الدفاع و الامن

الهند تأمل في بيع الأسلحة لأفريقيا والتفوق على الصين وروسيا

الهند هي واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، لكنها تسعى إلى تحويل نفسها إلى مصدر موثوق للأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية للدول الأخرى، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط. في هذا الموضوع، سنستعرض خطط الهند لزيادة صادراتها الدفاعية والتحديات التي تواجهها.

خطط الهند لزيادة صادراتها الدفاعية

الهند أطلقت مبادرة “صنع في الهند، صنع للعالم” في عام 2020، بهدف تشجيع الإنتاج المحلي للأسلحة والمعدات الدفاعية وتقليل اعتمادها على الواردات من الخارج. كما تهدف المبادرة إلى جعل الهند وجهة جذابة لشراء الأسلحة من قبل الدول الصديقة والشركاء الإستراتيجيين.

وفقًا لتقارير إعلامية، تخطط الهند لزيادة صادراتها الدفاعية إلى نحو 5 مليارات دولار خلال السنتين المقبلتين. كما تسعى إلى تغيير نشر ملحقيها الدفاعية في الخارج، بحيث يتم تركيزهم على البلدان التي يمكن أن تساعد في زيادة صادراتها، بما في ذلك المنتجات من كلا القطاعين العام والخاص. وستقلص عدد الملحقين في البلدان التي كانت تصدر أسلحة إلى الهند سابقًا.

وتروج الهند لنفسها كمورد موثوق به للأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية للدول الأفريقية، حيث وعد وزير الدفاع راجناث سينغ بمنهجية تعاونية، بما في ذلك المساعدة في إنشاء وحدات تصنيع دفاعية ومشاركة جهود البحث والتطوير. كما شاركت الهند في قمة دفاع أفريقيا-الهند في عام 2021، حيث عرضت منتجات دفاعية مختلفة، بما في ذلك طائرات بلا طيار وصواريخ وأسلحة خفيفة.

التحديات التي تواجه صادرات الأسلحة الهندية

الطائرة المقاتلة الهندية تيجاس تطلق أول صاروخ لها على الإطلاق من طراز ASTRA BVR

بالرغم من طموحاتها، تواجه الهند عدة تحديات في زيادة صادراتها الدفاعية. أولاً، تواجه منافسة شديدة من الدول المصدرة الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين، التي تحظى بسمعة أفضل وتقدم تمويلًا وتسهيلات أكثر. ثانيًا، تعاني الهند من نقص في البنية التحتية والقدرات الصناعية والبحثية لإنتاج أسلحة عالية الجودة والتكنولوجيا. ثالثًا، تواجه الهند صعوبات في التوافق مع المعايير والقوانين واللوائح الدولية المتعلقة بتصدير الأسلحة، مثل معاهدة التجارة في الأسلحة.

الهند هي دولة ناشئة في مجال الدفاع، وتسعى إلى تحقيق رؤيتها لأن تصبح مركزًا رئيسيًا للأسلحة في العالم. لتحقيق ذلك، تعمل على تطوير صناعتها الدفاعية المحلية وزيادة صادراتها إلى الأسواق الإقليمية والدولية، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط. ومع ذلك، تواجه عدة عوائق ومنافسات تحتاج إلى التغلب عليها لتصبح لاعبًا عالميًا في مجال الأسلحة.

روسيا لا تزال تهيمن على سوق تصدير الأسلحة

ومع ذلك، تعتزم الهند التنافس مع روسيا التي أصبحت المورد الرئيسي للأسلحة لجيوش أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على الرغم من الصراعات المسلحة المستمرة مع أوكرانيا. وقد أدى هذا التطور إلى تفوقها حتى على الصين باعتبارها المزود الرائد للأسلحة في المنطقة. وقد سعت روسيا بنشاط إلى توسيع وجودها في أفريقيا، وقد انعكس ذلك في زيادة إمدادات الأسلحة إلى الدول الأفريقية.

وتظهر بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، وهو مرصد عالمي لتجارة الأسلحة، أن روسيا زودت 26% من أنظمة المدفعية التي استوردتها أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال خمس سنوات. على الرغم من أن بكين كانت لفترة طويلة أكبر بائع للأسلحة في المنطقة.

صاروخ كروز “براهموس” الهندي

ومن ناحية أخرى، حققت الهند إنجازا كبيرا في الصادرات الدفاعية في السنة المالية 2022-2023.

وصلت الصادرات إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق حيث بلغت 1.9 مليار دولار، أي ما يزيد بنحو 364 مليون دولار عن العام المالي السابق. ويمثل هذا زيادة بمقدار عشرة أضعاف منذ السنة المالية 2016-2017. وقامت الهند بتوسيع سوق صادراتها إلى أكثر من 85 دولة، حيث تقوم 100 شركة حاليًا بتصدير منتجات دفاعية.

أجرى قطاع الدفاع في الهند إصلاحات كبيرة حيث أن الحكومة مهتمة بتعزيز القوة الدفاعية للبلاد من خلال الحد من الاعتماد على الاستيراد. ومن المتوقع أن تؤدي إجراءات مثل تبسيط إجراءات شراء المنتجات الدفاعية، وتوفير تمويل يصل إلى 70% من تكلفة التطوير من قبل الحكومة، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) إلى 74% من خلال المسار التلقائي من المتوقع أن يعزز الاستثمارات في هذا القطاع بشكل أكبر. استهدفت الحكومة تصنيع معدات الدفاع بقيمة 1,75,000 كرور روبية هندية، بما في ذلك صادرات دفاعية بقيمة 35,000 كرور روبية هندية بحلول 2024-2025.

وتوجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تويتر للتعبير عن إعجابه بالصناعة المحلية، مستشهدا بالإنجاز الأخير باعتباره مظهرا واضحا لموهبة البلاد وحماسها. وتشير التطورات الحالية في هذا القطاع إلى أن الإصلاحات التي تم تنفيذها في السنوات القليلة الماضية قد أثمرت نتائج إيجابية. وبحسب بيان مودي، تعهدت الحكومة بمواصلة دعمها للمبادرات الهادفة إلى تحويل الهند إلى مركز للإنتاج الدفاعي.

من المتوقع أن تصل صادرات الدفاع الهندية إلى 35-40 ألف كرور روبية بحلول عام 2026، حسبما أعلن وزير الدفاع راجناث سينغ في محاضرة عقدت مؤخرًا في بيون. لقد تحسنت سهولة ممارسة الأعمال التجارية بشكل كبير بسبب الإصلاحات التي تم إدخالها على القوانين والبحث والتطوير. وذكر سينغ أيضًا أن الحد من الروتين جعل من السهل على رواد الأعمال الشباب إطلاق أعمالهم بسلاسة.

ظهرت المقالة الهند تأمل في بيع الأسلحة لأفريقيا والتفوق على الصين وروسيا أولاً على موقع الدفاع العربي.


المصدر الكاتب:Nourddine الموقع : www.defense-arabic.com نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-06 13:42:29 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading