انضمام السويد لحلف الناتو: تحول استراتيجي في السياسة الأمنية
موقع الدفاع العربي 8 مارس 2024: بعد قرنين من الحياد، وعدم الانحياز العسكري، وعامين من المفاوضات المكثفة، انضمت السويد رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كالعضو الثاني والثلاثين. هذا القرار يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الأمن القومي للسويد، التي كانت حتى العام 2022 حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا.
الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 كان نقطة تحول حاسمة دفعت ستوكهولم لإعادة النظر بشكل كامل في سياستها الأمنية. وقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن الناتو أصبح “أقوى من أي وقت مضى” بعد انضمام السويد، معتبرًا ذلك دليلًا على الفشل الاستراتيجي الذي تتكبده روسيا جراء غزوها لأوكرانيا.
ردود الفعل الدولية كانت متباينة، لكن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، وصف الحدث بأنه “يوم تاريخي”، مؤكدًا أن السويد ستأخذ الآن مكانها الصحيح على طاولة الحلف1. ومن المقرر أن يتم رفع علم السويد أمام مقر الحلف في بروكسل.
من جهة أخرى، واجهت السويد تحديات في مسار انضمامها للحلف، خاصةً مع تركيا التي اتهمت السويد بالتساهل مع ناشطين أكراد لاجئين على أراضيها، والتي تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”. وقد تطلب الأمر مفاوضات شاقة وتقديم تنازلات للتغلب على هذه العقبات.
في الختام، يمكن القول إن انضمام السويد لحلف الناتو يعكس تغيرًا في موازين القوى الأوروبية ويعزز من الوحدة الأوروبية في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة. ويبقى السؤال المطروح: كيف ستتأقلم السويد مع دورها الجديد ضمن الحلف، وما التأثيرات المحتملة لهذا الانضمام على العلاقات الدولية في المستقبل؟
هل تتضمن عضوية السويد في حلف ناتو التزامًا بالانخراط في صراع مع روسيا؟
عضوية السويد في حلف الناتو لا تتضمن بالضرورة التزامًا بالانخراط في صراع مع روسيا. الهدف الأساسي للناتو هو الدفاع الجماعي، حيث تنص المادة الخامسة من معاهدة الناتو على أن هجومًا على أي عضو في الحلف يعتبر هجومًا على جميع الأعضاء، ويتطلب ردًا جماعيًا. ومع ذلك، فإن الانضمام إلى الحلف يعني أيضًا الالتزام بالمساهمة في الأمن الجماعي وقد يشمل ذلك المشاركة في عمليات الناتو المختلفة التي يمكن أن تكون دفاعية أو لحفظ السلام.
السويد، كعضو جديد في الناتو، تستفيد من الحماية بموجب المادة الخامسة، ولكن هذا لا يعني تلقائيًا الانخراط في صراعات عسكرية. القرارات داخل الناتو تتخذ بالإجماع، ولكل دولة الحق في المشاركة في العمليات العسكرية بما يتوافق مع سياستها الوطنية.
ما هي العلاقات بين روسيا والسويد؟
العلاقات بين روسيا والسويد لها جذور تاريخية عميقة، تعود إلى العصور القديمة حين كان الفايكينغ السويديون يتاجرون عبر الأنهار الروسية وأسسوا مستوطنات في المنطقة1. خلال العصور الوسطى، خاضت الدولتان عدة حروب، أبرزها حروب السيطرة على بحر البلطيق بين القرنين السادس عشر والثامن عشر.
في العصر الحديث، وخاصة بعد انضمام السويد إلى حلف الناتو، توترت العلاقات بين البلدين. روسيا اعتبرت هذه الخطوة تهديدًا لأمنها القومي وأعلنت عن تعزيز قواتها على الحدود الغربية2. السويد من جانبها، زادت من استعدادها العسكري في بحر البلطيق استجابةً للنشاط الروسي المتزايد في المنطقة3.
تعتبر هذه التطورات جزءًا من تغيرات أوسع في الأمن الأوروبي والعلاقات الدولية في ظل التوترات الحالية.
ظهرت المقالة انضمام السويد لحلف الناتو: تحول استراتيجي في السياسة الأمنية أولاً على موقع الدفاع العربي.
المصدر
الكاتب:نور الدين
الموقع : www.defense-arabic.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-08 14:17:09
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي