صحافة

بأمر من حزب الله.. لا عودة للمستوطنين بدون وقف العدوان على غزة 

العالم مقالات وتحليلات

بهذه العبارات وصفت صحيفة “نيويورك تايمز”، حال الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة، منذ ان تدخل حزب الله في الحرب نصرة لغزة في 8 تشرين الاول/ أكتوبر عام 2023.

اللافت ان تقرير نيويورك تايمز كُتب، قبل ان تصبح هجمات حزب الله، على منطقة شمال فلسطين المحتلة، اكثر شدة خلال شهر أيار/مايو الفائت، قياسا بشهر نيسان / ابريل، وفقا لمركز أبحاث “عالما” المتخصص في رصد جبهة “إسرائيل الشمالية”. فبحسب تقرير مركز الابحاث هذا شن حزب الله 325 هجوما على شمال فلسطين المحتلة، الشهر الماضي، وبمعدل 10 هجمات يوميا، بينما كان عدد هجماته 238 هجوما، في نيسان/أبريل. كما وصل عدد القذائف المضادة للمدرعات التي أطلقها الحزب الشهر الماضي، 95 قذيفة، بينما كان عددها 50 في نيسان/أبريل. كذلك ارتفع عدد الطائرات المسيرة التي أطلقها الحزب ، من 42 طائرة مسيرة، في نيسان/أبريل، إلى 85 طائرة مسيرة الشهر الماضي.

وحسب التقرير، فإن عدد الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله خلال الأشهر الأربعة الماضية كان أعلى بـ12 مرة من تلك التي أطلقها في الأشهر الأربعة الأولى للحرب. بينما اطلق حزب الله خلال الشهر الماضي، 139 صاروخا أو قذيفة صاروخية، مقابل 128 في الشهر الذي سبقه.

وأحصى التقرير 1964 هجوما نفذه حزب الله بهذه الأسلحة منذ بداية الحرب، وأن 46% منها استهدفت بنية تحتية ومستوطنات، علما أن الأغلبية الساحقة من المناطق في شمال فلسطين المحتلة، وخاصة القريبة من الحدود اللبنانية، كانت خالية من المستوطنين الصهاينة.

بعد سقوط عشرات الصواريخ والمُسيرات الانقضاضية على الجليل والجولان، اندلعت موجة حرائق في واحد من أحر أيام العام، وأكثرها جفافا، فقد ظلت الحرائق تلتهم البيوت والأشجار في مستوطنات الجليل، لعشرين ساعة متواصلة، إثر اشتعال النيران في أكثر من 13 مستوطنة، بينها “كفار غلعادي”، و”كريات شمونة”، و”مرغليوت” و”المنارة” و”كيرن نفتالي” في إصبع الجليل، و”شلومي” في الجليل الغربي، و”أليبيلط” وصفد و”عميعاد” في الجليل الأعلى، و”تل ساكي” و”ناطور” و”مافو حمة” في جنوب الجولان المحتل.

وزير الأمن القومي الصهيوني، إيتمار بن غفير، وصف ما جرى في الشمال بأنه “إفلاس حكومي”. أما رئيس المعارضة، يائير لبيد، فهاجم الحكومة قائلا إن “الشمال يحترق والردع الإسرائيلي يحترق معه أيضا. لا توجد لدى الحكومة خطة لليوم التالي في غزة، ولا خطة لإعادة سكان الشمال، ولا إدارة ولا استراتيجية. إنها حكومة التخلي الكامل”.

ومن اجل وضع المستوطنين في صورة ما يجري بعيدا عن اكاذيب نتنياهو ووزراء حكومة حربه ، بعث حزب الله رسائل إلى رؤساء مستوطنات شمال إسرائيل، أبلغهم فيها بأن سكان هذه المستوطنات لن يعودوا لمنازلهم إلا بعد وقف العدوان على قطاع غزة، وحذرهم فيها من الوهم الذي يبيعه لهم قادتهم بهذا الخصوص.

وجاء في تلك الرسائل: إلى مستوطني الشمال، يجب أن تفهموا أننا استهدفنا فقط المنازل التي كان يختبئ فيها جنودكم؛ إذا لم تطلبوا من حكومتكم وقف العدوان على غزة، فلن يبقى هناك منازل للعودة إليها. ان المعادلة الوحيدة هي وقف العدوان على غزة ما يعني عودتكم إلى الشمال. ان غالانت يبيعكم الأوهام عندما يعد بإخراج حزب الله من شمال نهر الليطاني. عليكم أن تتعايشوا مع الواقع، نحن هنا إلى الأبد.

موقع “والا” الإسرائيلي كشف عن إن هجمات حزب الله رفعت منسوب التوتر بين مستوطني شمال فلسطين المحتلة وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فالحكومة، وفقا للمستوطنين، تمتنع عن إصدار أوامر إخلاء رسمية لمستوطنات الشمال لأسباب بينها الخشية من دفع تعويضات كبيرة.

حتى قبل ان يكثف حزب الله من هجماته ضد مناطق شمال فلسطين المحتلة، كان الحزب قد ساهم وبشكل مؤثر في تدفيع الكيان الاسرائيلي بعض ثمن عدوانه على غزة، فقد أفادت دراسة أكاديمية في الكيان الاسرائيلي، صدرت قبل اشهر ان نحو نصف مستوطني شمال فلسطين المحتلة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ولا يريدون العودة إلى مناطقهم. وان 90% من مستوطني الجليل الشرقي تضرروا ماليا بسبب الحرب. وان 50% من أصحاب القطاع الخاص أفادوا بحدوث ضرر في قدرتهم على العمل. كما أن 50% كذلك أفادوا بأن ضررا جسيما لحق بوضعهم المادي مع انخفاض دخلهم بنسبة 50% على الأقل خلال هذه الفترة.

لا يبدو ان خشية المستوطنين من العودة الى مستوطناتهم في الشمال، قد قل او خفت، بل على العكس ازداد واشتد، بعد الاسلحة النوعية التي استخدمها حزب الله في الفترة الاخيرة، والتي ادت الى تعطيل دور القبة الحديدية، بعد استهدافها بصواريخ حزب الله، وكذلك سلب الطيران الاسرائيلي حريته فوق لبنان، بفضل سلاح المضادات الذي ظهر كقوة ردع جديد، بالاضافة الى اسقاط طائرة هرمس المسيرة، والذي جاء كصفعة مدوية للتكنولوجيا الاسرائيلية، واستخدام صواريخ ثقيلة في دك مراكز عسكرية حساسة، حتى وصل الامر بالاعلام الاسرائيلي، ان يعترف، بعد هجمات حزب بالله بالمسيرات ضد اهداف تابعة لجيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، أنه “لو حدث هذا قبل سنة لقامت الحرب، ولما تبقى شيء من لبنان، بينما اليوم لبنان يزدهر ونحن في حرب ونهرب مثل الأرانب”.

كل هذه الضربات التي تعرض لها الكيان الاسرائيلي وقوات الاحتلال، خلال الاشهر الماضية، تمت باستخدام حزب الله، 5 بالمائة من اسلحته فقط وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية، لذلك ليس هناك من خيار امام الصهاينة، الا وقف العدوان على غزة، قبل ان يتفاجأوا مستقبلا باسلحة لم تخطر لهم على بال، وعليهم ان يصغوا جيدا الى ما قاله سيد المقاومة، سماحة السيد حسن نصرالله، في رسالته الى المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة: “للمستوطنين في شمال إسرائيل.. اذا كنتم تريدون العودة إلى المستوطنات الشمالية، اذهبوا الى حكومة نتنياهو، وقولوا له..أوقف الحرب على غزة.. ان الجبهة اللبنانية مستمرة في مساندة غزة وأن هذا أمر حاسم ونهائي، والأمريكي والفرنسي سلما بهذه الحقيقة”.

*أحمد محمد

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-06-08 23:06:27
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading