطنع من خطواته، على أمل الحصول منه على فتات معلومات. هذا الجزء المكمل للصورة البائسة التي تظهر أيضا في اعقاب محاولة اقالة بار من رئاسة الشباك ومن التحقيق في العلاقة بين قطر وبين ثلاثة مستشارين اعلاميين لنتنياهو والليكود. الحكومة الحالية تتصرف بصورة متقلبة، هاوية وخطيرة، في المواضيع الأمنية الحساسة جدا، وفي أوج الحرب التي أخذت تتعقد في عدة جبهات.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-26 16:08:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى