الولايات المتحدة تسقط مكافآت مالية استهدفت قادة بارزين في طالبان

ويأتي قرار إلغاء المكافآت بعد أسابيع من بدء ولاية الرئيس ترامب الثانية، وبعد أيام فقط من اجتماع مسؤولين أمريكيين مع حكومة طالبان في كابول، لتأمين إطلاق سراح سائح أمريكي محتجز في أفغانستان منذ عام 2022.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لبي بي سي، أنه “لا توجد أية مكافآت حالية” تستهدف القبض على سراج الدين حقاني وشقيقه عبد العزيز حقاني وصهره يحيى حقاني، لكنهم لا يزالون “إرهابيين عالميين مصنفين بشكل خاص، ولا تزال شبكة حقاني مصنفة كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وجرى تحديث صفحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي على الإنترنت – التي عرضت حتى يوم الإثنين الماضي مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن سراج الدين حقاني -، حيث أزيل عرض المكافأة المنشور.

وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية في طالبان، عبد المتين قاني، لبي بي سي بأن إلغاء المكافآت “جاء نتيجة للجهود الدبلوماسية المتواصلة” التي تبذلها حكومته.

وقال: “إنها خطوة جيدة، وهذا يُظهر تفاعلنا الجديد مع العالم، وخاصة مع الولايات المتحدة”.

وأضاف: “أبلغونا (الوفد الأمريكي) برغبتهم في زيادة التفاعل الإيجابي وبناء الثقة بيننا”.

والتقى وفد أمريكي السبت، يضم المبعوث بشأن الرهائن آدم بوهلر والمبعوث السابق إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، بوزير خارجية حكومة طالبان، أمير خان متقي، ومسؤولين آخرين من طالبان في كابول. وبعد ذلك، أطلقت حكومة طالبان سراح المواطن الأمريكي، جورج غليزمان، الذي احتُجز منذ ديسمبر/ كانون الأول عام 2022 أثناء زيارته لأفغانستان كسائح.

ومن غير الواضح ما إذا كان إلغاء المكافآت جزءاً من المفاوضات.

أسس جلال الدين حقاني، والد سراج الدين حقاني، شبكة حقاني في ثمانينيات القرن الماضي، وبدأت كجماعة مناهضة للسوفييت مدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( سي أي إيه)، تعمل في أفغانستان وباكستان. لكنها نمت لتصبح واحدة من أكثر المنظمات المسلحة المعادية للغرب وإثارة للخوف في المنطقة.

وتحالفت الجماعة مع طالبان عندما تولت السلطة لأول مرة في أفغانستان عام 1996. وتوفي جلال الدين حقاني متأثراً بـ مرض طويل الأمد عام 2018.

ويبرز سراج الدين حقاني حالياً كمركز قوة في حكومة طالبان الأفغانية، مع تنامي الخلافات بينه وبين الزعيم الأعلى لطالبان، الملا هبة الله أخوندزاده.

وصرّح أعضاء في حكومة طالبان، لبي بي سي، بأن قضية تعليم المرأة تُشكّل نقطة خلاف رئيسية بين الجانبين.

وسعى أعضاء شبكة حقاني إلى تقديم أنفسهم كجهة أكثر اعتدالاً، وحشدوا الدعم بين سكان البلاد الذين يشعرون بالإحباط من تعنت الزعيم الأعلى لطالبان بشأن تعليم المرأة.

ويُعدّ إسقاط الحكومة الأمريكية للمكافآت دليلاً على أن مكانة طالبان تتنامى على الصعيد الخارجي، بين قطاعات من المجتمع الدولي حريصة على التعاون مع كابول.