عين على العدو

المواظبة على الفهم بان حكم حماس الافضل لم يعد مجرد خطأ استراتيجي

يديعوت احرونوت 3/4/2025، آفي شيلون: المواظبة على الفهم بان حكم حماس الافضل لم يعد مجرد خطأ استراتيجي

كانت هذه كفيلة بان تكون اللحظة الأهم في الحرب في غزة منذ نشبت قبل نحو سنة ونصف. عمليا، كان يمكن لهذه ان تكون اللحظة التي كان ممكنا فيها أخيرا الموافقة على اننا تقدمنا نحو “النصر المطلق”. لكن يبدو ان هذه الفرصة أيضا تفوت بسبب قصر نظر الحكومة. 

حصل هذا في الأيام الأخيرة، عندما نشبت في ارجاء غزة مظاهرات شجاعة من سكان محبطين احتجاجا ضد حكم حماس. هذه المظاهرات، حتى وان لم تكن جماهيرية، فانها اقصى ما يمكن لإسرائيل أن تتوقعه: سكان غزة يثورون ضد الحكم الذي ضحى بهم. كان يمكن استغلال الشرارة الأولى لاجل دعم الظاهرة بقوة لتصل حتى تمرد حقيقي على حماس. كان يمكن لهذا ان يكون الفعل الأكثر فاعلية لتصفية حكم حماس اكثر من كل جهد عسكري لانه يمكنه أن ينهي حكم حماس بشكل اصيل من جانب السكان انفسهم وبدء التغيير العميق في غزة. 

الحقيقة هي أن إسرائيل تعرف كيف تتصرف في مثل هذه الأوضاع. بنيامين نتنياهو القى غير قليل من الخطابات التي بثت على اليوتيوب في اثناء الحرب والتي شجع فيها سكان ايران للتمرد على نظام آيات الله وسكان لبنان على التمرد على سيطرة حزب الله على الدولة. في خطاباته وعد بان إسرائيل ترغب بالسلام وستمنح المساعدة للشعب الإيراني واللبناني فقط اذا ما استبدل الحكم او محافل الإرهاب. مفهوم أنه يمكن المساعدة بوسائل سرية أيضا، لكن هذه المرة بالذات اكتفت إسرائيل برسائل الناطق العسكري، وفضلا عن ذلك: في احد التقارير عن الكابنت جاء انه ثار هناك تساؤل اذا كانت هذه المظاهرات اصيلة أم انها خدعة من حماس وكأن حكمها في خطر. هذا التساؤل سخيف: ماذا ستكسب حماس من العرض وكأن حكمها في خطر؟ وهذا تساؤل يمكنه أن يشهد أساسا على شيء واحد. ليس ملائما حقا لحكومة إسرائيل الحالية أن تعرض الغزيين في إمكانية التعايش مثلما هو تحرير المخطوفين ليس في رأس اهتمامها. بسيط ومريح أكثر عرض الحاجة – المبررة بالطبع – للقتال ضد حماس من محاولة الفصل بين السكان وبين حكم الإرهاب. فما بالك أن الحكومة مقيدة من سموتريتش وبن غفير وآخرين من الليكود ممن يفضلون اغداق الوعود على الجمهور الإسرائيلي لتحقيق خطة ترامب عن الترحيل.

وبالطبع، محظور الوقوع في الأوهام. فالمظاهرات كانت محصورة وكانت تمثل قسما صغيرا من السكان. يحتمل أن يكون الدعم الإسرائيلي سيضع المتظاهرين في خطر اكبر، إذ ان حماس تعمل منذ الان بشكل وحشي كي تقمعهم. المظاهرات ضد حماس لا تمثل بالضرورة أيضا تطلعا للتعايش مع إسرائيل بل أساسا الإحباط من المكان الذي تقود فيه قيادة حماس المتظاهرين، في اعقاب 7 أكتوبر، ولا يزال الى أن يكون ممكنا مشاهدة شرارات الوعي في غزة من حكم حماس فان من واجب القيادة الإسرائيلية أن تدعم بوسائل مختلفة كل متظاهر يتنكر حقا لها. 

فضلا عن ذلك: احد الأسباب لتعزيز قوة حماس في السنوات الأخيرة كان يكمن في الفهم الإسرائيلي بان حكم حماس في القطاع جيد لإسرائيل. إذ انه طالما كانت حماس في الحكم لا يمكن الوصول الى تسوية الدولتين للشعبين كما تسعى السلطة الفلسطينية في الضفة. وعليه فمريح للحكومة التي على أي حال لا تؤمن بخيار الحل الوسط ان يكون امامها خصم معادٍ تماما. لكن المواظبة على الفهم بان حكم حماس افضل من كل محاولة لحكم فلسطيني آخر حتى في اعقاب 7 أكتوبر لم يعد مجرد خطأ استراتيجي. هذا تخلٍ عن المستقبل في صالح مفهوم يؤمن بان الواقع يمكن تغييره بالقوة فقط. دون الفهم بان الحياة أكثر تعقيدا بكثير.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-03 13:28:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى