انتصار حزب الله علی ‘اسرائيل’ في حرب الكاميرات
في الـ18 من شهر سبتمبر/ أيلول من العام 1986 وثقت المقاومة الاسلامية في لبنان اول عملية مسلحة تمثلت في اقتحام موقع سجد ومن لحظتها أسس اعلام المقاومة الحربي.
ومن يومها تركت عدسة المقاومة اثرها الكبير في المعارك مع العدو الذي اصيب بعقدة الصورة.
هذه العدسة وثقت انسحاب العدو المذل من لبنان عام 2000 وانتصار المقاومة الاسلامية في حرب العام 2006.
اعلام المقاومة الحربي راكم انجازاته الاعلامية الكبيرة ووضفها في المعركة علی طريق القدس التي اطلقتها المقاومة الاسلامية في لبنان في الـ8 من اكتوبر / تشرين الاول من العام 2023.
اعلام المقاومة الحربي الذي هشم صورة العدو سابقاً، زاد في تهشيم صورته في معركة علی طريق القدس، فحقق اعلام المقاومة الحربي انجازات كبيرة علی مستوی الوعي من خلال توثيق انتصار المقاومة الميدانية.
ويستخدم اعلام المقاومة الحربي، ببراعة الحرب النفسية عبر نشر مقاطع الفيديو للعمليات، شرح لموقع العملية الجغرافي عبر تحديده نقطة الاستهداف علی الخريطة.
واهمية الدور الذي يلعبه اعلام المقاومة الحربي في تلخيص جميع العمليات في ختام اليوم، حيث يظهر مدی دوره في المواجهة مع العدو.
وقد برز الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية في استخدام المشاهد التشبيهية والمصطلحات الدقيقة لبعض الاسلحة والمسيرات وتمرير بعضها في المشاهد، اهمية الفيديوهات الحربية انها دحضت مزاعم العدو في نكران الخسائر البشرية حيث توثق عدسات المقاومة جنود العدو وهم في مرمی الصواريخ وحتمية مقتلهم.
عناصر الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية هم استشهاديون، حالهم حال رامي الصواريخ، تحت اعين المسيرات، هم شركاء اساسيون في تحقيق الانتصار وفي حرب الصورة مع العدو الاسرائيلي وجلهم يعمل وفي خلفيته قناعة يقينية بأن ثقافة الصورة كجزء أصيل من المعركة وان مهمته لاتقل أهمية عن مهمة أي مقاوم فدائي.
تواجه عناصر اعلام المقاومة الحربي تحديات عدة فيما يخص الرؤية والمسافة وتحدي الطقس وتحدي الزمان الذي يتمثل في اختيار توقيت المناسب لالتقاط المشاهد.
مع كل هذه التحديات نجح اعلام المقاومة الحربي في مقارعة العدو بالصورة وأظهر المستوی العالي في تصوير العمليات واظهارها باحترافية.
حرب الكاميرات بين “اسرائيل” وحزب الله كما يصفها محللون اسرائيليون تعكس مدی أهمية الصورة والحرب النفسية بالنسبة الی حزب الله لكي الوعي الاسرائيلي ولذلك وفقاً لهم علی الجيش الاسرائيلي ان يعلم انه عندما يهاجم عناصر حزب الله فإنه حتماً سيكون هناك مصور معهم.
وفي حرب الصورة لاتقل مواجهة العدو بهذا الجانب، عن مجابهته عسكرياً فالمعارك العسكرية تتوقف لكن الحرب علی الوعي تستمر من دون هوادة.
لا أحد يتوقع ان يخرج العدو مع كل رقابته وتشديده ليعترف بخسائره الا ان عدسة اعلام المقاومة الحربي مزقت هذه الرقابة الی غير رجعة.
تطور العمل الاعلامي لدی المقاومة وترسيخ الرواية الصحيحة امران سيسهمان في هزيمة سردية العدو الاسرائيلي وخفض تأثيره في الاقناع.
ويطرح السؤال اليوم ماذا لو لم يكن في الجنوب اللبناني كاميرا تقاتل سيما ان العدو يبذل جهوداً كبيرة في محاولة لإخفاء خسائره البشرية والمادية؟
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-11-16 12:11:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي