انقلاب المثانة وضعف تخزين البول.. عيب نادر في الأجنة
وتتراوح درجة خطورة هذا العيب بين تشوهات بسيطة في المثانة وحالات أكثر تعقيداً تشمل الجهاز البولي، والتناسلي، وأحياناً الجهاز الهضمي وعظام الحوض.
ويُعتبر التدخل الجراحي أمراً ضرورياً بعد الولادة لتصحيح هذه التشوهات وضمان جودة الحياة للمصاب.
أسباب انقلاب المثانة الخارجي
توجد 3 أنواع رئيسية من انقلاب المثانة الخارجي؛ النوع الأول هو المَبال الفَوقاني، وهو الحالة الأقل شدة، حيث لا يتكون الإحليل (مجرى البول) بشكل كامل، مما يؤدي إلى تسريب البول وعدم القدرة على التحكم فيه.
والنوع الثاني هو الاكتشاف المثاني، حيث تنقلب المثانة، وتتكون خارج الجسم، مما يتسبب في تشوهات تشمل أجهزة المسالك البولية، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي.
أما النوع الثالث والأكثر خطورة فهو الإكشاف المذرقي، حيث لا ينفصل المستقيم والمثانة والأعضاء التناسلية بشكل كامل أثناء نمو الجنين، مما يؤدي إلى تشوهات واسعة تشمل أيضاً العمود الفقري والحبل الشوكي.
ولم يتم تحديد سبب دقيق للإصابة بانقلاب المثانة الخارجي، لكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تساهم في حدوث هذا العيب.
وتشمل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا العيب، التاريخ العائلي المرضي، حيث تزداد احتمالية إصابة الطفل إذا كان أحد الوالدين أو أحد الأشقاء مصاباً بالإكشاف المثاني.
كما تُشير الإحصاءات إلى أن العِرْق الأبيض والذكور هم الأكثر عُرضة للإصابة.
جدير بالذكر أن الأطفال الذين يولدون باستخدام تقنيات مساعدة على الإنجاب، مثل الإخصاب في المختبر، يكونون أكثر عُرضة للإصابة بهذا العيب.
تشخيص انقلاب المثانة الخارجي
يمكن تشخيص انقلاب المثانة الخارجي أثناء الحمل من خلال فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني، حيث يُمكن ملاحظة بعض المؤشرات مثل عدم امتلاء المثانة أو تفريغها بشكل صحيح، أو موضع منخفض للحبل السري.
ويمكن أيضاً استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتأكيد التشخيص، وفي بعض الحالات، قد لا يتم اكتشاف العيب إلا بعد ولادة الطفل.
تشمل العلامات التي يبحث عنها الأطباء في حديثي الولادة حجم جزء المثانة المكشوفة، وموضع الخصيتين، وانتفاخ الأمعاء خلال جدار البطن، وتشريح المنطقة حول السرّة.
علاج انقلاب المثانة الخارجي
يُعالج الأطفال المصابون بانقلاب المثانة الخارجي عن طريق الجراحة الترميمية بعد الولادة، والهدف من الجراحة هو توفير مساحة كافية لتخزين البول، وإعادة تشكيل الأعضاء التناسلية الخارجية لتبدو وتعمل بشكل طبيعي، والحفاظ على الأداء الوظيفي للكلى.
وهناك طريقتان أساسيتان لإجراء هذه الجراحة؛ الأولى هي الترميم الكلي الذي يتضمن إجراء واحداً يتم فيه إغلاق المثانة والبطن وترميم الإحليل والأعضاء التناسلية في أقرب وقت ممكن بعد الولادة.
أما الطريقة الثانية هي الترميم المرحلي، حيث يتم تقسيم العملية إلى ثلاث مراحل تبدأ بإغلاق المثانة والبطن بعد الولادة مباشرة، ثم يتم ترميم الإحليل والأعضاء التناسلية في مرحلة لاحقة.
وتتطلب الحالة بعد الجراحة متابعة دقيقة لضمان التئام الجروح واستعادة الوظائف الطبيعية، ويحتاج الأطفال للبقاء في وضع الشد لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع لمنع الحركة التي قد تؤثر على عملية التئام الجروح.
ويتم إدارة الألم بعد الجراحة باستخدام أنابيب دقيقة توضع في القناة الشوكية لتوزيع مسكنات الألم بشكل مستمر، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام الأدوية الأفيونية.
وبعد الجراحة، يتمكن معظم الأطفال من التحكم في البول والبراز، لكن قد يكون هناك حاجة لإدخال أنبوب إلى المثانة (قسطرة بولية) لتصريف البول، وقد تكون هناك حاجة لجراحات إضافية مع نمو الطفل.
ويُمثّل التعامل مع عيب خلقي شديد ونادر مثل انقلاب المثانة الخارجي تحدياً نفسياً كبيراً للأهل، لذا من المهم تقديم الدعم النفسي والعاطفي للطفل والأسرة.
وينصح الأطباء بأن يتلقى الأطفال المصابون استشارات طبية ونفسية مبكرة، وأن يتلقى أفراد الأسرة الدعم اللازم للتكيف مع هذه الحالة.
ويمكن أن تكون مجموعات الدعم التي تضم أهالي آخرين مرّوا بتجارب مشابهة مفيدة جداً في مواجهة التحديات.
وعلى الرغم من الصعوبات، يمكن للأطفال المصابين بانقلاب المثانة الخارجي أن يعيشوا حياة طبيعية مليئة بالإنجازات، وأن يندمجوا في المجتمع، ويؤسسوا علاقات اجتماعية وينجبوا الأطفال.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com بتاريخ:2024-09-03 06:47:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي