الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء زيادة نشاط الغواصات النووية الروسية بالقرب من سواحلها

موقع الدفاع العربي 24 سبتمبر 2024: أفادت وسائل إعلام أميركية أن كبار المسؤولين العسكريين يجرون مراجعة معمقة لتحديد ما إذا كان نشر روسيا الأخير للسفن الحربية، بما في ذلك الغواصات النووية، في كوبا يمثل بداية لأنشطة جديدة تتضمن غواصات نووية روسية متطورة بالقرب من حدودها البحرية.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن نشر روسيا مؤخرا لأسطول من السفن الحربية إلى حليفتها كوبا كان متوقعا إلى حد كبير من قبل الولايات المتحدة كالمعتاد في المواقف العسكرية من قبل موسكو خلال تصاعد التوترات.

ولكن هذه المرة، هناك عنصر مختلف في نشر السفن الحربية الروسية إلى كوبا. ولأول مرة، تضمنت غواصة نووية من فئة ياسين “كازان”.

وأشار سوليفان إلى النشر الذي تضمن الغواصة النووية إلى جانب الفرقاطة “الأميرال جورشكوف” وسفينة الإمداد بالوقود “باشين” وزورق الإنقاذ “تشيكر”.

تمثل زيارة الغواصة النووية الروسية إلى كوبا أول حدث من نوعه منذ نهاية الحرب الباردة وتشير إلى نية موسكو إرسال رسالة إلى واشنطن وسط الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا بما في ذلك استخدام الصواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية.

وأشار المحللون إلى أن نشر غواصة “كازان” من فئة ياسين في كوبا يوضح أيضًا قدرة أسطول الغواصات النووية الروسية على العمل بالقرب من المياه الساحلية الأمريكية، وهو تطور يثير قلقًا كبيرًا لدى مسؤولي الأمن الأمريكيين.

في الشهر الماضي، حذر رئيس القيادة الشمالية الأمريكية الكونجرس من أن موسكو قد تنشر ما يصل إلى 12 غواصة نووية حديثة في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، مما يشكل “تهديدًا تقليديًا مستمرًا” للولايات المتحدة.

وقال الجنرال في القوات الجوية الأمريكية غريغوري جيلوت، نقلاً عن وسائل الإعلام الوطنية، “من المقرر أن تتصاعد هذه التهديدات قريبًا حيث يتم تجهيز الغواصات من فئة ياسين بشكل متكرر بصواريخ تسيركون الأسرع من الصوت”.

وتفيد وسائل الإعلام الأمريكية أن كبار المسؤولين العسكريين يفحصون ما إذا كانت تحركات السفن الحربية الروسية، بما في ذلك الغواصات إلى كوبا، تشير إلى نمط جديد من النشاط بالقرب من حدودها البحرية.

وقال سوليفان إنه إذا كان هذا يشير إلى أن الغواصات الروسية ستبدأ في العمل بالقرب من المياه الأمريكية، فهذا يتطلب ردًا عسكريًا.

وتزعم وسائل الإعلام الروسية أن ظهور الغواصة النووية من فئة ياسين في هافانا يُظهر أنها تستطيع الاقتراب من الشواطئ الأمريكية دون أن يتم اكتشافها.

وذكرت التقارير أن الغواصة كانت على بعد 30 ميلاً فقط (50 كيلومتراً) من الساحل الأمريكي، وهو القرب الذي اعترف به مسؤولون أمنيون أمريكيون.

تم إطلاق الغواصة “كازان” من فئة ياسين، التي تم تكليفها في عام 2021 وتشتهر بقدراتها “الهادئة للغاية”، في حوض بناء السفن سيفماش في سيفيرودفينسك بعد أن بدأ بناؤها في عام 2009 واكتملت في عام 2017.

منذ عام 2017، خضعت أحدث غواصة روسية للتجارب البحرية حتى تم تكليفها في عام 2021.

من بين السفن البحرية الروسية الأربع الموجودة حاليًا في كوبا، فإن وجود الغواصة “كازان” من فئة ياسين التي يبلغ وزنها 13800 طن “جدير بالملاحظة بشكل خاص”، حيث إنها من بين أحدث الغواصات الروسية، حيث لم تقم موسكو بتكليفها إلا في عام 2021 بعد “سيفيرودفينسك” السابقة.

وتخطط روسيا لضم ما بين خمس إلى سبع غواصات من فئة ياسين إلى أسطولها من الغواصات الهجومية.

وتعتبر هذه الغواصات من قبل المراقبين العسكريين الغربيين بمثابة “كابوس” لواشنطن وحلفاء الناتو بسبب قدراتها على التخفي، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها، وخاصة من قبل الولايات المتحدة.

في عام 2018، عملت أول غواصة من فئة ياسين، “سيفيرودفينسك”، في المحيط الأطلسي، ولم تتمكن البحرية الأمريكية لعدة أسابيع من اكتشافها على الرغم من نشر أصول مختلفة، بما في ذلك غواصاتها الخاصة.

اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بالفشل في اكتشاف الغواصة من فئة ياسين لأسابيع في المحيط الأطلسي.

في العام الماضي، أعرب كبار المسؤولين في البحرية الأمريكية عن مخاوفهم بشأن زيادة وتيرة الغواصات الروسية التي تعمل بالطاقة النووية في المياه الساحلية، وهو الشعور الذي ردده مايكل بيترسون من معهد الدراسات البحرية الروسية (RMSI)، الذي لاحظ إشارات مهمة على قيام روسيا بتعزيز نشر غواصاتها التي تعمل بالطاقة النووية في المياه الساحلية الأمريكية وخارجها.

مع وجود أسطول يقدر بـ 58 غواصة تعمل بالطاقة النووية من فئات مختلفة، يمكن نشر الأصول الروسية التي تعمل بالطاقة النووية تحت الماء على مستوى العالم، بما في ذلك المياه الساحلية الأمريكية.

في أكتوبر 2022، أصدر مدير القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية، الجنرال غلين فان هيرك، تحذيرًا بشأن زيادة وجود غواصات “سيفيرودفينسك” أو فئة ياسين في المناطق الساحلية الأمريكية.

وأعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون أن روسيا تشكل التهديد الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة، وقالوا: “لقد نقلوا للتو غواصاتهم (من فئة سيفيرودفينسك) إلى المحيط الهادئ”.

وأفاد قائد مكتب الاستخبارات البحرية الأميركية الأميرال مايكل ستودمان أن الغواصات من فئة “سيفيرودفينسك” أو ياسين خطيرة للغاية، مشيرا إلى أن “هذه الغواصات حديثة للغاية ولها قدرات جيدة.

وقال: “إنها نشطة للغاية”، مضيفا أن الغواصات الروسية بدأت في القيام بدوريات في المياه الأوروبية، مما يعرض المصالح الأميركية للخطر.