الهدف إعادة حماس الى طاولة المفاوضات

إسرائيل اليوم 19/3/2025، يوآف ليمور: الهدف إعادة حماس الى طاولة المفاوضات
التصريحات عن عودة الحرب كانت، اغلب الظن، سابقة لاوانها. فمع أن إسرائيل هاجمت أمس في غزة لأول مرة منذ بضعة أشهر والحقت بحماس اضرارا وقتلى، لكن في المرحلة الحالية يخيل أن الحديث يدور عن تحذير عنيف ومحدود يستهدف إعادة المنظمة الى مفاوضات ناجعة في مسألة المخطوفين.
في الهجوم الليلي الذي خطط له على مدى بضعة أسابيع وتواصل نحو عشر دقائق، ضربت إسرائيل موظفي حكم في مستوى عال وقادة عسكريين بمستوى متوسط، وأوضحت مرة أخرى بانها لا تميز بين المقاتلين والموظفين في منظمة الإرهاب.
حماس فوجئت بالهجوم لانها شعرت بانه يوجد لها مجال حصانة. والان على زعمائها في غزة وفي الخارج أن يقرروا اذا كانوا سيعودون الى المفاوضات ويبثون استسلاما للقوة ام بالذات ان يتصلبوا في المواقف وان يخاطروا بان تصعد إسرائيل الضغط العسكري – بما في ذلك إمكانية اجتياح بري متجدد للقطاع استعد له الجيش الإسرائيلي بكثافة كبيرة.
جاءت جولة رئيس الأركان ايال زمير الى رفح امس للإشارة الى ان الجيش الإسرائيلي جاهز للعمل في كل وقت. الرسالة وجهت ليس فقط لحماس بل وأيضا للوسطاء في مصر وفي قطر، الذين يبدون منذ يوم امس نشاطا متزايدا في محاولة لاعادة الأطراف الى المفاوضات قبل أن تستأنف الحرب على نطاق كامل.
من اللحظة التي نفذ فيها الهجوم، وعلمت نتائجه كان صعبا عدم التفكير بما يجتازه المخطوفون الاحياء في غزة. الشهادات التي ادلى بها المخطوفون المحررون في الأسابيع الأخيرة لم تدع مجالا للشك: ظروفهم شددت – بما في ذلك الضرب، التجويع والتنكيل الجسدي والنفسي – في سياق مباشر مع الاعمال الإسرائيلية. الظهور امس في ميدان المخطوفين ليردين بيباس، ايث سيغال، موشيه تروبونوف ويئير هورن جاء ليبث ليس فقط الخوف على رفقاهم المتبقين في الخلف بل والعجلة التي في الحاجة لتحريرهم فورا أيضا.
نداء صحوة للحكومة
يخيل أن حكومة إسرائيل بحاجة الى نداء الصحوة هذا. فبيانات امس بان حماس وحدها مسؤولة عن عدم التقدم في المفاوضات عرضت صورة جزئية جدا عن الواقع. فلاسرائيل أيضا دور في ذلك لانها اختارت الا تبحث في المرحلة الثانية من الاتفاق بل ان تحاول تمديد المرحلة الأولى، كما امتنعت عن خطوات تعهدت بها وعلى رأسها الانسحاب من محور فيلادلفيا.
صحيح أن إسرائيل تتمتع في المرحلة الحالية بريح اسناد من إدارة ترامب – بواسطة مبعوثها سيتف ويتكوف – لكن الحكومة عادت لتنسى ان هؤلاء ليسوا رعايا أمريكيين اختطفوا في غزة بل مواطنوها الذين بمسؤوليتها اعادتهم الى الديار.
في هذا الجانب فان استئناف المعركة في غزة يستوجب من الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو أجوبة افضل من تلك التي أفادوا بها الجمهور حتى الان. الوضع الان لا يشبه ذاك التي ساد بعد هجوم 7 أكتوبر: في حينه ايدت اغلبية ساحقة من الجمهور الخروج الفوري الى الحرب، اما الان فتؤيد اغلبية الجمهور حل مسألة المخطوفين قبل مواصلة القتال. وعلى أي حال تحوم علامات الاستفهام فوق القدرة على تحقيق اهداف الحرب دون حل مسبق لمسألة المخطوفين فيما أنه في الخلفية تتعاظم المؤشرات على مصاعب تجنيد قوة بشرية بالحجم اللازم لجملة المهام التي يقف امامها الجيش الإسرائيلي.
تضاف الى ذلك مسألة التوقيت التي على الأقل تنم عن سياقات سياسية. ففي صدفة نادرة عاد ايتمار بن غفير الى الحكومة، في موعد قريب من استئناف القتال وبعد وقت قصير من التنحية التي لم تنفذ بعد لرئيس الشباك روني بار، والتي هي الأخرى طالب بها. لقد سمح هذا لرئيس الوزراء أن يضمن إجازة ميزانية الدولة وإزالة التهديد على مواصلة ولاية حكومته. على نتنياهو أن يوضح بان الهجوم في غزة لم يكن “حملة ايتمار”: بدلا من الهجوم على المحللين في الاستديوهات، كان من الأفضل لو انه تأزر بالشجاعة ووقف للإجابة على الأسئلة.
ليس الوقت لضعضعة الشباك
اعلن رؤساء المعارضة بانهم سيرفعون التماسات الى محكمة العدل العليا ضد تنحية بار ودعوا نتنياهو لتعليقها. بار قاد امس الهجوم في غزة الى جانب رئيس الأركان زمير، وان كان مكتب رئيس الوزراء حرص على ان ينشر صورة من مشاورات أمنية غاب عنها.
هذا صغر نفس لا داعٍ له، في أساسه أيضا مفارقة بارزة: اذا كانت إسرائيل عادت الى القتال، مثلما صرح نتنياهو أمس، فليس لها ترف ضعضعة الشباك – المسؤول عن قسم هام من المعلومات التي اتاحت هجمات أمس وسيكون في أساس الخطوات الحربية في المستقبل – من خلال تنحية رئيسه.
ان استئناف القتال في غزة سيتحدى إسرائيل في ساحات أخرى أيضا. فالصاروخ الذي اطلق مساء امس من اليمن وان كان تم اعتراضه، لكن وجع الرأس بقي وهو يهدد أيضا فرعي الطيران والسياحة اللذين بدآ فقط بالانتعاش. ينبغي الامل في أن يقيد النشاط الأمريكي في جنوب البحر الأحمر بالتدريج قدرة اطلاق الصواريخ لدى الحوثيين، وان التهديد المباشر الذي وجه لسيدتهم – ايران – سيؤدي الى لجم ما لمرعيهم المنفلت للغاية.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-19 15:24:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>